جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 6-11-2014
• قالت مجلة "ذي اتلانتك" الأمريكية إن هناك انتكاسات مأسوية لحلفاء الولايات المتحدة في العراق وسوريا، فهناك خسائر حقيقية أكدت حقيقة أن الدعم الأمريكي لا يقود تلقائيا للانتصار على تنظيم "داعش" الإرهابي، حيث شهدت منطقة غرب العراق مذابح مأسوية نهاية هذا الأسبوع، بعد ذبح داعش 322 شخصا من قبيلة أبو النمر، بما فيهم النساء والأطفال، كما أكدت الحكومة العراقية الهجوم الذي وقع في منطقة الأنبار، والذي بدأ يزم السبت واستمر حتى الأحد، ووصف بأنه جرائم ممنهجة، وتوضح "ذي اتلانتك" أن في سوريا، تواجه الولايات المتحدة نكسة أخرى في معركتها ضد "داعش" والجماعات الإرهابية، وذلك عندما انتهى الأمر بوقوع الأسلحة الخاصة بالجيش الحر في أيدي الجماعات المتطرفة مثل جبهة النصرة، والتي تضمنت صواريخ غراد وصواريخ مضادة للدبابات، وتلفت المجلة إلى أن المعارضة المعتدلة والذين تم تدريبهم من قبل الولايات المتحدة إما يستسلمون أو ينشقون عن الجماعات الخاصة بهم، حيث قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية إن مجموعة من المتمردين تدعى حركة حزم استسلمت ليلة السبت الماضية دون إطلاق رصاصة واحدة بعد مهاجمة جبهة النصرة القرى التي تسيطر عليها.
• قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية إن طعن سياسي كردي في تركيا يصاعد من حدة التوترات بين الحكومة والأكراد في البلاد، كما يهدد بإنهاء عملية السلام بين الطرفين، ويعيد إحياء تمرد كردي مستمر منذ أكثر من ثلاثة عقود، مؤكدة أن الوضع وصل إلى مرحلة حرجة، ونقلت الصحيفة عن "ميرال دانيس" المتحدثة باسم "أحمد كراكاس" عضو اللجنة التنفيذية في الحزب الديمقراطي الكردي أن كراكاس تم طعنه سبعة مرات على مناطق الرقبة والساق والبطن، أثناء دخوله مقر الحزب في العاصمة أنقرة، كما أكد الأطباء أن حالته في تحسن رغم النزيف المستمر في الكبد والطحال، وترى الصحيفة أن محاولة قتل السياسي الكردي تصعد الأزمة الكردية وسط تظاهرات الأكراد في تركيا منذ أكتوبر الماضي احتجاجا على سياسة الحكومة التركية تجاه الأزمة السورية وموقفها تجاه بلدة كوباني الكردية الحدودية، وقد انتهت الاشتباكات بمقتل أكثر من 40 شخص، وتشير "وول ستريت جورنال" إلى أن الحكومة التركية تخوض معركة كلامية مع الأكراد منذ نحو الشهر، حيث يلقي الطرفان اللوم على بعضهم البعض وسط التحديات الجديدة وقف عملية السلام القائمة منذ عامين، وتضيف الصحيفة أن الصراع التركي الكردي من الطراز السياسي الأول في تركيا، حيث دوما تتهم الحكومة الأقلية الكردية بخلق الاضطرابات لعرقلة عملية السلام الحساسة، فيما يرى الأكراد أن المسؤولين يخططون ضدهم في الداخل والخارج.
