جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 29-05-2015
• نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية مقالا كتبه جون ماكلوغلين المحاضر بكلية جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة، تساءل فيه بالقول "دعونا نفكر بما لا يمكن تصوره: هل يمكن لتنظيم الدولة الإسلامية أن ينتصر؟، وأشار الكاتب -الذي سبق أن تولى منصب نائب مدير وكالة المخابرات الأميركية المركزية (سي آي أيه) بالفترة من 2000 إلى 2004- إلى أن انتصار تنظيم الدولة بالشرق الأوسط يعتبر أمرا لا يمكن تصوره، وخاصة في ظل الاعتقاد السائد بأنه عبارة عن جماعة "تمثل الشر"، وأضاف أن تنظيم الدولة يسيطر على ما يقرب من نصف مساحة كل من العراق وسوريا، وأنه سيحكم من خلال طريقة بدائية في أعقاب إعلانه عن ما يسمى بدولة "الخلافة"، وأشار ماكلوغلين إلى أنه يعتبر من شبه المؤكد بقاء تنظيم الدولة إلى ما بعد انتهاء الفترة الرئاسية الثانية للرئيس الأميركي باراك أوباما، وأوضح أنه في حال بقائه بالمنطقة لهذه الفترة، فإنه يصعب عدم وصف هذه الفترة بأنها لا تمثل انتصارا للتنظيم، وأضاف أن هناك مظاهر على الأرض تؤشر إلى احتمال انتصار تنظيم الدولة، ومن بينها أن الحملة الجوية لا تعتبر كافية لإلحاق الهزيمة به، وأن الجيش العراقي غير قادر على مواجهته، وأنه لا يوجد دعم كاف في الولايات المتحدة لإرسال العدد المطلوب من القوات لمقاتلته، وأوضح أن تدريب الولايات المتحدة للقوات العراقية لا يعد أمرا كافيا ما لم يُحقق لديها الإرادة في القتال، وأضاف أن إيران قد تُقلص من الدور الذي تلعبه في العراق، وأنها لن تتحمل مسؤوليات أكبر في سبيل إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة.
• نشرت صحيفة الديلي تليغراف البريطانية مقالاً عن سيطرة تنظيم "داعش" على عدد من مصادر الطاقة مؤخرا ومنها حقول نفط وغاز و مناجم تعدين بعدما سيطر على تدمر، معتبرة أن سيطرة "داعش" على منجمي فوسفات في تخوم تدمر يعتبر أمرا محوريا يغير من موازين القوة في الصراع الجاري في المنطقة، ووصفت هذه الخطوة بأنها تمثل ضربة قوية لـ"النظام السوري" حيث تمنعه من أخر مصدر رئيسي للدخل، موضحة أن التنظيم لن يكون قادرا في الغالب على الاستفادة من الفوسفات الموجود، إلا أن الأمر الأهم بالنسبة له هو منع النظام من الحصول على أي عائدات منه في ظل انهيار الميزانية وتدهور العائدات، ولفتت إلى أن صادرات الفوسفات على وجه الخصوص هي مصدر الدخل الوحيد للنظام الذي تزايد خلال الربع الأول من العام الجاري حيث وصلت عائداته إلى نحو 35 مليون دولار مقارنة بـ 18 مليون دولار فقط خلال الفترة ذاتها من العام الماضي، وأوضحت أن السيطرة على بعض الآبار الأخرى سمح لـ"النظام السوري" بالاستمرار والحصول على الوقود اللازم لتوليد الطاقة الكهربية اللازمة للمدن التى يسيطر عليها وخاصة دمشق واللاذقية لكن تقدم "الدولة الإسلامية" أخيرا يهدد استمرار ذلك.
