جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 3-12-2014
• قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن إدارة الرئيس باراك أوباما تدرس فتح جبهة جديدة في الحرب الجوية ضد التنظيم في سوريا كجزء من عملية هجومية لإبعاد المسلحين على طول الجزء الغربي من الحدود السورية مع تركيا، وإنشاء منطقة آمنة نسبيا لقوات الثوار المدعومة من الولايات المتحدة للتقدم من خلالها، وبموجب الخطة، ستستهدف الطائرات الأميركية -المنطلقة من قاعدة إنجرليك الجوية التركية- المواقع التي يسيطر عليها المسلحون حاليا على طول الحدود شمالي مدينة حلب، شرقا نحو بلدة عين العرب (كوباني) المحاصرة، وستتحرك القوات الخاصة التركية إلى المنطقة للمعاونة في الاستهداف ومساعدة مقاتلي المعارضة السورية في تعزيز سيطرتهم على القطاع.
• نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية موضوعا تحت عنوان "أمير سعودي يؤكد أن الغرب هو الملام لعدم التدخل في الأزمة السورية"، وتنقل الصحيفة عن الأمير تركي الفيصل رئيس جهاز الاستخبارات السعودية السابق وأحد البارزين بين أبناء الاسرة المالكة في السعودية تأكيده أن فشل الغرب في التدخل مبكرا في الصراع السوري هو السبب الرئيسي لانزلاق الأوضاع هناك إلى الهاوية الدموية التي يشهدها العالم، وتضيف الصحيفة أن الفيصل الذي عمل سفيرا في فترات سابقة لبلاده في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا أوضح أنه شعر بالصدمة بسبب اصرار بعض الدول الأوروبية على تقييد الضربات الجوية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في الأراضي العراقية فقط، ويضيف الفيصل ان بريطانيا وفرنسا ودولا أخرى لاتسمح لمقاتلاتها بشن غارات جوية على مواقع "الدولة الإسلامية" في سوريا وتقتصر على قصف مواقعها داخل الأراضي العراقية فقط، ويعتبر الفيصل أن ذلك لايعد أمرا منطقيا ولايخدم الهدف الذي من أجله تم شن الضربات الجوية في الأساس، وتقول الصحيفة إن الأمير السعودي البارز أكد ذلك في خطابه أمام المجلس الأوروبي الذي انعقد في العاصمة البريطانية لندن، وحسب الصحيفة فإن الفيصل أعرب عن أمله في أن تعتمد واشنطن منهجا محددا وواضحا في معالجة الأسباب الدافعة إلى تبني الفكر المتطرف علاوة على مواجهة الظاهرة، وأضاف أنه من الخطأ أن يتم شن الضربات الجوية ضد "الدولة الإسلامية" فقط وعدم توجيه ضربات مماثلة لـ"النظام السوري"، ورفض الفيصل أيضا أمام المجلس الأوروبي الاتهامات التى وجهت لبلاده بدعم التنظيمات الإسلامية في سوريا في الفترة السابقة وقال إن هؤلاء يجب أن يصمتوا أو يقدموا الأدلة على اتهاماتهم فنحن كنا نعمل دوما في هذا الصدد بالتعاون مع الولايات المتحدة والأمم المتحدة.
