جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 28-07-2015
• علقت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية في افتتاحيتها على التعاون التركي الأمريكي، مشيرة إلى أنه يمهد الطريق أمام فرض منطقة حظر جوي شمال سوريا، بحسب المسؤولين الأمريكيين والأتراك، وتشير الافتتاحية إلى أنه بحسب الخطوط العريضة للاتفاق، فإنه يجب الاعتماد في النهاية على المعارضة السورية المعتدلة للسيطرة على المنطقة العازلة على الحدود السورية التركية، بحسب المسؤول التركي الذي تحدث الأحد الماضي، وذكر أن تركيا قد تعهدت باستخدام طائرات "إف-16" المقاتلة للمساعدة في القضاء على المجموعات المتطرفة من منطقة عازلة عرضها حوالي 55 ميلا وبعمق 25 ميلا، وتورد الصحيفة أنه في حال استطاع الثوار السيطرة على المنطقة، فإنه سيتم الدفاع عنها من خلال طيران التحالف، ليسمح بعودة حوالي مليوني لاجئ سوري يعيشون الآن في تركيا إلى سوريا، بحسب المسؤول التركي، وترى الافتتاحية أن هذه الخطة الناشئة تفتح على أمريكا جبهة جديدة، في حربها ضد تنظيم الدولة قد تضعفها، إن لم تتمكن تركيا وأمريكا من توفير القوات البرية المعتدلة الدعم الذي يلزمهما للحفاظ على المنطقة العازلة، وتنقل الصحيفة عن المسؤولين الأمريكيين والأتراك قولهم الأحد الماضي؛ إن المقترح لا يزال تحت التطوير، وتحتاج الدولتان إلى أن تتفقا على تفاصيل مهمة كي يكون الاتفاق ناجحا، وتذكر الافتتاحية أن أمريكا تقوم بتدريب الثوار السوريين في كل من تركيا والأردن، حيث يمكن لحلفائها هؤلاء أداء دور مركزي في المحصلة، وتورد الصحيفة أنه يتوقع من الاتفاقية الجديدة أن توفر لقوات الثوار السورية المعتدلة الدعم الجوي ذاته، الذي مكّن القوات الكردية من السيطرة على مناطق في الشمال السوري على الحدود، وتستدرك الصحيفة بأن بطء عملية التدريب يجعل من الصعب الاعتماد على القوات المدعومة أمريكيا القيام بإنشاء مناطق آمنة، في بلد حققت فيه القوات الكردية مكاسب كبيرة ببسط سيطرتها على مناطق كانت تحت سيطرة تنظيم الدولة على الحدود مع تركيا.
• نشرت صحيفة الغارديان البريطانبة مقالاً لسايمون تيسدال بعنوان "لا إشارة على إبرام صفقة مع الولايات المتحدة في خطاب الأسد الأول هذا العام"، وقال صاحب المقال إن بشار الأسد أوضح في خطابه الأول لهذا العام، أن هناك تغييرات في موقف الدول الأوروبية من الصراع الدائر في سوريا، أي أن الولايات المتحدة وحلفاءها لديهم مصلحة مشتركة في القضاء على تنظيم الدولة الاسلامية، وأضاف صاحب المقال أن الأسد اعترف في خطابه بالنكسات العسكرية التي ألمت بجيشه، إلا أنه لم يفصح عن نيته إبرام أي اتفاق لإنهاء الحرب الأهلية التي استمرت 4 سنوات وتركت نظامه مسيطراً على ثلث البلاد فقط، ونقل صاحب المقال عن المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه قتل على الأقل 49.100 جندي سوري و32 ألفا من الموالين له منذ اندلاع الانتفاضة في البلاد في آذار/مارس 2011.
