جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 26-07-2015
• أشارت صحيفة واشنطن بوست إلى أن تركيا تقصف لأول مرة مواقع تابعة لتنظيم الدولة داخل سوريا، وأن القادة الأتراك توعدوا باتخاذ إجراءات عسكرية أشد وبفتح جبهة في شمالي سوريا، وأضافت أن أنقرة سمحت لواشنطن باستخدام قاعدة إنجرليك التركية لقصف مواقع تنظيم الدولة، مما يشكل تحولا إستراتيجيا في الموقف التركي، وينذر بتدخل أنقرة لقصف مواقع أكثر عمقا في الداخل السوري، وبينت الصحيفة أن اتفاق استخدام قاعدة إنجرليك جرى عبر اتصال هاتفي بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره التركي رجب طيب أردوغان الأربعاء الماضي، وذلك بحسب مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية طلب عدم كشف هويته.
• سلطت صحيفة الغارديان البريطانية الضوء على الضربات التي بدأتها تركيا لمواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا وسماح أنقرة للولايات المتحدة باستخدام قاعدة جوية لضرب التنظيم المتشدد وهو ما وصفته الصحيفة بالأحداث التي قد تشكل تحولا تاريخيا في منطقة الشرق الأوسط، وتقول الصحيفة إن اتباع تركيا للتوجه الذي يدمج بين التحركات العسكرية وتزايد إحكام القبضة الأمنية واعتقال عدد من المشتبه بأنهم عملاء لتنظيم الدولة الإسلامية والمقاتلين الأكراد قد يسفر بالفعل عن تعزيز نتائج الحملة الجوية وتقليص تدفق الأموال والأسلحة والراغبين في الانضمام إلى "داعش"، وأضافت أن تلك المكاسب لن تكون التبعات الوحيدة لهذا التوجه الذي سوف يسفر أيضا على نتائج أكثر تعقيدا على الأرض في تركيا، وأضافت الغارديان أن المفتاح الرئيسي لفهم موقف تركيا المتناقض يتمثل في الخوف من احتمال انتصار الأكراد في نهاية المطاف الأمر الذي قد يشجعهم على المطالبة بالحكم الذاتي وهو ما ترفضه تركيا، وأردفت الغارديان أن السيناريو المثالي بالنسبة لتركيا بعد هزيمة تنظيم "الدولة الإسلامية" يتمثل في هو عودة العراق وسوريا دولا متماسكة وقوية تتولى حل أزمات أقليات الداخل بها وتترك تركيا لتواصل التفاوض مع الأكراد على أراضيها، وتوقعت الصحيفة أن تنعش الضربات الجوية آمال مفاوضات السلام بين أنقرة والحركة الانفصالية الكردية.
• تناولت صحيفة الإندبندنت البريطانية التصعيد التركي ضد تنظيم الدولة، وتساءلت عن تأخر تركيا لاتخاذها هذه الخطوة، وأوضحت أن السبب الأهم في التحرك التركي -بعد طول انتظار- يعود إلى علاقتها المتوترة مع حزب العمال الكردستاني في سوريا، بالإضافة إلى تنظيم الدولة، وقالت الصحيفة في افتتاحيتها إن التصعيد التركي يشكل خطوة شجاعة رغم تأخرها، خاصة أنه يأتي بعدما تبين أنه يصعب إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة دون مشاركة دول عربية وإسلامية تمثل قوى كبرى سُنية في المنطقة، وأضافت أن التحرك التركي من شأنه تشجيع دول مثل مصر والأردن على مواجهة تنظيم الدولة بشكل أكبر، خاصة في ظل الخشية من عدم القدرة على السيطرة على التنظيم في مرحلة ما بعد سقوط نظام بشار الأسد، وأشارت الصحيفة إلى أن التفجير الدموي الذي استهدف مدينة سروج التابعة لولاية أورفا التركية قبل أيام جعل أنقرة تتحرك ضد تنظيم الدولة، وذلك بعدما كان من أولويات السياسة التركية الإطاحة بنظام الأسد كشرط لتحركها لنزع فتيل الأزمة في الشرق الأوسط.
