جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 30-05-2015
• لفتت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية الى إن الرئيس الأميركي باراك أوباما كان يأمل أن يكون خطر الحرب الكيميائية في الشرق الأوسط قد تراجع عندما سلمت سوريا مخزونها من الغازات السامة، ولكن الأدلة المتزايدة على وجود جزء من هذه الأسلحة السامة هناك قد ترغمه مجدداً على فرض خطه الأحمر الشهير، حيث إن اكتشاف آثار لمادة الريسين وغاز السارين في سوريا، بجانب استخدام الكلور كسلاح مؤقت في الحرب الطاحنة التي تشهدها البلاد، يقوض ما وصفه أوباما بأنه علامة على نجاح سياسته الخارجية بتدمير الترسانة الكيميائية لبشار الأسد، ونقلت الصحيفة عن السفير الأميركي السابق لدى سوريا روبرت فورد، قوله: إن الإدارة تتعامل مع نظام لا يملك أي مصداقية تذكر فيما يتعلق ببرامج أسلحة الدمار الشامل، ومن ثم لا يجب أن يشعر أحد بالدهشة من أن النظام لم يكشف الستار عن كافة منشآته، وأشارت إلى أن أوباما يواجه مأزقاً بالفعل بسبب الأنباء الأخيرة حول قصف "الحكومة السورية" لمناطق يسيطر عليها الثوار ببراميل متفجرة ممتلئة بغاز الكلور، وهي مادة لم يحظرها الاتفاق الروسي الأميركي، ولكنه محظورة بموجب الاتفاقية الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية، وأصبح موقف أوباما أكثر تعقيداً بعد التقارير الجديدة التي تفيد بعثور المفتشين الدوليين على آثار لمادتي السارين والريسين، وكلتاهما واردتان في الاتفاق الروسي الأميركي، ولفتت الصحيفة إلى أن العديد من محللي الاستخبارات الأميركيين والغربيين يشكون أن حكومة الأسد أخفت مخزونات صغيرة من المواد الكيميائية المحظورة، مثل السارين، بعيداً عن الكميات الهائلة المعلن عنها رسمياً التي تمت إزالتها من البلاد وتدميرها في نهاية المطاف، وقالت: يبدو أن البيت الأبيض ليس في عجلة من أمره لاتخاذ الإجراءات اللازمة، إذ أنه يأمل تقريباً في استخدام التحقيق التي تجريه منظمة حظر الأسلحة الكيميائية كذريعة لإرجاء إصدار أي قرار والسعي إلى تحقيق توافق في الآراء مع الدول الأخرى.
• تساءل مراسل صحيفة الغارديان البريطانية مارتن شولوف، عن وجود تنظيم خراسان، الذي وجهت له الولايات المتحدة ضربة في بداية الغارات على سوريا في أيلول/ ستمبر 2014، ويشير تقرير الصحيفة إلى أنه في الوقت الذي تعد فيه الولايات المتحدة خراسان تنظيما خطيرا تابعا لتنظيم القاعدة، يخطط من سوريا لتنفيذ هجمات ضد مصالح غربية، فإن زعيم جبهة النصرة يقول إنه ليس موجودا وتذكر الصحيفة أنه في لقاء زعيم جبهة النصرة أبي محمد الجولاني، مع قناة "الجزيرة" نفى وجود خراسان، وقال إنه وجه جهود مقاتليه للعمل داخل سوريا، للإطاحة بنظام بشار الأسد، ويلفت التقرير إلى أن تصريحات أبي محمد الجولاني تعد الأولى التي يتحدث فيها مسؤول بارز في تنظيم موال لتنظيم القاعدة عن "خراسان"، وهي الجماعة التي تتهمها الولايات المتحدة بالتعاون مع جبهة النصرة لتخطيط عمليات ضد مصالح غربية، ويفيد التقرير، بأن نقاد الولايات المتحدة يشيرون إلى أن تنظيم خراسان لم تكن معروفا من قبل، وأن الولايات المتحدة اخترعت التنظيم كي تبرر تدخلها لضرب تنظيم الدولة، ويرى شولوف أن محاولة إبعاد الجولاني تنظيمه عن خراسان هو جزء من محاولة لتقديم جبهة النصرة تيارا جهاديا مختلفا عن وحشية تنظيم الدولة، ومع ذلك يقول مسؤولون غربيون إن خراسان يظل على قائمة التهديدات المحتملة لأوروبا والولايات المتحدة، وتختم الغارديان تقريرها بالإشارة إلى قول مسؤول آخر مرتبط بجبهة النصرة: أصبحوا أكثر بروزا من ذي قبل، وما لم يتغير هو أن لا أحد يريد الحديث عنهم.