• في مقاله بصحيفة الإندبندنت البريطانية كتب باتريك كوكبرن أن الضربات الجوية التركية الأخيرة ضد حزب العمال الكردستاني -بعد قيام المسلحين الأكراد بقتل جنديين تركيين في كمين جنوبي شرقي تركيا- أثارت انتقاما كرديا دمويا، وأشار الكاتب إلى وجود مزاعم بموافقة الولايات المتحدة على الضربات، التي أججت النزاع من جديد بعد عامين من وقف إطلاق النار، وجادل بأنه إذا كان الأمر كذلك فإن الولايات المتحدة ستكون قد ارتكبت أسوأ أخطائها منذ غزو العراق عام 2003 معتقدة أنها يمكن أن تطيح بصدام حسين واستبداله بآخر موال لها، ويرى كوكبرن أنه مهما كان ما تأمله أميركا من هذا الأمر فإن المؤشرات الأولية هي أن الحكومة التركية قد تكون أكثر اهتماما بالتحرك ضد الأكراد في تركيا وسوريا والعراق من اهتمامها بمهاجمة تنظيم الدولة، وأشار في ذلك إلى ما قالته أنقرة في السابق إنها تدرس اعتبار حزب العمال الكردستاني وتنظيم الدولة كيانين "إرهابيين"، وأضاف أن النتيجة هي أن الولايات المتحدة قد تجد أنها ساعدت في زعزعة استقرار تركيا بالتورط في الحرب في العراق وسوريا، ولكن دون الاقتراب أكثر من دحر التنظيم في أي من البلدين، وختم الكاتب بأن أحد التفسيرات المحتملة لهجوم الحكومة التركية على تنظيم الدولة وحزب العمال وجماعات المعارضة الأخرى هو أن الرئيس رجب طيب أردوغان يعتزم الفوز في الانتخابات الجديدة المتوقعة في نهاية هذا العام إذا لم يكن هناك إمكانية لتشكيل ائتلاف حاكم مع أحزاب أخرى، وعندها سيحاول الفوز بأغلبية على خلفية موجة القومية المعادية للأكراد ومكافحة الإرهاب التي يغذيها الاشمئزاز من هجمات حزب العمال وتنظيم الدولة.
• صحيفة الشرق الأوسط نشرت مقالا لطارق الحميد تحت عنوان "الأسد والمرتزقة.. نهج «داعش»!"، الكاتب اعتبر أن إقرار الأسد بتناقص حجم قواته، واعترافه بأن أهل دمشق لن يستطيعوا مشاهدة خطابه المتلفز نتيجة انقطاع الكهرباء، واعترافه بأن قواته تتخلى عن بعض المناطق لتحافظ على أخرى، كل ذلك لا يعني أن مجرم دمشق قد أدرك الواقع، وأيقن أنه لم يعد يحكم أجزاء كبيرة من سوريا، مشيرا إلى أن الأسد كان يخاطب دائرته الضيقة، أنصارًا وأتباعًا، لإقناعهم بأنه لا يزال قادرًا على القتال، وبمقدوره النجاة من الأزمة التي أوصلهم لها، خصوصًا أن هناك حالة ضجر بين أنصاره، وأوضح الكاتب أن الأسد يريد تطمين أنصاره أنه لا يزال قادرًا على إدارة المعركة، ولذلك أقر للمرة الأولى بالدعم الإيراني لنظامه، وجرائمه، وبوجود مقاتلي "حزب الله" دفاعًا عنه، مبينا أن الأسد يريد القول لأنصاره إنه ليس وحيدًا وإنما بدعم إيران، وميليشياتها الشيعية، خصوصًا مع اعتباره أن إيران انتصرت بالاتفاق النووي، ولذا فهو يريد أن يقول لأتباعه لا تخافوا فأنا مع المنتصر، أي إيران، ورأى الكاتب أن ما يهم السوريين، والمجتمع الدولي، من خطاب الأسد هذا، أنه أكد للجميع ألا فرق بين الأسد و"داعش"، وتحديدًا عندما تحدث الأسد عن الاستعانة بمرتزقة "حزب الله"، مبرزا أنه عندما يقول الأسد: إن "الوطن ليس لمن يسكن فيه أو يحمل جنسيته وجواز سفره بل لمن يدافع عنه ويحميه"، فإن هذا نفس نهج "داعش" التي تستعين بالمقاتلين الأجانب من كل مكان باسم الجهاد، بينما يستدعي الأسد المرتزقة من الميليشيات الشيعية، وخلافهم، باسم القومية، والممانعة.