• نشرت صحيفة الغارديان البريطانية افتتاحيتها اليوم حول الأزمة السورية تحت عنوان "رأي الغارديان في الأزمة السورية: إن لم نتمكن من علاج المرض فليس أقل من تهدئة الأعراض"، وتقول الصحيفة إن الشعب السوري يعاني بما فيه الكفاية بسبب ارتفاع معدل الوفيات جراء الحرب الأهلية الدائرة منذ سنوات والذي تخطى 200 ألف قتيل كما تم تهجير نحو نصف السكان من منازلهم سواء إلى أماكن أخرى داخل الأراضي السورية أو إلى دول الجوار، وتوضح الصحيفة أن أزمة أخرى تضاف إلى رصيد المعاناة السورية وهي ما أعلن عنه مؤخرا برنامج الغذاء العالمي من تعليق عمله بخصوص اللاجئين السوريين بسبب عدم كفاية الميزانية، وتؤكد الغارديان أن البرنامج الدولي بحاجة إلى 60 مليون دولار على الأقل ليواصل عمله في توفير الطعام للاجئين السوريين الذين يقترب عددهم من مليونين في تركيا ولبنان والأردن ومصر خلال الشهر الجاري فقط، مشيرة إلى أن المال المطلوب ليس متوفرا ولايبدو أنه سيتوفر سريعا ربما بسبب الإرهاق المالي الذي اصاب الدول المانحة خلال السنوات الماضية كما يتزامن ذلك مع الغارات الجوية لدول التحالف الأمريكي على مواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" وهي الغارات التى لا ينال النظام الديكتاتوري السوري منها أي أذى، وتضيف الصحيفة أنه يبدو أيضا أن الأسد حقق نجاحا في تقديم نفسه ونظامه للغرب على أنه حليف مؤقت في مواجهة "التطرف الإسلامي الأصولي" وهو ما يعني أن الحديث الذي تتبناه واشنطن وبعض مسؤوليها مؤخرا عن فترة انتقالية سياسية في سوريا ليس إلا مجرد شعارات فارغة، وتخلص الصحيفة إلى أن العالم لم يتمكن حتى الآن من معالجة جذور المرض في سوريا ولايبدو أن هناك جهة قادرة على فعل ذلك لكن على الأقل فلتقم حكومات الدول الغنية وخاصة دول الخليج بتقديم المبلغ المطلوب فورا لبرنامج الغذاء العالمي لتقديم الطعام للاجئين السوريين لأنه وببساطة يمكن أن يكون استقرار هذه الدول التى تستضيفهم على المحك.
• نطالع في صحيفة القدس العربي مقالا لمحمد كرشان بعنوان "أيها السوريون موتوا بالقنابل أو بالبرد والجوع!"، أشار فيه إلى أن السوريين في الداخل لا يسمعون يوميا سوى أصوات الرصاص والقنابل فيما لم يعد اللاجئون منهم في دول الجوار يسمعون هذه الأيام سوى تحذيرات برنامج الغذاء العالمي من أنه لم يعد بمقدوره توفير المساعدات الغذائية لهم خلال شهر كانون الاول/ديسمبر الجاري، أبرد شهور العام، بسبب نقص التمويل رغم أن هؤلاء اللاجئين يعيشون أصلا في أوضاع مزرية، ولفت الكاتب إلى أن العالم بات يتابع أخبار المأساة السورية يوميا ببرود وبنوع من عدم الاكتراث، منوها إلى أن هذا الشعب الذي فر مئات الآلاف من أبنائه إلى الخارج وقتل منه ما يقارب المائتي ألف منذ اندلاع الثورة في آذار/مارس 2011 لم يعد اليوم يتطلع إلى تدخل العالم لإنهاء مأساته المتمثلة حاليا في تواصل عربدة النظام وخور التنظيمات المتطرفة وعبثها وهي التي تقول إنها جاءت لنجدته فزادت من بلواه، بل إن هذا الشعب بات يبحث فقط عن النجاة من الموت جوعا وبردا في حال نجاته من الموت بالرصاص والقنابل، وأنهى الكاتب مقاله قائلا إن السوريين لن يغفروا لنظام قادهم إلى هذا الجحيم، ولكنهم كذلك لن يغفر للعالم كله، القريب والبعيد، أن تركه يواجه بمفرده سلسلة الجرائم هذه.
