جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 24-05-2015
• جاءت افتتاحية صحيفة الفاينانشال تايمز البريطانية تحت عنوان "مخاطر المكاسب التي حققها تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا"، وقالت الصحيفة إن سقوط مدينة الرمادي العراقية ومدينة تدمر الأثرية السورية بيد تنظيم "الدولة الاسلامية" جاء بعد مرور أسابيع قليلة على طرد عناصر التنظيم من مدينة تكريت، وسط العراق، ورأى الرئيس الامريكي باراك أوباما أن سقوط الرمادي يعد "نكسة تكتيكية"، إلا أن الصحيفة رأت بأن الأمر "أشبه بالكارثة"، وأوضحت الصحيفة أن الرمادي هي عاصمة محافظة الأنبار التي تمتد على طول الحدود الغربية مع الأردن وسوريا، مشيرة إلى أنه يمكن لعناصر التنظيم الوصول إلى بغداد عبر الأنبار، وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة أنفقت أكثر من 40 مليار دولار امريكي على تدريب الجيش العراقي بعدما فككت الجيش الذي أسسه الرئيس العراقي السابق صدام حسين، ورأت أنه بعد سقوط الرمادي وسيطرة تنظيم "الدولة الاسلامية" على الكثير من الأراضي في سوريا، فإنه سيكون من الصعب، إقناع القبائل السنية بأن الأمر أكثر من مجرد كلام، إذ أن المئات منهم تعرض للقتل بسبب دفاعهم عن التنظيم.
• نقلت صحيفة الإندبندنت البريطانية عن مجلة "دابق" الناطقة بالإنجليزية والتابعة لتنظيم الدولة أنه يتوسع بسرعة كبيرة، وأن بإمكانه شراء أول سلاح نووي في غضون عام، وأضافت إندبندنت أن تنظيم الدولة أصبح أقوى جماعة مسلحة في فترة وجيزة، وأن جماعات إسلامية أخرى متشددة بمناطق متعددة أعلنت الولاء له من أجل إنشاء حركة عالمية واحدة بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا، وأشارت إلى أن هذا التوافق بين الجماعات الإسلامية جاء في الوقت الذي استولى فيه مسلحو تنظيم الدولة على دبابات وقاذفات صواريخ وأنظمة صواريخ وأنظمة مضادة للطائرات من الولايات المتحدة وإيران، وأضافت الصحيفة أن تنظيم الدولة يملك المليارات من الدولارات، وأنه يدرس إمكانية شراء قنبلة نووية من باكستان، وذلك عن طريق تجار السلاح في المنطقة، وأشارت إلى أنه لدى وكالات الاستخبارات الغربية مخاوف إزاء إمكانية حصول تنظيم الدولة على السلاح النووي، وخاصة بعد تقدمه في كل من العراق وسوريا وسيطرته على مناطق تضم حقولا للنفط والغاز، وأضافت أن تنظيم الدولة قد لا يتمكن من الحصول على قنبلة نووية، ولكنه يمكنه الحصول على بضعة آلاف الأطنان من مادة نترات الأمونيوم المتفجرة، حيث يعتبر من السهل جدا على التنظيم عمل ذلك.
