جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 27-07-2015
• أشارت صحيفة الديلي تلغراف البريطانية إلى أن تركيا بدأت اتخاذ إجراءات قاسية وجادة ضد تنظيم الدولة، وأن الدور التركي قد يغير مسار الحرب التي تعصف بسوريا منذ أكثر من أربع سنوات، وقالت الصحيفة في افتتاحيتها إنه يمكن لتركيا إعادة تشكيل الأحداث في الشرق الأوسط، وإن لديها قدرة أكبر من قدرة المملكة المتحدة في هذا المجال، وذلك بالرغم من بقاء أنقرة على ما يشبه الحياد طيلة الفترة الماضية بما يتعلق بالحرب في سوريا، وأما سرّ قوة تركيا فيكمن في كونها تمتد بين قارتي آسيا وأوروبا من حيث الموقع الجغرافي، ثم لأنها ذات أغلبية إسلامية سُنية، وكونها عضوة في الاتحاد الأوروبي، ولأنها كانت تحظى بثقة كل من بريطانيا والولايات المتحدة، وأضافت الصحيفة أن تركيا كانت إلى وقت مضى متهمة بتعمدها تسهيل دخول "الإرهابيين" عبر أراضيها إلى سوريا، ولكن موقف أنقرة الجديد المتمثل في إعلانها مواجهة تنظيم الدولة في عقر مواقعه بسوريا وعن سماحها لقوات التحالف الدولي الجوية باستخدام قواعد تركية ينذر بإعادة ترتيب "قطع الشطرنج" في منطقة الشرق الأوسط برمتها، كما أعربت الصحيفة عن الترحيب بالخطوة التركية، وقالت إن كثيرا من دول العالم الإسلامي -بما فيها تركيا والسعودية- ترى أن تنظيم الدولة يشكل تهديدا لها، وذلك تماما كما ينظر إليه المسؤولون في العواصم الغربية، ولكن قلق الدول الإسلامية يعتبر الأكبر، وقالت إن لتركيا أهدافا أخرى في شمال سوريا، تتمثل في منع الأكراد من إقامة دولة صغيرة، وذلك خشية أن تترك أي خطوة كردية محتملة في سوريا انعكاساتها على الأكراد الانفصاليين داخل تركيا نفسها.
• أردوغان بات يقاتل على واجهتين، هكذا وصف تقرير تحليلي لصحيفة ليبيراسيون الفرنسية ما بات عليه الوضع في تركيا، بعد إعلان أنقرة الحرب على تنظيم الدولة في العراق والشام وفتحها قواعدها الجوية أمام طائرات التحالف، إلى جانب حربها ضد المتمردين الأكراد، واستهداف حزب العمال الكردستاني، ويقول التقرير، إن العمليات العسكرية التي نفذتها القوات الجوية التركية ضد تنظيم الدولة شمال سوريا، تقترن وغارات جوية على معاقل المتمردين الأكراد من حزب العمال الكردستاني التركي على مستوى جبال قنديل شمال العراق، وتابع التقرير التحليلي المنجز من طرف الصحفي والكاتب الفرنسي مارك سيمو، أن تركيا تخوض حربا على جبهتين وضد عدوين متجاورين، بعد أن قررت أخيرا الانضمام الفعلي والعملي للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإرهابي، وفتح قواعدها الحربية للطائرات الأمريكية لتوجيه ضربات جوية ضد مقاتلي التنظيم، ولفتت ليبيراسيون إلى أن أنقرة تمارس أجندتها الخاصة، حيث بات من الجلي أن السلطات التركية جعلت حربها ضد المتمردين الأكراد على مستوى الأهمية نفسه، إن لم تكن أكثر، بالمقارنة مع الحرب ضد تنظيم الدولة، وأكد التقرير أن واشنطن تبدي دعمها للضربات الجوية الموجهة ضد حزب العمال الكردستاني، وهو ما أكده بن رودس نائب مستشار الأمن القومي حين قال "إن لتركيا كامل الحق في اتخاذ إجراءات ضد أهداف إرهابية"، خاصة وأن الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي كذلك، يضعان الحزب الكردي على لائحة المنظمات الإرهابية.
• قالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية في افتتاحيتها، إن المعادلة الصفرية التي نشأت في نظر أردوغان هي أن كل عمل لإضعاف "داعش" يعني بالضرورة تعزيز المليشيات الكردية المقاتلة ضد تركيا في شمال سوريا، وقالت الصحيفة إن هذا كان يعني لتركيا أن الانضمام للتحالف الدولي من أول يوم يتعارض مع مصالح تركيا، وقد قام أردوغان برد كل مساعي المغازلة الأمريكية، وأشارت إلى أن أردوغان اضطر إلى ابتلاع الضفدع والسماح بدخول مقاتلين أكراد من العراق إلى منطقة المعارك عبر تركيا، ولكنه فعل كل ما في وسعه لتقليص المساعدة ومنع النصر عن الأكراد، وأضافت أنه بالتوازي فقد فهم استراتيجيو أوباما أنه بدون تركيا سيصعب عليهم جدا المس بقواعد القوة لـ"داعش"، وبالتالي فقد وافقوا على طلب تركيا سحب حمايتهم عن الأكراد في شمال سوريا مقابل الاستعداد التركي للانخراط في الجهد الحربي ضد "داعش"، وقالت "يديعوت" إن الهجوم على قواعد الأكراد كان مفاجئا لهم، فقد كان بعضهم لا يزال يؤمن بالمسيرة السياسية، وحقيقة أن الحزب الذي يمثلهم فاز في الانتخابات الأخيرة بـ80 مقعدا في البرلمان شاهد في نظرهم أيضا على تعزيز قوتهم السياسية، وقد مس الهجوم غير المتوقع مسا شديدا بما تبقى من الخيوط السياسية التي تربط بين الجمهور الكردي في تركيا وبين الحكم، بحسب الصحيفة، ولفتت إلى أن "داعش هو الآخر، الذي أثبت حتى الآن قدرته فقط في عملية كبيرة واحدة في تركيا، في مدينة سوروتش الحدودية، سيعيد النظر في موقفه، ويحتمل أن يقرر تصعيد وتيرة العمليات، وختمت بالقول: كما تعلمنا من تجاربنا في الحروب الإقليمية، فإنه سهل الدخول في مثل هذه المعارك، ولكن صعب الخروج منها.
• نشرت صحيفة الشرق الأوسط مقالا لمأمون فندي تحت عنوان "مسارات سوريا واختزال الأعداء"، الكاتب أشار إلى أن أربع سنوات قد مرت على ثورة سوريا التي أصبحت حربا أهلية فيما بعد، والعالم العربي منقسم بين من ينتظر سقوط الأسد، ومن ينتظرون نجاحه في حسم الصراع المسلح لصالحه، وسرد الكاتب عدة مسارات لمآل الأحداث في سوريا، ورأى أن سيناريو التقسيم من أخطر المسارات، مبينا أن تقسيم سوريا يعني تفكيك سايكس بيكو تمامًا، ومعه تتساقط أحجار الدومينو بداية من الأردن وبقية الهلال الخصيب وربما إلى الخليج، وهذا المسار يحتاج إلى تأمل وتفكير جاد في اللوحة الاستراتيجية الأكبر الخاصة بالأمن القومي العربي، أما المسار الثاني فهو المسار اللبناني، واعتبر الكاتب أنه مسار مكلف للغاية، ولا طائف هناك لسوريا، ولا توجد سوريا أخرى للدفع بقواتها لخلق حالة استقرار في سوريا، وأوضح أن سيناريو الحرب الأهلية الممتدة كما في حالة لبنان ومن قبلها السودان له تبعات وخيمة، لا بد أن يتأملها الراغبون في إزاحة الأسد بأي ثمن، منوها إلى أن الدروس المستفادة من تجربة لبنان هي أن "الطائف" لا يقضي على الطائفية، حتى لو أحدث صيغة استقرار، وسوريا أعقد بكثير من لبنان من حيث التركيبة السكانية الداخلية وتوازناتها واللوحة الجيوسياسية الأكبر، أما المسار الأخير، فيقول الكاتب إنه مسار العراق من خلال تفكيك حزب البعث وحل الجيش العقائدي وتفكيك المؤسسات، وأكد أن العالم العربي لن يستطيع التعاطي مع (عراق) منفجر آخر إلى جانب العراق، وخلص الكاتب إلى أن حل الأزمة السورية يحتاج أولا إلى تأمل كل المسارات والسيناريوهات المحتملة، وترتيبها من الأسوأ إلى الأقل سوءا، فالوضع الراهن لا يمكن احتماله أو تقبله لا للسوريين ولا لبقية العرب.
