جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 31-03-2015
• قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أثبت فشل فظيع فى الشرق الأوسط، المنطقة التي باتت بأكملها في حالة حرب، وأضافت المجلة الأمريكية البارزة، في تقرير على موقعها الإلكتروني، أنه حتى لو لم تكن الفوضى في الشرق الأوسط خطأ إدارة أوباما، فهذا لا يعني أن سياساتها في المنطقة لم تفشل فشلا ذريعا، وتابعت إن الشرق الأوسط بأكمله في حالة حرب الآن، بينما استراتيجية إدارة أوباما، التي تستند إلى التفكك وعدم التماسك، تساعد وتحرض على الفوضى، وتشير إلى أن الوضع الحالي في المنطقة غير مسبوق، إذ أنه لأول مرة من الحربين العالميتين، تشهد جميع بلدان المنطقة، تقريبا، من ليبيا إلى أفغانستان، صراعا عسكريا، وتقول فورين بوليسي، وإن كان للصراع في المنطقة أسبابه البعيدة عن الولايات المتحدة، لكن يجب ألا نقلل من حقيقة أن فشل سياسة أوباما في أن تكون أكثر تأثيرا في معالجة قضايا الشرق الأوسط يكاد يكون من المؤكد سببا في خسائر كبيرة للمصالح الأمريكية فى المنطقة، وعلاوة على ذلك، فإن هذه هي اللحظة التي تتطلب يقظة كبيرة وعمل أكبر بين الولايات المتحدة وحلفائها وداخل الأمم المتحدة، فالأمريكان ليسوا ببعيدين عن رؤية الصراعات تتواصل فيما يمكن أن يكون أكبر حريق شهده العالم منذ أغسطس 1945، وحتى وإن لم يحدث ذلك، فالفوضى الطويلة سوف تغذى انتشار التطرف فى أفريقيا وآسيا والإرهاب فى أوروبا وأمريكا الشمالية، وختمت المجلة الأمريكية بالقول أن واشنطن عليها التزاما عاجلا لمحاولة التأثير فيما يحدث بطرق جديدة، لأنه ما قامت به على مدى السنوات الست الماضية كان فاشلا وفي الواقع جعل الوضع السيء في العالم أسوأ.
• أشارت صحيفة الغارديان البريطانية إلى ما وصفته بالفشل الذريع لمجلس الأمن الدولي في مساعدة وحماية المدنيين السوريين، وأنه بالرغم من ذلك هناك فرصة سانحة الآن أمام حكومات العالم لإنقاذ سوريا من هذا التردي بسبب تلك الحرب الوحشية التي دخلت عامها الرابع، كما جاء برسالة مجموعة من الشخصيات العالمية البارزة في مجالات مختلفة، ونبهت الرسالة إلى أهمية الاجتماع الدولي المزمع عقده غدا بالكويت، حيث ستطالب الأمم المتحدة الدول المشاركة بتوفير المبلغ المطلوب (نحو ثمانية مليارات دولار) للحفاظ على حياة ملايين السوريين، وأشارت إلى أن هذا المبلغ بالكاد يزيد على ما تنفقه قناة شبكة "سكاي الرياضية" على حقوق بث مباريات الدوري الممتاز.
• ذكرت صحيفة التايمز البريطانية أن إيران تقترب من وضع جنودها قرب الحدود السورية مع إسرائيل، فيما يواصل حلفاؤها ضرب المعارضة السورية في مرتفعات الجولان، وتقول الصحيفة إن الاحتمال الذي تقترب فيه طهران من حشد قوات لها في منطقة الجولان، التي ظلت هادئة خلال العقود الماضية، يثير مخاوف إسرائيل، وتأتي هذه الخطوة في وقت تقترب فيه الدول الغربية لتسوية مع إيران حول ملفها النووي، وتشير الصحيفة إلى أن إسرائيل نشرت في شباط/ فبراير فرقة جديدة في مرتفعات الجولان التي تحتلها منذ عام 1967؛ تحسبا من الخطر الذي يراه البعض عدوا أخطر من تنظيم القاعدة، ويمكن الاستماع لقنابل الهاون وأصوات الرشاش، حيث يشبتك مقاتلو "حزب الله" مع مقاتلي المعارضة بشكل يومي، وتنقل الصحيفة عن المتحدث باسم المعارضة السورية الرائد عصام الريس قوله إن 80 في المئة من القوات البالغ عددها خمسة آلاف، وتهاجم المعارضة السورية، هي إيرانية، وتضم مقاتلين من "حزب الله" ومتطوعين شيعة من اليمن وإيران والعراق وأفغانستان، وتبين الصحيفة أن المقاومة الشرسة من المقاتلين السوريين قد أبطأت من تقدم الإيرانيين، وقد وصل القتال هذا الأسبوع إلى بلدة كفر شمس الواقعة شرق مرتفعات الجولان، ومنذ نهاية العام الماضي سيطرت جماعات المعارضة على المناطق التي تقع قرب مرتفعات الجولان، ولم تترك إلا بلدة واحدة تحت سيطرة الحكومة، وتجد الصحيفة أن قرار إسرائيل لعب دور "الجار الطيب" مع المعارضة، مع أن بعضها مرتبط بتنظيم القاعدة، له علاقة بمخاوف إسرائيل من العدو الأكثر خطورة وهو إيران، وتختم التايمز تقريرها بالإشارة إلى أن الطائرات الإسرائيلية قد استهدفت في كانون الثاني/ يناير موكبا لـ"حزب الله"، وقتل في الغارة ضابط إيراني وستة من مقاتلي الحزب، وكانت الغارة رسالة موجهة إلى إيران تفيد بأن عليها أن تبتعد عن الحدود.
• نشرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية تقريرا حول تطورات الموقف الأمريكي من الصراع السني- الشيعي المتفاقم في الشرق الأوسط، وقالت إن الولايات المتحدة وجدت نفسها مجبرة على القيام بتغييرات هامة في مواقفها، تظهر بشكل خاص من خلال المساهمة في معارك تكريت وتوجيه ضربات جوية لمساندة الجيش العراقي وحلفائه من الميليشيات الشيعية، وهو ما يعني أن موقفها المعادي لتنظيم الدولة لم يترك لها خيارا غير الوقوف في الجانب ذاته مع إيران، ولكن في الوقت ذاته، تشير الصحيفة إلى الدعم اللوجستي والاستخباراتي الذي تقدمه الولايات المتحدة لتحالف الدول العربية في عملية عاصفة الحزم، التي تستهدف الميليشيات الحوثية التابعة لإيران في اليمن، وقد وصل هذا التعاون إلى درجة تشكيل غرفة عمليات مشتركة لوضع تفاصيل هذه العملية، وقالت الصحيفة إنه في خضم هذه المواجهة واسعة النطاق التي تدور بين السنة والشيعة في الشرق الأوسط، تتجنب الولايات المتحدة الانحياز المطلق لأي معسكر، وتتخذ مواقف غامضة ومتناقضة، وتعتمد سياسة اللعب على عدة حبال، وأضافت لوفيغارو أن هذه السياسة الأمريكية الرافضة لإعلان الانحياز تحدث عنها المفكر الأمريكي فرانسيس فوكوياما في كتابه "المصلحة الأمريكية"، وشبهها بالسياسة التي انتهجتها إنكلترا في أوروبا على مدى عقود، ويرى فوكوياما أن نقطة الانطلاق نحو سياسة حكيمة ومتوازنة هي استيعاب أن الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى لا يحق لها تفضيل طرف على الآخر في هذا الصراع السني الشيعي، لأن رأسي الصراع كليهما مشاركان في سياسات أدت لتشجيع الإرهاب والإخلال بأمن المنطقة، وأشارت الصحيفة إلى أن البيت الأبيض يقدّر أن التدخل بطريقة منحازة لطرف على حساب طرف آخر سيسبب تهديدا للمصالح الحيوية الأمريكية في المنطقة وخسارة كبيرة، ولهذا فإنه يكتفي بالعمل على تحقيق أهداف محددة، مثل الوقاية من الهجمات الإرهابية، دون الاختباء وراء الشعارات التي كان يطلقها بوش حول نشر الديمقراطية وبناء الشرق الأوسط الجديد.
