جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 29-04-2015
• أشارت صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية إلى أن نظام الأسد يترنح تحت ضربات المعارضة المسلحة، وهو في وضع أضعف من أي وقت مضى، وتحدثت الصحيفة أيضا عن موجة المكاسب التي يحققها الثوار في سوريا وأنها قلبت كل الافتراضات القائمة منذ فترة طويلة بشأن صلابة نظام الأسد، وتأخذ هذه التطورات الميدانية أهمية كونها تأتي في وقت نحّت فيه الإدارة الأميركية الأزمة السورية جانبا، لتركز على أولوياتها الرئيسية في دحر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وإبرام الاتفاق النووي مع إيران، لكن الصحيفة أردفت بأن تسارع الأحداث في سوريا قد يدفع الولايات المتحدة لإعادة التركيز على الحرب التي لم تحل بعد ولا تزال في قلب الاضطرابات التي تجتاح الشرق الأوسط، وبينما تدعم إيران الأسد وتقوم السعودية بدعم الثوار، فإن أي تحول في ميزان القوى في سوريا يمكن أن يكون له انعكاسات عميقة على الصراعات في العراق واليمن، ونقلت الصحيفة عن مراقبين اعتقادهم بأن احتمال انهيار الحكومة في دمشق لا يزال بعيدا لأنها محصنة جيدا ومكاسب الثوار كانت معظمها بعيدة عن العاصمة، حيث خطوط تموين النظام، ورغم ما تقدم، فقد أبدى المراقبون شكوكهم في بقاء الأسد إلى أجل غير مسمى أو أن يكون بمثابة توازن مضاد مؤقت لتنظيم الدولة ومعاقله في شمالي شرقي سوريا.
• أشار الكاتب نيكولاس بلاندفورد في صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية إلى أن إيران تنفق حوالي 35 مليار دولار سنويا على شكل قروض لدعم نظام بشار الأسد، بالإضافة إلى الدعم البشري المتمثل بآلاف العسكريين والمتطوعين، ونوه الكاتب إلى أن كل هذا الدعم لم يفلح في تقوية شوكة جيش النظام، ولم يساعده في وقف انفراط عقده وصد تقدم الفصائل المعارضة المسلحة وسيطرتها على المزيد من الأراضي وانتزاعها من سيطرة "النظام السوري"، مبينا أن الأيام الماضية شهدت تقدما إستراتيجيا للمعارضة السورية المسلحة في مواقع عديدة، فقد خسر النظام مدينة جسر الشغور في الشمال، وفشل هجوم بقيادة إيرانية على درعا، كما اضطر "حزب الله" لتأجيل هجوم كان يعد له في القلمون، ويرى الكاتب أن سبب تشبث إيران بنظام الأسد رغم التكلفة العالية والتدهور المستمر هو الأهمية الإستراتيجية المطلقة لسوريا كحليف لها، حيث تمثل سوريا جسرا حيويا لإيران يربطها بحليفها الإستراتيجي الآخر "حزب الله" وقد تجسد ذلك في تصريحات عدة مسؤولين إيرانيين، ولفت الكاتب إلى أن نجاح إيران في تطبيق الاتفاق النووي مع الغرب سوف يساعد في تخليصها من الأعباء الاقتصادية التي تكتف يدها في سوريا، وسيساعد ذلك في ضخ مساعدات مالية أكبر، لكنه يعود ويشير إلى أن ذلك قد لا يجدي نفعا بوجه تحالف عربي وإقليمي جدي ضد إيران، خاصة وأن "النظام السوري" والإيراني يواجهان صعوبات في إيجاد القوة البشرية الكافية لدعم الحرب ضد المعارضة السورية المسلحة.
• اعتبرت صحيفة الغارديان البريطانية أن التقارب الأخير بين تركيا والمملكة العربية السعودية، نتج عنه انتصارات حققتها قوات المعارضة السورية ضد النظام السوري خلال الأيام القليلة الماضية، وأوضحت الغارديان، نقلا عن مسؤول بارز في المعارضة السورية، مهمته توصيل السلاح لقوات المعارضة، أن الرياض كانت تشكك بشكل عميق في الدعم التركي للإخوان المسلمين التي نظرت إليهم المملكة على أنهم يشكلون تهديدا داخليا لها، والمستفيد الأكبر من الثورات العربية، إلا أن كل هذا تغير الآن، وأضاف أن البلدين وضعتا خلافاتهما جانبا، فالسعودية لم تعد قلقة بشأن الفصيل المعارض لـ"النظام السوري" الذي بإمكانه تحقيق النصر وذلك باستثناء "داعش"، حيث أقنعوا الجميع بأن إيران هي العدو الحقيقي، ونقلت الصحيفة عن العضو البارز في المعارضة السورية أن صواريخ "TOW" الموجهة التي قدمتها السعودية للمعارضة ألحقت أضرارا بالغة بالمدرعات التابعة لـ"لجيش السوري" وجرى استخدامها على نطاق واسع خلال الشهرين الماضيين شمال وجنوب سوريا.