• نطالع في صحيفة الشرق الأوسط مقالا لعبد الرحمن الراشد بعنوان "واشنطن: «داعش» تنظيم لم نرَ مثله!"، أشار فيه إلى أن كل المؤشرات تدلنا على أن "داعش" تنظيم يخدم، بطريقة غير مباشرة، النظامين السوري والإيراني، موضحا أنه لولا "داعش" لما انقلبت دول العالم ضد الثورة السورية، ولا أصبح نظام الأسد خيارًا مطلوبًا لمواجهة الجماعات الإرهابية، كما أنه لولا "داعش" اليوم في العراق لما رأينا تزايد نفوذ إيران عسكريًا فيه، وبعد أن لفت إلى أن "داعش" ينفذ هجمات في السعودية في نفس الوقت مع قتال ميليشيات الحوثي للسعوديين، شدد الكاتب على أنه لا يفترض أن يضللنا طوفان الرسائل الطائفية التحريضية في وسائل التواصل الاجتماعي السنية والشيعية، مبينا أن كثيرا منها يرد من جماعات إيرانية وأخرى محسوبة عليها في المنطقة، تريد خلق فتنة في السعودية وبقية دول الخليج، ونوه الكاتب إلى أن "داعش" يقاتل في العراق وسوريا لكن أدبياته وتهديدات قادته على "يوتيوب" موجهة ضد دول مثل الكويت والسعودية، مبرزا أن هذا صراع سياسي إقليمي يستخدم سلاح الفتنة الطائفية، فعندما تنفذ جماعة إرهابية تفجيرًا في مسجد شيعي في السعودية، علينا أن نفهمه في إطار الصراع الإقليمي، لا التنازع التاريخي بين الطائفتين، كما أكد الكاتب على صلة "داعش" بإيران بأن طلائع جيش "داعش" تقترب من حدود السعودية والأردن، ولم نرى لها نشاطًا من قبل ضد إيران، على الإطلاق، مشيرا إلى أن آلاف المقاتلين الأجانب تجمعوا في سوريا، وهاجموا المناطق السنية الجنوبية، ثم عبروا الحدود إلى محافظات سنية عراقية، واستولوا على الموصل، والفلوجة والآن الرمادي، وهم يقومون بقتل وتشريد آلاف السكان هناك وحرق منازلهم، فهم يزحفون وفق خط بري مستقيم منذ عام ونصف العام، جنوبًا وليس شرقًا.
• في صحيفة الحياة اللندنية نقرأ مقالا لإلياس حرفوش تحت عنوان "كيف السبيل لوقف تمدد «داعش»؟"، أشار فيه إلى أن تنظيم "داعش" قد أصبح على بعد مئة كيلومتر من العاصمة العراقية بغداد ويسيطر على قلب البادية السورية وعلى إحدى درر حضارتها العريقة، مدينة تدمر، مضيفا أن هذا التنظيم لا يخفي نواياه في التقدم، إذا استطاع، نحو حمص وصولاً بعدها إلى العاصمة دمشق، ونوه الكاتب إلى أن عاصمتان في قلب العالم العربي مهددتان اليوم من خطر اجتياحهما من جحافل تنظيم إرهابي لا ينتمي إلى هذا العصر ولا إلى أي عصر، ورأى أنه سيكون من المستحيل نجاح الحملة على هذا التنظيم من دون كسب ثقة أبناء المناطق التي يسيطر عليها وإشراكهم بصورة أساسية في هذه الحملة، وخصوصاً أبناء العشائر العراقية في الأنبار، أما في سورية، فيرى الكاتب أنه لا بد من استمرار الرهان على ما بقي من عناصر معتدلة في المعارضة، بعدما دفعت جرائم نظام الأسد أكثرهم إلى حضن المتطرفين والتكفيريين، على قاعدة "لا يفل الحديد إلا الحديد"، مؤكدا أن استمرار النظام في جرائمه سوف يدفع معظم المناطق السورية إلى حضن "داعش"، كما لفت الكاتب إلى أن الاتكال على الدعم الأميركي في هذه المواجهة، قد أثبت فشله مرة بعد أخرى، في ظل إدارة أوباما التي تنظر إلى مشاكل المنطقة، ومن بينها الصراع مع "داعش"، على أنها مسؤولية أبناء المنطقة أنفسهم، وأن عليهم بالتالي أن يقلعوا شوكهم بأيديهم، مبرزا أن اهتمامات أوباما بالنسبة إلى منطقتنا هي في اتجاه آخر، تحتل إيران الأولوية فيه، ولا يشغله كثيراً التهديد الذي يشكله تنظيم "داعش" على حضارتنا ومستقبلنا.
