جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 29-06-2015
• نشرت صحيفة لوموند الفرنسية تقريرا حول معركة "عاصفة الجنوب" التي أطلقها الثوار ضد قوات النظام في جنوب سوريا، تناولت فيه الأهمية الإستراتيجية لهذه المعركة بالنسبة للطرفين، والجهود الكبيرة التي يبذلها النظام لتفادي الهزيمة في هذه المنطقة، وأشارت الصحيفة إلى أن معركة درعا في الجنوب تكتسب أهمية كبرى، ما دفع بجميع الفصائل المقاتلة إلى الانضواء تحت لواء الجيش السوري الحر، بما في ذلك جبهة النصرة، ونقلت في هذا السياق عن أحد مسؤولي الإغاثة الفرنسيين، أن النظام أمكن له بعد هزيمته في الشمال إلقاء اللوم على التحالف الدولي، بسبب مشاركة بعض المجموعات المتشددة، ولكنه يعلم أن موقفه سيكون محرجا جدا عندما ينهزم في الجنوب على يد قوات يقودها الجيش الحر، ولن يكون بإمكانه استعمال فزاعة الحركات الإرهابية، وأشارت الصحيفة إلى أن قوات المعارضة، على غرار ما فعلته في إدلب، أرسلت تحذيرا إلى قوات النظام قبل 24 ساعة من انطلاق العملية التي سميت "عاصفة الجنوب"، وطلبت منها إخلاء مدينة درعا حقنا للدماء، ولكن قوات الأسد رفضت ذلك، وهو ما يشير إلى أن تعليمات القيادة المركزية تنص على التمسك بهذه المدينة، ولفتت الصحيفة إلى أن الفرار المفاجئ لقوات النظام، من إدلب وجسر الشغور وتدمر، يعطي الانطباع بأنه غير استراتيجيته، التي كانت تقضي بنشر القوات في الأركان الأربعة للبلاد، بهدف منع المعارضة من تجميع قواها وشن هجوم مركز على دمشق، وأصبح يعتمد استراتيجية معاكسة تماما، تتمثل في تجميع ما تبقى له من قوات في المنطقة الأكثر أهمية، وهو الخيار الذي يصر عليه علي مملوك، رئيس جهاز المخابرات السورية، كما نقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي يمتلك اتصالات قوية داخل النظام، أن الأسد والمحيطين به يعتقدون أنهم يمكنهم تجاوز الأزمة الحالية، عبر العمل على خلق الانقسامات داخل فصائل المعارضة، وإرباك تحركاتهم عبر السماح بتقدم تنظيم الدولة، والحصول على المزيد من الدعم من إيران وروسيا.
• ذكرت صحيفة يني شفق التركية، أن الجيش التركي يعد مخططاته المتعلقة بإقامة منطقة حدودية آمنة شمالي سوريا بعمق 35 كم وطول 110كم، مشيرة إلى أن محاولات حزب الاتحاد الديمقراطي لإنشاء دولة كردية شمالي سوريا وتوجه تنظيم "داعش" إلى الأهداف الاستراتيجية دفعت الحكومة التركية إلى توخي الحذر والتهيؤ لإنشاء الممر الآمن، وتفيد الصحيفة بأن رئاسة أركان الجيش وجهاز الاستخبارات التركي سيتعاونان في وضع اللمسات الاخيرة على المخطط، الذي يتضمن دخول 18 ألف جندي من بوابتي مرشدبنار وقرقامش الى عمق ثلاثة وثلاثين كيلومتر حتى يوم الجمعة القادم، وتضيف الصحيفة أن قرار إقامة المنطقة الآمنة تم الاتفاق عليه بين رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، وطالبا رئيس أركان الجيش نجدت اوزال إنهاء استعداداته بهذا الشأن. الذي أكد بدوره جاهزية القوات المسلحة التركية للقيام بالعمليات العسكرية المطلوبة.
• صحيفة الحياة اللندنية نشرت مقالا لجورج سمعان تحت عنوان "معركة درعا تعجّل التسوية أم... تقاسم سورية؟"، الكاتب اعتبر أن مستقبل الأزمة في سورية رهن نتائج الحروب الدائرة في هذا البلد، أو في جبهاته الجنوبية والشرقية والشمالية، مبرزا أن المعركة في درعا جزء من الصراع المرير بين أنقرة وواشنطن، أكثر منها خطوة تسهل الطريق إلى دمشق وإسقاط النظام، ورأى الكاتب أن سقوط المحافظة بيد "الجبهة الجنوبية" يرجح كفة الساعين إلى تسوية سياسية عاجلة، ذلك أن وصول المعارضة إلى مشارف العاصمة قد يقنع النظام أخيراً بوجوب التوجه جدياً نحو التسوية السياسية، ولفت الكاتب إلى أن روسيا ليست بعيدة عن فكرة التخلي عن الأسد بعدما اقتنع الآخرون ببقائه في المرحلة الانتقالية، وأشار إلى أن مثل هذه التسوية يحافظ على ما بقي من الدولة ويحفظ لكل المكونات والأقليات مستقبلها ودورها، وبذلك تحافظ موسكو على حصتها وحضورها عبر الأقليات، خصوصاً العلويين.
