جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 27-05-2015
كتب إد روجرز مقالا في صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، اتهم فيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالمسؤولية عن صعود تنظيم الدولة وازدياد قوته، ويعتقد الكاتب أن الخسائر في العراق وفي سوريا هي نتاج ثلاثة قرارات رئيسة لأوباما، وهي: الأول: سمح أوباما لحكومة نوري المالكي الطائفية البقاء حتى بعد أن فشلت في الانتخابات البرلمانية عام 2010، ثانيا: قرر أوباما الانسحاب عام 2011، دون أن يتأكد من بقاء قوة أمريكية في العراق، وثالثا: رفض أوباما تحديد وتدريب قوة قتالية معارضة لنظام بشار الأسد في سوريا، ويقول روجرز إن أوباما كان مسؤولا بشكل كامل عن صعود تنظيم الدولة، الذي وصفه بأنه فريق هواة، وهو مسؤول عن زيادة توسعه في غرب العراق ونصف سوريا، مضيفا أننا ندفع ثمن قرارات الرئيس، ورفضه تنمية وتسليح قوة من الحلفاء قادرة على تشكيل الأحداث في العراق وسوريا.
• نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية تقريرا حول حراك عسكري كردي ضد مناطق سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" شمالي سوريا، وقالت الصحيفة إن منطقة تل أبيض، وهي النهاية الشمالية لطريق يفضي مباشرة إلى مدينة الرقة التي تمثل عاصمة للتنظيم داخل سوريا، باتت تحت تهديد تحرك عسكري مزدوج من جانب الأكراد الذين يتقدمون من الشرق والغرب، ونقلت الإندبندنت عن سيهانوك ديبو، وهو مسؤول بحزب الاتحاد الديمقراطي الحاكم في منطقة روج آفا التي أعلنها الأكراد منطقة حكم ذاتي، قوله إن تل أبيض تمثل الهدف العسكري المقبل للأكراد، وأضاف: إننا نأمل أن نحررها قريبا، وإذا حدث ذلك فيكون ضربة خطيرة لتنظيم "الدولة الإسلامية" ولتركيا التي ستجد المزيد من المناطق على حدودها الجنوبية تحت سيطرة الأكراد، لكن ديبو توقع أن يسعى التنظيم ومجموعات أخرى مثل جبهة النصرة من أجل السيطرة على أجزاء من حلب لا تزال تحت سيطرة القوات التابعة لبشار الأسد.
• نشرت صحيفة إلموندو الإسبانية تقريرا حول مستقبل الوضع في سوريا، ورأت أن بشار الأسد لم يعد مؤهلا للحفاظ على وحدة البلاد، بعد أن فقد السيطرة على ثلاثة أرباع الأراضي السورية، وتسبب في تقسيم البلاد جغرافيا وسياسيا، وقالت الصحيفة إن الانفجار الغامض الذي هز أحد أحياء مدينة اللاذقية يوم الاثنين الماضي، والذي أودى بحياة أربعة مدنيين في ظل تضارب المعلومات حول أسباب الانفجار، أثبت أنه لم يعد هناك مكان في سوريا بمنأى عن الصراع الدائر، بما في ذلك محافظة اللاذقية التي تعد معقل الأسد، الذي ينحدر من بلدة القرداحة في المحافظة، وذكرت الصحيفة أن العديد من المتابعين للشأن السوري يعتقدون أن الأسد يسعى إلى تقطيع أوصال سوريا، لكي يتسنى له ولأنصاره الحصول على ملاذ آمن في حال التعرض للهزيمة وسقوط النظام، وبحسب الصحيفة، فإن التصوير الجوي يبين أن سوريا اليوم مقطعة الأوصال، وأن كل فصيل من الفصائل المقاتلة يكافح ليسيطر على أكثر ما يمكن من الأراضي، أما الديكتاتور الذي أشعل نيران هذه الحرب الأهلية في سنة 2011، فإنه لم يعد لديه شيء ليخسره، كما أشارت الصحيفة إلى أن الأحداث الأخيرة توحي بأن "النظام السوري" استوعب الواقع الميداني وأمر بالقيام بانسحابات "تكتيكية"، خاصة في مدينة تدمر التي انسحب منها جنود النظام بشكل مفاجئ وغير متوقع، وهي خطوة كان قد قام بها في سنة 2012 في المناطق الكردية في شمال البلاد، وأشارت الصحيفة إلى أنه طوال فترة الحرب السورية، التي أودت إلى حد الآن بحياة أكثر من 200 ألف قتيل وشردت أكثر من أربعة ملايين لاجئ، ناقش بعض المحللين فكرة "التقسيم الطائفي" كحل لإنهاء الاقتتال في البلاد، من خلال منح الساحل للعلويين، والشمال للأكراد، والوسط للأغلبية المسلمة السنية. ولكن لا الحكومة ولا المعارضة تبدو مهتمة بهذا السيناريو، بحسب الصحيفة الإسبانية.
