جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 26-05-2015
• ذكر تقرير بصحيفة الديلي تلغراف البريطانية أن دفاعات "النظام السوري" تتهاوى أمام هجمات مقاتلي المعارضة على عدة جبهات بعد تعهد الأسد بإنقاذ المئات من قواته الذين كانوا محاصرين في آخر معقل لهم داخل أحد المستشفيات بمدينة جسر الشغور شمال غربي البلاد، ووصفت الصحيفة محاولة فرار جنود الأسد تحت غطاء هجوم جوي للنظام وكيف أن هجوما استباقيا للمعارضة ومعها جبهة النصرة أفشل تلك المحاولة وأدى إلى سقوط المئات منهم بعد محاصرتهم في بساتين على أطراف المدينة، بحسب رواية متحدث باسم المعارضة، وقال المتحدث إن الجنود توجهوا إلى البساتين المحاصرة وكانت المعارضة قد حفرت نفقا تحت المستشفى بهدف تفجيره لكنها فضلت اقتحام المبنى مع بدء الغارات الجوية وتمكنت من أسر أو قتل معظم الجنود حيث بلغ عدد القتلى 208 بينهم ضباط كبار، وأشارت الصحيفة إلى أن الهزيمة في جسر الشغور -المحطة النهائية لقوات الأسد في محافظة إدلب الشمالية- مؤشر على انهيار عسكري أوسع، كما أنها تفتح الطريق لمهاجمة محافظتي حمص وحماة من الغرب بعد هجوم تنظيم الدولة الإسلامية من الشرق.
• نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريرا حول اتهامات للحكومة السورية بشن 35 هجوما كيميائية منذ مارس/آذار الماضي، وقالت الصحيفة إن واحدة من هذه الهجمات أسفرت عن مقتل ثلاثة أطفال مع أبيهم وأمهم وجدتهم في منتصف مارس/آذار، حين سقط برميل متفجر به غاز الكلور على قرية في شمالي سوريا، وبحسب التقرير، فقد وثق أطباء وعمال إغاثة 35 هجوما ببراميل متفجرة بها غاز الكلور منذ ما يزيد قليلا على شهرين، واستبعدت الغارديان أن تمارس الولايات المتحدة أي ضغوط على بشار الأسد بعد الأنباء الأخيرة عن استخدام أسلحة كيميائية على الرغم من أنها كانت تصرح بأن هذه الأسلحة خط أحمر، ولفتت إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما فاجأ المتابعين في مؤتمر صحفي بكامب ديفيد حينما قال إن "الكلور لا يصنف تاريخيا كسلاح كيميائي".
• نشرت صحيفة لوريون لوجور اللبنانية الناطقة بالفرنسية، تقريرا حول عدم جدية "الجيش السوري" في مقاومة تنظيم الدولة، ومنعه من دخول تدمر "لؤلؤة الصحراء"، رغم الأهمية العسكرية والرمزية التي تحملها هذه المدينة، وذكرت الصحيفة في تقريرها عدة أسباب قد تبرر هذا الانسحاب المفاجئ، من بينها أن بشار الأسد قرر ترك المواقع الأثرية القيمة تواجه خطر التدمير على يد عناصر تنظيم الدولة، ليظهر للعالم أن سقوطه يعني صعود من هم أسوأ منه، وقالت إن سقوط مدينة "الألف عمود" بأيدي مقاتلي تنظيم الدولة؛ جاء ليُضاف إلى النجاحات العسكرية التي حققها التنظيم مؤخرا في العراق بعد سيطرته على الرمادي، واعتبرت الصحيفة أنه إذا كان بشار الأسد ينوي الاكتفاء بالتمترس في دمشق، وهو الاحتمال