• "مشروع القوة العربية ضد من؟" كان هذا السؤال عنوانا لمقال كتبه عبد الرحمن الراشد في صحيفة الشرق الأوسط، أشار فيه إلى أن وزير الخارجية المصري قد أعاد فكرة بناء قوة عربية مشتركة إلى طاولة النقاش، في وقت ازدادت فرص وظائفها، موضحا أن هناك ملايين العرب يتوسلون النجدة الخارجية في سوريا واليمن والعراق وليبيا والصومال، وهناك سوريون من اليأس يلجأون إلى إسرائيل بحثا عن ملاذ أو علاج بسبب ما يحدث لهم، ولفت الكاتب إلى أن الدول العربية سعت منذ الأربعينات إلى التعاون العسكري، في مواجهة إسرائيل، لكنهم لم يفلحوا في منع الكارثة، حاولوا لكن كانت إمكانياتهم فقيرة، والتنسيق السياسي بينهم ضعيفا، ونوه إلى أن الجامعة قد أسست مرة واحدة قوة ردع تشكلت من عدد من القوات العربية، معظمها سورية، للتدخل في لبنان ووقف المواجهات، إلا أن "النظام السوري" استخدم علم الجامعة، وصلاحيات القوة ليحتل لبنان باسم حمايته، ولم يخرج إلا بعد أن زاده تفككا ووطّن مفهوم الميليشيات فيه، وبعد أن أن الحكومة في سوريا لم تعد لها شرعية، وقد أقصيت من الجامعة العربية، يتساءل الكاتب: هل التدخل يجوز لصالح نظام محاصر ارتكب جرائم مهولة ضد شعبه أم التدخل لصالح الشعب السوري ضد حكومته، بعد أن تفاقمت مأساته، حيث يعاني أكثر من 10 ملايين إنسان من التشريد، وهناك ربع مليون قتيل؟ معتبرا أنه من غير المعقول - لو كان بحوزة الجامعة العربية قوة عسكرية - أن تتدخل لصالح النظام، ولا يعقل أيضا أن تبقى متفرجة على المأساة، وهنا توجد مشاكل قانونية ولوجيستية ضخمة، وخلص الكاتب إلى أن فكرة القوة العربية المشتركة ستواجه صعوبات جمة، لكن قوة عربية تمثل معسكرا واحدا بعينه ربما تنجح، مع الحصول على رخصة من الجامعة العربية عند الحاجة.
• صحيفة النهار اللبنانية نشرت مقالا لمنذر خدام تحت عنوان "الحل “خطوة خطوة” على الطريقة الروسية"، تطرق فيه إلى لقاء موسكو الذي انعقد خلال الفترة من 26 إلى 29 كانون الثاني الماضي بمشاركة نحو ثلاثين مشاركاً أغلبهم من معارضة الداخل، وتمت دعوتهم بصفاتهم الشخصية وليس الحزبية، مما تسبب بمقاطعة كيانات المعارضة السياسية الرئيسية للقاء، ولفت الكاتب إلى أن المعارضة السورية قد سجلت على لقاء موسكو الأول أربعة مآخذ رئيسية وهي أولاً؛ أن الدعوات لم توجه إلى الكيانات السياسية، بل لأشخاص منها، وثانيا؛ عدم وجود جدول أعمال محدد، وثالثاً؛ خشية المعارضة من أن يصير مسار موسكو بديلاً عن مسار جنيف، ورابعاً؛ مشاركة بعض مؤيدي النظام في اللقاء تحت عنوان معارضة، أو هيئات مجتمع مدني، كما أشار الكاتب إلى أن وزارة الخارجية الروسية بدأت منذ مطلع شهر آذار الحالي توجيه دعوات إلى لقاء موسكو الثاني وحددت موعده خلال الفترة من 6 إلى 9 نيسان القادم، ورأى أن الجهة الروسية الداعية تحاول هذه المرة تجنب بعض الإشكالات التي حالت دون مشاركة المعارضة السورية بصورة وازنة وفاعلة، لذلك فهي تحاول الجمع بين دعوة بعض الكيانات السياسية بصفتها الاعتبارية، إلى جانب دعوة أشخاص معارضين آخرين بصفاتهم الشخصية، منوها إلى أن الروس يحاولون تحسين صيغة اللقاء الثاني مستفيدين من نتائج لقاء موسكو التشاوري الأول، وهذا ما انعكس في التحضير للقاء الثاني والدعوة له لجهة مخاطبة الكيانات السياسية ووجود جدول أعمال محدد للقاء، ودعا الكاتب في نهاية مقاله جميع المعارضين المدعوين إلى لقاء موسكو الثاني للمشاركة فيه، خصوصا وأنه سوف يركز على خلق المناخ الملائم للتفاوض اللاحق وفق مسار جنيف.
