جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 29-09-2015
• أشارت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إلى أن التعزيزات العسكرية الروسية المتزايدة في سوريا توضح مدى التسارع في الإستراتيجية الروسية بهدف فرض سياسة الأمر الواقع، ولمنح الأسد أملا جديدا، وذلك بعد تقهقر قواته وانهيارها أمام تقدم قوات المعارضة والفصائل والمجموعات المسلحة الأخرى، حتى صار الأسد لا يسيطر سوى على 17% من الأراضي السورية، أوضحت الصحيفة أن قوات الأسد بدأت بالتراجع منذ بداية العام الجاري، وذلك أمام زخم تقدم القوى المناوئة، وأن جيش الفتح -الذي يتألف في غالبيته من مسلحين إسلاميين- تمكن من دحر قوات النظام السوري في محافظة إدلب شمال البلاد وفي مناطق أخرى متفرقة، وأضافت أن النظام بدأ أيضا بفقدان أراض تضم حقولا نفطية أمام زحف تنظيم "الدولة الإسلامية" في مناطق مثل تدمر وغيرها في سوريا، مما أعطى مؤشرات واضحة على قرب انهيار نظام الأسد، وبالتالي شجع الرئيس الروسي على سرعة التحرك لإنقاذ الموقف.
• يقول روبرت فيسك في صحيفة الإندبندنت البريطانية أن فلاديمير بوتين لم يرسل جنوده إلى سوريا لمجرد إظهار تضامنه مع بشار الأسد، ولم ينقلهم جوا إلى قواعد حول طرطوس لإبقاء الأسد في الحكم، فهذا مفروغ منه، وبوتين ليس قلقا بأنه سيخسر الميناء الوحيد الذي تسيطر عليه روسيا على المياه الدافئة للبحر الأبيض"، ويضيف الكاتب أن بوتين يسعى إلى تحقيق انتصار؛ فالجيش السوري، الذي هو المؤسسة الوحيدة التي يعتمد عليها النظام، بل وأجهزة الدولة كلها، تتم إعادة تسليحه وتدريبه لهجوم عسكري خطير على تنظيم الدولة، يكون له صدى رمزي لا على مستوى الشرق الأوسط فقط، بل على مستوى العالم، ويجد فيسك في مقاله أنه يمكن للتاريخ أن يتشكل خلال الثلاثة أسابيع القادمة، ولكن لأن معارك الشرق الأوسط كلها يتغير توقيتها، فقد لا تقع المعركة حتى بدايات تشرين الثاني/ نوفمبر، قبل أن تجتاح الأمطار القادمة من العراق الصحراء، فمدينة تدمر لؤلؤة يجب استعادتها؛ لأن العالم أبدى قلقه وبكل تبلد على الآثار الرومانية فيها، أكثر من قلقه على سكانها، وسجل سقوط المدينة في يد تنظيم الدولة في شهر أيار/ مايو الماضي انتصارا كبيرا للتنظيم، ويستدرك الكاتب بأنه بالنسبة لبوتين فإن هجوما مثل هذا سيشكل رمزا مهما للنفوذ الروسي الجديد في الشرق الأوسط، أما بالنسبة لأوباما وكاميرون وبقية الزعماء الغربيين، الذين تخبطوا في سوريا لأربع سنوات دون خلع الأسد أو هزيمة تنظيم الدولة، فستكون استعادة تدمر بمساعدة روسية درسا مهينا لهم، ويخلص الكاتب إلى أنه إذا تم تقليم أظافر تنظيم الدولة، ومعه مقاتلو الشيشان الذين يكرهون بوتين، سيصبح لزاما على أمريكا والناتو أن يتفاوضا من موسكو على مستقبل سوريا، وذلك كله سيكون وكأنه لعنة بالنسبة لمئات آلاف اللاجئين السوريين، الذين ينزفون من بلدهم في رحلة طويلة إلى الشمال عبر البلقان.
• نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية مقالا للكاتب توني بريتون أشار فيه إلى أن الغرب صار يخطو وفق الإيقاع الروسي بما يتعلق بالأزمتين السورية والأوكرانية، وقال إن الرئيس بوتين هو الذي يعجل في جعل الولايات المتحدة وبريطانيا تغيران من سياستهما إزاء سوريا ومنطقة الشرق الأوسط وقضايا دولية أخرى، وأشار الكاتب إلى أن واشنطن ولندن طالما طالبتا بضرورة تنحي الأسد عن السلطة، ولكن سياستهما سرعان ما تغيرت لتقبل بوجوده بشكل مؤقت في مرحلة المفاوضات التي قد تبدأ لإيجاد تسوية للأزمة المتفاقمة ووقف الحرب الدامية التي تعصف بسوريا منذ سنوات.
