جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 28-10-2015
• أوردت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يبحث حاليا توصيات لتحريك قوات أميركية قريبا من الخطوط الأمامية للقتال في العراق وسوريا، وقالت الصحيفة إن توصيات مستشاري الأمن القومي لأوباما الخاصة بتحريك قوات أميركية قريبا من خطوط القتال، تعكس عدم رضا البيت الأبيض عن سير المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، كما تعبّر عن عودة واشنطن لتوسيع تدخلها في الصراعات الطويلة المدى في الخارج، وأضافت الصحيفة أن تغيير وضع القوات الأميركية في العراق وسوريا يُعتبر تصعيدا للدور الأميركي في البلدين، بغض النظر عن عدد القوات المعنية، وأشارت إلى أن الخطوة الأكثر طموحا وتكلفة هي فرض منطقة لحظر الطيران أو منطقة عازلة لم تجد تأييدا من أي من كبار مستشاري أوباما، ونقلت الصحيفة عن خبراء تحذيرهم من أن فرض منطقة عازلة أو لحظر الطيران ربما تضع أميركا في صراع مباشر مع "النظام السوري" والقوات الإيرانية والروسية التي تسانده، ذاكرة أن هيلاري كلينتون تؤيد فرض منطقة لحظر الطيران في سوريا، ولفتت واشنطن بوست الانتباه إلى أن هذه التوجه الأميركي الجديد يجيء بعد وقت قصير من قرار أوباما الاحتفاظ ببعض القوات في أفغانستان بعد عام 2016، وكشفت الصحيفة عن أن هناك توجها قويا لاستهداف البنية التحتية لتنظيم الدولة في العراق وسوريا لشله ماليا، مشيرة إلى أنه يعتمد حاليا على بيع النفط والكهرباء داخل سوريا للإنفاق على عملياته العسكرية.
• نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تقريرا عن توسع رقعة القتال في جميع أنحاء سوريا، موضحة أنه تسبب في نزوح عشرات الآلاف خلال أسابيع قليلة فقط، ودفعت بالعاملين في مجال الإغاثة للتحذير من أن سوريا تواجه حاليا أسوأ أزماتها خلال الحرب، وأضافت أن هجوم "النظام السوري" المدعوم بالقوة الجوية الروسية في مناطق حمص وحماة وحلب قد جدد الحرب في جبهات كانت هادئة، وقالت الصحيفة إن الهدنة الهشة شمال مدينة حمص قد انتهت هذا الشهر عندما هاجمت المقاتلات الروسية بلدة تيرمعلة، وإن عدد الهاربين من سوريا إلى الدول المجاورة وأوروبا ارتفع كثيرا، وذكرت أن عدد الواصلين يوميا إلى اليونان الأسبوع الماضي بلغ أكثر من تسعة آلاف.
