جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 15-12-2014
• انتقدت صحيفة نيويورك تايمز في افتتاحيتها المجتمع الدولي لعدم قيامه بواجباته تجاه الكارثة الإنسانية التي تعصف بالمشردين واللاجئين السوريين، معتبرة أن الدول الغنية تضرب بحال اللاجئين السوريين عرض الحائط، وأضافت أن عدم توصل المجتمع الدولي إلى حل نهائي للحرب الأهلية التي تعصف بسوريا منذ سنوات يؤدي إلى تفاقم أزمة اللاجئين السوريين أكثر، وقالت إن الدول المجاورة لسوريا تتحمل عبئا كبيرا في استضافة اللاجئين، ودعت إلى قيام دول أخرى في العالم بالمشاركة في تحمل هذا العبء, سواء عن طريق تقديم الدعم أو استضافة اللاجئين.
• استهلت صحيفة الإندبندنت البريطانية افتتاحيتها التي بالحديث عن عزم بريطانيا إرسال المئات من جنودها إلى العراق لتدريب القوات الحكومية والكردية على مواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية"، وقالت الصحيفة إن القوات البرية البريطانية يجب ألا تشارك في الحرب ضد التنظيم الذي وصفته بأنه تهديد قاتل لكل آمال السلام، لكن المقال اعتبر أن ظهور التنظيم جاء نتيجة للإطاحة بنظام صدام حسين، وما تبع ذلك من زعزعة لاستقرار الدولة بالكامل، واستشهدت الافتتاحية بما ذكره الصحفي باتريك كوبيرن الذي قال إن التنظيم "ابن حرب" ونتيجة الإطاحة بصدام واستبدال حكومة لديها ثأر تسيطر عليها الشيعة به، وقالت الإندبندنت: إنه و مثل معظم دول العالم لا يمكننا إنكار أن هذا الكيان مدعي التدين أقرب إلى الشر المطلق، وأضافت أنه يجب أن نقر بنصيبنا من المسؤولية عن ظهور تنظيم "الدولة الإسلامية"، مشيرة إلى أن النتيجة المؤكدة للتدخل الغربي هو انتشار الجهاديين المتعصبين المعادين للغرب، وبحسب المقال الافتتاحي، فإن الولايات المتحدة، ومن ورائها بريطانيا، كانت تحلم بإحياء عصر الإمبريالية الغربية دون ثمن يذكر، لكن خلال هذه العملية تعلمنا أنه على الرغم من أنه ليس صعبا تدمير دولة ضعيفة، فإنه من الأصعب بكثير استبدال دولة أفضل بها، وفقا للصحيفة.
• في مقاله بصحيفة الشرق الأوسط والذي جاء بعنوان "واشنطن تهيئهم للقتال بعد عامين!"، أشار فيه إلى أنه في جلسة استماع خصصت للحديث عن الحرب على "داعش"، وعن سوريا، استغرب بعض أعضاء الكونغرس من برنامج الحكومة الأميركية تدريب المعارضة السورية على السلاح، لأنه يبدأ في ربيع العام المقبل، وينتهي في ربيع 2016، متسائلا: ما الذي علينا أن نفعله حتى ذلك الحين، ورأى الكاتب أن برنامج التدريب الموعود بذاته لا يستحق الاهتمام به إلا من الجانب السياسي، لأنه يعبر عن موقف أميركي مؤيد للمعارضة ومع مشروع إسقاط نظام الأسد، ولفت إلى أنه ليست الولايات المتحدة، ولا حتى الدول الأوروبية المؤيدة للجيش الحر، هي من تدرب المعارضة التي تقاتل على الأرض، بل معظمهم منح تدريبا سريعا في الدول العربية التي تؤيدهم، وتدعمهم، وكذلك تركيا، ولهذا نقول للوسطاء الدوليين، ومبعوثي الدول الغربية، إن عليهم أن يفهموا الواقع الجديد، الذي لا ينسجم مع الحلول النظرية التي يعيدون طرحها بلغة مختلفة كل مرة، موضحا أن السر يكمن في الـ9 ملايين لاجئ، ومعظمهم داخل سوريا نفسها، وبسببهم ستستمر الحرب، لأن نظام الأسد يعتبرهم خصومه، ولن يسمح لهم بالعودة إلى مدنهم وأحيائهم، خشية أن يسلموها للمعارضة، إن لم يحاربوا أيضا معها، وفي نفس الوقت لا يمكن أن نتوقع منهم البقاء على الحياد وهم مطرودون من منازلهم، لهذا السبب تحديدا الحرب ستستمر حتى حدوث التغيير، ونوه الكاتب إلى أن الذي لا نستطيع أن نعرفه في المستقبل القريب، هو كيف ستتشكل القوى والأوضاع بين اللاجئين، فهل سينضم المزيد من الشباب السوري التائه إلى تنظيمات متطرفة مثل "داعش" و"جبهة النصرة" أم مع الجيش الحر المعتدل، وخلص إلى أنه من الصعب أن نخمن عن بعد ما الذي يحدث داخل مجتمع المهجرين والمشردين، سوى القول: إنهم خزان بشري هائل، وغاضب.