قال موقع ديبكا الإسرائيلي إنه توصل إلى أرقام في شهر أبريل الحالي، تفيد أن إيران تمول 6 جيوش تحارب حاليا في أربع حملات عسكرية داخل منطقة الشرق الأوسط لدعم مخططها بثروة تتراوح بين (6 و 8) مليار دولار سنويا، وأشار الموقع إلى أنه في سوريا، ومع دخول الحرب السورية عامها الخامس، تبين أن الحرس الثوري الإيراني يديرها من أربعة مراكز للقيادة والسيطرة، بحسب ما توصلت إليه مصادر عسكرية واستخباراتية تابعة لإسرائيل، أولها في دمشق حيث يعمل الحرس الثوري الإيراني كجزء من هيئة الأركان السورية العامة مع اثنين من الميليشيات الموالية لإيران الوافدة تحت سلطتها المستقلة، وفي منطقة حلب في الشمال كان ضباط الحرس الثوري يشاركون في وضع خطط لهجوم عام لهزيمة قوات المتمردين من المواقع التي احتلتها في المدينة، مشيرا إلى أن طهران تولي أهمية قصوى للجهد الكبير الرامي إلى إعادة الاستيلاء على حلب، أكبر المدن السورية، وأضاف الموقع أن طهران أعطت أولوية عالية للقضاء على المتمردين في منطقة جبال القلمون التي تقع عبر الحدود السورية اللبنانية، بما في ذلك جبهة النصرة و"داعش"، من الجيوب التي استولوا عليها على سفوح الجبال، بهدف فتح الطرق الجبلية لمرور وحدات من "حزب الله"، وفي جنوب سوريا حرب أخرى تمولها طهران، وقال ديبكا إن الضباط الإيرانيون قادوا حملة لمدة شهر على نطاق واسع لطرد القوات المتمردة خارج المنطقة التي سيطروا عليها بين درعا ودمشق، من أجل وضع "حزب الله" الذي تقوده إيران والميليشيات الموالية لإيران وجها لوجه مع الجيش الإسرائيلي في الجولان، وما زالت وتيرة تلك الحملة بطيئة حتى الآن، وأشار الموقع إلى أن طهران تتولى كذلك مهمة تكوين جيش سوري جديد وتتحمل مسؤولية الدعم المادي لذلك، موضحا أن الضباط الإيرانيون يقومون بمهمة تدريب وتجهيز قوة قتالية جديدة قوامها سبعين ألف مقاتل، أطلق عليها اسم قوة الدفاع الوطني السوري، وتمول إيران عمليات هذه القوة، بما في ذلك أجور الجنود.
في صحيفة العرب اللندنية نقرأ مقالا لباسل العودات تحت عنوان "سوريا… كساحة للتجريب"، اعتبر فيه أن المبادرة الجديدة التي أعلنها المبعوث الأممي لسوريا ستيفان دي ميستورا تُعيد السوريين إلى نقطة الصفر، مبينا أنه يريد الاجتماع بالمعارضة السورية وممثلي النظام وممثلي الدول الفاعلة ليستمع إلى رأيهم، مع أن مواقفهم واضحة ومعروفة، وفي مكتبه عشرات الآلاف من الصفحات التي توضح موقف كل طرف، وتضم تصورات مبعوثين أمميين سابقين، وهو يرفض أن يبني عليها على ما يبدو لغرض في نفس يعقوب، ورأى الكاتب أن الإصرار على البدء من الصفر يدفع إلى احتمالين، الأول أن دي ميستورا يواصل التجريب بالملف السوري، أو أنه بمبادرته يحمل أهدافا يريد تمريرها دون إشعار الأطراف المعنية بأنه يُمرر ما لا يجب أن يُمرّر، ونوه الكاتب إلى أننا إن استبعدنا أن الهدف من الدعوة إلى اجتماعات جنيف التي تستمر بين أربعة وستة أسابيع هو التسلية والتجريب وتضييع الوقت، مع أنه أمر محتمل، فإن الواقع يشير إلى أن دي ميستورا يُخطط لعقد المشاورات، ثم لتقديم تقرير إلى مجلس الأمن للنظر في استئناف المفاوضات بين ممثلي "النظام السوري" والمعارضة، وسيمرر قضايا لا تمر، على رأسها محاولة سحب البساط من تحت جميع المبادرات السابقة بما فيها إعلان جنيف، والنزول بسقف الحل لأدنى مستوى ممكن ليوافق "النظام السوري" عليه، وكسر احتكار الائتلاف لتمثيل المعارضة السورية، وتوسيع تمثيلها لتشمل المعارضة الرخوة وتلك المقربة من النظام، ليكون للنظام في أي مؤتمر مُقبل وفد ونصف، وكذلك إدخال إيران في المفاوضات كعنصر أساسي للحل، وأشار الكاتب في نهاية مقاله إلى أن المعارضة السياسية السورية، ورغم تناقضاتها، إلا أنها لا تجرؤ على وضع بيضها في سلة دي ميستورا، فهي، تتجاوب مع مبادرات عربية تهدف إلى توحيد برامجها بهدف مواجهة مبادرات ملغومة كالتي يطرحها دي ميستورا.