• نطالع في صحيفة الحياة اللندنية مقالا لعبد العزيز التويجري بعنوان "من أجل إنقاذ الشعب السوري"، سلط فيه الضوء على ما صرح به نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بأنه على استعداد للقاء بوليد المعلم وزير خارجية النظام السوري الإجرامي، للبحث معه عن تسوية سياسية للأزمة في بلاده، مضيفاً أن مقعد سورية في الجامعة لا يزال شاغراً في انتظار عودة مندوبها إلى القاهرة، وبين الكاتب أن هذا التصريح يتعارض كلياً مع القرار الذي اتخذه المجلس الوزاري للجامعة في 16/11/2011، بتعليق عضوية سورية في الجامعة ومشاركة حكومتها في اجتماعاتها، وأضاف متسائلا: هل الأمين العام يعبر عن رأيه الشخصي، وهذا ما يدعو إلى الاستغراب، أم عن رأي الجامعة، وهذا ما لم يصدر قرار من المجلس الوزاري به، ولفت الكاتب إلى أن هذا الموقف يأتي متزامناً مع الموقف الروسي الذي شدَّد على ضرورة التعامل مع الأمر الواقع والتسليم بدور لبشار الأسد في العملية السلمية المرتقبة، وهو ما ينسجم تماماً مع الموقف الإيراني المشارك في قتل الشعب السوري وتدمير بلاده، وأشار إلى أن الموقف الأميركي ليس بعيداً من هذه المواقف جميعاً، مع الفارق في التفاصيل وفي المبررات، لأن الإدارة الأميركية، وبعض الدول الأوروبية معها، تراوغ في تصريحاتها، مبرزا أنها ترى بأن التعامل مع النظام القائم في دمشق على علاته، سيكون أفضل من التعامل مع المجهول، وأكد كاتب المقال أن أخطر ما تحقق للنظام في سورية أنه جعل من نفسه بديلاً عن المنظمات الإرهابية، وقدم نفسه للعالم بأنه مستهدف من الإرهابيين، وبأنه القادر على إحباطهم وإفشال مخططاتهم، وبعد أن شدد على أن منطق العدل والحق والإنصاف والقانون الدولي، يفترض أن يقدم بشار الأسد مع العصبة من المجرمين الذين يدورون في فلكه، إلى محكمة الجنايات الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، رأى الكاتب أن هذه المهمة العاجلة يفترض أن تبادر الدول العربية الداعمة للمعارضة السورية بالتحرك باتجاهها، في الوقت الذي يستمر فيه الدعم الشامل للمعارضة المسلحة على الأرض التي باتت تحقق مكاسب تعزز حضورها.
• سلطت صحيفة الشرق الأوسط الضوء على إقرار بشار الأسد بأن حلفاءه في إيران و"حزب الله" اللبناني، كان لهم دور مؤثر في سياق المعركة العسكرية الدائرة ضد معارضيه على الأراضي السورية، وبالتالي إعلانه أن "الوطن ليس لمن يسكن فيه وليس لمن يحمل جواز سفره أو جنسيته.. الوطن هو لمن يدافع عنه ويحميه"، وترى الصحيفة أن هذا التصريح أثار مخاوف المعارضة من عمليات تغيير ديموغرافي وإعادة توزيع سكاني وفق المعايير الإثنية والطائفية في البلاد، وبحسب الصحيفة، فقد حذّر المستشار القانوني للجيش السوري الحر أسامة أبو زيد، من خطورة ما أعلنه الأسد، معتبرا أن إعلانه أن الوطن لمن يدافع عنه، يعد مؤشرا خطيرا يهدد السوريين بأكملهم، بأن الأرض اليوم ستكون للإيرانيين والأفغان و"حزب الله" اللبناني والمليشيات العراقية، وأنه مستعد لحكم سوريا ومن يسكنها أشخاص غير سوريين، ونبّه أبو زيد إلى تهجير عائلات من دمشق وغيرها ليسكنها أعضاء في مليشيات تقاتل إلى جانب نظام الأسد، وذلك تفعيلا لمرسوم كان أصدره قبل أكثر من عام، يدعو مخاتير المناطق لتقديم المنازل الفارغة من سكانها، وبعضها بيوت يبلغ سعرها أكثر من مليون دولار في دمشق وغيرها، لعائلات المقاتلين الذين يقاتلون إلى جانبه، وقال أبو زيد للصحيفة إنه وتحت هذا الشعار، صارت أهم المناطق السكنية تحت سيطرة عناصر مخابرات ومليشيات عراقية وإيرانية وأفغانية، ورأى أن الخطاب الذي بثه التلفزيون السوري للأسد، كان موجها للخزانات البشرية التي ترفد النظام بمقاتلين، كما أنه يتضمن وعدا بأنه لن ينساهم، وسيعوض عليهم مقابل بقائه في السلطة، بحصة من الجغرافيا السورية.
• قالت صحيفة الأخبار اللبنانية الموالية لنظام الأسد، إن المتهم باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري، يقاتل الآن مع عناصر "حزب الله" في سوريا، وأكدت الصحيفة أن مصطفى بدر الدين القيادي في "حزب الله"، الذي تتهمه المحكمة الدولية الخاصة بلبنان باغتيال الرئيس الحريري، متواجد في سوريا، منذ سنوات، وأضافت الصحيفة أن لبدر الدين دوراً في قيادة مجموعات المقاومة التي تقاتل إلى جانب "الجيش السوري" في أكثر من منطقة في سوريا، وأن له نشاطات تتعدى العمل العسكري وصولا إلى قيادته عملا أمنياً لتوجيه ضربات مباشرة إلى المجموعات "التكفيرية"، على حد زعم الصحيفة، وتنقل الصحيفة عن بدر الدين أنه لن يغادر عمله في سوريا أو لبنان إلا شهيداً محمولا أو رافعاً راية النصر.