جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 29-03-2015
• قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية في افتتاحيتها إن قائمة المشككين بالتزام إيران بأي اتفاق آخذة في التزايد، وخاصة أن طهران حجبت منذ فترة طويلة معلومات هامة بشأن منظمة الابتكار والبحوث الدفاعية الإيرانية ورفضت السماح لمفتشي الوكالة بإجراء مقابلة مع الخبير النووي الإيراني محسن فخري زاده، وأضافت الصحيفة أنه ما لم تكشف إيران عن الأنشطة غير المشروعة الماضية، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم وبحوث التسليح، فإنه يصعب عليها الالتزام بأي اتفاق يحدّ من طموحها لصنع قنبلة نووية، وأشارت الصحيفة إلى أن إدارة أوباما تسعى للوصول إلى اتفاق مع إيران، ودعت إلى وجوب أن يشمل الاتفاق بندا يخول مفتشي الوكالة الدولية الوصول لأي مكان يريدونه في إيران دون قيود وبشكل فوري، واختممت بالقول إن خطوط الإدارة الأميركية الحمر أمام نووي إيران قابلة للمسح شأنها شأن الخطوط الحمر أمام استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا.
• نشرت صحيفة الإيكونومست البريطانية تقريرا يتابع الانتشار الملحوظ للمليشيات الشيعية المدعومة من إيران في المنطقة، معتبرة الفترة الحالية هي الذروة للتوسع الإيراني ونفوذه في الشرق الأوسط نتيجة للاضطرابات السياسية التي تشهدها المنطقة، وأشار التقرير إلى التعاون بين المليشيات الشيعية وتصدرها المشهد فى العديد من المناطق، فهي تخوض الصراع ضد مليشيات تنظيم "الدولة الاسلامية" في العراق وسوريا، وتحرص إيران على دعم نظام بشار الأسد عن طريقها، وهناك أيضا "حزب الله" الذي اكتسب خلال السنوات الأخيرة سمعة كأقوى منافس لإسرائيل، ليتسيد المسرح السياسي في لبنان، ويدعم نظام بشار الأسد، ويمد أيضا الحكومة العراقية بخبراء في المتفجرات للتدريب والاستشارة، وتطرق التقرير إلى النفوذ الإيراني في المنطقة الذي يتمثل في إدارة قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني "قاسم سليماني" للمعارك في العراق، ومهام التنسيق بين المليشيات الشيعية في كل من سوريا والعراق، ومؤخرا تسليح الحوثيين في اليمن واستخدامهم كورقة ضغط على دول الخليج، ويقول التقرير إن المليشيات الشيعية لا تسبب قلقا كبيرا للدول الغربية مثل نظيرتها المتطرفة، وذلك لأنها لا تستهدف الغرب، رغم أنها ليست أقل وحشية عن المليشيات المتطرفة مثل الأخرى في تنظيم "الدولة الإسلامية"، ويرى التقرير أن انتشار النفوذ الإيراني في المنطقة يورط أمريكا فى مواقف متناقضة، مثل دعمها لتحركات المليشيات الشيعية في العراق لاسترداد مدينة تكريت من سيطرة "الدولة الإسلامية"، ودعمها للعملية العسكرية عاصفة الحزم ضد الحوثيين الممولين من إيران في اليمن.
• يلفت الصحفي إبراهيم كاراغل في مقال له بصحيفة "يني شفق" التركية بأنه ومنذ أسابيع ونحن نحاول التنبيه لسياسة التوسع في الخريطة الإيرانية ولانقسام العالم إلى جبهتين عبر المذاهب، وإلى سير الحرب الإيرانية العربية التي لازالت مستمرة منذ 30 سنة، وإلى أن ما حدث في سوريا والعراق سيحدث في اليمن أيضا، وإلى أن هناك من يسعى لنشر أراضيه في المناطق التي كانت تابعة للدولة العثمانية وإلى الفوضى التي ستعصف بالمنطقة بأكملها، وإلى أن تركيا هي آخر جبهة في السيناريو، ويفيد الصحفي بأن هناك حسابات أكثر خطورة، وأن إيران لا تراعي الأخلاقيات، ويهمها التوسع فقط، وتهدد جيرانها، وعينها فارغة وعدوانية، وعليها أن تتخلى عن صفاتها هذه، مشيرا إلى أن جميع الدول الآن تعيش تحت خوف الاحتلال الإيراني، فإيران التي كانت الشعوب من قبل تحترمها، لحملها اسم الإسلام، بدأت باستثمار هذا الاسم، فجعلت من المنطقة بأكملها عدوة لها، وهي في الفترة الأخيرة تهدد العالم العربي بأسلحتها المتطورة، بل وتحاول قلب جنوب تركيا، وتسعى لبناء هلال بينها وبين العالم العربي الإسلامي، وخلص الكاتب في مقاله قائلا إن المشروع المذهبي الذي يسعى لتقسيم العالم إلى قسمين هو مشروع إيراني، والخطوة التالية أخطر بكثير حيث ستشب حرب إقليمية، وستكون تركيا داخل هذه الحرب.
