جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 26-12-2014
• انتقد ديفد إغناتيوس في صحيفة واشنطن بوست ما وصفه بتباطؤ الولايات المتحدة في دعم القبائل العراقية في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وأشار الكاتب إلى أن زعماء العشائر العراقية كانوا يحذرون منذ الربيع من صعود التنظيم ويناشدون أميركا مساعدتهم، ولكن بعد أشهر من المجازر بدأت الولايات المتحدة الآن فقط في بناء برنامج فعال للمساعدة القبلية، ونقل الكاتب عن أحد زعماء العشائر التي تضررت كثيرا من مذابح التنظيم أن المشكلة هي أن أميركا كانت تعمل بشكل وثيق مع الحكومة الشيعية في بغداد، وهو ما جعل السنة في محافظة الأنبار (غربي البلاد) يشككون في وجود أي التزام أميركي لمنحهم المزيد من السلطة، وأنه من دون هذا الالتزام السياسي فإن الأسلحة وحتى طائرات الأباتشي لن يكون لها فائدة تُذكر، وفي السياق أشار تقرير في الصحيفة نفسها إلى أن الأسلوب المغالي الذي يتبعه تنظيم الدولة في بناء دولته يتداعى بسبب تدهور الظروف المعيشية في جميع الأراضي التي تحت سيطرته، مما يكشف قصور الجماعة التي تكرس معظم طاقاتها لخوض المعارك وفرض قواعد صارمة، وشككت الصحيفة في مصداقية التسجيلات المصورة التي يبثها التنظيم حول كفاءة أجهزته الإدارية، وأنها لا تطابق واقع الحرمان المتزايد والقيادة غير المنظمة كما يقول السكان، وضربت مثلا بمدينة الموصل في الشمال الغربي من العراق حيث أصبح الماء غير صالح للشرب لتوقف إمدادات الكلور، وقد انتشر التهاب الكبد وشح الدقيق وأصبحت الحياة في المدينة كالعيش في سجن كبير.
• قالت صحيفة واشنطن بوست، إن تنظيم "داعش" الإرهابي المتطرف يقوم بتجنيد عائلات بأكملها على أمل إنشاء مجتمع جديد، وتحدثت الصحيفة عن سيدهارتا ذر، القادم من لندن مع عائلته إلى سوريا، وأوضحت أن أبناءه الأربع الكبار قد ولدوا في لندن، المدينة التي ولد فيها، إلا أن طفله الجديد ولد فى الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم "داعش"، وكان ذر قد هرب مع زوجته وأطفاله من بريطانيا ويعيشون الآن فيما يعتبره المسلحون دولة الخلافة الإسلامية التي ستسيطر يوما ما على العالم، وقالت الصحيفة إن وصول عائلة ذر إلى سوريا الشهر الماضي يمثل هدفا إستراتيجيا رئيسيا لـ"داعش"، وهو ليس فقط بناء جيش بل مجتمعاً، فقد تعهدت الجماعة بإنشاء دولة تحكمها الشريعة الإسلامية، وقد شجع قادتها ومجنديها عبر الإنترنت الأطباء ولممرضين والمحامين والمهندسين والمحاسبين للانضمام إليهم في بناء مؤسسات "الأرض المقدسة الجديدة"، وتقول واشنطن بوست إن تنظيم "داعش"، وبخلاف القاعدة التي تعمل في عدة دول لكنها جيش بلا دولة، يسيطر على أراضي أخذها بالقوة في العراق وسوريا، ولإنشاء المجتمع الإسلامي الذى يتصوره، ذهبت الجماعة إلى مدى بعيد بالاتسيلاء على المدارس والمستشفيات الموجودة أو بناء مؤسسات أخرى للحياة العائلية ليومية، وتقول مايا بلوم، أستاذ الدراسات الأمنية بجامعة ماسوشستس إنه كلما كانوا ناجحين في إنشاء مجتمع جديد كامل، كلما زادت قدرتهم على جذب عائلات بأكملها. وتشبه الأمر بالحلم الأمريكي لكن برؤية "داعش" له، وتتابع بلوم قائلة إن "داعش" تجذب النساء بتوفير الكهرباء والطعام ومرتب يصل إلى أكثر من ألف دولا في الشهر لكل عائلة مقاتل، وهو مبلغ ضخم في سوريا، ويتم التمويل بالأموال التى تم نهبها من البنوك وتهريب النفط والاختطاف مقابل الفدى وابتزاز سائقي الشاحنات وآخرين ممن يمرون عبر أراضي "داعش".