• نشرت صحيفة الغارديان البريطانية مقالا للكاتبة ماري جيفسكي بعنوان "الصراع في العراق وسوريا لايمكن أن يحله مقاتلون غربيون"، وتقول الكاتبة إن الصراع في البلدين الذي يضم نحو 25 ألف مقاتل "جهادي" لايجب أن يجر الغرب لإرسال مقاتلين أو قوات برية، لكن ينبغي أن تركز أوروبا على تفادي التهديد الذي يشكله العائدون من هذه المناطق، وتضيف أن أعداد الجهاديين المنضمين للصراع تتزايد حسب إحصاءات الأمم المتحدة التى تؤكد أن مقاتلين من أكثر من 100 دولة حول العالم يصلون إلى سوريا والعراق للمشاركة في القتال بشكل مستمر، وتوضح أنه إذا لم يكن الصراع في العراق وسوريا دوليا أو يؤثر على العالم، فإنه من الكافي أن ننظر إلى الخطر الذي يشكله أفراد تشبعوا بالأيديولوجيات المختلفة وتمرسوا على القتال وحصلوا على تدريبات وخبرة عسكرية إذا قرروا العودة إلى أوطانهم في أوروبا، وتعتبر جيفسكي أن إحصاءات الأمم المتحدة والتقرير الصادر عنها حول المعارك في العراق وسوريا يعطي دعما أكبر لمخاوف الأجهزة المخابراتية الغربية وعلى رأسها "إم أي-5" و"إم أي-6" البريطانيان من التهديد الذي يشكله المواطنون الغربيون العائدون من هذه المناطق.
• تحت عنوان "التحديات المقبلة التي تواجه المعارضة في سورية" كتب يزيد صايغ مقاله في صحيفة الحياة اللندنية، أشار فيه إلى أنه بعد المكاسب التي حققتها المعارضة السورية فإن التحدّيات التي تواجههم سوف تزداد مع كل مكسب يحقّقونه، وأوضح أنه مع اتّساع رقعة المناطق وعدد السكان الذين يخضعون لسيطرتهم، سيكون لزاماً عليهم إثبات مستوى أعلى بكثير من التنسيق العسكري والمهارات السياسية والقدرات الإدارية، مؤكدا أنه إذا لم يتحسّب المتمردون والقوى الخارجية الداعمة لهم لهذا الأمر ويستعدّوا له بصورة فعّالة، فقد يعود الصراع السوري مرة أخرى إلى طريق مسدود، ورأى الكاتب أن التحدّي الحقيقي الذي يواجه المعارضة في سورية هو تحدّ اجتماعي وسياسي، معتبرا أنه إذا كان المعارضون السوريون يرغبون في إحراز اختراق سياسي لدى دوائر اجتماعية أوسع، أو الحصول على القدر الأكبر من المساعدات الخارجية التي سيحتاجون إليها بشدّة في حال التمدد، فإن عليهم التصدّي لثلاثة شواغل رئيسة قادمة: الأول هو توفير الأمن، مبينا أن حماية الأرواح والممتلكات مستقبلاً من الهجمات الانتقامية وعمليات النهب في المناطق الحضرية التي تقطنها فئات سكانية مختلفة اجتماعياً ومعادية أو غير مناصرِة سياسياً سيتطلّب مقداراً أكبر من الوحدة والانضباط، ويشكّل تحدّياً أكبر، ويتابع الكاتب أن الشاغل الثاني، هو أنه سيكون لزاماً على المعارضة ومنظمات الإغاثة التابعة لها والمجالس الإدارية أن تثبت قدرتها على تقديم الخدمات للأعداد المتزايدة من الأشخاص الذين يخضعون لسيطرتها، أما الشاغل الثالث، فيقول الكاتب، إن المقاتلين والمعارضة السياسية ومجالسها الإدارية المحلية، لم تؤسس نظاماً مالياً عاماً شاملاً ولم يقاربوا الإدارة الاقتصادية على المستوى الإقليمي، ناهيك عن المستوى الوطني، منوها إلى أن سياسة عدم التدخّل في الإدارة المالية والاقتصادية المحلية لن تكون كافية إذا حقّق المتمرّدون طموحاتهم في اقتحام المناطق الرئيسة التي يسيطر عليها النظام.