• تحت عنوان "هل تتطور الأزمة السورية إلى حرب عالمية؟" كتب غازي دحمان مقاله في صحيفة الحياة اللندنية، أشار فيه إلى أن التعقيد الذي تمر به الأزمة السورية، ومستوى التوتر الذي تنتجه في عالم العلاقات الدولية، يطرح تساؤلاً عما إذا كان ذلك سيدفع الأمور إلى حد اندلاع حرب عالمية كبرى كنتيجة، أو ربما مآل نهائي، لحالة التزخيم التي تشهدها نواة هذا الصراع، سورية، والاستنفار الحاصل على حوافها الإقليمية، وما تنتجه من تعقيدات على مستوى العلاقات بين الفاعلين الكبار والذي بدأ يتمظهر على أزمات، إما أنها تبدو رديفة للأزمة السورية، كحالة أوكرانيا، أو صدى لها، مثل أزمة اليمن، ولفت دحمان إلى أن الأزمة السورية، وحتى تاريخها هذا، لم تصل إلى تلك اللحظة لأسباب عدة، منها أن التوازنات التي تقيمها الأطراف ما زالت صامدة، كما أن الأهداف التي يتحرك ضمنها أطراف اللعبة تبدو في نظرهم على الطريق الصحيح، موضحا أن أميركا لاتزال ترى في الأزمة فرصة استنزافية جيدة لخصومها الدوليين والإقليميين، ولا تزال روسيا وإيران تعتقدان أن الأزمة تهيئ لهما ساحة لإثبات حضورهما وللمشاغبة على نظام دولي لا يملكان الكثير من الأوراق للتأثير عليه أو على ما يعتبرانه قواعد ظالمة ينطوي عليها ولا يتم تطبيقها إلا على الساحة السورية، والأثمان التي تدفعانها حتى اللحظة لا تزال بنظرهما تتساوى وهذا النمط من الحراك الدولي، ورأى دحمان أن الخطر الأكثر وضوحاً وإمكانية للتفجر حتى اللحظة، هو درجة التدمير الحاصلة في بنى النظم الإقليمية، باعتبارها نظماً فرعية للنظام الدولي، من النظام العربي إلى النظام الشرق أوسطي، والنظامين الأوروبي والآسيوي، مبينا أن هذا التدمير حصل نتيجة الأزمات القائمة في قلب هذه النظم، ونتيجة تحولها إلى جدران لامتصاص حدة الصراع الدولي، من غير وجود آليات لضبط النزاعات داخل تلك الأطر، ولعل الحالات التركية – الإيرانية، والروسية – الأوكرانية، والكورية- الكورية، هي الأكثر وضوحاً، وهي في مجملها تعبيرات حادة لحالة الاضطراب والصراع الدولي، وتملك قابلية للاستقطاب والتفجر في كل لحظة، وخلص دحمان إلى أن العالم، في السنتين الأخيرتين، استهلك كمية كبيرة من التشحيم بين مسننات حراكه، وليس ثمة في الأفق ما يدل على إمكانية ترميم الخراب الحاصل في آليات النظام الدولي، فهل تكون تجليات الحرب العالمية على شكل تصدعات إقليمية، أم أنها تتطور عند لحظة ما ويقع الصدام بين الكبار؟
• "ما المطلوب لحرب ناجحة على «تنظيم داعش» في سورية؟" كان هذا السؤال عنوانا لمقال نشرته صحيفة الحياة اللندنية لعبد الوهاب بدرخان، اعتبر فيه أنه إذا كان القضاء على تنظيم "داعش" هو الأولوية اليوم، قولاً وفعلاً، فإنه لن يتم إلا في سورية، وهذا يتطلّب مبادرات من الأطراف كافة (النظام والمعارضة واللاعبين الخارجيين) لإحداث تغيير ملموس في طبيعة الأزمة ومعطياتها، وإلا فإن "داعش" باقٍ لفترة طويلة مقبلة، على غرار حركة "طالبان" بعد ثلاثة عشر عاماً على إسقاط نظامها، مشيرا في المقابل إلى أنه إذا كان القضاء على ظاهرة الإرهاب هدفاً استراتيجياً، قولاً وفعلاً، فإنه يحتاج – عدا الجهد العسكري – إلى مراجعات وإصلاحات عميقة على مستويين، وإلا فإن الإرهاب سيستمر، وبزخم متصاعد، وسيكون محقّاً عندئذ القول إن الإرهاب وُجد أصلاً بإرادات دولية، وأوضح بدرخان أن المستوى الأول لتغيير السياسات فهو دولي (أميركي – أوروبي) يبدأ بترويض "إرهاب الدولة" الإسرائيلي وتفعيل حلٍّ للقضية الفلسطينية، بالتزامن مع كبح جماح "تصدير الثورة" الإيراني وإظهار حدود واضحة لجشع إيران وأوهامها الإمبراطورية، أما المستوى الآخر للمراجعات فهو