• نطالع في صحيفة الشرق الأوسط مقالا لطارق الحميد بعنوان "سوريا والخيارات السيئة"، الكاتب سلط الضوء على العملية العسكرية التركية الأخيرة ضد "داعش"، ورأى أن عدم الالتزام التركي بدعم المعارضة السورية المعتدلة، وتحديدًا الجيش الحر؛ يعني أن تركيا مستمرة بارتكاب نفس أخطاء التحالف الدولي الذي يضرب "داعش" دون تعزيز حقيقي للمعتدلين السوريين (الجيش الحر)، وكذلك في العراق، حيث يستمر تجاهل السنة المعتدلين، والمغيبين سياسيًا، وعسكريًا، مبينا أننا أمام تحرك تركي بسوريا، لكن دون اتخاذ موقف حقيقي ضد الأسد، وإنما تدارك لإهمال الأتراك مع الجماعات الإسلامية هناك، كما وصف الكاتب إعادة الحكومة التونسية لعلاقاتها الدبلوماسية مع النظام الأسدي بالخطأ السياسي الفادح على الرغم من كل جرائم الأسد المختبئ في دمشق تحت حماية إيران، وميليشياتها الشيعية، ورغم تشريد ملايين السوريين، وعبر الكاتب عن استغرابه فالأتراك يتحركون الآن دون ضغط حقيقي على الأسد الفاقد السيطرة على جل سوريا، والتوانسة يعيدون العلاقة مع الأسد بدلاً من اتخاذ إجراءات كفيلة تمنع انضمام التوانسة لـ"داعش"، حيث يقاتل بصفوف التنظيم المتطرف أكثر من ثلاثة آلاف تونسي، وشدد الكاتب في نهاية مقاله على الحاجة إلى الرؤية العربية، والإقليمية، لوضع حد للتمدد الإيراني الذي تعد سوريا مركزه وغرفة عملياته، ولوضع حد لجرائم الأسد المترنح، مؤكدا أنه مع غياب تلك الرؤية، فإن كل الخيارات تجاه سوريا لا تزال سيئة للأسف!
• في مقاله بصحيفة الحياة اللندنية يتساءل إلياس حرفوش: "هل أصبح مصير «داعش» بيد أردوغان؟"، الكاتب رأى أن التفجير الانتحاري الذي ارتكبه أحد انتحاريي تنظيم "داعش" في بلدة سوروتش الحدودية التركية سيكون نقطة فاصلة في تعامل تركيا مع هذا التنظيم ومع الحرب السورية، كما قد يتحول نقطة فاصلة في مستقبل التنظيم نفسه، واعتبر الكاتب أن هذا التحول في الموقف التركي يمثل مكسباً لأنقرة في وقت يبدو فيه أردوغان بأشد الحاجة إلى المكاسب، في الداخل بعد صفعة الانتخابات الأخيرة، وفي المنطقة حيث الاتهامات تلاحقه بغضّ الطرف عن "داعش"، وأوضح أن أردوغان من جهة يقوي موقفه المعادي للتمدد الكردي، ويحقق ذلك بغطاء دولي، نتيجة الحاجة الغربية إلى هذا التحالف معه، ومن الجهة الأخرى يجعله في موقع الطرف الأقوى في المعركة الهادفة إلى هزيمة تنظيم "داعش"، بعدما عجزت القوى الإقليمية ومعها القوى الغربية عن تحقيق أي تقدم نحو هذا الهدف، ولفت الكاتب إلى أنه بقدر ما تعتبر منطقة حظر الطيران في شمال سورية ضربة لأحلام التوسع الكردي هناك، كونها مفتوحة أمام الغارات التركية، فإنها أيضاً تنعش آمال أردوغان بالتعجيل بنهاية غريمه بشار الأسد، مبينا أن هذه المنطقة التي ستكون بعمق 50 كلم داخل الأراضي السورية وتمتد على طول 90 كلم بين مارع وجرابلس، ستكون منطقة محرّمة على الطيران السوري، في تطور هو الأول من نوعه في مسار الحرب السورية.
• سلطت صحيفة القدس العربي الضوء على توغلات جيش الاحتلال الإسرائيلي المتمركز على الحدود السورية في محافظة القنيطرة جنوب البلاد، حيث بدأت آليات تابعة له بحفر خندق على طول الشريط الحدودي العازل، وتشير الصحيفة إلى أن الدبابات الإسرائيلية والآليات الثقيلة، دخلت في الثامن من شهر تموز/ يوليو الجاري، داخل المنطقة العازلة والتي يوجد فيها مخيم "الشحار" للاجئين السوريين، وأوعزت لسكانه بضرورة إخلاء المخيم قبل عملية اقتحامه، وعقب خروج النازحين قامت مجموعة من عناصر المشاة والآليات العسكرية الإسرائيلية بنزع الخيام وتدمير محتوياتها، وتتابع الصحيفة أن الخندق الذي بدأ الجيش الإسرائيلي بتجهيزه على امتداد المنطقة الحدودية العازلة، يبلغ طوله ما يقرب من ثلاثة كيلو مترات، حيث يحيط الخندق بـ"تل الشحار والمخيم" على حد سواء في ريف القنيطرة الشمالي، إضافة إلى وقوعه بعمق ما يزيد على 250 مترا داخل الأراضي السورية، ضمن المنطقة الخاضعة بشكل كلي للأمم المتحدة والمعروفة، مبرزة أن الخندق المجهز هو عبارة عن خندق أفراد يبلغ عرضه قرابة متر واحد، وتنقل الصحيفة عن عمر الجولاني المتحدث الإعلامي في شبكة "سوريا مباشر" أن التدخل الإسرائيلي يصبّ في خانة تمدد الجيش الإسرائيلي نحو التلال الاستراتيجية المهمة القريبة من الشريط العازل وخاصة تل "الشحار"، بهدف بسط نفوذه عليها بحجة حماية الحدود والأمن الداخلي الإسرائيلي.