• نقرأ في صحيفة الديلي تلغراف البريطانية تقريراً لريتشارد سبنسر من اسطنبول بعنوان "متطوعون ينقذون أبناء الشعب السوري يناشدون بمحاسبة الطاغية"، وقال كاتب التقرير إن كان هناك شخص يعلم حقيقة نظام بشار الأسد، فهو رائد صلاح، وأضاف أن صلاح يعمل منذ قرابة السنتين على إنقاذ السوريين من تحت الأنقاض، وأوضح كاتب التقرير أن صلاح يشغل منصب قائد جمعية القبعات البيض والناطق باسمها، مشيراً إلى أن هذه الجمعية التطوعية تضم 2700 متطوعاً مدنياً ينقذون الناجين من السوريين من تحت الأنقاض، وصرح صلاح للصحيفة بأن ما يدفع السوريين للهجرة إلى أوروبا هو فقدان الأمل وافتقار أي رؤية للسلام في سوريا في المستقبل، وأضاف أنه في الوقت الذي تستمر فيه آلة بشار الأسد العسكرية بالقتل لربح الوقت، وفيما تلتفت أنظار المجتمع الدولي لتنظيم "الدولة الإسلامية" فقط، فإن الناس سيستمرون بالهرب من سوريا باتجاه الغرب خوفاً على حياتهم.
• نشرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية تقريرا حول التحركات العسكرية الروسية والغربية في سوريا، عرضت فيه مواطن ضعف الجهود الدولية الرامية للقضاء على تنظيم الدولة، وأكدت على أهمية التدخل البري من أجل تحقيق نتائج ملموسة، وانتقدت في الوقت ذاته مواقف الدول العربية التي قالت إنها تكتفي بالمشاهدة إزاء تمدد هذا التنظيم، وقالت الصحيفة إن التطورات الحاصلة خلال الأسابيع الأخيرة على عدة أصعدة، خاصة على الصعيدين العسكري والدبلوماسي، زادت من تعقيد المعادلة السياسية في منطقة الشام، واعتبر التقرير أن قوات بشار الأسد تتحمل مسؤولية كبرى في الصراع الدموي الدائر في البلاد، وما نتج عنه من تهجير عدد هائل من السوريين إلى خارج البلاد، وقد زادت أزمة المهاجرين من تعقيد معادلة الصراع الدائر في سوريا، وأشار إلى أن موسكو تسعى لصياغة إستراتيجية عسكرية لمجابهة تنظيم الدولة، تختلف عن توجهات الدول الغربية، حيث تركز بالأساس على حماية سيطرة نظام بشار الأسد على المناطق الحيوية، وهي المدن الرئيسية القريبة من سواحل المتوسط، واعتبرت الصحيفة أن الموقف العربي في سوريا لا يزال سلبيا جدا؛ لأن القوات العربية تعاني من غياب التناسق فيما بينها، كما أنها غير مؤهلة لخوض معارك في مناطق عمرانية آهلة بالمدنيين، إذا ما تم الأخذ بالحسبان حجم الآثار الجانبية المتوقعة للمعارك داخل المناطق السكنية، ورأت أن الوقت قد حان لتشارك القوات العربية في مهام عسكرية في المنطقة؛ لأن الفرصة تبدو مناسبة للتدرب واكتساب الخبرة في مواجهة الاضطرابات والأزمات التي يمكن أن تعصف بأمن المنطقة مستقبلا، كي لا تستمر هذه البلدان في التذرع بنقص الخبرة والتهرب من مواجهة التحديات التي تهدد أمنها، كما تقول الصحيفة.
• نطالع في صحيفة الحياة اللندنية مقالا للؤي حسين بعنوان "السلاح الروسي لدمشق هو للعرض فقط"، الكاتب أشار إلى أن حاجة موسكو الكبيرة لفك العزلة عنها والتخفيف من العقوبات الاقتصادية تفرض عليها تقليب أوراقها واستخراج أفكار جديدة منها لتتمكن من نيل حاجتها، موضحا أنها وجدت في "داعش" وتمددها بعيداً خارج سورية والعراق، وإخفاق التحالف الأميركي بالحد من هذا التمدد، مدخلاً مهماً لتثقيل وزنها الدولي، فتقدمت بالمعادلة الصحيحة بأنه: لا يمكن الاكتفاء بمواجهة "داعش" برياً في العراق فقط، ولا بد من مثل هذه المواجهة على الأراضي السورية، ومن يريد مواجهة "داعش" عليه التحالف مع النظام السوري الذي يمتلك أكبر قوات برية لديها أسلحة نوعية وحديثة بدأت تستلمها من روسيا، ورأى الكاتب أن الدعم العسكري الروسي الأخير للنظام السوري هدفه حصراً استعادة الهيمنة الروسية على النظام وعلى إرادته وقراراته، من خلال إظهاره ممتلكاً لهذا السلاح الجديد كقوة رئيسة في مواجهة "داعش"، فتتحكم به من خلال تهديده بإيقاف مدّه بالسلاح، أو إيقاف العمل به لأنه سيبقى تحت تصرف الخبراء الروس، واستبعد الكاتب أن تُقدِم روسيا على زج قوات برية لها في الأراضي السورية، وأبرز أن التفاوض الروسي - الأميركي سيركز على تحديد المناطق المتاحة لاستخدام الأسلحة الروسية الجديدة التي بدأت بالوصول إلى النظام السوري، معتبرا أنه في المحصلة لن يكون هذا السلاح إلا للعرض فقط وليس لتمكين النظام السوري من مواجهة الأطراف الأخرى ما عدا "داعش".
