جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 8-12-2014
• رصدت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية تصريحات مسؤولين كبار في الإدارة الأميركية حول سعي الرئيس الأميركي باراك أوباما توضيح سياسته إزاء سوريا، بما في ذلك كيفية التوفيق بين معارضته لكل من نظام الأسد ومسلحي تنظيم "داعش"، وأوضحت الصحيفة في تقرير على موقعها الإلكتروني، أن المناقشات تجري وسط ضغوط متزايدة يمارسها حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط على الإدارة الأميركية لمواجهة أكثر وضوحاً لنظام الأسد، ولفتت إلى أن الغارات الجوية الأميركية ضد مسلحي "داعش" أثارت شكاوى من حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة والجمهوريين، لما يبدو أن تلك الغارات تدعم نظام الأسد، ونقلت الصحيفة عن مسؤول بارز في الإدارة الأميركية، من دون ذكر اسمه، القول إنه في ذهن العديد من أعضاء المعارضة السورية، يوجد شعور بعدم الرضا إزاء حقيقة أن هناك الكثير من التركيز على "داعش"، بدلاً من اعتقادهم بضرورة إعطاء الأولوية للحرب ضد "النظام السوري"، ومن الواضح أن هذا أمر علينا مواجهته ونبحث طرقاً لزيادة دعمنا للمعارضة، وأضافت أن البيت الأبيض يدرس أيضاً إنشاء منطقة آمنة على طول الحدود السورية التي من شأنها أن تكون منطقة محظورة على طائرات نظام الأسد، وستوفر الملاذ للاجئين ولقوى المعارضة المدعومة من الغرب، لافتة إلى إشارة مسؤول كبير بالإدارة بأنه مع ذلك، فإن الرئيس أوباما يبدو الآن أقل انفتاحاً على هذه الفكرة عن ذي قبل، ورأت الصحيفة أن هناك هدفاً واحداً لإعادة التفكير في السياسة المتبعة إزاء سوريا، وهو السماح للرئيس بصياغة استراتيجية أكثر وضوحاً في الوقت المناسب لاستباق استجواب مكثف يتوقع مسئولون أميركيون أن يتعرض له وزير الدفاع الجديد آشتون كارتر من قبل النقاد الأكثر صخباً لنهج الإدارة، بمن فيهم السيناتور جون ماكين، وقالت إن سوريا ظلت واحدة من قضايا السياسة الخارجية الأكثر إرباكاً لأوباما، حيث دعا الرئيس الأميركي منذ فترة طويلة الأسد إلى التنحي، قائلاً له مراراً وتكراراً إن أيامه باتت معدودة، ولكن الأسد لا يزال باقياً على رأس السلطة، في حين أبدى بعض المشرعين في الكونغرس وحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة إحباطهم من أوباما إزاء عدم رغبته في الانخراط بقوة أكبر ضد نظام الأسد.
• نقل موقع "ديبكا" الإسرائيلي عن مصادر عسكرية واستخبارية أن الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع سورية قريبة من مطار دمشق الدولي، وعلى الحدود بين سورية ولبنان، يعتبر الاشتباك العسكري الأول والعلني بين إسرائيل وروسيا في الحرب السورية، وقال الموقع إن إسرائيل دمرت مكونات صواريخ روسية متطورة مضادة للدروع من نوع S-300 قررت موسكو نقلها لـ"حزب الله" اللبناني عبر سورية، بحسب الموقع، وأضاف أن هذه الأنظمة الروسية وصلت قبل أيام بواسطة طائرات نقل روسية للجزء العسكري من مطار دمشق الدولي، وقالت المصادر إن: الغارات الإسرائيلية جاءت بعد أقل من 24 ساعة على لقاء جمع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف المسؤول في الكرميلين عن الدور الروسي في الحرب السورية بالأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله ببيروت، وأشار الموقع إلى