• في صحيفة الحياة اللندنية نقرأ مقالا ليعقوب الحلو تحت عنوان "تفادياً لكارثة أكبر في سورية"، أشار فيه إلى أنه بينما تدخل الأزمة السورية عامها الخامس، ومع الاستمرار بالمطالبة بحلٍ سياسيٍ لهذا النزاع، نحن في حاجةٍ إلى أن نعيد الانتباه إلى محنة الضحايا وأن نضمن وصولًا أكبر للمحتاجين وأن نستكشف طرقًا مبتكرةً لتقوية آليات التأقلم لدى الشعب السوري للحيلولة دون حدوث المزيد من التهجير والمعاناة، وأكد كاتب المقال أنه من غير المقبول أن يعاني 440 ألف شخص من مأساةٍ يوميةٍ بالعيش تحت الحصار، داعيا أطراف النزاع أن يفعلوا المزيد، وبشكل عاجلٍ، لتسهيل الوصول إلى المدنيين وفقًا للالتزامات المنوطة بهم بموجب القانون الدولي الإنساني وقرارات مجلس الأمن 2139 و2165 و2191، وشدد الكاتب على أنه طالما استمر القتال، يتوجب أن يبقى تركيزنا منصبًا على ضمان وصول المساعدات الإنسانية المنقذة للأرواح إلى كل السوريين المحتاجين، وخاصةً أولئك المحاصرين، حيث الحاجة هناك على أشد درجاتها، وفي الوقت نفسه، يشير الكاتب إلى أنه يجب علينا أن نعزز قدرة الشعب السوري على الصمود وعدم الاكتفاء بتقديم المساعدات الإنسانية، لكي نعطي للسوريين فرصةً للبقاء في بلدهم، منوها إلى أننا بحاجة ماسة لإيجاد الطرق لدعم سبل الحياة ومقوماتها والخدمات الأساسية كالصحة والتعليم والماء أينما كان ذلك متاحًا من خلال تداخلات طويلة الأمد، وفي نهاية مقاله شدد الكاتب على أنَّ المجتمع الإنساني ملتزمٌ الاستمرار بالعمل على دعم السوريين المحتاجين والذين يعيشون أعباء هذا النزاع، مؤكدا أن العمل الإنساني مستمر في إنقاذ الأرواح وإعانة المجتمعات ولكنه لن يحل السبب الحقيقي وراء هذا النزاع، فالحل يجب أن يكون سياسيًا ويجب أن يأتي سريعًا.
