جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 25-08-2015
• قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إنه لا تزال هناك فرصة تلوح في الأفق للتوصل إلى حل سياسي لإنهاء الحرب في سوريا رغم وجود صعوبات، محملة روسيا وإيران الدور الأكبر في ذلك الحل، وأوضحت الصحيفة أن التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران الشهر الماضي، أوجد مجالا لانطلاقة جديدة نحو التوصل إلى حل سياسي للحرب في سوريا، والتي أودت بحياة 250 ألف شخص وأجبرت نحو 11 مليون شخص على النزوح من ديارهم، لافتة إلى أنه منذ ذلك الحين، أنعشت حزمة من اجتماعات دبلوماسية رفيعة المستوى، الآمال في أن تتمخض هذه الجهود عن إحراز تقدم في نهاية المطاف، وقالت إنه لم يتضح بعد ما إذا كانت الولايات المتحدة وروسيا وإيران وسوريا واللاعبون الرئيسيون الآخرون، لديهم شعور ملح وإرادة سياسية لوضع سوريا على طريق أكثر استقرارا، لافتة بقولها "من الواضح ، على الرغم من ذلك، أنه بدون التوصل إلى تسوية سياسية في سوريا، سيكون من الصعب القيام بحملة فعّالة وموحدة للتصدي لتنظيم "داعش" الذي يعقد العزم على إقامة دولة خلافة في سوريا والعراق، وأوضحت نيويورك تايمز أن النشاط الدبلوماسي الذي حدث مؤخرا حول سوريا، مثير للاهتمام، إذ أن روسيا، أقوى داعم لبشار الأسد، أقامت علاقات جديدة مع السعودية، التي تعد خصما مريرا للأسد، كما توسطت موسكو في عقد اجتماع بين مسؤولين في المخابرات السورية والسعودية، لافتة إلى أنه في وقت سابق من هذا الشهر، اجتمع وزيرا الخارجية الروسي والسعودي في موسكو بينما كان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، حليف دمشق الرئيسي الآخر، متواجدا في دمشق لرؤية الأسد، وقبل أسبوع من ذلك، عقد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مع نظيريه الروسي والسعودي، اجتماعا ثلاثيا هو الأول من نوعه حول سوريا.
• أشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى أن عناصر من تنظيم الدولة دمروا البارحة معبد "بعل شمين" الشهير في مدينة تدمر الأثرية وسط سوريا والمدرجة على لائحة التراث العالمي، والذي يعتبر من الكنوز الأثرية على المستوى العالمي، ونسبت الصحيفة إلى المرصد السوري لحقوق الإنسان -وهي مجموعة ناشطة في لندن- القول في بيان إن تنظيم الدولة فجر البارحة المعبد بزرع كميات كبيرة من المتفجرات أدت إلى تناثر أجزائه، وأضافت أن المعبد يقع على مقربة من المدرج الروماني في تدمر حيث سبق لتنظيم الدولة القيام بعملية إعدام جماعية بحق 25 سجينا نشرها بشريط فيديو الشهر الماضي، وأشارت إلى أن تدمير المعبد يعتبر جزءا من سلسلة من الفظائع التي يرتكبها التنظيم بحق تدمر منذ سيطرته عليها في مايو/أيار الماضي، ونوهت الصحيفة إلى أن أعضاء تنظيم الدولة يعتبرون الآثار التي تعود إلى ما قبل مجيء الإسلام رموزا وثنية يجب تدميرها، وذلك رغم أنهم سبق أن باعوا قطعا أثرية قديمة من أجل المساعدة في دعم تمويل التنظيم.