• نشرت مجلة سلايت الفرنسية، تقريرا حول اعتماد موسكو على المليشيات غير النظامية، التي تسميها مجموعات متطوعة، لخوض الحرب إلى جانب نظام الأسد، انتقدت فيه الأسلوب الروسي الذي يتلاعب بالمفاهيم، ويهدف إلى مغالطة الرأي العام الدولي، وقالت المجلة إن العالم يشهد تغيرا في المفاهيم، وتفريغا للعديد من العبارات من معناها، وعجزا من المؤسسات المحلية والدولية عن الاضطلاع بمهامها في حفظ السلم والدفاع عن الشعوب، وأشار التقرير إلى أنه في الخامس من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، أعلنت الحكومة الروسية عن إرسال مجموعات من "المتطوعين" للقتال في سوريا، وقد بدا هؤلاء المتطوعون الروس الذين تم إرسالهم للدفاع عن النظام، مشابهين للمتطوعين الذين كانوا يحاربون لحماية المصالح الروسية، عندما قامت موسكو بضم شبه جزيرة القرم، وكذلك عندما شاركت بشكل غير مباشر في الحرب ضد أكرانيا، ما يعني أن هؤلاء المتطوعين ليسوا إلا عسكريين روسا، أو مرتزقة يتقاضون أجورهم من الكرملين، واعتبر التقرير أن الكرملين طور نظرة جديدة خاصة به لمفهوم المنظمات غير الحكومية، من أجل تحقيق أهدافه العسكرية والسياسية، وأشار إلى أن الدول الدكتاتورية، أو حتى الديمقراطية التي لا تتمتع بالحرية، على غرار روسيا، تشهد أيضا انتشارا لما يسمى بـ"وسائل الإعلام الخاصة والمستقلة"، التي لا تملك شيئا من الخصوصية والاستقلالية في حقيقة الأمر، حيث إن هذه القنوات والإذاعات والصحف والمجلات، يتم إطلاقها أو الاستحواذ عليها من قبل مستثمرين خواص، يكونون مستقلين بالأقوال فقط وليس بالأفعال، حيث إنهم ليسوا إلا حلفاء أو شركاء مع الحكومات التي تمولهم وتحافظ على مصالحهم في الكواليس، واعتبر التقرير أن هذه الظاهرة؛ تبين لماذا يجب في دول مثل روسيا وإيران؛ أن تكون كلمات مثل "ديمقراطية" و"تفريق بين السلطات"، و"انتخابات"، منصوصا عليها بين ظفرين، للتأكيد على أن هذه الكلمات تم إفراغها من معناها، تماما مثل المتطوعين الذين يذهبون لمحاربة الإرهاب في سوريا.
• نقلت صحيفة بيلد الألمانية عن منسق عسكري في الائتلاف السوري المعارض أن الجيش السوري الحر سيتسلم قريباً صواريخ مضادة للطائرات، وذلك في ظل تصعيد روسيا حملتها الجوية على المناطق التي يسيطر عليها الثوار، وزعمها أناه تستهدف تنظيم "داعش"، وأكد أن ما ننتظره هو وصول الصواريخ المضادة للطائرات، في المستقبل القريب، سترونها في سوريا، وأشارت الصحيفة إلى أن المنسق، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، لم يخف مصدر هذا الصواريخ بل قال بصراحة إنها من وكالة المخابرات المركزية ( CIA)، لافتاً إلى أنه من حسن الحظ، لدينا الفرقة الـ 13 في الجيش السوري الحر، التي تتدرب ضمن برنامج وكالة المخابرات المركزية، وأوضح المنسق أن صواريخ تاو المضادة للدبابات الأمريكية التي دمرت في الأسابيع الأخيرة عشرات العربات العسكرية التابعة لجيش بشار الأسد، كان مصدرها الرئيس برنامج التدريب والتجهيز الخاص بالوكالة، ووفقاً للصحيفة، ستصل صواريخ "MANPADS"، وهي صواريخ مضادة للطائرات تطلق من الكتف، إلى المجموعات التي تصلها صواريخ "تاو"، لضمان عدم وقوعها في يد المتشددين، وبين مصدر الصحيفة أن الأسلحة ستأتي من السعودية عبر تركيا إلى سوريا، حيث سيحصل عليها الجيش الحر ويستخدمها في المعارك، أي لن تتدخل الولايات المتحدة بشكل مباشر في العمليات العسكرية، لكن السعودية تفعل دائماً ما تتفهمه أمريكا، إلا أنه رفض الإفصاح عن توقيت وصول الصواريخ لأسباب أمنية، فيما قالت الصحيفة إن المعلومات المتوافرة لديها تشير إلى أن الدفعات الأولى يمكن أن تصل الأسبوع القادم، أي أن التسليم بات وشيكاً.
