جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 23-10-2014
• نطالع في صحيفة التايمز البريطانية تقريرا عن سعي حكومة الأسد، لحشد الذكور دون سن الخامسة والثلاثين لأداء الخدمة العسكرية، وأصبح المتهربون من التجنيد والرجال دون الخامسة والثلاثين أحدث أهداف أجهزة الاستخبارات، فيما تشن الحكومة حملة لدعم الجيش، بحسب الصحيفة، وخلال الأيام القليلة الماضية، ألقت السلطات القبض على آلاف ممن انشقوا عن الجيش في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، كما نُصبت نقاط تفتيش لاحتجاز أي رجل من مواليد الفترة بين 1980 و1990 وإدراجهم في الخدمة العسكرية، بحسب التايمز، وتنقل الصحيفة عن نشطاء قولهم إن السلطات احتجزت في يوم الاثنين وحده ما لا يقل عن 1500 رجل في سلسلة من المداهمات بحي باب الملعب في مدينة حماة، ويلزم الدستور السوري الذكور ممن تجاوزا 18 عاما بأداء خدمة عسكرية لمدة 20 شهرا، لكن منذ عام 2012، رفضت الحكومة تسريح من انتهت خدمتهم، وغادر عشرات الآلاف البلد لتجنب أداء الخدمة العسكرية، بينما استغل آخرون ثغرة في القانون تسمح للطلاب بتأجيل أداء الخدمة، لكن يبدو أن الحكومة تسد هذه الثغرة، بحسب التايمز، ونقلت الصحيفة عن مواطن سوري يدعى أبو كفاح، غادر دمشق مؤخرا، قوله إن وثائق الطلاب ينبغي أن تُجدد كل شهرين، والآن لا يمكنك تأجيل خدمتك العسكرية أكثر من ستة أشهر.
• في صحيفة الديلي تليغراف البريطانية، نطالع تقريرا عن مناشدة قيادي في جماعة "جبهة النصرة" المرتبطة بالقاعدة لتنظيم "الدولة الإسلامية" بالامتناع عن إعدام رهينة أمريكي، وكان التنظيم هدد بإعدام الرهينة عبد الرحمن كاسيغ، وهو عامل أمريكي بمجال الإغاثة اعتنق الإسلام وكان معروفا في السابق باسم بيتر، ولقي التهديد معارضة من جانب إسلاميين آخرين، بينهم أبو عمر العقيدي، القيادي البارز بـ"جبهة النصرة"، وقال العقيدي في بيان إن كاسيغ أجرى له عملية جراحية استخرج خلالها شظية من جسده، كما عالج آخرين من المقاتلين، وبحسب الصحيفة فقد احتُجز كاسيغ في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول أثناء توصيل إمدادات طبية في دير الزور بسوريا من خلال منظمة خيرية أنشأها في السابق، واعتنق كاسيغ الإسلام في مرحلة مبكرة من احتجازه، وبحسب رهائن آخرين كانوا معه وأُطلق سراحهم لاحقا، فقد كرّس كاسيغ وقته لممارسة الشعائر الدينية.
• قالت صحيفة "ذي أستراليان" الأسترالية إن الأكراد في المنطقة يتوحدون لأجل إعلان دولتهم، حيث إن القيادة الكردية السورية تعيد رسم خريطة الشرق الأوسط، بعد الإعلان الوشيك في الليلة الماضية والخاص بالحكم الذاتي داخل سوريا، كما أن الأكراد المنقسمون بعمق في دهوك العراق يقتربون دخول سوريا من خلال الأراضي التركية على أمل توحيد كيان سياسي جديد في ثلاثة أقاليم سورية، وتضيف الصحيفة أن الفصائل التي تسيطر على المناطق الكردية في سوريا وهي كوباني وعفرين تواصل لليوم التاسع محادثاتها التي تهدف لإنشاء منطقة كردية تتمتع بالحكم شبه الذاتي، وستكون تحت اسم "روجافا"، وتشير الصحيفة الأسترالية إلى أن تلك الخطوة ترفضها الحكومة التركية، بالإضافة إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان العراق، وتربطه علاقات وثيقة مع أنقرة.