• قالت صحيفة "إسرائيل اليوم" الإسرائيلية، إن أمام تنظيم الدولة فيما يخص خطواته القادمة، وفي إطار تزايد قوته أربعة خيارات وهي؛ التمدد غرب بغداد، أو في اتجاه الشمال نحو إقليم كردستان، أو التمدد أكثر في سوريا، وبينت الصحيفة أن جهد التنظيم الطبيعي القادم يصب في اتجاه بغداد من أجل "تعزيز السيطرة على كل مناطق غرب العاصمة العراقية، وذكرت الصحيفة أن التنظيم إذا نجح في الاقتراب من مناطق مكتظة بالشيعة، ومناطق مقدسة جدا بالنسبة لهم؛ فإن ذلك سيضع إيران أمام قرار صعب؛ هل ستتدخل عسكريا بشكل مباشر؟ وتطرقت الصحيفة إلى خيار آخر متاح أمام التنظيم، وهو تعزيز سيطرته في شمال سوريا، أي الوصول إلى السيطرة على حلب وحمص، وتوقعت أن يؤدي ذلك إلى "تغيير دراماتي في مكانة الأسد، وتجبر "حزب الله" في مدّ قواته على مساحات أطول، ومضت قائلة إن إيران و"حزب الله"، في هذه الحالة، سيعملان كل ما في استطاعتهما لمنع سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" الكاملة على المناطق العلوية أو الشيعية، لأنه بالنسبة لهما هذا يعتبر تهديدا وجوديا، إذا وصل إليه تنظيم الدولة؛ فإنه سيدمرهما جميعا هناك، أما الخيار الرابع للتنظيم، حسب الصحيفة، هو توجيه تنظيم الدولة لجهوده نحو عمان، لأن كل سكان الأردن سنة، لكن الصحيفة ترى بأن هذا الخيار يبدو أقل جاذبية في الوقت الحالي، لكنه غير مستبعد، وبين مقال الصحيفة أن التنظيم يمكنه التقدير أنه في مواجهة الأردن سيسهل عليه العمل، وإذا نجح في ذلك فستمهد له الطريق نحو السعودية، جوهرة تاج العالم الإسلامي، وقالت إن السعودية هي الهدف الذي يحلم به كل من يتحدث عن الخلافة الإسلامية، لأنها توجد بها المدينتين المقدستين لكل مسلم، واستدركت الصحيفة أن نجاح التنظيم في الأردن يبدو اليوم بعيد جدا، لأن جيشه بخلاف جيشي العراق وسوريا، فهو جيش مهني وجدي. وهذه العملية تحظى بشرعية، وحتى بشعبية كبيرة في أوساط الأردنيين، فالأردن ليس صيدا سهلا، وبالتأكيد أنه سيحظى بالمساعدة من كل من يهمهم استقرار المملكة.
• تحت عنوان "المستثمرون في «داعش»!" أشار راجح الخوري في صحيفة الشرق الأوسط إلى أن دائرة الاستغراب والشكوك تزداد عندما نلاحظ أنه بعد 48 ساعة من تسليم الرمادي العراقية لـ"داعش" انسحبت القوات السورية من تدمر وسلّمتها إلى لها، بما مكّن الإرهابيين من ربط البادية السورية بمحافظة الأنبار العراقية، منوها إلى أنه بعد يومين من خسارة الرمادي قام الجيش العراقي بالانسحاب من «معبر الوليد» ليسيطر عليه تنظيم "داعش، الذي كان قد أحكم سيطرته على «معبر التنف» السوري المقابل لتصبح بذلك كل المعابر الحدودية بين سوريا والعراق تحت قبضته، باستثناء معبر الربيعة الذي تسيطر عليه القوات الكردية، ولفت الكاتب إلى أن بعض التحليلات ذهبت إلى حد القول إن تسليم الرمادي إلى "داعش" سياسة متعمّدة تمهّد ضمنًا لاستدعاء للإيرانيين و"الحشد الشعبي" الشيعي إلى محافظة الأنبار السنية على الحدود السعودية - الأردنية، مبرزا أن معبر الوليد يكتسب أهمية وحساسية، لأنه يفصل بين الأراضي العراقية - السورية من جهة، ويجاور الحدود السعودية والحدود الأردنية من جهة أخرى، بما يعني أنه يربط بين أربع دول متجاورة ويصبح عنصرًا عراقيًا إضافيًا تريد طهران توظيفه لدعم سياسة العربدة التي تمارسها في المنطقة!، ونقل الكاتب عن مسؤول أميركي القول بأنه قياسًا بما تثيره الانسحابات العراقية - السورية أمام "داعش" وبحقيقة أن الدواعش لم يقاتلوا "النظام السوري" ولم يقوموا بأي أعمال ضد إيران، بينما ينفذّون هجمات ضد السعودية، وأنهم تجمعوا بداية في سوريا وهاجموا المناطق الجنوبية السنّية، ثم احتلوا محافظات سنّية عراقية كالموصل والفلوجة، والآن الرمادي، وأنهم يندفعون في اتجاه الحدود السعودية والأردنية، فإن في كل ذلك ما يدلّ على أن تنظيم "داعش" يخدم بطريقة غير مباشرة النظامين السوري والإيراني، موضحا أنه لولا "داعش" لم يكن ليبرز المنطق الذي يخيّر بين ديكتاتورية الأسد والإرهابيين، ولم تكن طهران لتبسط نفوذها في سوريا والعراق.