• دافع الكاتب الأمريكي آرون ديفيد ميلر في مقال نشرته مجلة فورين بوليسي الأمريكية عن سياسة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إزاء سوريا، مشيرا إلى أن سياسته كانت إجبارية ولا مناص عنها تماما كما الموت والضرائب، على حد تعبيره، ووصف الكاتب الأزمة السورية بأنها كارثة فجّة لم يتعاطى معها أحد، ورأى أن كافة تحذيرات النشطاء الليبراليين وصقور المحافظين الجدد من تبعات التقاعس عن اتخاذ إجراء إزاء سوريا قد تجسدت في مأساة شديدة الدموية، ونوه بأن إدارة أوباما تواجه اتهامات كثيرة لا تقف عند حد القيادة من الخلف، بل تتجاوز ذلك إلى التقاعس عن التحرك، مشيرا إلى معللات هذا التقاعس من جانب تلك الإدارة بالحديث أول الأمر عن خط أحمر غير مرئي، ثم عن تدريب فاشل للمعارضة السورية، ثم عن التعاطي مع تنظيم "داعش" أولاً قبل الالتفات لنظام الأسد، وبحسب الكاتب، فإن نتيجة هذا التقاعس، باتت سوريا بمثابة كارثة أخلاقية وإنسانية واستراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة، واستدرك ميلر قائلا إن مسار الأمور يمكن دائما أن يتغير، لكن من دون هجوم كارثي على مصالح أمريكا بيد تنظيم "داعش" أو نظام الأسد، فإنه من الصعب أن نرى تغيرا لسياسة أوباما في هذا المضمار، واعتبر أنه إذا ما كان ثمّ منتقدون يرغبون في تبني سياسة جريئة لإنقاذ سوريا، فللأسف: هؤلاء يحتاجون إلى نوع مختلف من الرؤساء، وإلى شعب وكونجرس أكثر استعدادا للمخاطرة، وإلى تاريخ أفضل في العراق وأفغانستان.
• في مقابلة حصرية مع صحيفة الديلي تلغراف البريطانية، اتهم قائد قوات المعارضة السورية "المعتدلة" المدربة من قبل البنتاغون، الولايات المتحدة، بالفشل في حمايتهم مما أجبرهم على التوسل إلى تنظيم القاعدة طلبا للرحمة، وقال النقيب عمار الواوي قائد "الفرقة 30" إن أميركا كانت مسؤولة عن وفاة خمسة من مقاتليه بعد فشلها في توفير الغطاء الجوي أثناء المعارك كما وعدت، وأضاف الواوي أنهم أبلغوا الولايات المتحدة سلفا بأن مقر فرقته كان على وشك مهاجمته من قبل جبهة النصرة بمدينة إعزاز السورية بالقرب من الحدود التركية الشهر الماضي، وهو ما يمثل إهانة كبيرة لإستراتيجية الرئيس باراك أوباما في سوريا، ولكن عندما وقع الهجوم فجرا لم يكن هناك أي أثر لطائرات التحالف مما أجبر "الفرقة 30" على صد مسلحي جبهة النصرة وحدهم، ونسبت الصحيفة إلى الواوي القول إن الأمر كان إهمالا من البنتاغون وكان ينبغي عليهم أن يساعدونا، وأشارت إلى أن العديد من المجندين لم يتمكنوا من اجتياز عملية التدقيق الصارمة التي استبعدت الذين كان لهم اتصالات مع "الإسلاميين"، ورفض البعض الآخر الاتفاق على قواعد الاشتباك -التي وضعها البرنامج التدريبي الأميركي- بأنهم يجب أن يقاتلوا التنظيم فقط وليس نظام الرئيس بشار الأسد أو جماعات المعارضة الأخرى، ولفت الواوي إلى أن أهداف "الفرقة 30" شيء وأهداف التحالف الدولي في قتال "الإرهابيين" شيء آخر، وأضاف أن "الفرقة 30" موجودة لقتال تنظيم الدولة، ولكن ليس معنى هذا أننا يجب أن نتحمل مسؤولية قصف التحالف لأي مجموعة أخرى.
• نشرت صحيفة التيليغراف البريطانية مقالاً لمراسلتها لويزا لوفلاك بعنوان "الدولة الإسلامية يستخدم غاز الخردل في معركة حلب"، وتقول لوفلاك إن مقاتلي التنظيم المتشدد متهمون لاستخدام غاز الخردل في القتال في ثاني أكبر مدينة سورية، حلب، ويقول الأطباء في المعرة على مسافة 25 كيلومتراً من حلب، انهم عالجوا اكثر من ثلاثين مصاباً بتقرحات ناجمة عن قصف تنظيم الدولة الاسلامية لهم بغاز الخردل، وتلفت الكاتبة الى ان الجهاديين استخدموا اسلحة كيماوية في هجومهم على القوات الكردية في العراق في الأسابيع الأخيرة، مما يزيد المخاوف من أن يكونوا وصلوا إلى الأسلحة الكيماوية التي يتهم الرئيس العراقي السابق صدام حسين بإخفائها، وكذلك الرئيس السوري بشار السد، ويأتي الاعتداء بغاز الخردل بعد أسبوعين على شكوى القوات الكردية في العراق من أعراض مماثلة لتلك الناجمة عن غاز الخردل، ويتحدث المقال عن صور التقطت في المعرة، ونقل عن المدون البريطاني إليوت هيغينز المتخصص في تحديد الأسلحة قوله: تظهر كمية من القذائف المدفعية في موقع الهجوم، ويظهر عدم تضررها أنها لم تحتوي على كمية كبيرة من الألغام بل على مواد تبدو كيماوية.