• دانت صحيفة الشرق السعودية، تقاعس المجتمع الدولي ومجلس الأمن، عن اتخاذ قرارات تواجه هذه الجرائم ابتداء من إسرائيل ومروراً بنظام الأسد الذي ارتكب أبشع أنواع الجرائم ضد الإنسانية، مشددة على أن ذلك سيشجع ليس الحوثيين فحسب على الاستمرار في الاعتداء على حقوق الإنسان وتدمير منازل السكان، بل سيصبح التدمير والقتل ثقافة عامة لدى الأنظمة والجماعات المتطرفة، وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل ابتدعت تدمير بيوت الفلسطينيين عقاباً لهم على مواجهتهم قوات الاحتلال على أراضيهم، إضافةً إلى اتباعها سياسة تجريف الأراضي واقتلاع الأشجار، ولفتت إلى أن هذه السياسة استخدمها نظام الأسد لكن على نطاق واسع ودون إعلام أصحاب المنازل بضرورة إخلائها كما تفعل إسرائيل، بل زاد النظام كثيرا على ما فعله الاحتلال حيث دمر مدناً بأكملها فوق رؤوس سكانها، كما قطع مياه الشرب وجميع وسائل الحياة عن السكان في معظم أنحاء سوريا، وبينت، أن الميليشيات الحوثية في اليمن رغم صغر حجمها السياسي والعسكري، فهي أيضا سارت على خطى إسرائيل والأسد في تدمير منازل الخصوم، ودمرت عشرات المنازل لقادة يمنيين، انتقاماً منهم لوقوفهم في مواجهة سياساتهم التي يريدون من خلالها فرض أجندات غير وطنية على الشعب اليمني.
• تحدثت صحيفة الوطن السعودية، عن مراوغات إيرانية بزعم حل الأزمة السورية، مبرزة أنه فيما يبذل المبعوث الدولي للمنظمة العامة للأمم المتحدة ستافان دي ميستورا أقصى جهوده متنقلاً بين العواصم - التي كان آخرها لندن أمس - من أجل إقناع الدول ذات التأثير بخطته لإنهاء الأزمة السورية، يظهر في إيران من يتحدث عن دعم بلاده لتلك الخطة وكأنه يشير إلى أن أي حلول لا بد أن تمر عبر طهران قبل تطبيقها على أرض الواقع، ورأت الصحيفة أن قول مساعد وزير الخارجية الإيراني أمس إن بلاده تدعم خطة دي ميستورا في وقف إطلاق النار بين النظام والمعارضة، وتؤيد حوارا بين الطرفين تشرف عليه الأمم المتحدة لإيجاد حل سياسي، لا يتجاوز كونه كلاماً مجانياً لا يقدم أو يؤخر في حقيقة الموقف الإيراني الداعم بقوة لنظام الأسد إن لم يترافق بتوقف الدعم وسحب القوات الإيرانية وعناصر "حزب الله" الذي يتلقى التعليمات من طهران، وشددت على أن إيران تتعامى عن أن "النظام السوري" التفّ على مقررات مؤتمر "جنيف 1"، وشجعته على إفشال مؤتمر "جنيف 2" الذي لم يكن لها دور فيه بإجماع دولي، وعليه فإن ما أشار إليه مساعد وزير خارجيتها من أنها تريد المساعدة كي تنجح خطة دي ميستورا.. هو مناورة لمنح "النظام السوري" وقتاً إضافياً.