الذي على ما يبدو بدأت طهران تنظر إليه بكل جدية؛ فعليه الحفاظ على التواصل الجغرافي بين العاصمة والشمال الغربي. ولتحقيق ذلك يجب عليه السيطرة الكاملة على الطريق الشمالي، وبالتالي انحصرت الأهمية الشديدة بالنسبة لـ"لنظام السوري" في السيطرة على منطقة حمص، ومن ناحية أخرى السيطرة على مرتفعات القلمون، وتابعت أنه ولهذا السبب بالذات، ونظرا لندرة الموارد التي بقيت متاحة لدى "النظام السوري"، ما يفرض عليه إعادة تحديد أولوياته الاستراتيجية؛ فإنه لم يُظهر النظام مقاومة جدية لمنع تنظيم الدولة من دخول تدمر، وأشارت الصحيفة إلى فرضية وجود سبب آخر أكثر مكرا، وبطبيعة الحال، ذي أهمية سياسية بالغة، دفع "النظام السوري" إلى عدم مقاومة تنظيم الدولة لمنعه من دخول تدمر، وبالرغم من غياب الأدلة الواضحة على مثل هذه الفرضية، فإنها أكدت أن طبيعة وأساليب النظام السوري تجعل كل شيء ممكنا وغير مستغرب، وقالت إن ما جرى في تدمر؛ جعل جيش "النظام السوري" يظهر أمام الملايين، وربما المليارات من المتفرجين، وكأنه جيش وديع، وأنه الحصن المتحضر الأخير في مواجهة بربرية تنظيم الدولة، وفي الختام؛ أكدت الصحيفة أن الانصياع نحو هذه الدعاية التي يسعى بشار الأسد لنشرها يعد خطأ جسيما، وكما أشار دبلوماسي فرنسي في بيروت، منذ أكثر من عام، فإن المعادلة في سوريا ليست (بشارًا أو الجهاديين) ولكنها في الواقع (بشار والجهاديون).
• ذكر موقع ديبكا فايلز الإسرائيلي أن الولايات المتحدة تقدم يد العون إلى "حزب الله" في معركته للسيطرة على تلال القلمون الاستراتيجية، ونقل الموقع عن مصادر استخباراتية أن إسرائيل متخوفة من هذا التعاون الزلزال، لافتًا إلى أن وحدة عمليات أميركية خاصة، متموضعة في قاعدة حامات الجوية، توجه طائرات من دون طيار من طراز AEROSONDE MK 4.7، إلى أجواء القلمون لجمع معلومات إستخباراتية، وبعد تسجيل البيانات، يتم إمداد الحزب وبعض الضباط الإيرانيين بها، وأوضح الموقع أن الطائرات المستخدمة يُمكن أن تبقى في الجو من 10 إلى 12 ساعة وتحلق على إرتفاع 4.5 كيلومتر، كما أنها تعمل في الليل والنهار، ومزودة أشعة ليزر متطورة وقادرة على حمل ذخائر، إلا أن مصادر أميركية أكدت أنها غير مزودة أسلحة، وأشار الموقع إلى أنه منذ أن سير الحزب طائرات أبابيل في القلمون أصبح التعاون بين الفريق الأميركي والحزب ضرورياً، وتعتبر إسرائيل، أن هذه الشراكة تشكل خطرا على أمنها، وهي في الواقع تغير في قواعد اللعبة، من حيث الوضعية العسكرية والإستخباراتية في المنطقة، وأوضحت مصادر ديبكا أن التعاون الحالي سيجبر إسرائيل على تعديل آلية الإستخبارات من أجل الحفاظ على حدودها الشمالية مع لبنان وسورية، مشيرة إلى أن تل أبيب لا تستطيع أن تثق بالمعلومات الاستخباراتية الأميركية الآتية من لبنان بعد اليوم لأنه يمكن أن تكون قد استمدتها من مصادر "حزب الله".