• نشرت صحيفة التايمز البريطانية قصة شاب سوري سبح من تركيا إلى اليونان، بهدف الوصول إلى أوروبا، وتحت عنوان “سوري سبح لست ساعات من تركيا في رحلة بطولية إلى الحرية، قالت الصحيفة إن هشام معضماني (24 عاماً)، المتواجد حالياً في ألمانيا، أخذ معه في رحلته جواز سفر وقلم ليزر وهاتف محمول، وقف معضماني على الضفة التركية وحدق بالجزيرة اليونانية القريبة، ثم بدأ بالسباحة إليها، رغم أنه لم يجرب سباحة البحر سوى في مرتين سابقتين، ورغم ذلك، فإن سباحة 5 كيلومترات، كانت الطريقة الوحيدة بالنسبة له للوصول إلى أوروبا، حيث أنه لم يملك مالاً يدفعه للمهربين، ويروي الشاب القاطن في هامبورغ تفاصيل رحلته قائلاً: قطعت 11 بلداً حتى وصلت إلى ألمانيا، في البداية كانت هناك جزيرة في الوسط على بعد نحو 3 كيلو مترات، قلت لنفسي سأحاول بلوغها ثم أطلب المساعدة، وعندما بلغتها كانت المنحدرات حادة ويستحيل تسلقها، فأكملت السباحة حتى رأيت قارباً، فأشرت إليه بقلم الليرز، حيث قام بإنقاذي، ويعتقد معضماني أنه الوحيد الذي عبر المياه التركية سباحة إلى الجزر اليونانية.
•تحت عنوان "تعويم النظام السوري" كتبت مرح البقاعي مقالها في صحيفة الحياة اللندنية، الكاتبة اعتبرت أن المبادرة الإيرانية لحل الأزمة السورية بمثابة بالون اختبار تطلقه القيادة الإيرانية لقياس مدى تجاوب المعارضة السياسية السورية، القابعة في إسطنبول والممثلة بالائتلاف السوري، مع إمكانية إيجاد صيغة بديلة لـ"جنيف-1" تضمن انتقال السلطة بواسطة حكومة مختلطة، ومن غير أن تأتي تلك المبادرة على ذكر مصير الأسد وكل من شارك في قتل أبناء الشعب السوري على مدى السنوات الأربع الأخيرة، هذا ناهيك عن جرائم الأسد الأب على مدى ثلاثة عقود، ورأت الكاتبة أن التوافقات التي خلص إليها لقاء الوزير الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف في العاصمة القطرية الدوحة، والتي ظهرت تباشيرها في تصويت روسيا في مجلس الأمن لمصلحة مشروع القرار 2235 والذي ينص على تشكيل لجنة استقصاء وتحقيق في هجمات غاز الكلور في سورية، ستفضي إلى تحويل مسار جنيف المفاوض باتجاه تفعيل طاولة الحوار في موسكو بين طرفي المعارضة والنظام بعدما وافق الائتلاف السوري على الدعوة التي وُجّهت إليه لزيارة موسكو إثر رفضه المتواصل للقيام بها، وشددت الكاتبة على أنه إذا كانت الولايات المتحدة وبعض الدول تريد تعويم "النظام السوري" في مقابل مكتسبات ضيقة وآنية لن تحل تعقيدات الأزمة السورية المترامية الأطراف أو تضبط فوضى انتشار السلاح على الأرض، فلن يكون مصير المبادرة الإيرانية (أو الأميركية بالتناغم والتخاطر السياسي) أفضل من مصير مؤتمري "جنيف-1 و2" مجتمعين، مبرزة أن محاولة تعويم النظام تالياً لن تكون سوى مسمار آخر يُدقّ في نعشه، ولكن بيد حلفائه هذه المرة.