• تحت عنوان "الحرب وسط دعوات إلى التحدّث مع الأسد و «داعش»" كتب عبد الوهاب بدرخان مقاله في صحيفة الحياة اللندنية، أشار فيه إلى اتجاه غربي لا يمانع العمل مع الأسد ونظامه لأن في ذلك مصلحة، ومن الواضح أنهم يميلون بسهولة وسرعة إلى نسيان جرائم هذا النظام، فقط لأنهم تقبّلوا أن يذبح "شبّيحته" آلاف السوريين فيما لم يظهر أيٌ منهم في شريط مصوّر كذاك "الداعشي" الذي ينحر صحافياً أميركياً أو عامل إغاثةٍ بريطانياً، وأوضح بدرخان أن هذا التوجّه يندرج في السياق العام الذي أظهر خلال أربعة أعوام، تكيّف المجتمع الدولي مع عجزه عن حماية الشعب السوري وعن محاسبة النظام وقتلته، كذلك مع فكرة لا تنفك تشيع وهي أن "الديكتاتورية أفضل من داعش" وكأن مصير سورية وشعبها بات ينحصر بين هذين الخيارين المقزّزين، وبين بدرخان أن "داعش" الذي رسم جغرافيا أولية لـ "دولة الخلافة"، باستيلائه على المحافظات السنّية في العراق وإلغاء الحدود لربطها بمحافظتين سوريتين، أي بعبثه بخريطة "سايكس – بيكو"، ربما أسدى خدمةً لأطراف دولية أو إقليمية تتطلّع إلى تغيير خريطة الشرق الأوسط، موضحا أن "داعش" وفّر الذريعة لهذه الأطراف، وفي طليعتها إسرائيل و"النظام السوري"، فضلاً عن إيران، ونوه بدرخان إلى أنه لولا الملف الكردي الشائك وتداعياته المحتملة على خريطة تركيا نفسها لما أبدت هذه أي حذر أو تخوّف من أي تغيير، أما الذريعة، فهي أن ظاهرة "داعش" رسّخت ما بدأته ممارسات "النظام السوري" من جعل التعايشات الوطنية مستحيلة، وخلص بدرخان إلى أنه في غياب بدائل واضحة حالياً، رغم محاولة المبعوث الأممي ستيفن دي ميستورا طرح "حل سياسي" في سورية، فإن الدعوات إلى التحدّث مع الأسد أو مع "داعش" توحي بأن أي تسوية لاحقاً ستأخذ هذين الاثنين في الاعتبار.
• قالت صحيفة الرياض السعودية إن "داعش" قد تكون الكاسب الأكبر بدعم من تركيا، فيما لو وصلت إلى احتلال مواقع داخل حزام النظام، مشددة على أن ذلك يظل رهان الخاسر، لأن هذا التنظيم لا يحمل مشروع دولة، بل تجمعاً تعاهد على دموية السلوك تجاه الجميع، ورأت الصحيفة أن أي تطور سلبي من داخله، سوف يفتح الأبواب لانشقاقات جديدة تماماً كما انشق من القاعدة، وخرج عنها حزب النصرة، وهي القاعدة الثابتة في تحالفات أحزاب وقوى ضد عدو محدد، وبمجرد زوال الأسباب تبدأ الخلافات ثم حالات الانفصال، لافتة إلى أن التوقعات ترشح أن اللاعبين في الداخل السوري هم صنيعة ظرف قد يُحدث المفاجآت لما هو فوق تطلعات وأهداف الساعين لإحداث تغييرات جوهرية لصالحهم، وعلى هذا فإن سورية تبقى محور الاستقطاب لكل العناصر المتحاربة، لكن معها ستكون المفاجآت أقوى من التوقعات، وأشارت الصحيفة إلى أن إيران ليست غائبة عما يجري، لكنها لاتزال تكابر وتعلن عن الخطوط الحمر التي لا يمكن تجاوزها، موضحة أنه بوجود "داعش" والنصرة، وتوتير العلاقة ما بين النظام، وأكراد سورية الذين تعايشوا معه وأيدوه وانخرطوا في الدفاع عنه، وجد الأكراد أنفسهم في عين العرب بلا غطاء أمني، بل ويشعرون بعدم الوفاء من قبل الأسد في محنتهم، وهو ما سيضعف القاعدة المؤيدة له من خارج الطائفة.
• شددت صحيفة اليوم السعودية، على أن الايرانيين هم الذين مهدوا للتغلغل الداعشي في العراق وسوريا وليس من المنطق أن يكافحوا التنظيم في البلدين، فذلك لا يصب في روافد مصالحهم القائمة على التدخل المباشر في الشؤون الداخلية العراقية والسورية، وإن حاولوا استخدام المكافحة كورقة ضغط فاشلة للخروج من أزمتهم الاقتصادية والمحافظة على مخزونهم النووي في آن، ونبهت الصحيفة إلى أن إقدام "النظام السوري" مؤخراً على الكشف عن منشآت لديه لتحديث وتطوير أسلحته الكيماوية التي لم يعلن عن وجوها من قبل لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية تدل - بوضوح تام - على أن النظام لديه من المخزون الكيماوي ما يخفيه عن أنظار المنظمة لاستخدامه ضد أبناء شعبه سواء من خلال البراميل المتفجرة أو من خلال استخدامه بوسائل أخرى، وأوضحت أن الكشف الأخير، يؤكد أن النظام لم يزل تلك الأسلحة بالكامل، وسيواصل استخدام مخزونه منها ضد الشعب السوري، وهو - في كل استخدام - يحاول ابتزاز المجتمع الدولي ليجد له مكاناً مناسباً ضمن التحالف الدولي ضد الإرهاب.