جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 5-12-2014
• نشرت صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية مقالا للكاتب هيربرت لندن أشار فيه إلى تأجيل الدول الكبرى مفاوضات النووي الإيراني، وقال إن التمديد يزيد فرص إيران في فرض نفوذها على المنطقة، وبالتالي قد يمكنها من إنشاء "الهلال الشيعي"، وأوضح الكاتب أن وجود بيروت ودمشق وبغداد وصنعاء في دائرة النفوذ الإيراني يكشف عن أن تحقق حلم "الهلال الشيعي" ربما بات أمرا وشيكا، وأضاف أن حكومة الولايات المتحدة تعتبر متواطئة في مجريات ما يحدث في منطقة الشرق الأوسط، وذلك من خلال صمتها الواضح عن ما تشهده المنطقة بشكل عام، وحذر الكاتب من أن نووي إيران ينذر بهيمنتها على الشرق الأوسط ويضع المنطقة في حالة غليان، وأنه يفتح المجال أمام عمل عسكري، وهو خيار لا يريد أحد تبنيه.
• أشارت صحيفة ذي كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية إلى أن تنظيم الدولة استطاع السيطرة على مساحات واسعة في كل من العراق وسوريا، وأنه عزز من قبضته على المدن الرئيسية في تلك المناطق من خلال مزيج من التنظيم العسكري والمال، والدهاء باستغلاله وسائل التواصل الاجتماعي، وأوضحت الصحيفة أنه بينما تعتبر هذه الوسائل أدوات قوية في حقبة جديدة من الحروب، فإنه يمكن للتحالف الدولي قلب هذه الموازين ضد تنظيم الدولة نفسه، ورأت أنه يمكن للولايات المتحدة وحلفائها استهداف البنية التحتية لوسائل النقل التي يستخدمها تنظيم الدولة لتصدير النفط، وبالتالي حرمانه من الحصول على المال، وأضافت الصحيفة أنه يمكن للتحالف استهداف قادة تنظيم الدولة من خلال البدء بعملية استخبارية على المستوى الداخلي عن طرق جهات محلية فاعلة بالمناطق التي ينتشر فيها، وقالت إنه يمكن للتحالف أيضا استخدام وسائل الإعلام الاجتماعي لمواجهة وجود تنظيم الدولة عبر شبكة الإنترنت، وذلك عن طريق حسابات دخيلة والتسلل إلى داخل المجتمع الجهادي على الإنترنت، وأشارت الصحيفة -في تقرير منفصل- إلى غياب إيران عن مؤتمر التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الذي انعقد في بروكسل، في ظل رفض كل من تركيا والسعودية لأي دور إيراني، وذكرت أن تركيا تريد إضافة الإطاحة بنظام الأسد إلى قائمة أهداف التحالف الدولي، وأنها ترى في إيران عائقا أمام إنهاء الحرب "الأهلية" التي تعصف بسوريا منذ نحو أربع سنوات، وأضافت الصحيفة أن السعودية ترى في إيران منافسا لها بالمنطقة، وأنها ترفض مشاركتها في القتال ضد الإسلاميين السُنة.
• نطالع في صحيفة الشرق الأوسط مقالا لرضوان السيد بعنوان "المشاهد غير الواعدة في سوريا!"، أشار فيه إلى أن هناك عدة أمور سلبية وعلى أصعدة مختلفة تجري في سوريا، موضحا أن أبرز هذه التطورات وآخِرها ما صار يُعرف بمبادرة دي مستورا للتهدئة في مناطق أولها حلب، ولكن هناك أيضا تقدم النظام البطيء في بعض المناطق بريف دمشق والغوطة بمساندة من "حزب الله"، وهناك الحركة الروسية الغامضة باتجاه "جنيف 3" أو "موسكو – 1، وهناك استمرار الجدل الأميركي – التركي بشأن المنطقة الآمنة بشمال سوريا، وهناك أخيرا وليس آخرا تقدم جبهة النصرة على فصائل المعارضة الأخرى خارج مناطق "داعش"، وعند سؤاله: هل لخطط دي مستورا علاقة بالمبادرة الروسية؟ رأى الكاتب أن إحداها تكمل الأخرى، معتبرا أن المفهوم أمران هما: أن هناك فهما مشتركا بين الروس والسوريين (وربما الأميركيين) لـ"جنيف –1"، وأن المقصود تصفية المعارضة المسلحة، من طريق إعطاء المعارضين السياسيين بعض المناصب ما تلبث أن تذوب كما ذاب الربيع السوري (2001 – 2004)، ومن طريق إلحاق كل المسلحين بإحدى خانتين: خانة المتطرفين والإرهابيين، أو خانة قطاع الطرق، ولفت الكاتب إلى أن استيلاء النُصرة على المشهد ضمن المعارضة المسلحة، يجعل من "النظام السوري" بديلا وحيدا عن "داعش" والنُصرة معا، باعتبار أن النُصرة من "القاعدة"، و"داعش" قاعدة وزيادة في سوريا والعراق، منوها إلى أنه إذا سار النظام بالمشهد الشكلي الذي يريده دي مستورا والروس فلن يبقى أي حائل دون اعتبار النظام بديلا وحيدا لنفسه، وخلص إلى أن الخطورة ليست في قبول النظام للترتيبات الروسية و"المستورية"؛ بل في دخول الإيرانيين والأميركيين على هذا المسار، فالآن لإيران علاقات في المعارضة السياسية السورية، وعلاقات بالداخل السوري المسلح ومن ضمنه جبهة النصرة!
