جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 29-07-2015
• قالت صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية إن التحاق تركيا في الحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" قد تسبب في صعوبات سياسية للإدارة الأميركية وتعهداتها السابقة للأطراف المتحاربة في سوريا، وأشار التقرير الذي كتبه غي تايلور إلى أن الإدارة الأميركية تعمل جاهدة للموازنة بين المحافظة على حلفائها وبين الاستمرار في الامتناع عن التورط في إرسال قوات أميركية برية للاشتراك بالقتال في سوريا، وأوضح أنه في الوقت الذي يعقد فيه حلف شمال الأطلسي الناتو اجتماعه الطارئ الخامس منذ تأسيسه قبل 66 عاما بطلب من تركيا نفت الإدارة الأميركية المعلومات القائلة إنها ترتب لإنشاء منطقة لحظر الطيران في الأجواء السورية، أما وزارة الدفاع (البنتاغون) فقد واجهت في الـ24 ساعة الأخيرة أسئلة محرجة بشأن تخلي إدارة الرئيس باراك أوباما عن الحلفاء الأكراد في الحرب ضد تنظيم الدولة مقابل الدور التركي، وإلى أي مدى يمكن أن يذهب في ذلك الاتجاه، ويقول تايلور في تقريره إن الإدارة الأميركية واجهت مأزقا في التعاون مع بعض الفصائل الكردية وبالذات "حزب العمال" اليساري المتشدد الذي تعتبره واشنطن منظمة إرهابية، إلا أن الافتقار لمجموعات مسلحة معتدلة على الأرض وبعد أن برهنت فصائل الحزب على قدراتها القتالية العالية جعل واشنطن تعقد تحالفا غير معلن مع مليشيات حزب العمال في حرب تنظيم الدولة، وأشار التقرير إلى أن واشنطن تواجه نفس المأزق في العراق، حيث لا تجد أمامها سوى مليشيات الحشد الشعبي الشيعية المدعومة من إيران لمحاربة تنظيم الدولة.
• كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أن الاتفاق التركي الأمريكي للقضاء على "الدولة الإسلامية" من شمال سوريا، لم يتضمن حظرا جويا على طيران نظام الأسد، ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين وأتراك قولهم، إن الخطة التي اتفق عليها مسؤولون في البلدين، تنص على القضاء على التنظيم في المنطقة الشمالية السورية بطول 60 ميلا على الحدود مع تركيا، حيث تهدف إلى إنشاء منطقة خالية من "الدولة الإسلامية" بطول هذه المسافة ويمكن أن تكون تلك المنطقة أيضا آمنة للنازحين السوريين، وترتكز الخطة على القيام بعمل عسكري تركي أمريكي مكثف، بالتنسيق مع المسلحين السوريين على الأرض، للقضاء على "الدولة الإسلامية"، وفق مسؤولين أمريكيين كبار اطلعوا على المحادثات، وقالت الصحيفة إن الخطة الجديدة تواجه نفس التحديات التي لاقتها واشنطن في سوريا في وقت سابق، فبينما تركز الإدارة الأمريكية على القضاء على "الدولة الإسلامية"، ينصب تركيز الأتراك والمقاتلين السوريين على سبل هزيمة بشار الأسد، وفي الوقت الذي كان يتطلع الأتراك وقادة المعارضة السورية إلى أن يتضمن الاتفاق فرض حظر على طيران النظام السوري على المناطق القريبة من الحدود السورية، للحد من الضربات الجوية التي يشنها الأسد على المعارضة، وللسماح للاجئين السوريين بالعودة إلى ديارهم، فإن المسؤولين الأمريكيين أكدوا أن هذه الخطة ليست موجهة ضد الأسد، بحسب نيويورك تايمز، وأضافوا أن الوصول لمنطقة آمنة يمكن أن يكون في الواقع نتيجة ثانوية للخطة، غير أنه رسميا منطقة الحظر الجوي (على طيران الأسد) ليست جزءا من الصفقة.