أنه لم يكن هذا هو اللقاء الأول من نوعه بين بوجدانوف ونصر الله، لكنها المرة الأولى التي يقرر الروس فيها نشر صور للقاء بشكل علني، وأضاف الموقع أن الروس يدرسون منذ عدة أسابيع طريقة الانتقام من الولايات المتحدة وإسرائيل، بعد سقوط أكبر قاعدة استخبارية روسية في أيدي المتمردين السوريين خلال الأسبوع الأول من أكتوبر الماضي، في تل الحارة القريبة من درعا جنوب البلاد، ونقل الموقع عن مصادر استخبارية غربية أن: هذه القاعدة كانت واحدة من أكبر القواعد الاستخبارية الروسية المتطورة خارج الحدود الروسية، وأن المتمردين حصلوا على أجهزة وأدوات استخبارية روسية لم يعرفها الغرب من قبل، وأضافت المصادر أن هذه الأجهزة الحساسة خرجت من سوريا وتم نقلها لخبراء استخبارات غربيين بهدف دراستها وفحصها، وكما كشفت المصادر أن الطائرات الإسرائيلية قصفت أيضًا قاعدة للكتيبة رقم 103 التابعة للفرقة الرابعة بالحرس الجمهوري السوري، وفي بلدة الديماس القريبة من الحدود اللبنانية، كان الهدف الثاني الذي تعرض للهجوم هو معسكر لوجيستي للفرقة الرابعة أيضًا، وأرجع "ديبكا" السبب وراء قصف هدفين للفرقة ذاتها، بالقول إن الحديث يدور عن نفس الشحنة من السلاح كانت في طريقها من سوريا إلى "حزب الله" في لبنان.
• تحت عنوان "«حصة العرب» في سورية… حصة إيران في العراق" كتب جورج سمعان مقاله في صحيفة الحياة اللندنية، أشار فيه إلى أن تركيا تحرص على إعلاء بنيان علاقاتها مع إقليم كردستان، وتبرع في اللعب بورقة كوباني على وقع حوارها الداخلي مع حزب العمال الكردستاني، مضيفا أنها لا تزال تنأى بنفسها عن عمليات التحالف الدولي، وتصر على إنشاء منطقة آمنة شمال سورية، ولعلها توفر لها أرضية صلبة لحضور فاعل في مستقبل هذا البلد الذي طالما اعتبرته أدبيات السلطنة «"درة التاج العثماني"، ومنه يمكنها أن تمارس نفوذها شرقاً وغرباً وجنوباً، كما كانت الحال حتى عشية انضمامها إلى الحرب في عام 1914، ولفت الكاتب إلى أن الرياض تستعد لسلوك الطريق إلى بغداد، ولا تقفل الباب أمام أية أفكار لتسوية سياسية في سورية على قاعدة جنيف، ولا ترى نجاحاً لحملة التحالف على "الدولة الإسلامية" إلا بإرسال قوات برية، وأبز الكاتب أنه على رغم الخلافات التي تدور بين أركان إدارة الرئيس باراك أوباما، يبدو قيام منطقة أو مناطق آمنة، حتى وإن كانت شريطاً حدودياً صغيراً، اقتراحاً مؤجلاً، ليس لأن الأمر يحتاج إلى قرار من المجتمع الدولي، وليس لأن واشنطن تعترض، بل لأن إيران ستقاوم ذلك، وكانت وجهت أكثر من تحذير إلى تركيا من التدخل، ومثلها روسيا لن تسكت، وحتى أفكار المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا ستظل مجال أخذ ورد وقبول وتردد، ومثلها مساعي موسكو وأفكارها، ومثلها أيضاً الدعوات إلى الزج بقوات برية في الحرب على الإرهاب، ورأى الكاتب أن عجلة التسويات على المسار الديبلوماسي ستظل بطيئةً، كما كانت الحال ولا تزال في الملف النووي، نظراً إلى تعدد الأطراف واللاعبين وتضارب مصالحهم وعلاقاتهم، موضحا أن سورية ستبقى تنتظر ما سيرسو عليه تقاسم العراق بين القوى الإقليمية الكبرى إذا تعذر التقسيم الرسمي المعلن، واعتبر أنه ما دام الذين خسروا بلاد الرافدين بعد سقوط صدام حسين يستعيدون حضورهم في بغداد وإن كانت الغلبة لطهران، فإن حضورهم في دمشق سيكون غالباً في المقابل.