• في مقاله يصحيفة النهار اللبنانية بعنوان "العصر الإيراني"، اعتبر هشام ملحم أن الغارات الجوية التي شنتها الأسبوع الماضي أربع طائرات إيرانية، أميركية الصنع من طراز "ف – 4" في محافظة ديالى القريبة جغرافياً من الحدود الإيرانية، والتي كان شاه ايران السابق قد اشتراها من الولايات المتحدة قبل ثورة 1979، لها قيمة عسكرية محدودة، مشدد على أن اهمية الحدث تكمن في مغزاه السياسي، وفي ما يعنيه لمستقبل العراق، والأهم من ذلك موقف واشنطن منه، أي قبوله ضمناً، ورأى الكاتب أن المفارقة اليوم هي أن ما تقوم به الولايات المتحدة في العراق وفي سوريا صار محكوماً بحدود نفوذ إيران ومصالحها، ولفت إلى أن مسؤولا أميركيا بارزا معني بالحرب على "داعش" كشف أن أحد أسباب امتناع واشنطن عن استهداف نظام بشار الأسد في سوريا هو: الخوف من أن يأتي الرد على شكل عبوات ناسفة ضد الأميركيين في العراق، أي من إيران أو الميليشيات المتعاونة معها، اضافة إلى القلق الاميركي من أن أي تصعيد ضد نظام الأسد قد يهدد المفاوضات النووية مع طهران، وأنهى الكاتب مقاله قائلا: إن ايران اليوم هي التي تملك النفوذ الخارجي الأكبر في أربع عواصم عربية هي: بغداد، دمشق، بيروت وصنعاء، فأهلاً بكم إلى العصر الإيراني في المنطقة.
• أثنت صحيفة المدينة السعودية، على الرؤية الإستراتيجية السعودية التي واكبت الأحداث والتطورات التي شهدتها المنطقة، معتبرة أنها أثبتت أولًا بأول تمتع القيادة السعودية بالحكمة وبعد النظر والقدرة على التقييم الدقيق للأوضاع وعلى استشراف المستقبل من خلال الواقع الذي يقوم على أساس الرؤية الثاقبة لمآلات تلك الأحداث والتطورات، وقالت: لنا أن نتصور - كمثال - كيف كان من الممكن إنهاء الأزمة السورية وتطوراتها الخطيرة في مهدها لو أخذت واشنطن ودول الغرب الأخرى بوجهة النظر السعودية آنذاك بأهمية اتخاذ إجراءات حاسمة وحازمة وعاجلة لإنهاء تلك الأزمة، وبينت أن المملكة أعادت أمس الأول التأكيد مرة أخرى على نصيحتها تلك من خلال ما ذكره سمو وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل في اجتماع التحالف الدولي ضد "داعش" في بروكسل بالقول إن جهود التحالف الدولي الذي تحرص الرياض على تماسكه تتطلب وجود قوات قتالية على الأرض، وإنه لابد من تقوية قوى الاعتدال الممثلة في الجيش الحر، وبقية قوى المعارضة المعتدلة، وهو ما تؤمن به المملكة بأنه الطريق الصحيح للقضاء على "داعش" وعلى نظام الأسد الإجرامي معًا.
