جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 26-09-2015
• أشارت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية إلى تصريحات منسوبة إلى مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية السابق ديفد بترايوس تتمثل في أن غياب إستراتيجية غربية إزاء الأزمة في سوريا يشكل تهديدا للغرب وأميركا عقودا قادمة، وأشار بترايوس أثناء شهادته أمام الكونغرس الأميركي قبل أيام إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما ربما لا يكترث إزاء الفوضى التي تعم أرجاء الشرق الأوسط، لكن الحقيقة تفرض نفسها في نهاية المطاف، وأضافت الصحيفة أن تصريحات بترايوس تأتي بالتزامن مع أنباء بشأن عزم مبعوث الولايات المتحدة الخاص بمواجهة تنظيم الدولة الجنرال المتقاعد جون ألين التنحي من هذا المنصب، وذلك بعد عام من الجهود التي بذلها في محاولة التخطيط للتصدي لتنظيم الدولة تخلله بعض النجاحات والكثير من النكسات، وأشارت الصحيفة في تقرير منفصل إلى تصريحات منسوبة إلى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف المتمثلة في قوله إن روسيا يمكنها أن تتعاون مع الولايات المتحدة لمواجهة تنظيم الدولة في سوريا، وذلك لأنه ليس هناك من بديل آخر.
• ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أن ما يقرب من 10 آلاف سوري سجلوا للعيش في دولة قد لا يكون لها وجود في الأساس هي "جمهورية ليبرلاند" المزعومة التي تقع بين كرواتيا وصربيا، وقالت الصحيفة إنه رغم الوضع الغامض والجدل حول وجود دولة ليبرلاند من عدمه، قال التشيكي فيت جيدليكا، الذي أعلن عن إقامة الدولة في أبريل الماضي، أن حوالي 378 ألف شخص سجلوا لإظهار اهتمامهم بالحصول على جنسية دولة ليبرلاند حتى الآن بينهم تسعة آلاف و647 مواطنا سوريا حتى الآن، منوها إلى أن ليبرلاند قد تكون لا تزال مجرد حلم، لكنه حلم يبدو مثيرا للاهتمام بالنسبة للأشخاص الذين يمرون بأوضاع يائسة، وأشارت الصحيفة إلى أن أعداد السوريين فاقت أعداد المسجلين من الدول المستقرة مثل الولايات المتحدة (تسعة آلاف و357 طلبا) أو كندا (1935 طلبا)، كما سجل 1922 شخصا من ليبيا، بحسب ما ذكره جيدليكا، مما يشير إلى أن ليبرلاند باتت الوجهة المفضلة بشكل خاص لأولئك القادمين من الدول المضطربة، وفق وكالة أنباء الشرق الأوسط، وكان جيدليكا (31 عاما) قد أعلن في 13 أبريل الماضي أن ليبرلاند دولة ذات سيادة وهي تقع على مساحة 3 أميال مربعة من الأرض على طول نهر الدانوب، وتقع الدولة بين كرواتيا وصربيا، وكانت محل نزاع لسنوات، ولم تعترف أي دولة عضو في الأمم المتحدة بليبرلاند كدولة ذات سيادة، وبعد إعلانه، منعت السلطات الكرواتية الوصول إلى الأراضي واعتقل جيدليكا في مناسبات عديدة.
• في صحيفة الإندبندنت البريطانية نطالع مقابلة أجراها باتريك كوكبيرن عن الوضع في سوريا، مع الزعيم الكردي صالح مسلم الذي قال له إنه إذا تمكن تنظيم "الدولة الإسلامية" والتنظيمات المتشددة الأخرى المرتبطة بالقاعدة من الإطاحة بنظام الأسد فسيكون هذا كارثة، وقال مسلم في المقابلة إنه يريد الإطاحة بنظام الأسد، على أن يستبدل بقوى أكثر قبولا، وعبر عن قلقه من اقتراب تنظيم "الدولة الإسلامية" وتنظيمات متطرفة أخرى من العاصمة دمشق، وكان الجيش السوري ووحدات الحماية الشعبية الكردية قد تعرضا لنيران "التنظيم" خلال معارك في مدينة الحسكة، لكن مسلم ينفي وجود أي تنسيق بين الطرفين، ويقول معد المقابلة إن الأكراد السوريين الذين كانوا مهمشين ويتعرضون للتمييز من قبل الحكومة السورية، أصبحوا الآن لاعبين رئيسيين في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا.