• تحت عنوان "شبح التجربة الافغانية يعقد الأزمة السورية" كتب سعيد الشهابي مقاله في صحيفة القدس العربي، أشار فيه إلى أن تبعات الأزمة السورية أصبحت تحاصر الدول التي كانت أكثر حماسا لدعم العمل العسكري ضد "النظام السوري"، ولكنها اليوم ادركت أن الثمن الذي دفعته والذي ما تزال مطالبة بدفعه يفوق امكاناتها ويهدد وجودها، وطرح الكاتب العديد من الأمثلة حيث أصبح الأردن الذي فتح حدوده للاجئين السوريين الفارين من الحرب المدمرة، أقل قدرة على توفير احتياجات اللاجئين السوريين على أراضيه، وقد قررت الحكومة وقف الرعاية الصحية المجانية لـ 1.3 لاجىء اضطرتهم ظروف الحرب في بلادهم لعبور الحدود، ، وأوضح أن هذا التطور يكشف حجم المشكلة التي تفاقمت حتى وصلت مستوياتها الحالية، حيث يشعر اللاجئون السوريون بشظف العيش في مخيمات اللاجئين في لبنان وكذلك في تركيا، وهذه الدول جميعا ضاقت ذرعا بذلك وتسعى لاحتواء الأزمة حسب ما يتوفر من دعم خارجي لها، ولفت الكاتب إلى أن هناك تباينا في وجهات النظر بين الدول المعنية بتلك الأزمة، مبينا أنه فيما تسعى الولايات المتحدة الأمريكية لتجاوز القول بضرورة إسقاط حكم بشار الأسد كهدف للنزاع، فقد ربطت تركيا دعمها لجهود المعارضة بتصدي واشنطن لذلك النظام، وترفض الإدارة الأمريكية الطلب التركي بعد أن فحصت البدائل العديدة المتاحة لإنهاء الأزمة، ورأى الكاتب أن أمريكا تعلمت من التجربة الأفغانية التي اضطرت واشنطن لسحب قواتها قبل القضاء على مصادر التهديد لنظام كابل، وأصبحت تعيش كابوس التغيير في سوريا، وما ينطوي عليه من احتمال انتشار مجموعات العنف على نطاق أوسع، معتبرا أن الخشية الامريكية مرتبطة برغبة واشنطن بحماية الكيان الاسرائيلي من المجموعات "الجهادية".
• سلطت صحيفة الوطن السعودية، الضوء على تصريح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الذي قال فيه إن العالم الآن لم يعد يدق طبول الحرب ضد إيران، معتبرة أن التصريح لم يكن غريبا بعد المكاسب الكبيرة - معنوياً على الأقل - التي حققتها طهران بتأجيل مفاوضات برنامجها النووي مع الدول الست حتى نهاية يونيو المقبل، ونقلت الصحيفة عن بعض وكالات الأنباء، أنه يمكن لطهران خلال هذه الفترة تحويل 25 كيلوجراما من أكسيد اليورانيوم العالي التخصيب إلى وقود لصنع أسلحة نووية، مشيرة إلى أن تراخي الولايات المتحدة تحديداً بشأن برنامج طهران النووي، نتجت عن استراتيجية أوباما المترددة في الشرق الأوسط، وحملت الصحيفة، الولايات المتحدة مسؤولية هذا التراخي، لأن كلمة الفصل في هذا الملف وغيره لا تزال بمقدورها، رغم كل ما يقال عن تعدد الأقطاب الدولية، ورغم الحضور القوي والتأثير الكبير لدول الاتحاد الأوروبي وعلى رأسها فرنسا وبريطانيا وألمانيا، ورغم نجاح روسيا الدولي في عهد بوتين، وبينت أن الملف النووي الإيراني، لم يكن بالنسبة لإدارة أوباما إلا جزءاً من استراتيجية أمريكية جديدة في هذه المنطقة، لافتة إلى أن بعض المحللين الأمريكيين يرون أن الوقت في صالح أميركا وليس في صالح إيران، ريثما تنتهي من ملفات عالقة في العراق وسورية واليمن، إذ لا يمكن لواشنطن أن تتحمل تبعات معالجة كل هذه القضايا في وقت قياسي.