• نطالع في صحيفة التايمز البريطانية تقريرا حول تبعات أسر تنظيم "الدولة الإسلامية" لطيار أردني بعد سقوط مقاتلته في سوريا، ووصفت التايمز احتجاز الطيار معاذ يوسف الكساسبة، الذي يحمل رتبة ملازم أول، بأنه أشد "صفعة دعائية يوجهها الجهاديون" منذ أن بدأ تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة غاراته على مواقعهم قبل ثلاثة أشهر، وقالت الصحيفة إن الحادث يثير مخاوف من احتمال إسقاط طيارين بريطانيين وأمريكيين أثناء تحليقهم فوق الأراضي الخاضعة لسيطرة التنظيم، ويقول تنظيم "الدولة الإسلامية" إنه أسقط المقاتلة الأردنية باستخدام صاروخ راصد للحرارة، لكن الولايات المتحدة تنفي ذلك، وترى التايمز أن سقوط المقاتلة سيؤدي إلى تزايد الضغوط السياسية الداخلية في الأردن، الذي كان واضحا في دعمه للتحرك ضد التنظيم، وقالت إن الأردن عرضة لأن يشهد حراكا مسلحا داخليا في وقت تستنزف فيه الدولة سياسيا وعسكريا واقتصاديا بسبب الفوضى على حدوده مع العراق وسوريا.
• كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن التقديرات الأمنية والعسكرية في إسرائيل ترى أنه تم تكريس تعادل استراتيجي بين قوات النظام وقوات المعارضة في سورية، وهو تعادل ناجم عن عدم قدرة أي من الطرفين إخضاع الآخر، ووفقاً لهذه التقديرات، فإن المعارك الدائرة تتمحور حول بسط السيطرة الموضعية لكل طرف في مختلف أنحاء سورية، من دون أن تكون قادرة على ترجيح كفة أحدهما، وتوقّعت الصحيفة أن يكتفي نظام بشار الأسد في المرحلة المقبلة من المستقبل القريب، بضمان بسط سيطرته على "سورية الصغيرة" التي تشمل العاصمة دمشق والشريط الرابط بينها وبين حلب والمنطقة العلوية شمال غربي سورية، وفي هذا السياق، لفتت "هآرتس" إلى أن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن "النظام السوري" غير معني في المرحلة الحالية بأي مواجهة عسكرية مع إسرائيل، مع ذلك لا تستبعد أن تقوم جهات من كلا المعسكرين في سورية، منظمات موالية للنظام وعلى رأسها "حزب الله"، والمنظمات الجهادية المناهضة للنظام، بالمبادرة لعمليات ضد أهداف إسرائيلية في هضبة الجولان المحتلة، بحسب ما نقلت "العربي الجديد"، وتشير الصحيفة الإسرائيلية إلى تراجع كبير في التهديد السوري التقليدي لإسرائيل، خصوصاً بعد أن خسر النظام واستخدم نحو 80 في المائة من مجمل ترسانته الصاروخية التي تم إطلاقها على مواقع المعارضة. كما لم تبقَ في هضبة الجولان مواقع مدفعية سورية. إضافة إلى ذلك، تراجعت كلياً إمكانية قيام الجيش السوري بمناورات عسكرية في الجولان، وزال الخطر الكيماوي بشكل شبه مطلق تقريباً بعد نزع الترسانة الكيماوية السورية.
• طالعتنا صحيفة عكاظ السعودية متسائلة تحت عنوان "من أسقط الطائرة؟"، قائلة: يخطئ الذين يعتقدون بأن تنظيم داعش الإجرامي هو الذي أسقط طائرة الـ (إف 16) الأردنية وقبض على الطيار الشاب (معاذ الكساسبة)، وأنه أصبح من القوة بحيث يتصدى لضربات التحالف الدولي بمثل هذه القوة، وأنه هو الذي يتحرك في كل اتجاه بمفرده لاحتلال المدن والمحافظات العراقية وبسط اليد على مناطق حيوية في سورية، ورأت أن من يفعل كل هذا هو تحالف الشر المكون من الحرس الثوري الإيراني، وتنظيم "حزب الله" اللبناني، بدعم ومباركة وتدريب وتأهيل من الجيش الروسي الموجود على الأرض، والمعني برسم الخطط وإمداد الجبهات القتالية بالخبراء وبالتجهيزات أيضا، وأوضحت الصحيفة أن هؤلاء هم الذين يحاربون بالفعل ويتحركون بالفعل، ويقتلون الأبرياء من أبناء الشعبين السوري والعراقي صباح مساء، أما تنظيم "داعش"، فإنه يمثل الواجهة الكريهة للحرب اليائسة التي تتمسك بنظام الأسد حتى الآن، لتجعل من الشعب السوري وقودا لأطماع إقليمية تنطلق من سورية لتمتد شمالا وجنوبا وشرقا وغربا.. لماذا؟! وخلصت الصحيفة إلى أن إيران بشكل عام، وأداتها الرئيسية "حزب الله" بشكل خاص، يدركون أن سقوط الأسد وتحرر سورية من نظامه معناه سقوطهم جميعا، وتطهير المنطقة من التكتلات الحاقدة على الإنسانية والمتخفية وراء قناع المقاومة.