• في مقاله بصحيفة الحياة اللندنية والذي جاء بعنوان "الثورة السورية على عتبات الكرملين"، اعتبر غازي دحمان أن الملف السوري، في هذه الآونة، يشهد هجوماً روسياً مكثفاً، يمكن تشبيهه بالغزو الشامل على جبهات عديدة، وها هي تباشر هجوماً دبلوماسياً وسياسياً بهدف قلب المعادلة السورية نهائياً لمصلحة أتباعها، وأشار الكاتب إلى أن الأسباب المباشرة لهذا الهجوم تكمن في رغبة روسيا بالهروب من الميدان الأوكراني المليء بالمخاطر، حيث استنفدت قدرتها على اللعب، وأي نقلات جديدة من شأنها إشعال حرب عالمية هناك، وفق تقديرات وتحذيرات أوروبية وأميركية تبلغتها روسيا، في الوقت الذي تم إغلاق أبواب التفاوض معها ورفض إعادة دمجها ضمن حركة التبادلات التجارية مع القوى الاقتصادية الكبرى، أو حتى التفاوض معها بهذا الخصوص، فيما يقف اقتصادها ونموها على عتبة الانهيار، لافتا إلى أن الخطورة في الأمر أن موسكو تنطلق في تحركّها السوري من اعتبارات ليست في مصلحة الشعب السوري وثورته، ولا تخدم مستقبل سورية، موضحا أنها لا تخفي عداءها للأكثرية السورية وتبجّحها بما تدعيه حماية الأقليات في المنطقة، كما تنطلق موسكو من اعتبارات استراتيجية وازنة ترتكز على التمسك بالموقع السوري المتوسطي، وكذلك ضمان عدم خروج سورية من دائرة هيمنتها وتحوّلها إلى معبر لخطوط النفط والغاز الخليجية المنافسة لها إلى أوروبا، وبالتالي لا مشكلة عند موسكو في استمرار اشتغال الدينامية التدميرية في سورية طالما أن مصالحها في هذا المجال غير مضمونة، ورأى الكاتب أنه في سبيل تحقيق هذه الحالة، تعمل موسكو على تطبيق الحل الذي يضمن بقاء حليفها بشار الأسد في السلطة وينهي مفاعيل الثورة السورية، مبينا أن الآلية التي تستخدمها في ذلك هي آلية المصالحات التي طبقها النظام في أكثر من مكان، ويتضح أنها كانت من اختراع الروس، ونوه الكاتب إلى أن هذه الآلية تضمن تفكيك الثورة قطعة قطعة ومن دون تنازلات كبيرة يقدمها نظام الأسد، كما تضمن تحريف التحول السوري الكبير بوصفه ثورة شعب إلى مجرد تمردات محلية ذات مطالب آنية، ونتيجة كل ذلك تضمن في مرحلة لاحقة تكريس شرعية الأسد إلى أمد غير محدود وإخراجه من تهمة جرائم الحرب التي ارتكبها بحق السوريين وتبرئته من الدمار الذي ألحقه بسورية، حتى أنها تستطيع تحويل التهمة ضد الثوار السوريين أنفسهم بعد فترة معينة.
• خصصت صحيفة البيان الإماراتية افتتاحياتها للتأكيد على أن الحملة العالمية الجارية لمحاربة تنظيم "داعش" بدأت تظهر نتائج ملموسة في سوريا والعراق، من خلال عرقلة عملية تمويل التنظيم وتجنيد أفراد له، مبرزة أن تحقيق النصر سيستغرق بالتأكيد وقتا أطول، مما يستدعي نفسا طويلا وخطة موحدة ومنسقة لدحره كليا، وشددت الصحيفة على أنه يتوجب على المجتمع الدولي وضع خطط استراتيجية على المدى القصير والمتوسط والطويل، لوقف تمدد هذا التنظيم الإرهابي، ومنعه من إقامة مراكز حماية أو الحصول على قواعد ثابتة، باعتبار أن القضاء العسكري على "داعش" لن يعني بالضرورة زوال التنظيم كليا في المدى القصير.