• نطالع في صحيفة العربي الجديد مقالا لغازي دحمان بعنوان "المناورة الروسية في الحل السوري"، الكاتب رأى أن تواتر وتزايد موافقات الأطراف الإقليمية والدولية على القبول ببقاء بشار الأسد رئيساً في سورية فترة انتقالية محددة يشير إلى وجود قرار روسي جرى إبلاغه، عبر القناة الأميركية إلى جميع المعنيين، بفتح باب المساومة حول سورية، منوها إلى أن زيارة الأسد نفسه إلى موسكو استخدمتها روسيا تبليغاً له بهذا الأمر، وأوضح الكاتب أن موسكو بصدد بناء موقف تفاوضي، يقوم على مناورة واسعة، تستخدم فيها جملة من الأوراق، منها استخدام ورقة بشار الأسد ورحيله، وفي مقابل هذه الورقة، تجهز موسكو بدائل تحقق مصالحها بدرجة كبيرة، ترتكز على عدد من أوراق القوة، متمثلة في وجودها الميداني، وتحالف الأقليات الذي صنعته في المنطقة، والذي جمع في مكوّناته المسيحيين، باعتبار أن بوتين يطرح نفسه قائداً للمسيحيين في مواجهة التطرف الإسلامي، والشيعة ممثلين بإيران، واليهود بالتنسيق مع إسرائيل، ومن خلال هذه الأوراق، تتطلع روسيا إلى فرض رؤيتها للحل، وتفصيله على مسطرة مصالحها، واعتبر الكاتب أن خطة بوتين ستتركز في المرحلة المقبلة على زيادة حدة الاستقطاب عبر استمالة أطراف إقليمية جديدة، وتحييد بعضها، وسيناور كلامياً حول وجود أطراف معتدلة داخل الطيف السوري المعارض، حتى يتمكن من ترسيخ وجوده في سورية بشكل أكبر، مبرزا أن بوتين وضمن هذه الشروط لن يترك فرصة استراتيجية، كالفرصة السورية، تفلت منه ما دام أن المخاطر التي يواجهها متدنية، والأثمان التي يدفعها تبقى في إطار الممكن والمقبول.
• في صحيفة الحياة اللندنية نقرأ مقالا لحسين عبد العزيز تحت عنوان "أكراد سورية ... ورقة التجاذب بين موسكو وواشنطن"، الكاتب سلط الضوء على ما شهدته الفترة الأخيرة من محاولات أميركية - روسية لاستقطاب الأكراد في سورية، بعدما تحولوا إلى قوة عسكرية لا يستهان بها، وبيضة القبان القادرة على التأثير في الشمال السوري، ورأى الكاتب أنه بالنسبة إلى الولايات المتحدة يشكل الأكراد قوة يمكنها أن تحد من قوة الفصائل الإسلامية ذات التوجهات السلفية والجهادية مثل جبهة النصرة وأحرار الشام وغيرهما في المراحل المقبلة، وورقة يمكن اللعب بها لمواجهة الطموحات المنفعلة لتركيا في سورية، مشيرا إلى أن واشنطن تحتاج إلى إبقاء الأكراد بعيداً من الاستغلال الروسي، بعدما ظهرت إشارات من موسكو للتقرب من الأكراد، عبّر عنها الرئيس فلاديمير بوتين حين قال إن الأكراد إلى جانب "الجيش السوري" هم القوة الرئيسة التي تقاتل المسلحين، واعتبر الكاتب أن طلب موسكو من حزب "الاتحاد الديموقراطي" فتح ممثلية لأكراد سورية في روسيا خطوة مهمة على صعيد منح الكيان الكردي الوليد شرعية سياسية في محاولة لمنافسة واشنطن على المكون الكردي في سورية، وأوضح أن الروس يريدون إيصال رسالة سياسية للأكراد مفادها بأن مصالحهم القومية في سورية مرتبطة بـ"النظام السوري" وليس بالولايات المتحدة التي ترتبط بهم ضمن مصلحة آنية، مبرزا أن موسكو لم تقدم على خطوة التمثيل السياسي من دون تفاهم مسبق مع دمشق.