• تحت عنوان "الدور الروسي" اعتبر علي إبراهيم في صحيفة الشرق الأوسط أن روسيا وجدت في الأزمة السورية مدخلاً للعودة بقوة إلى المنطقة التي كانت ساحة صراع بين القوتين العظميين، الاتحاد السوفياتي السابق والولايات المتحدة في الستينات والسبعينات من القرن الماضي، ورأى الكاتب أن تصريحات بوتين في حواره التلفزيوني أمس حول عدم إرسال جنود إلى سوريا الآن تحمل إشارات بأنه لا يريد التورط عسكريًا، ولفت إلى أن الدور الروسي قد يساعد في إيجاد مخرج من الأزمة السورية إذا نجحت موسكو في التعاون مع واشنطن في فرض مرحلة انتقالية، وأبرز الكاتب أنه إذا كانت موسكو تريد لعب دور إيجابي في الأزمة السورية، وهي لديها مخاوف من المتطرفين من جمهوريات روسية يذهبون للقتال في سوريا، فإن هذا لا يضير الأطراف العربية التي تريد المحافظة على سوريا في إطار المنظومة الإقليمية العربية، منوها إلى أن الاجتماع الذي اقترحته موسكو بمشاركة واشنطن فرصة لذلك.
• في صحيفة البيان الإماراتية نقرأ مقالا كتبته نسرين مراد بعنوان "التورط الروسي في سوريا"، الكاتبة لفتت إلى أن القيادة الروسية أدركت متأخراً جداً، بأنه ما لم تتدخل لنصرة نظام بشار الأسد فإن الأخير آيل للسقوط لا محالة، مبينة أن هذا التدخل يخلق بؤرةً أو مستنقعاً جديداً من الفوضى في المنطقة أسوةً بما يحدث في العراق وليبيا، واعتبرت الكاتبة أن هذه الخطوة الروسية مغامرة ومقامرة عسكرية سياسية ودبلوماسية، وأشارت إلى القوات الروسية في سوريا تواجه وضعاً شديد التأزم والتعقيد، إذ إن غالبية السوريين قرروا التخلص من نظام بشار الأسد، مهما ارتفع سقف التكاليف والتضحيات، وإن روسيا بكل جبروتها لن تتمكن من كبح جماح أو وقف الثورة السورية، ورأت كاتبة المقال أن القيادة الروسية تُقدِم على خطوة بائسة من أجل حليف يلفظ أنفاسه الأخيرة؛ محلياً وإقليمياً ودولياً، مبرزة أن روسيا تضحّي بما تبقّى لديها من أوراق عسكرية واقتصادية وسياسية.
• قالت صحيفة الوسط البحرينية إن غرفة عمليات إعادة ترتيب وضع الشرق الأوسط يبدو أنها ستنطلق من سورية، عبر جهود حثيثة ومنسقة من كل جانب، موضحة أن التحركات الحالية تعبر عن تغيرات في التوجه نحو حل سياسي من نوع مختلف، وأن المؤشرات تتحرك في هذا الاتجاه، وأشارت الصحيفة في مقال بعنوان "جهود حثيثة لإعادة ترتيب المنطقة" إلى أن بريطانيا أعادت تموضعها، كما بدأت فرنسا توجيه ضربات جوية ضد التنظيمات الإرهابية في سورية، مبرزة أنه بعد أربع سنوات من التغييرات على أرض الواقع، انتهى مفهوم "المعارضة المعتدلة"، وانفلت زمام الوضع أكثر، وبدأ عشرات الآلاف من السوريين يتدفقون على المدن الأوروبية، وأصبح العالم أمام مفترق طرق.
• كتبت صحيفة النهار اللبنانية، حول نموذج "جمهورية ليبرلاند" غير الموجودة والتي أعلن عنها السياسي التشيكي فيت يدليكا، في 13 نيسان/ إبريل الماضي، على مساحة أربعة كيلومترات مربعة على طول نهر الدانوب وتمتد بين كرواتيا وصربيا، وبحسب الصحيفة، فإنه لا توجد دولة في الأمم المتحدة تعترف بـ"ليبرلاند" دولة ذات سيادة، وعلى الرغم من وضعها الملتبس، يقول يدليكا إن 378 ألف شخص سجلوا أسماءهم حتى الآن، مبدين اهتمامهم في الحصول على جنسية "ليبرلاند"، ونقلت الصحيفة تصريحات ليدليكا التي كشف فيها أن 9647 سوريا سجلوا أسماءهم حتى الآن، لافتا إلى أن هذا الرقم يفوق عدد طالبي اللجوء إلى دول أخرى كالولايات المتحدة وكندا.