نشرت صحيفة الشرق الأوسط مقالا لطارق الحميد تحت عنوان "«داعش» بأسلحة أميركية!"، أشار فيه إلى أنه ومنذ بداية الثورة السورية، وخصوصًا بعد الانعطافة الدموية التي أوجبت دعم الجيش السوري الحر بالأسلحة لمواجهة جرائم نظام بشار الأسد المدعوم من إيران والميليشيات الشيعية المتطرفة، كان موقف الإدارة الأميركية هو رفض تسليح الجيش الحر، والثوار السوريين، وبعد أن لفت إلى أن عذر الإدارة الأميركية المعلن هو الخوف من وقوع تلك الأسلحة بالأيدي الخطأ، أبرز الكاتب أن ما حدث، ويحدث، تحديدًا في العامين الأخيرين في العراق وسوريا، يخالف كل ما قالته الإدارة الأميركية، موضحا أنه في كل انسحاب، مثلاً، للجيش العراقي أمام "داعش" تسقط الأسلحة الأميركية بأيدي التنظيم المتطرف، ولا تزال الإدارة الأميركية، ورغم كل ذلك، تواصل دعم حكومة بغداد بالأسلحة، كما نوه الكاتب إلى أنه مع انسحاب القوات الأسدية من تدمر، مثلاً، وقعت أسلحة وذخيرة بيد "داعش"، لا بيد الثوار السوريين المعتدلين، وبات "داعش" يفاخر بما اغتنمه من أسلحة يستخدمها في العراق وسوريا، ولفت إلى أنه وبالرغم كل ذلك لا تزال الإدارة الأميركية تتردد في تسليح الجيش السوري الحر، والثوار المعتدلين، رغم انتشار المتطرفين بسوريا، وتقدم "داعش" هناك مع ضعف واضح للنظام الأسدي، وخلص الكاتب إلى أن الفشل الأميركي ليس في العراق وحسب، بل وفي سوريا، وجل المنطقة، وأبسط مثال رفض تسليح المعتدلين في سوريا والعراق رغم أن الأسلحة الأميركية، وغيرها، تسقط يومًا بعد آخر بيد "داعش" الذي بات مسلحًا بأسلحة أميركية!
• نطالع في صحيفة الحياة اللندنية مقالا بقلم جويس كرم تحت عنوان "هل ينتقل حزب الله إلى الخطة ب في سورية؟"، أشارت فيه الكاتبة إلى أنه مع دخول حرب "حزب الله" في سورية عامها الرابع، تحيط ملامح التخبط وغياب الرؤية الاستراتيجية بهذا الانخراط، وسط تراجع "النظام السوري" على الأرض وازدياد الكلفة اللوجيستية والقتالية للحزب في النزاع، ومن هنا، تقول الكاتبة، قد يتدارك الحزب هذا المأزق بتغيير نوع مهمته في سورية، وتحويلها الى ضبط الحدود وحماية مسالك إيصال أسلحته والسعي لضمان حد أدنى من "العمق الاستراتيجي" الذي وفره "النظام السوري" تاريخيا له، عبر حماية دمشق والابتعاد عن المعارك الشمالية، موضحة أن مثل هذا التحول قد يشتري بعض الوقت للحزب، إلى حين دخول إيران خط المفاوضات على سورية، والذي قد يصبح سالكاً بعد الاتفاق النووي هذا الصيف، ولفتت الكاتبة إلى أن شراء الوقت يستلزم من "حزب الله" حشد قاعدته الشعبية وسط تململ داخلي ممن ضحوا بأبنائهم في حرب لا هدفها مقنع ولا استراتجيتها رابحة، مبينة أن دخول الحزب الحرب السورية يرسخ واقع الاستنزاف والتشتت الذي ترحب به إسرائيل والولايات المتحدة وترى في تمدد الحزب والمواجهة بينه وبين تنظيمات تعتبرها واشنطن "إرهابية" سيناريو مثاليا يلهي الجميع عن إسرائيل ويضعفها في الوقت نفسه، ورأت الكاتبة أن العام الرابع لـ "حزب الله" في سورية قد يكون الأصعب مع تقلص خياراته وتحسن قدرات المعارضة، مبرزة أن الانتقال إلى الخطة "ب" وعدم الغرق مع النظام قد يصبح ضرورة استراتيجية للحزب، إذا تعذر الخروج واستحالت "الانتصارات الإلهية".
