جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 29-08-2015
• كتبت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن تنظيم "الدولة الإسلامية" ما زال يجتاح مناطق شاسعة من العراق وسورية في سعيه نحو التوسع، مبرزة أن نية الجماعة المتشددة تتمثل في السيطرة على أراض جديدة بالبلدين، اللذين يواجهان نزاعات طاحنة منذ سنوات، وسجلت الصحيفة أن الرئيس باراك أوباما كان قد صرح بأن تنظيم "الدولة الإسلامية" يمثل الوحشية بامتياز، لافتة إلى أن الحملة ضد الجماعة الإرهابية لا يتعين أن تتوقف عند تصفية أكبر عدد من المقاتلين في صفوفها، بل في محاربة عقيدتها المدمرة، واعتبرت الصحيفة أن مكافحة التنظيم بهذه الطريقة أمر مثير للشفقة، موضحة أنه يتعين التوقف عن الاستهتار بقوة المتطرفين الذين يمثلون تهديدا معنويا وسياسيا على الاستقرار الهش بمنطقة الشرق الأوسط، وحذر كاتب المقال من أن الجماعة الإرهابية ما زالت تكتسب قوة وتأثيرا ما دام بإمكانها المحافظة على الأراضي الواقعة تحت سيطرتها.
• كشفت صحيفة الديلي تلغراف البريطانية أن خبراء الآثار في جامعتي أكسفورد البريطانية وهارفارد الأميركية يخططون لاستخدام تقنية التصوير الثلاثي الأبعاد لحماية التحف الأثرية المهددة من قبل تنظيم الدولة، في محاولة لمنع ضياع آلاف السنين من التاريخ، وبينت الصحيفة أن هذه المبادرة -التي قورنت بعمل آخر عرف في الحرب العالمية الثانية باسم "رجال الآثار"- تأتي على خلفية الدمار الواسع النطاق الذي أحدثه التنظيم في آثار المنطقة، كما في مدينة تدمر القديمة في سوريا، وقد ظهرت بعض هذه الآثار في السوق السوداء، وهو ما جعل الخبراء يطورون أيضا برامج حاسب متطورة لتعقبها، ووفقا للصحيفة، تقوم الخطة المبتكرة لحفظ الآثار على ملء المناطق الأثرية المهددة بآلاف الكاميرات الثلاثية الأبعاد لالتقاط صور لكل قطعة أثرية، بحيث إذا دُمرت يمكن استخدام هذه التقنية لعمل نسخة مطابقة لها، ومن المتوقع أن تصل كلفة المشروع إلى نحو ثلاثة ملايين دولار، ووفقا لمعهد علم الآثار الرقمية بأكسفورد، الذي يعمل مع منظمة اليونسكو، يمكن تجميع نحو عشرين مليون صورة بحلول عام 2017.
• في صحيفة إسرائيل اليوم يرى اللواء احتياط يعقوب عميدرور أن إسرائيل لن تكسب شيئا إذا ما سرعت سقوط بشار الأسد، وساعدت على فتح الباب لسيطرة منظمات سنية على ما يتبقى من سوريا، واصفا السياسة الإسرائيلية في هذا السياق "بالعاقلة"، وأشار الكاتب إلى خلاف في إسرائيل بشأن الرد المناسب على النار القادمة من الجانب السوري بين من يدعو إلى رد شامل وآخر يدعو لرد موضعي، وفي توضيحه للوضع، يقول الكاتب إن في جنوب الجولان اليوم تتواجد قوات للثوار لا يوجد لديها حتى الآن عمل ضد إسرائيل، بل تركز على إسقاط الأسد ونظامه، وفي الوسط والشمال قوات تؤيد الحكم العلوي وتخدمه وهي على اتصال مباشر مع إيران أو "حزب الله"، ويحذر الكاتب إسرائيل من أن تصبح جزءا من النزاع الذي لا ينتهي في سوريا، مشيرا إلى أنه لا يوجد طرف واحد أفضل من خصمه بالنسبة لإسرائيل، ويلفت الكاتب إلى حالتين يرى أن على إسرائيل أن تعمل فيهما دون مراعاة لمسألة أي من الطرفين في سوريا يخدم عملها، الأولى عندما تنقل إيران أو سوريا لـ"حزب الله" سلاحا مخلا للتوازن ويعطيه قدرة من شأنها أن تعرقل إسرائيل في كل مواجهة مستقبلية، والثانية عندما تنفذ عملية مباشرة ضد إسرائيل من هضبة الجولان أو من مكان آخر.