• صحيفة الحياة اللندنية نشرت مقالا كتبه ماجد كيالي تحت عنوان "عن صعود «داعش» في المشهدين السوري والعراقي"، اعتبر فيه أن ما جرى في العراق بخصوص "داعش" يضيء على ما يجري في سورية، وأوضح أن "النظام السوري" لم يستهدف "داعش" قط، ولا سيما بالقصف بالبراميل المتفجرة، منذ استيلائها على الرقة (2014)، وهي التي سلمت تسليماً قبل ذلك بأشهر لجبهة النصرة، قبل انفكاكها عن "داعش"، مشيرا إلى أن هذا الأمر تكرر في تسليم تدمر، مؤخراً، علماً أن قوافل "داعش" السيارة كانت انتقلت مسافة أكثر من 250 كلم من الرقة إلى تدمر، في فضاء صحراوي مكشوف، من دون أن تطلق عليها رصاصة واحدة، في حين أن البراميل المتفجرة كانت تلقى على كفر عويد وعندان وحلب، وفي حين المعارك على أشدها مع الجيش الحر أو الجماعات الأخرى المسلحة في إدلب والقلمون ودرعا، كما لفت الكاتب إلى أن النظام وحلفاءه، مثل "حزب الله"، لم يخوضوا معركة واحدة على اية جبهة مع "داعش"، مبينا أنهم من الناحية العملية كانوا يقاتلون معها، كل في جبهته، الجيش الحر وجيش الفتح، وأعرب الكاتب عن استغرابه من مطالبة زعيم "حزب الله" للولايات المتحدة أن تقاتل "داعش"، فيما حزبه لم يفعل ذلك، البتة، وفيما النظامان السوري والعراقي، يسلمان المناطق تلو الأخرى لهذا التنظيم، لابتزاز السوريين والعراقيين، وابتزاز العالم، وإظهار أن ليس ثمة بديل في سورية والعراق، عن الموجود، سوى "داعش".
• نطالع في صحيفة العرب الصادرة من لندن مقالا لسلام السعدي بعنوان "خطاب الجولاني وتحولات النصرة"، تطرق فيه إلى الظهور الجديد لزعيم جبهة النصرة في سوريا أبومحمد الجولاني على شاشة قناة الجزيرة، ولفت الكاتب إلى أن الجولاني كان مهتما بتوجيه رسائل لطمأنة الأقليات التي ينظر إليها على أنها موالية لـ"النظام السوري"، ورأى أن تطمينات الجولاني جاءت غريبة عن نهج جبهة النصرة التي لم تبد اكتراثا بالدعاية السياسية أو بنسج علاقات مع دول إقليمية وغربية كما هو الحال مع فصائل جهادية أخرى في سوريا، لكن الواقع يقول بأن جبهة النصرة هي جزء من تنظيم القاعدة، وأنها بالتالي محكومة بعقيدة شديدة التطرف والضيق في رؤيتها للمخالفين كانت بادية جدا في اللقاء التلفزيوني المذكور، وأشار الكاتب إلى أن الجولاني أكد على ارتباطه بتنظيم القاعدة، بل أعلن بأنه قدم إلى سوريا بطلب من أيمن الظواهري، وأنه يقاتل فيها متبعا أوامره، مبرزا أن هذا الخطاب حمل تغيرا واضحا عن الخطاب التقليدي للتنظيم الأم، إذ كان لافتا إعلان الرجل أن عدوه الرئيسي هو "النظام السوري" وليس الولايات المتحدة الأميركية، حتى إنه لم يصنف الأخيرة في خانة العدو رغم الضربات التي توجهها طائرات التحالف لمواقع النصرة في سوريا، وخلص الكاتب إلى أن خطاب زعيم جبهة النصرة أبومحمد الجولاني مؤشر على تزايد ضعف المعارضة السورية المعتدلة، وعلى اتساع نفوذ القوى الجهادية الأكثر تطرفا إلى درجة يصعب معها إيجاد حل سياسي من جهة، ويصعب تطبيقه في حال تم التوصل إليه من جهة أخرى.
• أشارت صحيفة الوطن السعودية إلى أن لوران فابيوس وزير خارجية فرنسا لم يأتي بجديد عندما حذر قبل أيام من أن العراق وسورية مهددان بالتقسيم، ما لم يتم تعزيز التحالف الدولي ضد "داعش"، واعتبرت الصحيفة أن "داعش" يمثل خطرا حقيقيا على المنطقة، لأنه سيطرته على مناطق في العراق أدهشت الجميع، ولأن نظام الأسد يخسر في سورية، فهذا أمر مفرح، لكن القلق يزداد أيضا، لأن هذا التنظيم وأشباهه قد يكون البديل الوحيد في بعض المناطق السورية كما يحدث الآن، وأوضحت أن تعزيز التحالف ضد "داعش" في العراق وسورية، ضرورة يفرضها الواقع في مناطق الصراع تلك، لأنه إذا لم ينجح التحالف في وقف المد الداعشي فإن الحريق سيشتعل في باقي الخرائط العربية الأخرى.