جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 29-10-2015
• نشرت صحيفة الغارديان البريطانية موضوعا تحليليا لمحرر شؤون الشرق الأوسط أيان بلاك تحت عنوان "دعوة إيران لمحادثات سوريا تمثل تغيرا في سياسة أمريكا وحلفائها"، ويقول بلاك إن دعوة إيران لتصبح وللمرة الأولى منذ بدء الصراع في سوريا أحد الأطراف التي تقرر مصير البلاد يمثل تغيرا كبيرا وملحوظا على سياسات الولايات المتحدة وحلفائها في منطقة الشرق الاوسط، ويعتبر بلاك أن هذه الدعوة هي العلامة الثانية على أن الأحداث بدأت تتخذ منحى في صالح نظام بشار الأسد بعد العلامة الأولى وهي التدخل العسكري الروسي، ويوضح بلاك أن إيران كحليف استراتيجي للأسد اتخذت قرارا استراتيجيا وثابتا منذ بداية الصراع في مساندة الأسد ونظامه وهي على خلاف روسيا لم تقر أبدا إمكانية التوصل لحل سياسي للصراع بدون الأسد كشريك أساسي، ثم يضيف أن إيران أمدت نظام الأسد بالمقاتلين من الحرس الثوري ومستشارين عسكريين وأمدته بمليارات الدولارات نقدا وفي صورة قروض كما أمدته بمقاتلين من البلدان التي تشكل امتدادها الشيعي في دول الجوار مثل العراق وأفغانستان وباكستان كما دفعت بحليفها الأخر في لبنان إلى أتون المعارك، ثم يشير بلاك إلى أن دعوة إيران بالطبع لن ترضي المملكة العربية السعودية والتي تشكو من تمدد لنفوذ الإيراني وخطره على أمنها مضيفا أن الرياض منعت دعوة إيران إلى محادثات مشابهه في السابق لكن رضاها هذه المرة يشير إلى الضعف السعودي و اليأس الذي تواجهه على الساحة الدولية بخصوص الملف السوري.
• نشرت صحيفة الديلي تليغراف البريطانية موضوعا لمراسلها في العاصمة الروسية موسكو رولاند اوليفانت تحت عنوان "التقارير الروسية حول قصف مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا مضللة"، ويقول اوليفانت واصفا الصور التي نشرها الجيش الروسي لعملياته في سوريا إنها مثل أي جزء من الدعاية الروسية لعملياتها العسكرية في سوريا صور باللونين الأبيض والأسود لما يقول الجيش الروسي إنه انفجارات ناجمة عن غارات شنها على مواقع التنظيم، لكن اوليفانت يشير إلى تحليل جغرافي جديد صدر مؤخرا عن مجموعة لمراقبة التحركات العسكرية الروسية تؤكد أن 75 في المائة من الصور التي تعرضها وزارة الدفاع الروسية لعمليات في سوريا هي في الواقع لا تعود جغرافيا لمواقع لتنظيم "الدولة الإسلامية"، وقامت مجموعة "بيللينغكات" بتحليل 60 مقطعا مصورا أصدرتها وزارة الدفاع الروسية ونشرتها على موقعها الرسمي على يوتيوب خلال الشهرين الماضيين وكانت النتائج مفاجئة، ويوضح أوليفانت أن المجموعة وجدت اأه من بين 51 مقطعا مصورا قالت موسكو إنها استهدفت مواقعا في سوريا لم يكن بينها إلا 15 مقطعا فقط تم تأكيد صحة الادعاءات الروسية بخصوص مواقعها ولم يكن بين هذه المواقع إلا موقعا واحدا يسيطر عليه تنظيم "الدولة الإسلامية".
• نشرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية؛ تقريرا عن المعاملة السيئة التي يلقاها اللاجئون السوريون في روسيا، مشيرة إلى أن العديد من السوريين اتخذوا من روسيا قبلة لهم، ظنا منهم أنها ستنقذهم من معاناتهم، لكنهم تفاجأوا من سوء المعاملة، والتهديد بترحيلهم إلى سوريا، وقالت الصحيفة إن الكثير من السوريين ندموا بعد أن قدموا إلى روسيا، وأصبحوا يريدون التوجه لأوروبا لطلب اللجوء هناك، وأضافت أن العديد من اللاجئين السوريين في روسيا يعيشون الأمرين، حيث إن بعضهم لا يخرجون من مساكنهم في ضواحي العاصمة موسكو إلا نادرا وتحت جنح الظلام، خوفا من الشرطة التي تضايقهم بسبب عدم حيازتهم أي وثائق، وقالت الصحيفة إنه بحسب الإحصائيات الرسمية، منحت روسيا حق اللجوء الدائم إلى سوريَيْن اثنين فقط، وأن أكثر من 7650 سوري في روسيا هم لاجئون لفترة مؤقتة، ولا تجدد إقاماتهم إلا بشق الأنفس، وذكرت الصحيفة أن إجراءات الحصول على الإقامة المؤقتة صعبة جدا، مع ما تحمله من مخاطر الترحيل إلى سوريا، وفي الختام، قالت لوفيغارو إنه رغم التسوية المؤقتة لوضع بعض اللاجئين السوريين بروسيا، إلا أن الكثير منهم يطمح للذهاب إلى أوروبا، لذا هم يتمركزون شمال روسيا، حيث يقومون إثر ذلك بطلب اللجوء في النرويج، وقد أدى هذا لتوجيه السلطات النرويجية اتهامات لروسيا بالتملص من واجب التكفل بنصيبها من المهاجرين.
• أفادت صحيفة يني شفق التركية بأن المقاتلات التركية قامت باستهداف وحدات حماية الشعب الكردية التي تجاوزت إلى شرق الفرات، بعد أن كانت تركيا قد أعلنت أن نهر الفرات خط أحمر بالنسبة لها وأن أي عبور إلى غرب الفرات يعتبر تهديدا للأمن القومي التركي، وبحسب ما بينت الصحيفة فإن المقاتلات التركية قامت باستهداف تجمعات وحدات حماية الشعب الكردية التي كانت تحاول العبور إلى غرب الفرات، بعد أن كانت القوات التركية قد أمسكت بعدة قوارب وهي تعبر الفرات محملة بالأسلحة إلى منطقة جرابلس السورية، المقابلة للحدود التركية، وبينت الصحيفة أن داود أوغلو، كان قد صرح أن القوات التركية قامت باستهداف وحدات حماية الشعب الكردية بعد أن تجاوزت الخطوط الحمراء التي بينتها تركيا للولايات المتحدة وروسيا.
• تحت عنوان "موسكو ومواجهة التداعيات" كتب مصطفى فحص مقاله في صحيفة الشرق الأوسط، الكاتب لفت إلى أن التدخل العسكري الروسي في سوريا أعاد بشار الأسد مرة جديدة إلى آخر سلم الأولويات الأميركية٬ وكشف عن رغبة صناع القرار الأميركي في الكونغرس والبنتاغون والمخابرات٬ في جر موسكو إلى الانغماس أكثر في المأزق السوري٬ وأبرز الكاتب أنه ليس سهلا على صناع القرار الأميركي القبول بمشهد عالمي تتصدر فيه موسكو الزعامة الدولية في الحرب على الإرهاب٬ أو القبول بتراجع الدور الدبلوماسي الأميركي مقابل الضجة السياسية التي تثيرها موسكو بعد تدخلها العسكري في سوريا٬ وحضورها الدبلوماسي الفاعل في عواصم القرار العربي٬ وتقديم فلاديمير بوتين كمحارب لحماية البشرية من خطر الإرهاب٬ بعدما أخفق المجتمع الدولي٬ وخصوصا الولايات المتحدة في إعادة الاستقرار إلى المنطقة والعالم٬ معتبرا أن التوصيات التي قدمها كبار مستشاري مجلس الأمن القومي الأميركي للرئيس باراك أوباما بضرورة زيادة الانخراط الأميركي النوعي لمحاربة "داعش" في العراق وسوريا٬ ليست إلا خطوة أميركية متأخرة لحفظ ماء وجه البيت الأبيض٬ الذي لم يزل حتى الآن متمسكا بسياسات التماهي مع مصالح إيران في العراق وسوريا بحجة احتوائها، وختم الكاتب مقاله بالقول إنه ليس مستبعدا أن ينتظر السوريون 16 شهرا حتى يصل رئيس جديد إلى البيت الأبيض٬ يوافق على إعطائهم ما يمكنهم من مواجهة آلة النظام الجهنمية، قرار سيمكن واشنطن من استعادة هيبتها وهيمنتها٬ بعد فوضى عالمية تسبب فيها سوء إدارة باراك أوباما.