• في صحيفة الشرق الأوسط نقرأ مقالا لراجح الخوري بعنوان "بوتين يداهم أوباما في سوريا: الأمر لي!"، الكاتب اعتبر أنه عندما أعلن البنتاغون بداية الأسبوع أن روسيا نشرت في مطار حميميم قرب اللاذقية 28 طائرة مقاتلة بعيدة المدى قاذفة للقنابل، إضافة إلى عدد من طائرات الهليكوبتر الهجومية، وأن جسر الإمداد العسكري لقوات النظام يتصاعد كمًا ونوعًا، بدا وكأن الأميركيين فقدوا المبادرة على المسرح السوري، وأنهم باتوا يلهثون وراء الروس الذين قرروا إدارة الحرب ضد الإرهابيين على طريقتهم بعدما عجز الأميركيون عن تحقيق نتائج ملموسة رغم قولهم إنهم أوقفوا تقدم "داعش"، ورأى الكاتب أن السعي الروسي لتشكيل تحالف إقليمي يضم إيران والسعودية والأردن و"النظام السوري"، هو أمر مستحيل، أولاً على خلفية تمسك موسكو ببقاء بشار الأسد وإفشال كل سعي إلى عملية انتقال سياسي ترسي حلاً سياسيًا ينهي مسلسل المذابح في سوريا، وثانيًا على خلفية التعارض الجذري مع سياسة طهران المؤيدة لـ"النظام السوري"، والتي تقاتل معه، وكذلك مع تدخلاتها وسياسة العربدة التي تقوم بها في المنطقة، وشدد على أنه يجب النظر إلى برنامج أوباما لتدريب المعارضين المعتدلين الذي رصد له مبلغ 500 مليون دولار، وكان يفترض أن يخرّج 5400 مقاتل في السنة على مدى ثلاث سنوات على أنه فعلاً مسخرة المساخر، وبعد أن لفت إلى أنه من المبكّر الجزم ما إذا كان بوتين سيهزم الإرهابيين في سوريا أو أنه سيدخل رمالاً متحركة على الطريقة الأفغانية التي يعرفها الجيش الروسي جيدًا، أكد الكاتب أن بوتين قد ألحق هزيمة معيبة سياسيًا واستراتيجيًا بأوباما في سوريا، إلا إذا كان أوباما دفعه إلى الانزلاق في حرب مذهبية تمتد من طرطوس إلى القوقاز مرورًا بالشيشان.
• في صحيفة الحياة اللندنية يتساءل وليد شقير في عنوان مقاله :"إنها سورية أم أوكرانيا؟"، الكاتب سلط فيه الضوء على الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة المرتقب في نيويورك، ورأى أن أبرز الاجتماعات التي يمكن أن ترفع من أهمية الجمعية العمومية هو لقاء رئيسي أميركا باراك أوباما وروسيا فلاديمير بوتين، بعد مجاهرة الكرملين بتسليح نوعي لنظام بشار الأسد وزيادة تواجده العسكري على الأرض السورية لحماية الخبراء ومواقعهم، معتبرا أن التحرّك الروسي هذا يساهم في إطالة أمد الأزمة في بلاد الشام ويضيف على أسباب التوتّر الدولي عنصراً جديداً لا يسهّل البحث في خفضه بسبب الأزمة في أوكرانيا والعقوبات الغربية الضاغطة بشدة على موسكو، وأبرز الكاتب أنه يصعب توقع نتائج من أي اجتماع بين بوتين وأوباما حول التأزم الأخير في سورية، طالما المواقف متباعدة حول أوكرانيا، معللا ذلك بأن الزعيمين يتجهان إلى ما يشبه تنظيم الاختلاف بحجة تجنّب الصدام المباشر في بلاد الشام أو عبر التفاهم على محاربة "داعش"، من دون أي تقارب حول الحلول في سورية، وأكد الكاتب أن قصّة السعي إلى حلول سياسية مع الإصرار على وجود الأسد في المرحلة الانتقالية، هو آخر هموم موسكو على رغم تأكيداتها العلنية في هذا الشأن، مبينا أن تصعيد تدخّلها في سورية هو إلغاء للأسد نفسه الذي كانت تدّعي الاستناد إلى شعبيته لتبرير سياستها حيال المعارضة السورية، فإذا به يتحوّل إلى ببغاء يكرّر ما يصرّح به المسؤولون الروس.
• نطالع في صحيفة القدس العربي مقالا لفيصل القاسم بعنوان "شتان بين سوريا وأفغانستان"، رأى فيه أنه من السذاجة الاعتقاد أن روسيا ستواجه في سوريا المصير نفسه الذي واجهته في أفغانستان في القرن الماضي، مبينا أن الظروف تغيرت، والتحالفات تبدلت، والحرب الباردة انتهت، ناهيك عن أن روسيا نفسها لم تعد ذاك الاتحاد السوفياتي، واعتبر الكاتب أن كل من يراهن على غرق الروس في المستنقع السوري، كما غرقوا من قبل في المستنقع الأفغاني، فهو كمن يقارن البطيخ بالبطاطا، ولفت إلى أن الذي أغرق الاتحاد السوفياتي في الرمال الأفغانية هو التحالف الغربي بقيادة أمريكا بالدرجة الأولى، أما من كانوا يسموّن بالمجاهدين الذين تدفقوا على أفغانستان من كل أنحاء العالم فلم يكونوا سوى أدوات لتنفيذ مهمة أمريكية أولاً وأخيراً، مبرزا أن تلك الأدوات تخلص منها الأمريكان وحلفاؤهم بعد أن أنجزت المهمة، وتحول "المجاهدون" بين ليلة وضحاها إلى إرهابيين، ونوه الكاتب إلى أن أمريكا لا يمكن أن تعيد استخدام "المجاهدين" بنفس الطريقة التي استخدمتهم بها في أفغانستان في سوريا، مشيرا إلى أن أمريكا لم تعد في حرب باردة وساخنة مع الروس، كما أن الروس يتدخلون في سوريا بمباركة إسرائيلية، وخلص الكاتب إلى أنه يمكن للأمريكان أن يستغلوا التدخل الروسي كأداة جديدة لتنفيذ مشروع "الفوضى الخلاقة" الأمريكي الذي يقوده بشار الأسد في المنطقة.