• في صحيفة العرب اللندنية نقرأ مقالا لأحمد عدنان تحت عنوان "أيام حزب الله الأخيرة"، تناول فيه كلمة أمين عام ما يسمّى بـ(حزب الله) في "يوم الجريح المقاوم"، وأوضح أن نصر الله ألغى تماما شعار مقاومة العدو الإسرائيلي لصالح محاربة التكفيريين، كما أنه سطّح معنى الصراع في بعده العربي – الإيراني وبعده ضد الاستبداد في سوريا لصالح حرب وجودية تستهدف الشيعة كلهم ووحدهم لا ما يسمّى بـ(حزب الله) فقط، وفي سبيل ذلك، يضيف الكاتب، أعلن السيد عن احتمالية إعلان التعبئة العامة والقتال في كل مكان، مع الاستعداد للتضحية بنصف شيعته ليعيش النصف الآخر بكرامة، خصوصا بعد تحالف السعودية وقطر وتركيا ضده، ولفت الكاتب إلى أن حسن نصرالله يعيش ورطات متوالية منذ استشهاد الرئيس رفيق الحريري والخروج البعثي المذل من لبنان، مبينا أن البندقية التي تشدقت بشرف مقاومة إسرائيل انكشفت تبعيتها الخارجية حين توجهت رصاصاتها إلى صدور اللبنانيين باغتيال شهداء ثورة الأرز ثم أحداث أيار 2008، وبعدها تمادت البندقية غيا وطغيانا حين اصطفت ضد عمقها العربي سوريا وعراقيا ويمنيا وخليجيا واصطفت ضد هويتها الإسلامية بمحاربة السنة، وخلص الكاتب إلى أن نصر الله يراهن الآن بكل ما يملك في الانتحار لا في النجاة، وخطاباته وسياساته منذ انطلاق العملية العربية (عاصفة الحزم) بقيادة السعودية، بمثابة أوراق نعي لحزبه وللمشروع الإيراني، فمن يتجاوز حجمه المحدود يقفز – قطعا – إلى الموت المحتوم.
• كتبت صحيفة الشرق السعودية تحت عنوان "الأسد وأحاديث جانبية عن التقسيم"، أنه كان يمكن النظر إلى سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي على مدنية تدمر التاريخية في سوريا بعد انسحاب قوات بشار الأسد منها، باعتبارها تقدماً عسكرياً للتنظيم وهزيمةً جديدةً للنظام كغيرها من الهزائم التي يتعرّض لها في أكثر من منطقة، ولكن، تضيف الصحيفة، أن جملة من التصريحات التي أطلقتها شخصيات محسوبة على الأسد وحلفائه حول تقسيم سوريا تؤشر إلى أن تقدم "داعش" في كل من العراق وسوريا لم يكن جزءاً من معارك كر وفر، بقدر ما يحمل مغزى سياسياً واستراتيجياً، ويتعلق الأمر بإعادة ترسيم الحدود، ونقلت الصحيفة عن شخصية مقربة من النظام قولها بأن "تقسيم سوريا بات خياراً لا مفر منه" وإن "الأسد يريد السيطرة على الشريط الساحلي ومدينتي حمص وحماة في وسط البلاد علاوةً على العاصمة دمشق"، في حين قال آخر مقرب من النظام أيضاً إن "على العالم أن يفكر إذا كان إنشاء دولة أو دولتين إرهابيتين يصب في مصلحته أم لا"، ورأت الصحيفة أن الأسد بانسحاب قواته من مدينة تدمر يريد بذلك أن يضع المجتمع الدولي أمام حقائق جديدة، فإما إعادة الاعتبار له ودعمه ليكون حاكماً مطلقاً، وهذا بالطبع لم يعد مقبولاً وبات تحقيقه مستحيلاً، أو أنه سيدفع باتجاه التقسيم الذي بات الخيار الأكثر واقعية بالنسبة له.