• تناول الكاتب ديفد غاردنر في مقاله بصحيفة الفايننشال تايمز البريطانية التحول في السياسة التركية تجاه تنظيم الدولة بعد التفجير الانتحاري الذي نفذه الأسبوع الماضي وراح ضحيته 32 من النشطاء في مركز ثقافي بالقرب من الحدود السورية، وأشار في ذلك إلى قبول تركيا طلب واشنطن لفتح قاعدة إنجرليك للمقاتلات الأميركية لشن غارات على التنظيم، وأشار الكاتب إلى أن سياسة حزب العدالة والتنمية الحاكم تغيرت بالتأكيد وانتقلت تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان إلى سياسة الهجوم، وأن أردوغان يسعى لكسب أصوات القوميين ويحاول وصم التحالف المؤيد للأكراد بالإرهابي بسبب إحباطه لخططه في الحصول على أغلبية ساحقة لتحصين الرئاسة بصلاحيات مهيمنة، وأضاف أن سياسة تركيا تجاه سوريا وإستراتيجيتها تجاه الأكراد قد تفككت وأن هذا يبدو واضحا في المكان الذي تقصفه تركيا، إذ إنها تضرب في شمالي غربي سوريا الذي يوجد فيه أنبوب المساعدات الحدودي لجماعة أحرار الشام وليس أبعد إلى الشرق حيث يقاتل تنظيم الدولة مليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي (مقاتلو الأكراد السوريون الذين يقاومون التنظيم)، وانتقد غاردنر موقف الحكومة التركية على أنها بذلك تنظر إلى الأمر وكأن هناك تنظيم دولة سيئا وآخر جيدا، أو على الأقل هناك تنظيم مفيد يمنع حزب الاتحاد الديمقراطي من عبور الفرات والالتحام بالمناطق الكردية داخل الكيان الكردي السوري، ونبه إلى أن تركيا -شاءت أم أبت- متجهة نحو حرب شاملة.
نشرت صحيفة الغارديان البريطانية أن المسؤولين الأميركيين أكدوا موافقة الإدارة الأميركية على المطالب التركية لإقامة "منطقة آمنة" محمية من قبل التحالف في شمالي سوريا مقابل السماح للمقاتلات الأميركية باستخدام قواعد تركيا العسكرية لمهاجمة تنظيم الدولة، وأشارت الصحيفة إلى أن حكومة أردوغان كانت تضغط منذ فترة طويلة من أجل منطقة عازلة أو منطقة حظر طيران داخل سوريا، جزئيا لإقامة ملاذ آمن للاجئين السوريين، لكن الولايات المتحدة رفضت ذلك حتى الآن خشية أن يثير ذلك صدامات مع القوات الموالية للأسد وإغضاب حلفائه الإيرانيين والروس، وقالت الصحيفة إن الاتفاق الأميركي التركي بشأن منطقة آمنة سيزيد الضغط على البرلمان والحكومة البريطانية للسماح للمقاتلات البريطانية بالتحليق فوق سوريا إلى جانب الولايات المتحدة، كما هو الحال في العراق، وسيثير تساؤلات عن عملية السلام الكردية.
• نطالع في صحيفة القدس العربي مقالا لمحمد كريشان بعنوان "الجملة الفضيحة في خطاب الأسد"، الكاتب تطرق إلى خطاب بشار الأسد الأخير، ورأى أننا مهما حاولنا أن نبحث عن معان أو رسائل أو مواقف في هذا خطاب فلن نجد ما هو أهم أو أخطر من قول بشار الأسد إن «سوريا ليست لمن يسكن فيها أو من يحمل الجنسية السورية بل لمن يدافع عنها»، وأوضح الكاتب أن هذه الجملة تفيد عمليا بأن بشار الأسد لا مانع لديه من "تلزيم" الدفاع عن نظامه لمجموعة دول وجهات أجنبية مقابل أن يسحب هو الوطنية ببساطة ممن ارتأوا معارضته التي كلفتهم النزوح أو اللجوء، إذا ما كانوا محظوظين ونجوا من براميله المتفجرة القاتلة، واعتبر الكاتب أن إغفال كل وسائل الإعلام "الممانعة" عن ذكر هذه الجملة هو إغفال من الصعب جدا إرجاعه إلى محض الصدفة أو مجرد إهمال في التقاط المفيد والمهم في خطابه، مرجحا أن هذه الوسائل ارتأت عدم نشر تلك الجملة عن وعي كامل وقرار واحد، إما لتدخل من الجهات السورية التي "تمون" عليها أو لأنها رأت، بحسها السياسي والمهني الذي لاشك فيه، أن الجملة تستحق التخبئة والتمويه عليها ببقية كلام الأسد الإنشائي الطويل.