• في صحيفة الحياة اللندنية نقرأ مقالا بقلم محمد برهومة تحت عنوان "عن حياد القاهرة في دمشق"، أشار فيه إلى أن هناك مساحة ملتبسة في شأن موقف مصر من بقاء الأسد، وثمة من يقول أن القاهرة متوافقة مع موسكو حول هذا الأمر، ولفت الكاتب إلى أن الموقف المصري يميل إلى التمييز بين الدولة والنظام السوريين، مبرزا تصريحات وزير الخارجية المصري سامح شكري عندما قال: إن "شخص الرئيس بشار الأسد شيء ومؤسسات الدولة السورية شيء آخر، ويجب النظر إلى الفرق بينهما، فبقاء شخص بعينه في السلطة يعني الشعب السوري ولا يعنينا، ما يهمنا بقاء مؤسسات الدولة"، ورأى الكاتب أن هذه المقاربة تنسجم عربياً مع موقف الأردن والإمارات وتونس وربما الجزائر، وهي قد تفسّر تصريحات الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بأن حلّ الأزمة السورية قد لا يحدث في ولايته، وأوضح أن ذلك ربما يقدّم، كذلك، تفسيراً لسبب قصف الولايات المتحدة قبل أيام موقعَ لـ "جبهة النصرة" في إدلب، إذ كانت الرسالة المبطنة للقصف تقول: "لا ينبغي للنصرة، وتالياً لجيش الفتح، أن يتمددا نحو دمشق والساحل حتى وإن بدا النظام وحلفاؤه غير قادرين على منع ذلك"، ونوه الكاتب إلى أن مصر ستحاول إقناع من يحضر مؤتمر "القاهرة - 2" من المعارضين السوريين، وليس من ضمنهم "الإخوان المسلمون"، بأن تحقيق تطلعات الشعب السوري المشروعة للتغيير يتم من خلال الحفاظ على وحدة الأراضي السورية ومؤسسات الدولة فيها وعلى رأسها الجيش، ورفض الربط بين رحيل الأسد عن الحكم، وانزلاق البلاد إلى الفوضى، مبرزا ن تلك هي أولويات مصر في سورية، وهي ما ستحاول عرضها في "القاهرة - 2" الذي تؤمّل مصر بأن يخرج عنه ميثاق وطني وخريطة طريق ولجنة سياسية تتابع مخرجاته.
• نطالع في صحيفة الشرق الأوسط مقالا لأمير طاهري تحت عنوان "خيار إيران الوحيد في المنطقة"، أشار فيه إلى أن وسائل الإعلام الرسمية في طهران تعترف الآن بأن بشار الأسد لا يسيطر حاليا على أكثر من 15 إلى 20 في المائة من التراب الوطني السوري، وانتقل إلى مرتبة أحد قادة الفصائل المتناحرة بين آخرين، ولفت الكاتب إلى أن السياسة المكلفة للغاية في الترويج المستديم لرئاسة الأسد للبلاد لم ترجع على إيران بأي مكاسب تذكر، وأوضح أنه بالمراهنة على ذلك الجواد الخاسر، حولت طهران الغالبية الساحقة من الشعب السوري ضدها، وفي الوقت ذاته، عمدت إلى إطالة مدة الصراع عن طريق إمداد «فصيل» الأسد الخاسر بالأموال والسلاح، واعتبر الكاتب أن سياسة طهران «الأسد أو لا شيء» هي سياسة فاشلة، ونقل عن مصادر حكومية في طهران تسريبها معلومات حول الصعوبات المتزايدة لتمويل فصيل الأسد، وخصوصا أن إيران نفسها تعاني من مشكلات التدفق النقدي، كما تواجه طهران مشكلات في القوى البشرية مع فرع "حزب الله" اللبناني، الذي تكبد خسائر فادحة، ويرفع إليها تقارير تفيد بصعوبة تجنيد المزيد من المتطوعين للحرب في سوريا، وبعد أن أشار إلى أن الآمال المعقودة على الطائفة الشيعية الأفغانية في توفير المزيد من المقاتلين لا تزال باهتة خلال الأسابيع الأخيرة رغم حقيقة مفادها أن طهران أعلنت أنها سوف تتعامل مع عائلات «الشهداء» الأفغان كما تتعامل مع عائلات «الشهداء» الإيرانيين سواء بسواء، أبرز الكاتب أن هناك صعوبة أخرى تكمن في أن إرسال «المتطوعين الإيرانيين للاستشهاد» بأعداد كبيرة، يمكن أن تؤدي إلى ردود فعل عنيفة في الداخل الإيراني.