• نطالع في صحيفة العرب القطرية مقالا لإسماعيل ياشا بعنوان "«عاصفة الحزم».. هل يمكن تكرارها في سوريا؟"، اعتبر فيه أن الظروف في اليمن وسوريا إن لم تتطابق مائة بالمائة فإنها متشابهة إلى حد كبير، ولذلك أعلنت حركة أحرار الشام وجيش الإسلام وفيلق الشام من فصائل الثورة السورية بالإضافة إلى إخوان سوريا والائتلاف السوري لقوى المعارضة تأييدها لعملية "عاصفة الحزم" ودعت إلى تشكيل تحالف مشابه للتدخل في سوريا ليضرب قوات الاحتلال الإيراني وحلفائه من المليشيات الدخيلة على الشام، وبعد أن لفت إلى أن دول الخليج بقيادة السعودية قررت التدخل في اليمن دون قرار أممي وغطاء أميركي حين شعرت بالمخاطر التي تهدد أمنها القومي، ولم تلتفت إلى حملات التخويف من "الغرق في المستنقع اليمني" و "حرب الاستنزاف" و "المواجهة مع إيران" و "تحريك طهران خلاياها في الخليج"، أشار الكاتب إلى أن هناك مخاطر كبيرة تحيط تركيا من جنوبها وتهدد أمنها القومي إلا أن أنقرة بحاجة إلى "الحزم" ووضع التردد جنبا لأخذ زمام المبادرة من أجل إزالة تلك المخاطر وإنقاذ الشعب السوري من براثن النظام الدموي وأعوانه، وشدد الكاتب على أنه يمكن تكرار عملية "عاصفة الحزم" في سوريا لإسقاط النظام وإنهاء المجازر دون انتظار غطاء أممي اتضح جليا أنه لن يأتي مهما طال الزمن ومهما ارتكب "النظام السوري" والميليشيات الطائفية من مجازر مروعة، موضحا أن مثل هذا القرار يحتاج إلى الإرادة ومزيد من الجرأة والحزم لتشكيل تحالف تشارك فيه دول عربية وإسلامية لضرب قواعد "النظام السوري" وفرض الحظر الجوي لحماية أطفال سوريا من البراميل المتفجرة والأسلحة الكيماوية، دون الحاجة إلى عملية برية وإرسال جنود إلى الأراضي السورية، لتستكمل فصائل الثورة بقية المهمة مع الدعم المالي والتسليح.
• تحت عنوان "في ظل الثورة السورية والمحكمة الدولية" اعتبر الكاتب خير الله خير الله في صحيفة العرب اللندنية أن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان لم تعد مجرّد محكمة تستهدف كشف الحقيقة تمهيدا للاقتصاص من القتلة، موضحا أنه من خلال شهادات الشهود، بدأت ترتسم صورة كاملة لنظام عمل منذ ما يزيد على خمسة وأربعين عاما على تخريب لبنان ونشر البؤس فيه وإرهاب السوريين، ولفت الكاتب إلى أنه نظام لم يؤمن يوما سوى بمقولة واحدة هي أن الانتصار على لبنان بديل من الانتصار على إسرائيل، مبينا أنه منذ كان حافظ الأسد وزيرا للدفاع بين 1966 و1970، لم يكن لديه من همّ سوى إغراق لبنان بالسلاح، وأراد دائما الانتقام من لبنان كي لا تنتقل عدوى قصة النجاح اللبناني إلى سوريا والسوريين، وأكد الكاتب أن هذا النظام يخشى من أيّ نجاح لبناني، كما يخشى من أيّ نجاح سوري، منوها إلى أن "النظام السوري" لم يدرك أن جريمة اغتيال رفيق الحريري سترتد عليه، ولم يدرك يوما بشّار الأسد أن ثمن دم رفيق الحريري سيكون أوّلا أنّه سيخرج من لبنان، وأنّه سيتحّول شيئا فشيئا إلى تابع لإيران في لبنان أوّلا وفي سوريا لاحقا، ومثلما خرج النظام من لبنان، سيخرج من سوريا، وختم الكاتب مقاله متسائلا: هل يخرج بشّار الأسد من سوريا لتحلّ مكانه إيران؟ هل هذا ممكن؟ هل هذا منطقي؟ مبرزا أن هذا هو السؤال الذي سيطرح نفسه عاجلا أم آجلا في ظلّ استمرار الثورة السورية وجلسات المحكمة الدولية.
• نقلت صحيفة عكاظ السعودية عن مصادر مطلعة في الجيش السوري الحر في منطقة القلمون أن الجيش الحر تمكن من قتل قائد عمليات "حزب الله"، إضافة لثلاثة مقاتلين في القلمون وأسر 10 عناصر من الحزب، في كمين محكم في قرية الفليطة السورية الحدودية، وقالت الصحيفة إنه وفيما التزم "حزب الله" الصمت، أفادت أوساط مقربة من الحزب، أنه قام بإبلاغ أربع عائلات بمقتل أبنائهم 3 منها في الجنوب وواحدة في الضاحية الجنوبية لبيروت ومن بينهم عائلة خطار عبدالله وهو مسؤول عسكري كبير في الحزب ملقب بـ "ولاء" من بلدة بنت جبيل، ومن جهته، اعتبر مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن، بحسب عكاظ، أن الانتصار الذي حققه الثوار في بصرى الشام ليس هزيمة لبشار الأسد ونظامه وحسب بل هزيمة للدور الإيراني الذي من المتوقع أن يشهد انهيارات متتالية في المنطقة ككل وليس في سوريا فقط.