• صحيفة الحياة اللندنية نشرت مقالا للؤي صافي تحت عنوان "الاستعمار الداخلي والثورات المضادة"، الكاتب أشار إلى أن أحداث الربيع العربي أبرزت نموذج الاستعمار الداخلي وأظهرت أنه النموذج المعتمد في جميع الأنظمة العسكرية في المنطقة العربية، موضحا أن الاستعمار الداخلي يبرز بوضوح في أي دولة يعمل حكامها على تطوير مستعمرات محصنة خاصة بهم تعزلهم عن ضنك العيش الذي يعاني منه سواد الناس، وهو المشهد الذي تكرر في كل الدول التي نالت استقلالها وحريتها من الاستعمار الأوروبي لتجد نفسها تحت استعمار داخلي، يدفع بعض أبنائها للترحم على الاستعمار الخارجي مقارنة بالاستعمار الداخلي المقيت، ولفت الكاتب إلى أن القصة نفسها تكررت في سورية الأسد وتونس زين العابدين وليبيا القذافي ويمن الصالح، واعتبر أن المشهد السوري يمثل أقبح أشكال الاستعمار الداخلي على الإطلاق، ليس فقط لأن نظام الأسد أثبت أنه من أكثر الأنظمة الاستعمارية دموية وشراسة، بل لاستعداده للتضحية بالسيادة والكرامة والوطن والشرف ورهن مستقبل البلاد والتحالف مع الطامعين وإرضاء الأعداء لتكريس حكم الفرد، وأكد الكاتب في نهاية مقاله أن الشعوب ستتحرر من الاستعمار الداخلي، وأن الأنظمة العسكرية التي تستخدم كل أسلحتها وأدوات القمع التي تملكها لقهر شعوبها بدأت تختنق بمكائدها وجرائمها وفسادها ومكرها، مما يزيد حظوظ الشعوب العربية في تنفس الصعداء وزوال كابوس الاستبداد والفساد.
• صحيفة النهار اللبنانية نشرت مقالا لراجح الخوري بعنوان "الأسد أعلن قيام دولة الساحل!"، سلط فيه الضوء على خطاب بشار الأسد الأخير، معتبرا أنه من الضروري قراءة هذا الخطاب في ضوء نيران القذائف التركية التي تدكّ في الوقت عينه المناطق الكردية في شمال سوريا، وذلك لسبب واضح جداً هو أن عملية تقسيم سوريا دخلت مرحلتها التنفيذية الأخيرة، ورأى الكاتب أنه عندما يتحدث بشار الأسد صراحة عن الدعم الإيراني وعن دور "حزب الله" الحاسم في القتال الى جانب النظام، فذلك أشبه بإعلان مسبق عن أن "دولة الساحل" ستشكل جسراً استراتيجياً للإيرانيين يربطهم بمناطق نفوذ "حزب الله" عبر الزبداني والقلمون وصولاً إلى الهرمل وبعلبك فالجنوب اللبناني، وفي المقابل أشار الكاتب إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ليس غائباً عن هذه التطورات الحاسمة في سوريا، وبين أن أردوغان يعرف جيداً أن قيام دولة العلويين يمكن أن يفتح الباب ويوفّر الفرص أمام قيام كيان كردي في الشمال السوري يشكل امتداداً للشمال العراقي الكردي القوي، ولهذا سارع إلى عقد "صفقة الحافة" التي قضت أخيراً بأن يبيع رأس تنظيم "داعش" مقابل الحصول على رأس طموحات الأكراد في شمال سوريا، مبرزا أن المنطقة الآمنة التي اتفقت تركيا وأميركا على اقامتها بين مارع وجرابلس بعمق 50 كليومتراً تساعد أردوغان في صد الطموحات الاستقلالية الكردية، وأنهى الكاتب مقاله بالقول: إن بشار الأسد أعلن صراحة قيام الدولة العلوية لتبدأ حروب تركية كردية وسنية على اقتسام ما تبقى من سوريا.
• اعتبرت صحيفة الشرق السعودية، أن ما جاء في خطاب بشار الأسد قبل يومين، لم يكن مفاجئاً، وأنه كان نهج الأسد طيلة السنوات الأربع الماضية، فالأسد دمر المدن السورية وشرد شعبها واليوم يقول إن الوطن ليس لمن يسكن فيه أو يحمل جنسيته وجواز سفره؛ بل لمن يدافع عنه ويحميه، وأشارت الصحيفة إلى أن هذا إعلان صريح بإسقاط حق السوريين الرافضين لسلطته بوطنهم وأرضهم وهو بذلك يكرس ما تسعى إليه إيران في إحداث تبديل ديموغرافي في سوريا، ولفتت إلى أنه في العراق الذي ليس حكامه بوضع أفضل من حاكم دمشق بعد أن تنازلوا عن سيادة بلدهم لصالح الميليشيات التابعة لإيران وبعد أن قضى نوري المالكي على ما تبقى من الجيش العراقي، ومؤسسات الدولة والمجتمع العراقي، يبشر وزير الخارجية إبراهيم الجعفري العراقيين بأن المنطقة مقبلة على حالة جديدة وهي رفع الكوابيس، وأن إيران ستنشر ظلها على أصدقائها والعراق في مقدمة أصدقائها، مبرزة أنه اعتراف رسمي ومن أعلى شخصيات السلطة العراقية بالتبعية لإيران.