• نطالع في صحيفة المستقبل اللبنانية مقالا لثريا شاهين تحت عنوان "تسويات تُحضَّر في المطابخ الدولية"، الكاتبة أشارت إلى أن المشاورات الأميركية الروسية حول ملفات المنطقة تتوسّع وسط الاتجاهات الجديدة في السياسة الروسية، وإمكان بحث حلول جدّية للمرحلة المقبلة بعد الانتهاء من معالجة ملف إيران النووي وتوقيع الغرب لاتفاق معها قريباً، ونقلت الكاتبة عن مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع على هذه المشاورات، أنّ الإعداد لتسويات يُطبخ في المطابخ الدولية، لكن إنضاج هذه التسويات سيستغرق وقتاً، وتكشف المصادر أنّ مصير بشار الأسد سيكون لاحقاً محور بحث دولي مع إيران، فضلاً عن نفوذها في لبنان، والموضوع العراقي، والتقارب مع دول الخليج والبحرين واليمن، ولفتت الكاتبة إلى أن مصير الأسد لن يكون محور بحث دولي مع إيران فقط، إنّما يبحث بين واشنطن وموسكو، وأنّ التوصّل بينهما إلى أي صفقة لاحقاً في شأن الأسد عبر مرحلة انتقالية للحكم في سوريا، ستطغى على أي اتصالات إقليمية حول ذلك، لا سيما وأنّ أي قوى إقليمية مهما علا شأنه وأياً تكن إمكاناتها لا يمكنها أن تقف في وجه أي اتفاق أميركي روسي حول الأسد، ونوهت إلى أنه إذا حصلت التسوية، ستلحق الدول الإقليمية بها، لكن كل الاهتمام بالمنطقة سيأتي في مرحلة ما بعد التوقيع على النووي الذي هو أولوية، وتتوقع مصادر الصحيفة أن أي حل في سوريا سيكون حلاً سياسياً أي أن يحصل تغيير سياسي مع حفظ مصالح إيران ومكاسب روسيا والغرب على حد سواء، موضحة أن الغرب لا يزال يهمّه الحفاظ على أجهزة الدولة ومؤسساتها لكي لا تنفرط كما حصل في العراق، إنّما مصير الأسد والأجهزة الأمنية التابعة له سيتم إيجاد حل لها.
• قالت صحيفة إيلاف السعودية نقلاً عن مصادر لم تسمها، إن روسيا رحبت بلجوء أسماء الأسد وأولادها إليها، لكنها رفضت ذات الطلب لبشار الأسد، وبحسب المصدر فإن موسكو تخشى الاحراج من مطالبة دولية لاحقة، إذا ضاق الخناق على بشار الأسد، وأضافت الصحيفة أن روسيا رفضت أن يلجأ إليها بشار الأسد فيما وافقت على استقبال أسماء الأسد وأطفالهما، كما لم يقدم الروس للأسد أية ضمانات، وقالت المصادر إن موسكو تخشى الاحراج من مطالبة دولية لاحقة فيما إذا ضاق الخناق على بشار الأسد، وأكدت المصادر أن أسماء الأسد رفضت اللجوء إلى ايران دون ابداء الأسباب، وأشارت المصادر إلى أن اجماعًا دوليًا حاصل على أن لا وجود لبشار الأسد في مستقبل سوريا، وتم طرح الأمر على الروس لتغيير مواقفهم والضغط عليهم بأكثر من اتجاه، إلا أن الروس يضربون سهمهم الأخير في طرح موضوع تشاركية المعارضة مع الأسد، حسب تعبير المصادر.
• قالت صحيفة العربي الجديد إن السيناريوهات المطروحة على الطاولة في أنقرة فيما يخص التدخل العسكري في سورية تتعدد، وأشارت إلى أنه مع تصاعد النقاشات بين الحكومة التركية والجيش والمخابرات حول سبل التدخل، للحد مما تصفه أنقرة بـ"خطر حزب العمال الكردستاني في المنطقة"، تتجه المؤشرات نحو توجيه دعم عسكري لقوات المعارضة السورية لضرب تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) دون التدخل البري المباشر، وعلمت "العربي الجديد"، أنّ الخيار الذي بات مرجحاً في أنقرة هو: "لا تدخل لكن اضرب ولا تنتظر"، أي سيتم توجيه دعم عسكري ولوجستي للمعارضة السورية يصل إلى حد استخدام المدفعية الثقيلة من داخل الأراضي التركية، وحتى سلاح الجو، على طريقة واشنطن مع قوات الاتحاد الديمقراطي، وأوضحت مصادر "العربي الجديد"، أنه سيسمح لقوات المعارضة السورية المتواجدة في أعزاز ومارع، بالتقدم باتجاه جرابلس وعين العرب، لإبعاد قوات تنظيم "داعش" جنوباً باتجاه الرقة، وبالتالي تفويت الفرصة على قوى الاتحاد الديمقراطي (الجناح السياسي للعمال الكردستاني) للتوجه غرباً باتجاه حلب تحت تغطية طيران التحالف بحجة ضرب التنظيم.