جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 25-01-2016
• قال تقرير نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية إن محادثات جنيف الوشيكة بشأن سلام سوريا لا يُتوقع لها أن تسفر عن نتائج مهمة، لكن الخاسرين والرابحين بدأوا يظهرون والصراع الذي لا نهاية له قد وصل إلى نقطة حاسمة، وذكر التقرير الذي كتبه باتريك كوكبيرن أنه من الخطر وصف مرحلة واحدة من حرب أهلية طويلة، بأنها حاسمة، ورغم ذلك وصف الكاتب هذه المرحلة من الحرب السورية بأنها حاسمة وأن الشهور المقبلة ستكون كذلك، وأوضح أن الحرب في سوريا والعراق بعيدة عن النهاية، لكن وبسبب أن الخاسرين والرابحين فيهما بدأوا في الظهور، فإن فرص حدوث حالات كثيرة لوقف محدود لإطلاق النار وشكل من أشكال السلام ستصبح، في نهاية الأمر، أكثر جدوى، وأشار إلى أن حكومة الأسد وقوى المعارضة ربما لا يستطيعان التوصل لاتفاق في جنيف، لكن القوى الخارجية التي تدعم كال منهما أصبحت راغبة بشكل متزايد في وضع نهاية لهذا الصراع، وقال أيضا إن الحروب تنتهي أحيانا بسبب الإنهاك الذي يصيب أطرافها بدلا من اتفاق هذه الأطراف، وربما يكون هذا أفضل ما يمكن توقعه لسوريا، ولخص كوكبيرن موقف الأسد من محادثات جنيف بأنه ربما لا يكون راغبا في التحدث في جنيف أو ما بعد جنيف، لكنه أصبح خاضعا أكثر من أي وقت مضى لحلفاء خارجيين لا يرغبون في البقاء بوحل الحرب السورية إلى ما لا نهاية.
• ذكرت صحيفة صاندي تايمز البريطانية أن جاك ليتس، هو أول جهادي بريطاني "أبيض" ينضم إلى تنظيم الدولة، مشيرة إلى أن جاك ليتس يعرف بإبراهيم أو أبو محمد، وسافر إلى سوريا عندما كان عمره 18 عاما، بعد اعتناقه الإسلام، ويشير التقرير إلى أن ليتس اعترف لعائلته بأنه مع تنظيم الدولة في أيلول/ سبتمبر 2014، وتزوج عراقية من مدينة الفلوجة، بعد وصوله إلى سوريا بفترة قصيرة، ويلفت التقرير إلى أن ليتس أخبر والديه أنه مسافر إلى الكويت لدراسة اللغة العربية، في الوقت الذي كانت وجهته إلى سوريا، ويفيد التقرير بأن ليتس يعيش الآن مع زوجته وابنه محمد في الفلوجة، بعدما كان يعيش في الرقة، ويعتقد أنه بدأ بالاهتمام بالشرق الأوسط مع بداية الربيع العربي عام 2011، وأخذ يدرس اللغة العربية في مسجد المدينة في أوكسفورد، مشيرا إلى أنه لا توجد أي أدلة عن تأثره بأفكار متشددة من المسجد، ويعتقد بعض زملائه أنه تم التأثير عليه من خلال لقاءات خاصة، وتورد الصحيفة أن الجهادي جاك التقى عمر حسين، المعروف باسم جهادي سوبر ماركت، والتقط معه صورا في قاعدة الطبقة قرب الرقة، وتختم "صاندي تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن هناك أكثر من 750 بريطانيا سافروا إلى سوريا والعراق؛ للقتال مع تنظيم الدولة، قتل منهم حتى الآن مئة.
• قال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق اللواء يعقوب عامي درور إن رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران سيعمل على إشعال الصراعات القائمة في المنطقة بين المحاور السياسية المتحاربة، خاصة السُنة والشيعة، واعتبر عامي درور في مقال كتبه بصحيفة إسرائيل اليوم أن هذا الصراع كفيل بإحراق الشرق الأوسط، مضافا إلى تطورات أخرى تشهدها المنطقة بجانب الأحداث الجارية في تركيا والسعودية، وأشار الكاتب إلى صعوبة التوصل إلى حل وشيك للحرب المستمرة في سوريا، لأنها لم تعد حربا داخلية بين السوريين أنفسهم، بل باتت بين دول ومحاور في المنطقة، وتحديدا بين إيران من جهة، وبين السعودية ودول الخليج العربي وبجانبها تركيا من جهة أخرى، معتبرا أنه في حال اتفق السوريون على عملية سياسية لا يبدو أنها قريبة، فلا يعني ذلك أننا أمام تقارب سعودي إيراني، ولذلك فإن الحرب السورية سوف تستمر، لأن الإيرانيين سيبحثون عما أسماه "البطن الرخوة" للسعودية، من خلال مواطنيها الشيعة في بعض دول الخليج.