• تحت عنوان "رحيل الأسد يبدأ من دمشق" كتب طارق الحميد مقاله في صحيفة الشرق الأوسط، الكاتب سلط الضوء على بيان الخارجية الأمريكية الذي أكد على ضرورة إتمام انتقال العملية السياسية في سوريا دون وجود بشار الأسد، وهو الأمر الذي أعلنه أيًضا قبل أيام وزير الخارجية السعودي عادل الجبير من لندن، حيث قال أمام نظيره البريطاني إن رحيل الأسد تحصيل حاصل، ولا مكان له في أي عملية سياسية، وإن الموقف السعودي هو أن لا مساومة فيمن تلطخت أيديهم بالدماء السورية، وشدد الكاتب على أهمية هذه المواقف خصوًصا في ظل المباحثات الحالية مع روسيا حول الأزمة السورية، ولكنه أكد أن هذه المواقف لا تكفي خصوًصا وأن بيان الخارجية الأميركي قد أوضح بشكل مهم أن "استمرار الأسد في السلطة يزيد التطرف، ويذكي التوترات في المنطقة"، ولهذا فإن الانتقال السياسي ليس فقط ضرورًيا لصالح الشعب السوري بل ويعد جزًءا مهما في القتال من أجل هزيمة المتطرفين، ورأى الكاتب أن وجود الأسد، واستمراره، يعني أن لا حرب حقيقية ضد الإرهاب، مبرزا أن الأسد و"داعش" وجهان لعملة واحدة، ولا يمكن القضاء على أحدهما ببقاء الآخر، كما لا يمكن محاربة "داعش" جوًيا عبر الطائرات في سوريا، بينما يواصل الأسد قصف السوريين بالبراميل المتفجرة، أو أن يترك "حزب الله" يصول ويجول مع الميليشيات الشيعية الأخرى في سوريا، وخلص الكاتب إلى أن البيان الأميركي، وقبله التصريح السعودي، حول ضرورة إتمام الانتقال السياسي في سوريا دون الأسد نفسه، مهم، لكنه غير كاف؛ حيث لا توجد أفعال حقيقية على الأرض إلى اللحظة تجعل الإيرانيين، أو الروس، يستشعرون خطورة مصالحهم هناك، أو في المنطقة.
• صحيفة العرب اللندنية نشرت مقالا لسلام السعدي بعنوان "سوريا: تقاطع المصالح لإنشاء منطقة آمنة"، الكاتب أشار إلى أنه مع تفاقم الكارثة الإنسانية في سوريا، بات المقترح التركي بإنشاء "المنطقة الآمنة" ممكنا بعد أن يجري تجريدها من المضامين السياسية ليصبح الهدف الجوهري لإنشائها هو أن تكون منطقة آمنة للاجئين السوريين الفارين من وحشية نظام الأسد وتنظيم "داعش" على حد سواء، ولفت الكاتب إلى أن هناك عوامل جديدة، غير التخلص من "النظام السوري" تدفع تركيا اليوم لإقامة المنطقة الآمنة، تتمثل في تنامي نفوذ الأكراد في شمال سوريا، وإظهارهم رغبة قوية في اقتطاع أراض سورية وضمها لما يدّعونه بمناطق الإدارة الذاتية، أما النسبة إلى الولايات المتحدة، فيشير الكاتب إلى أن الهدف ليس الهدف إسقاط "النظام السوري"، بل تحقيق تقدم ملحوظ على تنظيم "الدولة الإسلامية" يصرف الأنظار بعض الشيء عن السجل المخزي للإدارة الأميركية في محاربة التنظيم بالشراكة مع الحكومة العراقية، وبالنسبة إلى دول الاتحاد الأوروبي، فيقول الكاتب إن مهتمة باتت أكثر من أي وقت مضى بإيجاد منطقة آمنة للاجئين السوريين لتفادي تدفق المزيد من اللاجئين إلى أراضيها، ورأى الكاتب أنه في حال كانت الرغبة الأميركية التركية جادة في تقليص نفوذ "داعش" في سوريا، فمن الأفضل أن تصبح تلك المنطقة ملاذا آمنا للحكومة السورية المؤقتة بعد إعادة هيكلتها وتصحيح مسار عملها، مشددا على أن تقديم الخدمات للسوريين في المناطق المحررة يشكل أهم العوامل لتقليص نفوذ "داعش"، وفي إحداث استقرار نسبي يخفف من وتيرة لجوء السوريين إلى خارج البلاد.