نقلت صحيفة الرأي الكويتية عن مصادر أميركية أن واشنطن وأنقرة اتفقتا على إقامة منطقة حظر جوي جزئي تمتد حتى 45 كيلومترا من الحدود التركية مع سوريا، وتستهدف "داعش" وجبهة النصرة، ومقاتلات نظام الأسد ومروحياته، وتلفت الصحيفة إلى تصريحات لرئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، قال فيها إن العمليات الأمنية ضد تنظيم الدولة الإسلامية والمتشددين اليساريين والأكراد ليست عملية منفردة، لكنها تأتي في إطار حملة شاملة وستستمر، وتنقل الصحيفة عن صحيفة "حرييت" التركية أن خطة تركية لمنطقة حظر جوي أقرت بعد يومين من تفجير نفذه "داعش" بمدينة سوروج داخل الحدود التركية، وراح ضحيته أكثر من 32 ناشطا يعملون في مخيمات اللاجئين السوريين، وذكرت الصحيفة التركية أن منطقة الحظر سيتم فرضها بعرض 90 كيلومترا، وتمتد من جرابلس إلى الميرا، وبعمق 40 أو 50 كيلومترا داخل الأراضي السورية.
• لفتت صحيفة الراية القطرية، إلى أن الجميع يدرك أن الشعب السوري يعيش أزمة إنسانية غير مسبوقة تحت سمع وبصر المجتمع الدولي الذي فشل في إنهاء هذه المأساة، ولذلك ليس غريباً أن تعلن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو" أن حوالي 10 ملايين سوري يواجهون المجاعة وليس غريباً أيضاً أن يصر النظام على مواصلة جرائم الإبادة بالبراميل المتفجرة ضد سكان الزبداني وحلب والحسكة وغيرها من مناطق سوريا بسبب تخاذل المجتمع الدولي، ورأت الصحيفة أنّ الشعب السوري رغم أنه يواجه أكبر مأساة إنسانية في العصر الحديث إلا أنه لن يتراجع عن مواجهة النظام، وأشارت إلى أنّ ما يحدث حالياً بالزبداني، حيث تواجه أكثر من ألف أسرة الموت بالبراميل المتفجرة تحت الحصار الخانق، يؤكد أن هناك تواطؤاً متعمداً من المجتمع الدولي مع النظام ضد الشعب السوري باعتبار أن المجتمع الدولي قد تجاهل عمداً مأساة هؤلاء السكان وركز بدلاً من ذلك على الجولات المكوكية للمبعوث الأممي الذي وضح أن النظام هو المستفيد الأول من زياراته لدمشق، حيث وجدها فرصة لتشديد قبضة الحصار على الزبداني وزيادة وتيرة الهجمات عليها بالبراميل المتفجرة، وأضافت الصحيفة أنه ومن هنا فمن المهم أن يدرك المبعوث الأممي إلى سوريا أنه مطالب قبل أن يجري مباحثات مع النظام بتقديم توضيح لموقفه بشأن ما ينتهجه نظام الأسد من سياسة حصار وتجويع جماعي، وقتل عشوائي في المدينة وعليه أيضاً أن يدرك أن المأساة التي يعيشها الشعب السوري لا يجب أن تستمر أكثر من ذلك.
• ذكرت صحيفة الشرق القطرية أن اتفاقا تم بين تركيا والولايات المتحدة يتضمن إقامة منطقة حظر جوي على أجزاء من سوريا الواقعة بمحاذاة الحدود مع تركيا، مبرزة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لطالما دعا لإقامة هذه المنطقة إلا أن دعوته كانت تلقى تجاهلا من قبل المجتمع الدولي، والعالم الغربي، وأكدت الصحيفة في افتتاحيتها أن قرار إقامة منطقة حظر الطيران، خطوة جيدة في طريق حماية المدنيين السوريين المستهدفين دائما من النظام بكل أنواع القتل والقصف والتدمير، وخلصت الى أن منطقة الحظر المزمع إقامتها ستقي الشعب السوري من تلك الجرائم، وستسهم في توفير الأمن للمدنيين، وستخلق نوعا من التفاؤل والأمل لدى قطاع كبير من الشعب السوري.