• قالت صحيفة ليبيراسيون الفرنسية، إن مقاتلي تنظيم الدولة استولوا على المصفاة الكبيرة لمدينة بيجي العراقية، موردة أن تقارير غير مؤكدة تفيد بتقدمهم تجاه المملكة الأردنية، ما ينبئ بفشل ذريع لمحاربي ومجابهي التنظيم في العراق والشام، وحذر تقرير الصحيفة الفرنسية، من عواقب الوضع المتأزم بعد سقوط الرمادي عاصمة محافظة الأنبار والمعقل العراقي ذو الإستراتيجية البالغة، في قبضة مقاتلي تنظيم الدولة، زيادة على سقوط مدينة تدمر بسوريا والتي تعتبر نقطة حدودية ذات بعد استراتيجي وجغرافي مهم بالمنطقة، ويرى التقرير، أن سقوط الرمادي وتدمر في قبضة مقاتلي التنظيم، هزيمة ساحقة للبنتاغون، الأمر الذي حذا بوزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر لانتقاد الجيش العراقي بحدة، ليقول الرئيس باراك أوباما في إحدى المقابلات التلفزيونية "إذا لم تكن هناك رغبة لدى العراقيين في محاربة داعش، فلن نقوم بالأمر نيابة عنهم"، واعتبر التقرير التحليلي، أن إيران تعيش ورطة في سوريا، كما أنها تخشى تداعيات الوضع في لبنان، حيث استغل حسن نصر الله الاحتفالات بالذكرى السنوية الـ15 لانسحاب إسرائيل من جنوب لبنان، لتمرير رسائل تقول بأن المعركة اليوم ضد التكفيريين، معركة وجودية للبنان والمنطقة، وعند التحدث عن المعارك الوجودية فكل الأمور الأخرى تصير ثانوية، واستنتجت الصحيفة، أن حرب "حزب الله" مع الكيان الإسرائيل ستصير ثانوية، وسيتم تصدير القضية إلى الخلف، وفق تصريحات نصر الله الذي سبق له التأكيد على أن الإنسانية جمعاء تواجه تهديدات غير مسبوقة، وهي تهديدات لا تستهدف "المقاومة" تحديدا، يقصد "حزب الله" وحلفاءها، بل يتعدى الأمر إلى نظام الأسد والحكومة في العراق وجماعة في اليمن، وخلص التقرير إلى أن الأمر لا يتعلق بحرب دينية بالمنطقة ولكنه صراع لبسط السيطرة على مناطق إقليمية استراتيجية.