• صحيفة الغد الأردنية نشرت مقالا لأيمن الصفدي تحت عنوان "الأسد سبب الإرهاب لا بديله"، تطرق فيه إلى الكارثة السورية التي استحوذت على حيّزٍ واسعٍ من نقاشات المنتدى الاقتصادي العالمي الذي اختتم أعماله في منطقة البحر الميت أمس، ونوه الكاتب إلى أن الاستنتاج الحقيقي من هذه النقاشات أن القضية السورية باتت، أو تكاد، مادة لطمٍ وتنظيرٍ تُذرف عليها دموع التماسيح، لا أزمةً ضاغطةً يُعدّ لها الحل الشافي، مبرزا أن سورية صارت ساحةً لصراعات إقليمية ودولية، والأطراف المؤثرة في الأزمة تسعى لخدمة مصالحها وأطماعها، وتعظيم أوراقها التفاوضية على حساب سورية أرضاً وشعباً، وأوضح الكاتب ان النظام لا يراهن إلاّ على البطش والقتل، والمعارضة السورية مشتتةٌ تتحكّم في معظمها عواصم إقليميةٌ تملك حنفية المال والسلاح، وروسيا على موقفها الداعم للأسد ونظامه، فيما إيران ترى في بقاء النظام الضامن الوحيد للإبقاء على خطوط الإمداد لـ"حزب الله" الذي يمثل استثمارها الأكبر في المنطقة، وتركيا محاصرة في أطماع أردوغان التي تستهدف الهيمنة ولو كلّف ذلك ضياع سورية، والعالم العربي مفرّق وعاجز، وأكد كاتب المقال أن الأسد ليس بديل الإرهاب، مشددا على أن وجود الأسد وما يمثّل من قمعٍ هو سبب ولادة الإرهاب، وبقاء "النظام السوري" هو رمق الحياة الذي يتيح للإرهاب النمو والتوسع، وخلص الكاتب إلى انه لا يجوز أن يُقال للشعب السوري إنّ خياراته محصورةٌ في البعث والإرهاب، مبينا أن الحلّ يتمثل في مبادرةٍ إقليميةٍ دوليةٍ تُخلّص السوريين والمنطقة من الشرّين، عبر تسويةٍ سياسيةٍ تحفظ الحد الأدنى من المصالح المشروعة لجميع الأطراف.
• تحت عنوان "انهيار معبد النظام السوري" اعتبر داود البصري في صحيفة الشرق القطرية أن نظام الأسد لم يكن قريبا من الانهيار التام منذ انطلاقة الثورة السورية قبل أربعة أعوام أكثر من الآن، فهزائمه الثقيلة قد توالدت وتوالت فصول دموية مرعبة، وفقدانه لإدلب وللشمال السوري واقتراب المعارضة من معاقل النظام الساحلية ومحاصرته في قلب العاصمة دمشق قد رسمت خطوطا جديدة وواضحة لمتغيرات داخلية وإقليمية كبرى ستغير بالكامل من وجه المنطقة، مبرزا أن سقوط مدينة تدمر وهروب "الجيش السوري" منها بشكل فضائحي وعلني مسمارا يدق في نعش النظام ويقرب من ساعة الخلاص النهائية، ويرى الكاتب أن كل الشواهد الميدانية والأدلة الراسخة توفر معطيات حقيقية عن انهيار تام للمعبد السلطوي السوري ووصول النظام بكل أدواته القمعية والإرهابية لساعة الحقيقة العارية والمرعبة، مضيفا أن نظام الأسد في حالة انهيار وتحلل وتلاش واضحة المعالم، ولم يعد يمتلك من أدوات السلطة سوى عمليات القتل الشامل والمجاني وتوريط حلفائه وحلقته الطائفية الضيقة في سلسلة جرائم مروعة ضد السوريين.