• نطالع في صحيفة الحياة اللندنية مقال رأي كتبه جورج سمعان تحت عنوان "«لكم سورية ولنا إيران»... ماذا عن الأسد والمعارضة؟"، واعتبر الكاتب أن إعلان المعارضة السورية وفداً للمفاوضات تدرك سلفاً أنه لن يكون مقبولاً يعني أنها تبعث برسالة إلى روسيا، عنوانها أنها لم تستسلم بعد، ولن ترضخ للضغوط والمساومات بين موسكو وواشنطن، ولن تنتظر أن يسمي المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا ممثليها إلى "جنيف 3"، وأوضح الكاتب أن الائتلاف الوطني وشركاؤه في مؤتمر الرياض يستندون في المساومة والمواجهة مع موسكو إلى "الأصدقاء"، مبينا أن خيارات الائتلاف ضيقة جداً: فإما التسوية السياسية التي يرسمها الرئيس فلاديمير بوتين بتفاهم ضمني مع نظيره الأميركي باراك أوباما، وإما الحل العسكري على الطريقة الروسية التي تتحرك على أساس لائحة واحدة للحركات الإرهابية، وبعد أن أشار إلى أن المعارضة لم تعد تملك باعاً سياسية طويلة يمكنها فرض أجندتها أو قراءتها لمسار الحل أو المرحلة الانتقالية وشكل الهيئة التي ستدير هذه المرحلة، لفت الكاتب إلى أنه على الصعيد الميداني، لم يعد هناك مجال للرهان على خروج الروس من سورية بعدما منحهم النظام قواعد ثابتة ودائمة في البلاد، وبالتالي بات الحديث عن خيار الحسم العسكري مستحيلاً، ورأى أن أحد أكبر العوامل في مأساة المعارضة السورية هي أن التحولات الجذرية في المشهد الاستراتيجي الإقليمي هي جزء من تحولات كبرى على مستوى العلاقات الدولية والنظام الدولي قيد التشكيل، مبرزا أنه ما دام أن الأزمة السورية تحولت باكراً عنصراً أساسياً في الصراع بين القوى الإقليمية والدولية، فإن مآل تسويتها سيبقى بأيدي الكبار وتفاهماتهم وتبادل مصالحهم هنا وهناك.
• في صحيفة الشرق الأوسط نقرأ مقالا لإياد أبو شقرا تحت عنوان "المؤامرة على سوريا.. من 1920 إلى 2016"، اعتبر فيه أن الأزمة السورية اليوم تبدو تكراًرا مؤلًما لفصول قضية فلسطين، ذلك أن معظم ثوابت القوى الكبرى إزاء منطقة الشرق الأدنى بعد الحرب العالمية الأولى مازالت قائمة، مبرزا أننا ما زلنا نعيش الاعتبارات الدينية والثقافية والمصلحية ذاتها التي أّسست قبل نحو 100 سنة لصفقة اقتسام تركة الدولة العثمانية تحت اسم «سايكس بيكو»، ومعها ارتباطات السير مارك سايكس الوثيقة برعاة قيام إسرائيل بموجب «إعلان بلفور»، ورأى الكاتب أن ضغط واشنطن بالأمس على المعارضة السورية، المحاصرة بين الاحتلال الإيراني والقصف الجوي الروسي والإرهاب الداعشي أصلاً، يوحي بصحة تقرير الصحافي الأميركي سايمور هيرش عن ضلوع هيئة الأركان المشتركة الأميركية ومعها استخبارات وزارة الدفاع بالتنسيق مع الروس والإسرائيليين والألمان لإنقاذ نظام الأسد، وأشار إلى أن الموقف الأميركي اليوم يتبنى موقف موسكو تماًما إزاء النظام والمعارضة في سوريا، وأصوات مسؤولي الاستخبارات الإسرائيلي خلال السنة الماضية تصب في الاتجاه نفسه، منوها إلى أن التنسيق الأميركي النشط مع الجماعات الكردية الانفصالية في شمال سوريا على طول الحدود مع تركيا ينّم عن أن واشنطن تؤيد قيام دولة كردية كبرى في المنطقة.
• في صحيفة الغد الأردنية رأى منار الرشواني أنه سواء أضيفت إلى وفد المعارضة السورية الذي سيفاوض نظام الأسد في جنيف، الأسماء التي تطالب موسكو بوجودها، أم لم تُضف؛ فإن هذه المفاوضات ستظل مفاوضات ثلاثية، ولو من دون حضور فعلي مباشر للوفد الثالث المصنف "معارضة" أيضاً، وأوضح الكاتب في مقاله الذي جاء تحت عنوان "مفاوضات سورية ثلاثية.. للتقسيم"، أنه إذا كانت روسيا هي من هدد باللجوء إلى هذه الآلية، وتم اعتبار ذلك وسيلة للضغط على المعارضة، وصولاً إلى تعطيلها من الداخل خلال المفاوضات المرتقبة، إلا أن الوفد الثالث، الكردي في جوهره، هو في الحقيقة مطلب أميركي بالدرجة نفسها، بل ويجري العمل معه فعلاً بشأن الترتيبات النهائية على الأرض، مبرزا أنه وبالالتقاء الروسي الأميركي على ذلك، تصير جلية وجهة "الحل" الذي يجري تطبيقه، وهو التقسيم، الذي ربما يحتاج فقط إلى مفاوضات تمنحه الشرعية السورية، بعد الشرعية الأميركية-الروسية القائمة، واعتبر الكاتب أن الهدف الروسي-الأميركي هو تمكين الأكراد من حكم مستقل، سيقال إنه يأتي في إطار "سورية فيدرالية"، لكنه وفق المعطيات الحالية سيكون أكثر من ذلك بكثير، لاسيما مع تصريحات الشخصية الكردية الأقوى في المنطقة، مسعود برزاني، لصحيفة "الغارديان" البريطانية يوم الجمعة الماضي، بأن (المجتمع الدولي بدأ يوافق على أن العراق وسورية على وجه التحديد لن يكونا موحدين أبدا وأن التعايش الإجباري في المنطقة قد أثبت فشله).