• في صحيفة الحياة اللندنية نقرأ مقالا لجورج سمعان بعنوان "تحول تركي حيال سورية ... متى دور إيران؟"، الكاتب رأى أن انخراط أنقرة في عمليات التحالف الدولي ليس وحيداً في المشهد الاستراتيجي الجديد في المنطقة، مبينا أن دوافعه الإقليمية لا تقل أهمية عن الدوافع الداخلية، وبالتالي لا تقتصر نتائجه على الصراع بين حزب العدالة والتنمية وخصومه السياسيين، وأشار الكاتب إلى أن نار الأزمة السورية التي قفزت فوق الخطوط الحمر، قد تجاوزت الحدود ودخلت المرحلة التركية بامتياز، مبرزا أن تنظيم "الدولة الإسلامية" ليس هو مَن بدَّل قواعد اللعبة مع الدولة التي تغاضت طويلاً عن تحركاته وتنقل عناصره وتدفقهم إلى بلاد الشام، بل إنها "كردستان سورية"، هي الهاجس الأكبر لحكومة أحمد داود أوغلو، كما رأى الكاتب أن الأزمة السورية لم تبدل موقف تركيا فحسب، فإيران هي الأخرى ستكون قريباً أمام استحقاق مماثل، موضحا أنها تخوض صراعاً داخلياً بين مختلف أجنحتها السياسية والعسكرية في ضوء تداعيات الاتفاق النووي والتزاماتها، وسعي الشريحة الكبرى من مجتمعها إلى استكمال العودة الطبيعية إلى المجتمع الدولي والإفادة من العائدات المالية والاقتصادية للاتفاق في مشاريع إعادة البناء الداخلي بدل إهدارها في حروب خارجية لم تعد لها طاقة على إدارتها وتمويلها، وأكد الكاتب أن الأزمة السورية دخلت طوراً جديداً، واعتبر أن الأولوية لم تعد لمواجهة "الدولة الإسلامية" ثم النظر في التسوية، لافتا إلى أن التدخل العسكري التركي سيعزز الحرب على "داعش"، والتوجه الأميركي نحو توفير الحماية للعناصر السورية التي أخضعتها لتدريبات خاصة، يواكبهما حراك سياسي، وهما خطان متوازيان فلا أولوية لواحد على الآخر.
• نطالع في صحيفة الغد الأردنية مقالا لجميل النمري تحت عنوان "مناطق عازلة؟!"، الكاتب اعتبر أنه لا يوجد مخرج من المسار الدموي الكارثي في سوريا إلا بوجود تدخل دولي منسق الأهداف، وبأجندة عربية نظيفة، تريد ضمان مستقبل سورية الوطني، ووحدة أراضيها وشعبها، في إطار حل سياسي ديمقراطي، وأشار إلى أن المدخل لتمكين هذا الدور هو إنشاء مناطق آمنة تتوسع قدر الإمكان؛ محرمة على الفصائل المتطرفة وعلى قوات النظام، وتكون ملجأ للسوريين الهاربين من جحيم الحرب، وقاعدة للوجود السياسي للقوى الوطنية السلمية، تعمل منه للتفاوض من أجل حل سياسي توافقي لا بديل عنه مع النظام، من أجل دحر قوى الإرهاب والتطرف، وضمان مستقبل سورية ووحدتها، ورأى الكاتب أنه في الجنوب السوري فقط يمكن الثقة بإقامة منطقة آمنة بأفق وطني مأمون لمصلحة الوطن والشعب السوريين، حيث لا يوجد أجندة مشبوهة ولا أهداف توسعية، مبرزا أن هذا الدور يمكن أن يضطلع به الأردن بدعم عربي ودولي.
• أشارت صحيفة الوطن السعودية إلى أنه بعد حوالى أربع سنوات ونصف السنة على بداية الأزمة السورية توصلت أول من أمس في لقاء بروكسل أطراف المعارضة المتمثلة في الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية و"هيئة التنسيق الوطني" إلى اتفاق للإنقاذ أطلق عليه "خارطة الطريق لإنقاذ سورية"، واللافت أن "هيئة التنسيق" قبلت بعدم وجود دور للأسد في المرحلة الانتقالية، وقالت الصحيفة إن تلك المحادثات التي وجدت مساندة من بعض الدول الأوروبية جاءت بمشاركة طرفين طالما قيل إنهما مختلفان في طريقة حل الأزمة، ولذلك أشارت الوثيقة الصادرة في ختام اللقاء إلى أن الغاية النهائية هي تغيير النظام السياسي الحالي بما يشمل رأس النظام، وكل رموزه ومرتكزاته وأجهزته الأمنية بشكل جذري وشامل، وقيام نظام مدني ديموقراطي أساسه التداول السلمي للسلطة والتعددية السياسية، وضمان حقوق وواجبات جميع السوريين على أساس المواطنة المتساوية، ورأت الصحيفة أن وجود هيئة حكم انتقالي مسألة حتمية كبداية شرعية للعمل على إعادة بناء هيكلية الدولة بما يتسق مع النموذج المأمول، ما يساعد على الحفاظ على وحدة أراضي الدولة التي تناهبتها التنظيمات الإرهابية.
• قالت صحيفة الشروق التونسية إن نظام الأسد أبلغ تونس أنه لا مجال للتفاوض بشأن الارهابيين المقضي عنهم أو المسجونين، لأن هؤلاء لا يمثلون الشعب التونسي في شيء بل هم إرهابيون تكفيريين، انتهكوا حرمة الأراضي السورية فمصيرهم القتل أو السجن، ووفقا للصحيفة فقد سمحت سلطات الأسد لمنظمات مدنية من تونس ومن بعض الدول بزيارة السجناء واطلعتهم على تفاصيل اعتقالهم وملابسات العمليات ومشاركتهم في النشاط الارهابي ضمن المجاميع التكفيرية الناشطة بالأراضي السورية سواء تعلق الأمر بما يسمى تنظيم "الدولة الإسلامية" أو جبهة النصرة، على حد زعم الصحيفة.