• تطرقت صحيفة القدس العربي إلى ما نشرته مواقع الكترونية محسوبة على الجيش السوري الحر لصور صواريخ مصرية من إنتاج الهيئة العربية للتصنيع الحربي، قالت إن الجيش السوري النظامي استخدمها في قصف مناطق سورية وتحديدا في مدينة الزبداني، وأبرزت الصحيفة نقلا عن مراقبين أن هذه الخطوة تعد ترجمة عسكرية للتقارب السياسي المصري ـ السوري الأخير، والذي تحدث عنه وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال لقاء تلفزيوني معه ونشر على محطة فضائية مقربة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وكشف فيه عن وجود تعاون أمني مصري سوري يسير على قدم وساق، ولمح إلى احتمال وصول مبعوث مصري قريبا إلى العاصمة السورية، عندما رفض نفي سؤال حول هذه المسألة، ولفتت الصحيفة إلى تصريحات الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي والتي أعرب فيها عن استعداده للقاء المعلم في أي وقت، ولمح إلى إمكانية إعادة مقعد سوريا في الجامعة العربية إلى الدولة السورية، وهو ما يرى فيها متابعون للشأن المصري بأنها رسالة تودد من القاهرة إلى دمشق حيث أن العربي لا يصرح بمثل هذه التصريحات دون المرجعية المصرية، حسبما يرى المراقبون.
• نطالع في صحيفة العربي الجديد مقالا لريما فليحان بعنوان "في ذكرى الكيماوي"، الكاتبة شدد على ضرورة ادراك المجتمع الدولي أن الرعب القادم مع سكاكين "داعش" جاء نتيجة إهماله، بسياسته الخاطئة والمتباطئة، وقف إجرام الأسد وانتشار الفوضى مبكراً، ولفتت الكاتبة إلى أن خشية السوريين تكمن اليوم في أن يعتاد العالم موت السوريين بطرق متعددة، كما يخشون أن تصبح ثقافة العنف مستساغة عند الجيل الشاب الصاعد في كل مكان، وتابعت أنهكم يخشون أن يتعلم كل طغاة العالم، من التجربة السورية، أن قتل الشعوب أمر هيّن، ويمكن إنجازه من دون دفع أية ضريبة قانونية، أو عقاب، حيث بات شعور الضمير العالمي به خجولاً، وصار المشهد السوري روتينياً في نشرات الأخبار، يختلف ترتيبه حسب أولوية المحطات وأمزجة الساسة وبوصلة السياسة العالمية، وحسب جاذبية الخبر للإعلام والشعوب المتعطشة للتشويق، وأكدت الكاتبة أنه في ذكرة مجزرة الكيماوي يبحث السوريون في وجدان الشعوب عن كل تلك القيم والمبادئ الإنسانية، المرتبطة بالعدالة والحق والحريات، معتبرة أن من شاهد تلك الجريمة، وصمت عن المطالبة بتحقيق العدالة للضحايا هو شريك للقاتل المأفون.
• تهكمت صحيفة الوطن السعودية، من زيارة وفد مما يسمى "معارضة الداخل" في سورية إلى العاصمة الروسية موسكو لإجراء محادثات حول حل سياسي للأزمة السورية، فيما يكثف "النظام السوري" غارات طائراته الحربية على بعض المدن مثل دوما وداريا في ريف دمشق وغيرهما كما في حماة وإدلب، مخلفا بقصفه مئات الضحايا خلال الأيام الماضية، واعتبرت الصحيفة أن الزيارة تكشف "النظام السوري" أكثر أمام العالم، فما إرساله لذلك الوفد إلا عبث يسعى من خلاله إلى الظهور كأنه يريد السلام، وأما القصف فيعني عدم التنازل وقبول حل سياسي، وأوضحت أن هذا النظام الذي لم يعترف لغاية اليوم بالمهجّرين واللاجئين والمشردين السوريين ممن ملأوا دول العالم خاصة أوروبا هربا من إجرامه، لن يتنازل إلا مرغماً، وهذا ما على الروس أن يدركوه، لأن استضافتهم لمن يقال إنهم "معارضة الداخل" لا تختلف عن استضافتهم لرجالات النظام نفسه.