• تحت عنوان "السوخوي تمهّد للانتقال السياسي؟" كتب راجح الخوري مقاله في صحيفة النهار اللبنانية، الكاتب أشار إلى أن فلاديمير بوتين تعمد بعد يومين من بداية العمليات العسكرية الروسية في سوريا الكشف عن جدول زمني محدد لهذا التدخل، عندما قال إن العملية العسكرية يفترض أن تنتهي مع بداية السنة المقبلة أي أن تستمر أربعة أشهر، وعلل الكاتب ذلك بأن بوتين يدرك جيداً منذ البداية، أن تدخله المباشر في سوريا يمكن أن يتحول نزفاً عسكرياً ودموياً لا طاقة لروسيا على تحمّله فترة طويلة، لا من الناحية العسكرية ولا من الناحية الاقتصادية ولا من الناحية السياسية الأخلاقية في بلد يسبح في الدماء، مبرزا أن بوتين استعجل دعوة الأسد إلى موسكو، لأنه يريد أن يستعجل تحريك الحل السياسي الذي يراوح منذ ٣٠ حزيران ٢٠١٢ عند عقدة واحدة، هي كيفية الاتفاق على روزنامة تحدد مراحل عملية الانتقال السياسي وموقع الأسد فيها وبعدها، ورأى الكاتب أن بوتين يحرص على اختيار خروج بارع من هذا المستنقع عبر توليه هندسة عملية الانتقال السياسي إن من حيث المضمون أم من حيث الشكل والروزنامة الزمنية لرحيل الأسد، وبين أنه بعد مؤتمر موسكو قنّن بوتين شحنات السلاح للأسد فتراجع ميدانياً وصار أكثر قبولاً لشروط الانتقال السياسي، وأن القصف الآن على المعارضة يتم للهدف عينه، وخلص إلى أن عادل الجبير لم يكن ليقول إن الحل آخذ في الاقتراب لو لم تكن ترتيبات العملية الانتقالية آخذة في التقدم والأسد منهمك بحزم حقائبه!
• كتبت صحيفة الدستور الأردنية، في مقال لها، أنه بالإعلان المشترك بين وزيري الخارجية الأردني والروسي عن التعاون العسكري في ما يخص تبعات الأزمة السورية، يكون الأردن قد ترجم رهانه على روسيا والرئيس بوتين في مقابل تقليل الاتكاء على الطرف الأمريكي، واستطردت الصحيفة أن المصالح الروسية كبيرة على الأرض السورية، لكن التأخر في الحل والإبقاء على بشار الأسد أفاد الأردن، في ظل تراجع أمريكي ملحوظ وعدم الترحيب بالتدخل الأمريكي إن كان سيكرر مشهد تدخله في العراق أو حتى ليبيا عبر حلف الناتو.
• نوهت صحيفة عكاظ السعودية إلى أن التقدم الذي تشهده المباحثات والمشاورات الدولية لحل الأزمة السورية والذي تحدث عنه وزير الخارجية عادل الجبير جاء بسبب إصرار القوى الحقيقية الداعمة للشعب السوري على التمسك بمبادئ جنيف1 نصا وروحا، والتأكيد على أنه لا مكان ولا دور لبشار الأسد في سوريا الجديدة، وشددت الصحيفة على أن المفاوضات الجادة المبنية على مبادئ جنيف هي التي ستقود للحل المشرف لنضال الشعب السوري الذي واجه آلة القتل الأسدية المدعومة من الباسيج الإيراني وميلشيات "حزب الله"، وأوضحت أن ما تحقق في فيينا يجب أن يكرس لتحقيق مصالح الشعب السوري وبوقف هذه المأساة وإرسال رسالة مباشرة للنظام الأسدي الاستبدادي أنه لا مكان للأسد في مستقبل سوريا الجديدة.