• تطرقت صحيفة الغد الأردنية للمشهد السوري في مقال بعنوان "الأسد .. ليست النهاية ولكن"، واعتبرت أن الأهم في التحولات الأخيرة في سوريا أن القاعدة الداخلية للنظام في حالة انهيار معنوي كبير وتضعضع واضح، على الصعيد الاجتماعي والعسكري - الأمني، مستعرضة عددا مما اعتبرته مؤشرات على ذلك، وسجل كاتب المقال أن ما يمكن ملاحظته بوضوح هو أن هناك تغييرات كبيرة ومهمة واستراتيجية تحدث في الميدان، لها تداعيات مهمة، بالرغم من أن الحديث عن حل عسكري في سوريا، أيا كان إنجاز المعارضة هو وهم كبير، طالما أننا أمام معادلة دولية وإقليمية صلبة تدعم النظام، لكن من الواضح أن الرياح الإقليمية والداخلية، بدأت ترسم نقطة تحول جديدة في المشهد.
• كتبت صحيفة الدستور الأردنية أن قراءة مدققة في المشهد الميداني في سوريا، وما يرافقه من حراك سياسي ودبلوماسي، يقود إلى نتيجة مفادها أن أهداف التصعيد تتعلق بمستقبل سوريا بأكملها، وبالصراع الإقليمي المفتوح، معتبرة أن مراقبة التصريحات التركية الأخيرة التي عادت لإثارة مناطق حظر الطيران والمناطق العازلة، بل وبعض الأصوات المنادية بتدخل بري في سوريا، يعطي فكرة أوضح عن مرامي هذا التصعيد الشامل وأهدافه، ورأت الصحيفة أن مشروع واشنطن بتدريب معارضة معتدلة يبدو أنه لم يعد مقنعا لأي من حلفائها الكبار في المنطقة، موضحة أن هؤلاء أخذوا على عاتقهم على ما يتضح، الاعتماد على حلفائهم وأنصارهم من سلفيين وجهاديين وإخوان مسلمين، لقد سئم هؤلاء تشتت المعارضة المدنية وتواضع تأثير علمانيي سوريا.
• كتبت صحيفة الوطن السعودية تحت عنوان "سورية.. فشل الرهان على الإرهاب"، أنه كلما شعر "النظام السوري" باقتراب نهايته، اشتد شراسة ووحشية في قتل المدنيين الأبرياء، ولفتت إلى أن هذا النظام تلقى ضربة موجعة بعد سيطرة الجماعات المسلحة على إحدى القواعد العسكرية المهمة، وذلك بعد يومين من سيطرتها على بلدة جسر الشغور الاستراتيجية، وقالت الصحيفة إن نظام الأسد، وبمساندة إيران وروسيا، حوّل سورية إلى مسرح للجماعات التكفيرية الإرهابية، فمن "جبهة النصرة" إلى "داعش" إلى "مقاتلي جيش الفتح" الذين سيطروا على معسكر القرميد في محافظة إدلب، وأشارت إلى أنه إضافة إلى هذه التنظيمات، توجد عناصر من "حزب حسن نصرالله" و"حزب الله السوري" وعناصر أخرى من "الباسيج" للإشراف العسكري ومساندة وتوجيه جيش النظام والميليشيات المساندة له، مشددة على أن حرب الوكالة التي يخوضها بشار نيابة عن إيران لا تحتاج إلى دليل، وأكدت الصحيفة أن هذا الاحتلال الإيراني لسورية لن يدوم، موضحة أن هذه المعادلة التي تقوم على الاحتراب الطائفي وجر كل التنظيمات الإرهابية إلى هناك، وتحويلها إلى حمام دم، وإن صمدت كل هذه السنوات، إلا أنها ستتغير قريبا، فالتاريخ يشهد أن الحروب بالوكالة تنتهي حتما بالخسارة، صحيح أن البدائل السياسية لا تشجع في المستقبل القريب، لأن الإرهاب تركز في سورية، لكن السوريين بالتأكيد سيتخلصون من كل أشكال الإرهاب وطوائفه وميليشياته.
• كشفت صحيفة المستقبل اللبنانية أن "حزب الله" أطلق ما يسمى بـ"النفير العام" فى صفوف مقاتليه ويعمل على حشدهم خلال الساعات الأخيرة تمهيداً لخوض معركة منطقة القلمون السورية القريبة من لبنان ضد مسلحي المعارضة السورية، ونقلت الصحيفة عن مصادر ميدانية أن الحشد يتضمن الاحتياط من عناصر حزب الله في بيروت والبقاع الشمالي، واعتبرت الصحيفة أن الحزب يمعن في إغراق الساحة اللبنانية بالدماء السورية متجاهلاً كل النداءات الوطنية الداعية إلى تحييد لبنان وعزله عن أزمات المنطقة، وقالت إنه لم يعد من شكّ وطني في كون الحزب، العاجز عن التماهي مع المصلحة اللبنانية العليا لا يملك أن يتخذ قراراً ولا خياراً استراتيجياً خارج منظومة الإيعاز الإيراني، لا سيما فيما يتعلق بالانسحاب من سوريا أو بالانتخاب الرئاسي.