برأب بدرخان عربي ـ إسلامي يلزم الحكومات بحال طوارئ سياسية (تأخّرت كثيراً) مرافقة للطوارئ الأمنية، وبالخروج من نمط التفكير السائد لأن الخطر الداهم يهدد الدول ومرتكزاتها، ليس فقط بسبب حفنة من الموتورين والضالين بل لأن هؤلاء الإرهابيين هم أولاً وأخيراً نتاج ما رأوه وسمعوه وعاشوه فأصبحوا ما هم عليه الآن عاراً تاريخياً فظيعاً على أوطانهم وأمّتهم ودينهم، كما لفت بدرخان إلى أن ثمة ثغرات كثيرة في استراتيجية الحرب على داعش، مبينا أن أكبرها وأخطرها اثنان: الأولى أن الولايات المتحدة وشركاءها في التحالف لم يحددوا العناصر والمعايير المطلوبة لاستقرار المنطقة بعد الحرب، والأخرى أنهم يذهبون إلى قتال "داعش" تاركين لنظام الأسد وإسرائيل ولإيران وميليشياتها العراقية خيارات التشويش على أهداف الحرب، وخلص بدرخان إلى أنه ينبغي الشروع في حل للأزمة الداخلية في سورية لكي تنجح الحرب فيها، منوها إلى أن هذا ما تسعى تركيا إلى تسويقه باقتراحَي "المنطقة العازلة" و"ضرب النظام" من دون جدوى، كما يحاول المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا تلمّسه فيطرح حيناً تجميداً للوضع العسكري وحيناً آخر أفكاراً لإحياء "الحل السياسي"، ولا يبدو أيٌ من الأطراف معنياً بها، وختم بدرخان قائلا إن الحاجة إلى مثل هذا التحرك ستشتدّ عما قريب، لأن ترك الصراع دائراً ببراميل النظام بموازاة الحرب على الإرهاب سيكون بالضرورة لمصلحة "داعش"، والأسوأ أنه قد يتيح عقد تحالف الضرورة بين النظام و"داعش".
• في مقاله بصحيفة النهار اللبنانية والذي جاء تحت عنوان "أميركا في سوريا… لا سياسة ولا استراتيجيا، أشار سركيس نعوم إلى أنه بعد سنوات من التردُّد والمراقبة والمتابعة والتقويم وبين الإحجام والإقدام، وضعت الإدارة الأميركية برئاسة باراك أوباما خطة لمحاولة معالجة بعض جوانب الحرب الأهلية – المذهبية الدائرة في سوريا، ورأى أن هذه الخطة تضمّنت عناصر خمسة، أولها، تجنيد مقاتلين من اللاجئين السوريين أو النازحين إلى دول الجوار مثل تركيا والأردن ولبنان وغيرها، وثانيها، تأمين التدريب العسكري الأساسي لهم في المملكة العربية السعودية أو ربما في المملكة الأردنية الهاشمية، وثالثها، تكوين فرقة أولية من خمسة آلاف مقاتل وبدء نشر بعضها في الداخل السوري، بعد ستة أشهر من تأليفها إلى أن يكتمل انتشارها تدريجاً، ورابعها، استعمال الانتشار الأول المشار إليه للدفاع عن المناطق التي يسيطر عليها الثوار، والتي يهددها تنظيم "داعش" بالاحتلال، وذلك إلى أن تصبح القوة الهجومية جاهزة للعمل، ولن يكون ذلك قبل 18 شهراً من تأسيسها، وخامسها تأسيس هيكل قيادة للقوة وتأمين نوع من الاتصال أو الربط بينها وبين كيان معارض ما، واعتبر الكاتب أن هذه الخطة تواجه مشكلات عدة أبرزها ثلاث، الأولى برنامجها المطوَّل، والمشكلة الثانية هي أن تكوين قوة سورية معتدلة لمحاربة "داعش" فقط لا يتماشى مع طبيعة العمليات العسكرية الدائرة في سوريا، فالثوار يحاربون على جبهتين، واحدة مع النظام وأخرى مع "داعش"، علماً أنهم مؤمنون بأن حربهم على النظام هي الأهم لهم ولمستقبل بلادهم على رغم أنها تكون دفاعية حيناً وهجومية حيناً آخر، أما المشكلة الثالثة فهي برأي الكاتب: عدم تناسب حجم القوة التي ستشكل (5000 مقاتل) مع المهمة التي ستناط بها، مبينا أن "داعش" لديه في سوريا من عشرة إلى خمسة عشر ألف مقاتل، عدا القوات المحلية المتحالفة معه، وهذا يعرِّض القوات المعتدلة بعد انتشارها فرقاً صغيرة إلى أمرين: الأول التدمير على يد قوات مركَّزة من "داعش"، والثاني تعريض مناطق عدة إلى سيطرة إما قوات النظام وإما قوات "داعش".