• تحت عنوان "عاصفة حزمٍ قريبة في سورية؟" اعتبر عدنان علي في صحيفة العربي الجديد أن عملية "عاصفة الحزم" التي تقودها السعودية للحدّ من تمدد جماعة "الحوثيين" المدعومين من إيران في اليمن، جاءت لتبعث أملاً جديداً في نفوس السوريين، من مواطنين وقوى سياسية وعسكرية وثورية، في احتمال ولادة حلف عسكري مماثل، موضحا أن السوريين يأملون في تشكيل حلف عربي أو إقليمي، بمشاركة تركيا، يقوم بتوجيه ضربات جوية لمواقع نظام الأسد، وفرض حظر جوي في سماء سورية، كما حصل في اليمن، وهو الأمر الذي سيُمكن قوات المعارضة من الزحف سريعاً إلى العاصمة دمشق، وإسقاط النظام، وإنهاء أربع سنوات من المحنة السورية، التي حصدت أرواح مئات آلاف البشر ودمّرت مدناً وبلدات كثيرة في البلاد، ولكن يرى الكاتب أن الأمور على أرض الواقع تبدو أكثر تعقيداً، بالنظر إلى اختلاف الظروف بين الحالتين السورية واليمنية، مبينا أن الحوثيين في اليمن، ظهروا من دون سند إقليمي ودولي، وحتى أن الدعم الايراني لهم غير معلن، أما في سورية، فإن إيران موجودة علناً ومباشرة عبر حرسها الثوري، أو غير مباشرة عبر أذرعها العلنية من "حزب الله" إلى التنظيمات العراقية وغير العراقية، فضلاً عن دعمها العلني والصريح لـ"النظام السوري"، كما يحظى النظام بدعم قوي من منظومة دولية وعربية أوسع مما هي عليه في اليمن، وفي مقدمتها روسيا والصين والعراق والجزائر، حتى أن دولاً غربية عدة لا تزال تحافظ على قنوات اتصال معه، وباتت تصرح، كما حال الموقف الأميركي، بأنها لا تريد إسقاط النظام، بل التوصل إلى حلّ سياسي في هذا البلد.
• رأت صحيفة المدينة السعودية في كلمتها، أنه عندما يقرر سمو وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل في كلمته في ختام فعاليات القمة العربية الـ 26 ردًا على رسالة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للقمة أن روسيا من الدول التي يحتاجها العرب ويحتاج إلى دعمها في القضايا التي لا خلاف على تأثيرها على المصلحة العربية، فإنه يقرر في واقع الأمر حقيقة إستراتيجية تشكّل ركيزة هامة في السياسة الخارجية السعودية، وقالت الصحيفة إنه ليس بوسع أحد إنكار أن روسيا جزء أساسيّ من المآسي التي يمرّ بها الشعب السوري من خلال كمّيات الأسلحة الضخمة التي تمنحها لـ"النظام السوري" منذ اندلاع الأزمة مع علمها بأن تلك الأسلحة التي يعتبر بعضها محظورًا دوليًا يستخدمها النظام في قتل شعبه، وأشارت إلى أن هذا الواقع المؤسف يعكس استخفاف روسيا بالعقلية العربية وبمبادئ القانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان استنادًا إلى الحقيقة التي نراها بأمّ أعيننا: روسيا بهذا الدعم اللامحدود لنظام الأسد شريك أساسيّ لـ"النظام السوري" في قتل أبناء هذا الشعب وتشريده، وأنّه حان الوقت أمام الكرملين ليدرك أنّ العرب يرغبون في أن تربطهم بموسكو علاقات وطيدة من خلال سياسة واضحة وصريحة تقوم على أساس الأفعال وليس النصائح.
• شددت صحيفة عكاظ السعودية، على أن تعقيب وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل على رسالة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للقمة العربية، أتى كرسالة واضحة وشفافة من المملكة لموسكو التي تتشدق بالحل في سوريا وهي تدعم النظام الأسدي القميء بالسلاح والعتاد جهاراً نهاراً ضاربة بعرض الحائط قرارات الشرعية الدولية، وأوضحت أن الدعم الروسي المستميت لنظام الأسد منذ بدء الأزمة السورية يثير تساؤلات كثيرة عن التخبط في السياسة الروسية حيال الأزمة السورية ودعمها للجلاد ضد الضحية والسعي ليس فقط لإطالة عمر النظام، بل لإطالة مدى الأزمة وتمويل حرب الأسد على الشعب السوري، وإنقاذ نظامه من الإفلاس، واعتبرت الصحيفة أن الدعم الروسي للأسد والذي استمر لسنوات، كشف عن حقيقة السياسية الروسية والتي تعارض بشدة التدخل الدولي لإزاحة بشار الأسد عن السلطة وذلك لضلوعها في مؤامرة بقائه ودعمه لكي يستمر القتل والتدمير الأسدي ضد الشعب السوري.