• نبهت صحيفة الرياض السعودية، من أن إيران بدأت تطبق الاستعمار الاستيطاني الفارسي بزحفها نحو البلدين سوريا والعراق، بدعم حكومي وطائفي منهما وللأسف من عرب فضلوا عودة استعمار إمبراطوريات الفرس عليهم، وقضية أن يعاد التاريخ من جديد كما جرى فيما بعد الاستعمار الغربي بطمس وإبادة الشعوب الأصلية في أفريقيا والوطن العربي، فلسطين تحديداً، وأستراليا، وألمحت الصحيفة إلى أن تركيا ليست ساكنة، فهي أيضاً تعتبر سوريا حدودها الأساسية للتمدد على الوطن العربي وترى أنها حامية السنة وهي تخشى أن تصبح إيران الباعث الأساسي لتحريك العلويين والأكراد لتمزيقها، فحتى لو ظهرت مبادئ تقسيم العراق وسورية بين الدولتين، فما تخفيه بواعث الخوف وأرصدة العداء التاريخي قد تبرز بشكل أكثر صراحة، وربما يتم اتفاق مثلما كان بين فرنسا وبريطانيا بتقسيم تركة الرجل المريض، فقد يعود تقسيم البلدين العربيين بنفس الصيغة والأهداف، وتابعت الصحيفة قائلة إن العرب بوضعهم الراهن يعيشون الصدمة والحيرة وهم يرون خرائطهم تتبدل، ويبقى فقط محور مصر ودول الخليج القوة الأخرى لكن دورهما يبقى محورياً إذا ما عملا على إيقاظ الشعور القومي وإنقاذ العراق وسورية من الاستعمار الجديد.
• سلطت صحيفة الدستور الأردنية الضوء على التحركات الدبلوماسية لحل الأزمة السورية، وفي مقال بعنوان "مؤتمر موسكو أو اللعب في الوقت المستقطع"، قالت الصحيفة إن فرص نجاح مهمة الموفد الروسي ميخائيل بوغدانوف لجمع الحكومة والمعارضة السوريتين حول مائدة واحدة في موسكو تبدو ضئيلة للغاية، حتى لا نقول معدومة، وبعد أن استعرضت الصحيفة مختلف مواقف بلدان المنطقة بشأن الأزمة السورية، رأت أن الولايات المتحدة، ومعها بعض "المحافظين الأوروبيين الجدد" بالتحديد في باريس، لا تبدو في الظاهر على خلاف مع روسيا في مسعاها، لكن المؤكد أنها لن تسمح لموسكو بالتقرير بشأن هوية المتحاورين وجدول أعمال وأهداف الحوار ومآلاته، ورجحت أن شروط هذه التسوية، لن تنضج قبل الربيع القادم، وما قد يأتي به من تطورات، خصوصا في ملف العلاقات الأمريكية الإيرانية.
• تحت عنوان "النظام السوري يستولي على منزل الفنانة مي سكاف"، كتبت صحيفة النهار اللبنانية أن اللجان الشعبية، التابعة إلى نظام الأسد، استولت على منزل الفنانة مي سكاف في جرمانا بريف دمشق، واستولى أحد عناصرها على الشقة بعد كسر القفل وتغييره، واتخذها مسكناً له ولعائلته، ولفتت الصحيفة إلى أن هذا الفعل يأتي على خلفية الموقف الذي اتخذته مي سكاف ضد نظام بشار الأسد ومشاركتها في التظاهرات والاعتصامات المناهضة للنظام، قبل اضطرارها لمغادرة سوريا بعد أن نظمت أجهزة الأمن ضبطاً أمنياً في حقها وأحالته إلى نيابة محكمة الإرهاب التي أحالته بدورها إلى قاضي التحقيق لمحاكمتها بتهمة الاتصال بإحدى القنوات الفضائية ونشر أنباء كاذبة، وقد أصدر قاضي التحقيق قراره باتهام الفنانة مي سكاف بالتهم الأمنية المنسوبة لها وطلب من محكمة الجنايات إصدار مذكرتي قبض ونقل في حقها ومحاكمتها بالتهم المنسوبة لها.