• نطالع في صحيفة العربي الجديد مقالا لميشيل كيلو تحت عنوان "تطورات واعدة"، الكاتب أشار في مقاله إلى أن غزاة سورية فاتهم ملاحظة تطورات مهمة، حدثت في بلادنا خلال العامين الماضيين، وأوضح أن هذه التطورات تستند إلى واقعتين: أولاهما اتساع مقاومة النظام وحلفائه، وانتشارها إلى كل بيت وقرية وبلدة وحي وزقاق، والثانية تتجلى في إصرار السوريين على القتال حتى الانتصار، مهما كلفهم موقفهم من تضحيات، واعتبر الكاتب أن هذه الوقائع والتطورات علامات جديدة على تحولات ميدانية وسياسية من طبيعة حاسمة، مبرزا أنه سيكون من الصعب على قوة غازية تجاوزها، حتى إن كانت في قوة روسيا التي بدأت تصريحات قادتها تبدي القلق مما تكتشفه على الأرض من أوضاع لا تبشر بنصر، قد تحمل الروس أعباء لا يقوون على حملها، كإرسال قوات كافية لخوض القتال، نيابة عن شبيحة فاشلين، وضعوا يدهم في أيديهم، فوضعوهم أمام خيارين أحلاهما مر: القتال نيابة عنهم مع ما يرتبط بذلك من احتمالات كارثية بالنسبة لهم، أو الخروج من المستنقع السوري الذي يمثل كارثة استراتيجية بكل الأبعاد والمعاني، وخلص الكاتب إلى أن الروس سيجرّبون حظهم، قبل أن يكتشفوا أنهم يدقون عنقهم بسبب أكذوبةٍ أقنعوا أنفسهم بها، هي أنهم يقاتلون الإرهاب، ويدافعون عن نظام شرعي.
• نقلت صحيفة المستقبل اللبنانية، عن مصادر دبلوماسية عربية، أن التعاون الروسي-السعودي في أوجه، وقد توج بثلاث اتصالات بين الرئيس الروسي والملك السعودي خلال أقل من أسبوع. وأضافت أن الهدف من تكثيف التواصل هو رفع التهمة عن موسكو بأنها دخلت طرفا مع الشيعة ضد السنة، وتقول مصادر الصحيفة إن موسكو تريد حلاً سياسيا سريعا للأزمة السورية، وهذا غير ممكن إلا بالتعاون مع الرياض، أما سعي روسيا وراء الحل السريع فسببه اكتشافها بعد شن الغارات الجوية أن لا وجود فعليا لجيش الأسد على الأرض، وهو أمر دفع الروس أيضا إلى التفكير جديا بالتعاون مع المعارضة المسلحة، وكشفت مصادر الصحيفة أن اجتماعات فيينا غدا الجمعة ستشهد خطوات كبيرة إلى الأمام، في إطار تحديد القوى التي ستشارك في الحكومة الانتقالية من المعارضة ومن النظام، والتي ستشكل بناء على اتفاق "جنيف1"، وأكدت مصادر الصحيفة أن اجتماع فيينا الأخير حقق خطوات متقدمة جدا، لكن أطراف الاجتماع الأربعة اتفقوا على التكتم لضمان نجاح هذه الخطوات، وتشير مصادر الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة ترغب في أن تشارك إيران في المفاوضات المقبلة، إلا أن المملكة العربية السعودية ترفض ذلك، بينما قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن من المتوقع توجيه دعوة لإيران للمشاركة في محادثات متعددة الأطراف يوم الجمعة لبحث الصراع في سوريا، في حوار يهدف للتوصل إلى إطار عمل لانتقال سياسي بالبلاد.
• تطرقت صحيفة الرأي الأردنية في مقال لها، للخطة التي وضعتها موسكو والتي تسعى في أغلبية نقاطها إلى تسوية الصراع المحتدم بسوريا منذ أربع سنوات، معتبرة أن استقبال موسكو لبشار الأسد مؤخرا كان لعرض أفكار من هذه الخطة بخصوص قبوله التنحي بشرط ضمان سلامته وخروجه دون ملاحقة دولية لاحقة، غير أن كاتب المقال رأى أن البوابة الروسية للخروج من الأزمة السورية لن تكون مشرعة وفق ما تريده موسكو رغم حالة التراجع الأمريكي، ذلك أن التحالف الدولي ما زال قائما، كما أن هناك قوى في المنطقة تتقاطع مع الأزمة والوضع السوري.