• نقلت صحيفة المستقبل اللبنانية عن مصادر ديبلوماسية غربية أن تقارير الأمم المتحدة حول السلاح الكيماوي السوري، سجلت استعمال النظام لهذا السلاح، وأن مجلس الأمن يناقش تلك التقارير من دون إبداء أي ردود فعل حتى الآن، مشيرة إلى أن هناك جلسة خاصة لهذا الموضوع على شكل إحاطة تعقد شهرياً لإبلاغ المجلس أين وصل العمل في التفتيش حول نقل الكيماوي، وتفيد هذه المصادر، وفقل للصحيفة، أن طرح الموضوع جدياً أمام مجلس الأمن للنظر به واتخاذ الموقف المناسب من خلال استصدار قرار، لا يزال سابقاً لأوانه، مع أن كل الاحتمالات أمام طرح مثل هذه المسألة تدرس، إنما لا يوجد قرار دولي باللجوء في هذه المرحلة إلى مجلس الأمن للنظر في مسؤولية استخدام الكيماوي والعقوبات التي يجب أن تفرض على الشخصيات التي أمرت باستخدامه، ورأت الصحيفة أن التصعيد بالنسبة إلى الملف السوري قائم على الأرض، وليس في السياسة، أي سياسة الدول الكبرى تجاه النظام، وتحديداً قبل نهاية حزيران المقبل، حيث الموقع الأقصى لتوقيع الاتفاق الغربي مع إيران حول برنامجها النووي، ونوهت الصحيفة إلى أن مجلس الأمن لن يتخذ حالياً أي قرار حول استعمال الكيماوي، مع أن المصادر الغربية تكشف أن هناك مشروع قرار أميركي يتضمن آلية لتحديد المسؤولية عن استعماله وعقوبات على المسؤولين، مبرزة أن هذا المشروع تتم مناقشته على نطاق ضيق جداً، أي بين الدول الخمس الدائمة العضوية، ويلزم للسير به في المجلس قبولاً روسياً لا يزال غير واضح، ثم التوقيت المناسب لطرحه سياسياً.
• نقلت صحيفة القدس العربي عن مصادر مقربة من تنظيم "داعش" أنه تم تعيين وائل قشعم الملقب بـ"أبي الهيثم التدمري" واليا للتنظيم على مدينة تدمر في البادية السورية، وبحسب مصادر الصحيفة، فإن التدمري كان ممن التحقوا بالتنظيمات الجهادية في العراق منذ عام 2006، وهو من أبناء مدينة تدمر، وقال الناشط الإعلامي من مدينة تدمر ناصر الثائر في حديثه لـ"القدس العربي" إن عددا من أمراء التنظيم وعدوا بعدم التعرض للمدينة الأثرية هناك، مفصحا عن قيام التنظيم بإخراج مقاتليه إلى خارج المدينة، مع الإبقاء على عناصر قليلة من الشرطة الإسلامية قُدّر عددهم بحوالي 250 عنصرا، وأوضح الثائر أن "داعش" اقتحم المتحف الثلاثاء، ولم يجد عناصره أي قطع أثرية فيه.
• كتبت صحيفة الغد الأردنية في مقال لها، أنه مع الانتصارات العسكرية التي تحققت مؤخرا على يد تنظيم (داعش) في العراق وسوريا، فإن خريطة نفوذه أصبحت تضم مساحات شاسعة من البلدين، شمالا من الرقة إلى الموصل، إلى محافظة دير الزور، وصولا إلى تدمر في الغرب والرمادي في الشرق، في سوريا، وأضافت أن "دولة داعش" تضم قرابة 50 بالمائة من مساحة هذا البلد (بينما يكتفي النظام ب 20 بالمائة)، وفي العراق، يسيطر التنظيم، وفق بعض التقديرات، على 35 بالمائة (والأكراد على قرابة 20 بالمائة)، أما الحكومة العراقية فأقل من 50 بالمائة، واعتبرت أنه من السذاجة الاعتقاد بأن مثل هذا "الكائن السياسي" قابل للحياة والاستمرار، على المدى البعيد، فهو مضاد للطبيعة البشرية والمجتمعات وحركة التاريخ وشروط العالم اليوم، لكن الدلالة المهمة في استنطاق حجم قوة هذا التنظيم، هي التأكيد على فشل استراتيجية الرئيس الأمريكي باراك أوباما، والجهود الإقليمية، في مواجهة التنظيم والحد من خطورته وقوته، بعد مرور قرابة عام على اجتياحه للموصل!.