• تحت عنوان "المقاتلات التركية تدخل الحرب" كتب عبد الرحمن الراشد مقاله في صحيفة الشرق الأوسط، تطرق فيه إلى ما صرح به وزير الخارجية التركي بأن تركيا اتفقت مع الولايات المتحدة على أن يقدم سلاح الجو التركي الحماية لقوات المعارضة السورية في داخل سوريا، معتبرا أنه تطور مثير ولأول مرة في معادلة الصراع في سوريا، وألمح الكاتب إلى أن حكومة أنقرة أخذت على عاتقها مسؤولية دعم المعارضة السورية التي دُربت على أراضيها، وسيتم إرسالها لتعبر الحدود لتحرير مناطقها التي استولى عليها تنظيم "داعش"، وسيقوم سلاح الجو التركي بتقديم الغطاء وربما دعمها في القتال، ورأى أننا لو وضعنا التطور الجديد في إطار الواقع السوري كما هو اليوم يبقى مهما لصالح المعارضة، فمن دون هذه الخطوة سيأكل الأشرار المعارضة السورية، مثل "داعش" و"حزب الله"، مبينا أن سوريا الآن تَحْت ثلاث قوى رئيسية تتصارع فيما بينها: النظام والمعارضة والجماعات الإرهابية، وأي فريق يأكل أحد الفريقين المنافسين ستكون له الغلبة، وأشار الكاتب إلى أن استعداد تركيا لمنح قوات المعارضة التأييد العسكري، والغطاء الجوي داخل الأجواء السورية يضعنا أمام تطورين مهمين، الأول: أن المعارضة السورية أخيرًا قد تتمكن من تأسيس مناطق تحت سيطرتها وإدارتها، تحرسها تركيا، والثاني: سيحظر على طيران الأسد، لأول مرة، قصف هذه المناطق المحررة التي طالما استهدفتها طائرات الأسد بالبراميل المتفجرة، وأوضح الكاتب أن هذا التغيير ينسجم مع ما ظهر الأيام القليلة الماضية، حيث تحدثت مصادر عن قيام طائرات النظام بقصف مواقع لـ"داعش" في تدمر بالتعاون مع الأميركيين، وربما المعني هنا هو التعاون الاستخباراتي.
• نطالع في صحيفة الحياة اللندنية مقالا كتبته رندة تقي الدين تحت عنوان "«حزب الله» والتعبئة من أجل الأسد"، أكدت في أن حرب "حزب الله" في سورية خاسرة عاجلا أم آجلا، ورأت أن سيطرة الحزب في القلمون لا تعني شيئاً لأنه يسيطر على مناطق جردية لا يمثل كامل الأراضي السورية وهو يقف إلى جانب نظام لم يعد يسيطر إلا على القليل من أراضيه، منوهة إلى أن قوات هذا النظام انسحبت من تدمر لصالح "داعش" في إطار استراتيجية مستمرة لاستخدام تقدم "داعش" للقول للعالم إن النظام هو الخيار الأفضل لأن البديل له لم يتم إعداده، وبعد أن لفتت إلى أن تقدم "داعش" في تدمر وربما إلى حمص هو مرعب لأن حمص على أبواب لبنان، شددت الكاتبة على أن هذا لا يعني أن موقف "حزب الله" مبرر لأنه طرف في الحرب السورية التي إذا أدت اإى سقوط النظام ستكون خطراً كبيراً على "حزب الله" ولبنان، داعية هذا الحزب إلى أن يتواضع ويخفف من لهجة الغطرسة بنشوة النصر والهيمنة لأن ما يجري على الأرض في سورية ليس في مصلحة الشعب السوري أو اللبناني، والقتلى من عناصر "حزب الله" يقتلون لحماية نظام شن حرباً على شعبه وقتل ابناءه من أجل البقاء، وخلصت الكاتبة إلى أنه قد آن الأوان كي يعيد "حزب الله" حساباته ويخفف من تعاليه واحتقاره للدولة وجيشها وأن يفكر بمستقبل مختلف تكون فيه حماية لبنان على عاتق الجيش، بدلاً من ميليشيا لبنانية تحت مظلة إيرانية اسقطت في حربها السورية صفة المقاومة عنها.