• قالت صحيفة الوطن السعودية إن نائب الرئيس العراقي نوري المالكي لا يزال وكيلا معتمدا لأسياده في إيران، والفارق بين المرحلتين أنه كان في أثناء رئاسته للوزراء وكيلا ذا صلاحيات واسعة، أفضت إلى تدمير العراق، وتحويله إلى بلد طائفي، فضلا عن تخليه عن أهم أسباب السيادة الوطنية، وهي استقلال القرار، وأشارت الصحيفة إلى أن زيارة المالكي الأخيرة إلى بيروت تثير أسئلة مختلفة حول هدفها الظاهر، وأهدافها الخفية؛ ففي حين يرى مراقبون وكتاب عراقيون أن هذه الزيارة جاءت بسبب اعتقال نجل المالكي أحمد، بتهمة تهريب مليار ونصف المليار دولار إلى لبنان في عملية غسيل أموال، يرى آخرون أن هذه الزيارة المشبوهة تأتي في إطار مهامه الموكلة إليه، والمتمحورة حول دعم "حزب الله" بالأموال، وأن المبلغ الضخم المهرب إلى لبنان جزء من دعمٍ إيراني سخيّ لوكلائها في "حزب الله"، مضيفةً أن المالكي بات يركز على مهمته الوحيدة، وهي دعم نظام بشار الأسد، من خلال دعم "حزب الله"، بعد أن كانت هذه المهمة سببا مباشرا في تخليه عن أجزاء واسعة من وطنه العراق، لصالح "داعش"، من أجل تخفيف الضغط عن نظام الأسد، وتلك الخيانة قد تكون إجابة واضحة عن أسئلة تاريخية محيرة تتعلق بالتمدد "الداعشي" السهل والسريع في العراق، دون أي مقاومة، وشددت على أن المالكي يمارس دور رئيس العصابة فقط، فهل يسأله العراقيون: من أين لك أنت وعشيرتك الأقربين هذا؟، وهل من طريقة توقفه عن عمالته التي تضر بمصالح العراق وشعبها، بل ومصالح واستقرار دول المنطقة كلها.
• كتبت صحيفة الدستور الأردنية في مقال بعنوان "مجاعة تهدد اللاجئين السوريين"، أنه على خلفية قرار برنامج الأغذية العالمي وقف مساعداته للاجئين السوريين سيجوع مليون و700 ألف لاجئ سوري، موزعين على لبنان والعراق وتركيا ومصر والأردن، وبناء عليه سيبلغ عدد المحرومين من الغذاء في الأردن حوالي 440 ألف لاجئ سوري، يعيشون في المدن الأردنية خارج المخيمات، وحسب الصحيفة، فإنه يبدو أن وقف الدعم وتقديم الطعام للاجئين السوريين بمثابة ورقة على طاولة لعب دول برعت في تأجيج المشكلة السورية وتعميم خطرها على دول الجوار، كما قد تكون ورقة للضغط على بعض دول الجوار لابتزازها في موقف يدعم حلا غير سياسي للمشكلة السورية، ورأت أنه لو تحقق هذا الاحتمال فسيكون انفجارا كبيرا للفوضى في سورية ودول جوارها، ونذيرا بحرب شاملة ستدفع دول المنطقة ثمنها باهظا من استقرارها، كما أكدت الصحيفة أن على الأردن أن يتخذ موقفا حاسما تجاه منظومة التهديدات والأزمات، التي رافقت الأزمة السورية، والتي واجهها وحيدا منذ سنوات.
• خصصت صحيفة البيان الإماراتية افتتاحيتها للحديث عن "ثمن الحرب في سورية" مشيرة إلى أنه في خضم الحرب الدولية ضد الإرهاب، لاسيما ضد تنظيم "داعش" في كل من العراق وسورية، كشفت إحصائيات جديدة عن ارتفاع الوضع السوري إلى نحو 220 ألف قتيل وأزيد من مليون ونصف المليون جريح إلى جانب تشرد أكثر من نصف الشعب السوري وتدمير البنيات التحتية، ودعت الصحيفة أطراف الصراع الداخلي والأطراف الدولية الفاعلة في الملف السوري إلى تكثيف جهودها لحقن دماء السوريين وتجنيبهم ويلات الحرب المريعة التي يعيشونها منذ أعوام ويعيد إلى البلاد لحمتها وقوتها، ويفوت الفرصة على قوى الإرهاب للتمدد أكثر في الأراضي السورية ومنها إلى دول الجوار وتجنيب المنطقة برمتها نزيف دم وفوضى عارمة قد تعصف باستقرار أكثر من بلد.