• أبرزت صحيفة البيان الإماراتية أن "مأساة الشام الكبرى، من حلب شمالا حتى جنوب لبنان، ميسمها واحد، هو التآمر، الداخلي والخارجي، وأوضحت أن كل هذه المنطقة تغمرها المؤامرات والدسائس التي تتنازعها الأجندة الطائفية والأيديولوجية وطموحات الزعامات المرتكزة على تلك الأجندة، فضلا عن الدسائس الأجنبية منذ سايكس بيكو، وحتى الابتلاع الصهيوني والإيراني الراهن، وشددت الصحيفة على أن وحدة هذا الإقليم، من حيث خصوصيته الثقافية وتركيبته الديموغرافية وتاريخه المشترك، تحتم في المقابل، أن تكون مقاربة مشكلاته موحدة أيضا، في ظل تداخل المعطيات السياسية والاجتماعية والثقافية هنالك، وخلصت البيان إلى أن مقاربة هذا المشهد الشامي الكبير المأزوم، لا يجد خلاصا إلا بتسوية جديدة جذرية، ربما تشمل العراق أيضا، وذلك من أجل إخراج هذا الإقليم برمته من شروط الطائفية والذرائع المؤدلجة التي أقعدت الشام زمانا طال بما يكفي.
• تحدثت صحيفة عكاظ السعودية عن المبادرات التي طرحت لحل الأزمة السورية والتي مر عليها خمس سنوات وهي تراوح مكانها، من قبل العديد من الدول، كما تم إقرار العديد من القرارات في المنظمة الأممية، ورأت أن هذه المبادرات الورقية، ظلت رهينة مزايدات مواقف القوى الكبرى والتحالفات الإقليمية واستمر البطش الأسدي المدعوم من النظام الإيراني ومليشيات المالكي و"حزب الله" ضد الشعب السوري الذي عاش مرحلة الهوان والذل في ظل عدم تحرك المجتمع الدولي وصمته المريب والمخجل، وأعربت عن أملها من الإدارة الأمريكية أن تدرك أنه لا حل للأزمة السورية إلا بزوال الأسد ومحاسبة النظام الأسدي، لأن رحيل الأسد ومن تلطخت أيديهم بالدماء، لا مساومة فيه ولا رجعة فيه وأن اجتثاث إرهاب الأسد هو بداية لنهاية إرهاب "داعش"، وعلى بشار الأسد أن يعي جيدا أنه راحل سواء عبر عملية سياسية أو عبر هزيمة عسكرية.
• كتبت صحيفة الدستور الأردنية، في مقال بعنوان "اللاجئون العرب"، أن قضية اللاجئين العرب أصبحت مؤرقة لدول الاتحاد الأوروبي وأضحت من أكثر القضايا إلحاحا على مستوى العالم، مضيفة أن الدول الأوروبية الغنية تشكو وتئن من وطأة هذه المشكلة، فما بالك بدول عربية صغيرة تتعرض لعبء يوازي العبء العالمي كله في هذه المسألة مثل (الأردن)، التي تتعرض لحملات لجوء مكثفة من الشمال والشرق والغرب، وخلصت الصحيفة إلى أن قضية اللاجئين العرب تستحق مؤتمرا عالميا تحت إشراف الأمم المتحدة، وعلى جميع دول العالم أن تتحمل المسؤولية تجاه هذه القضية الإنسانية التي تفوق قدرة دول الجوار على استيعابها في ظل الأزمات التي تعاني منها على المستوى الاقتصادي وعلى المستوى المائي والغذائي، حيث إن الجهود المبذولة ما زالت دون المستوى المطلوب على جميع الأصعدة ودون حجم الكارثة.