• صحيفة النهار اللبنانية نشرت مقالا لموناليزا فريحة بعنوان "حزب الله ينقل معركته إلى لبنان"، أشارت فيه إلى أنه وبعد خسارة تدمر وقبلها جسر الشغور وإدلب وقبلهما معبر نصيب وبصرى الشام وغيرهما وغيرهما، صارت عرسال العنوان الجديد لفوز محتمل يحتاج إليه "النظام السوري" وحلفاؤه لتعويض الانتكاسات التي منيوا بها، منوهة إلى أن الانتصارات المتلفزة لـ"حزب الله" في القلمون و"تلاله" ليست كافية على ما يبدو لرفع المعنويات، ولفتت كاتبة المقال إلى أن المعركة الطائفية بامتياز التي غرق فيها الحزب في سوريا يحاول جرها إلى لبنان، وأوضحت أن التحريض على عرسال ليس إلا وجهاً آخر للحرب الطائفية التي يجرّ الحزب لبنان المنقسم أصلاً إليها، مبرزة أن دعوته أهالي بعلبك والهرمل إلى المواجهة نداء صريح إلى فتح جبهة للحرب الطائفية المستعرة في المنطقة على أرض لبنان، واعتبرت الكاتبة أن محاولة الحزب إظهار الجيش بأنه متردد في الدفاع عن لبنان استفزاز رخيص، مبينة أن عرسال، تماماً كما كل بقعة أخرى من لبنان، ليست شأن الحزب، وحمايتها ككل شبر آخر من أرض هذا البلد الصغير مسؤولية الدولة اللبنانية والجيش، والجيش هو وحده له الحق في تحديد الساعة الصفر لمواجهة التكفيريين في عرسال وغيرها، وخلصت الكاتبة إلى أن "حزب الله" قد تحول إلى مجموعة مذهبية هدفها الأساسي ضمان بقاء نظام الأسد وتنفيذ مخططات إيران في حربها الطائفية الكبرى، وإن على حساب لبنان وتركيبته الهشة.
• نقلت صحيفة القبس الكويتية عن مصدر دبلوماسي أن الولايات المتحدة تعارض فتح جبهة الساحل السوري، ووضعت فيتو على "جيش الفتح" لجهة تقدمه باتجاه معقل بشار الأسد بعد سقوط إدلب، وأشار المصدر إلى أنه مع الانهيارات المتلاحقة، فقد باتت واشنطن تخشى سقوطا مفاجئا للنظام، قد يؤدي إلى انهيار مؤسسات الدولة ويفتح المجال أمام التنظيمات المتطرفة لملء الفراغ، ونقلت الصحيفة عن المستشار القانوني للجيش الحر أسامة أبو زيد، أن واشنطن تضغط على السعودية وتركيا وقطر، لمنع تسليم أسلحة نوعية إلى المعارضة تستطيع من خلالها تغيير ميزان القوى.
• سلطت صحيفة الشرق القطرية الضوء حول الخطاب الأخير للأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر، و الذي اعترف فيه بشكل صريح بخوض مقاتليه الحرب في سوريا الى جانب نظام بشار الأسد ، ملاحظة أن تصريحات نصر الله تعبر عن الورطة الكبيرة لهذا الأخير، الذي ورط حزبه في حرب ضد الشعب السوري وثورته، ووضع نفسه في سلة واحدة مع نظام الأسد الدكتاتوري، وأضافت الصحيفة في مقال لها تحت عنوان "الخطر الوجودي وحرب الإلغاء" أن الخطابات الأخيرة للأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني عصبية وقلقة ومتوترة إلى أبعد الحدود، مسجلة أن نصر الله يقر فيها ضمنيا أن نظام الأسد يخسر حربه ضد الشعب السوري، وأنه سيكون الخاسر التالي في المرحلة المقبلة، وهذا هو سبب العصبية الكبيرة لزعيم "حزب الله".