جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 23-08-2015
• تعرض تقرير نشره معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، للموقف الروسي حيال الأزمة السورية، وتساءل التقرير عن النشاط الدبلوماسي للسياسيين الروس تجاه أطراف الأزمة السورية، كاتبة التقرير الباحثة في معهد واشنطن آنا بورشيفسكايا، رأت في تقريرها أن الكرملين يستمر بالدفع بجدول أعمال يخدم مصالحه الخاصة، أي تصوير موسكو بمظهر الوسيط البنّاء الذي يتّمتع بمصداقية وشريكاً دولياً، وتحويل الانتباه عن العدوان الذي تشنّه روسيا ضدّ أوكرانيا، والسماح لبوتين بتجنب عملية جنيف والحفاظ على الأسد في السلطة، وفي استعراض لموقف موسكو من مراحل الأزمة السورية، عرجت كاتبة التقرير إلى مباحثات "جنيف3"، منوهة إلى أن موسكو لم تقترب في مباحثات "جنيف3" من إيجاد حلّ في كانون الثاني/يناير أو نيسان/أبريل، كما كان عليه الحال مع محادثات "جنيف 1" و"جنيف 2" التي جرت في السنوات الماضية، وبدلاً من ذلك، سوف يستخدم الكرملين على الأرجح مؤتمر "جنيف 3" لتحقيق مصالحه الخاصة المتمثّلة في إظهار النفوذ الروسي وإعادة توجيه النقاش نحو محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" بالطريقة التي يتصوّرها بوتين، عوضاً عن العمل حقاً على إنهاء أعمال العنف في سوريا، وبناء على ذلك، رأت الباحثة بورشيفسكايا أنه ينبغي على الولايات المتحدة أن تؤكد لروسيا بأنها لا يمكن أن تكون شريكاً دولياً بنّاءً بإخلاص إلا إذا نظرت أبعد من مصالحها وتمسّكت بروح بيان جنيف، الذي اعتبر الأسد جزءاً من المشكلة في سوريا، وليس جزءاً من الحل، لذا ينبغي على واشنطن ألا تسمح لموسكو بإعادة توجيه الحديث بعيداً عن هذا الهدف، وشددت الباحثة في نهاية تقريرهاعلى أنه في الوقت نفسه، يجب على واشنطن أن تعترف بأنّ الجهود الدبلوماسية المشتركة مع روسيا لها حدودها عندما يتعلّق الأمر بسوريا، مشيرة إلى أنه من غير المرجح أن تعكس موسكو موقفها الواضح من الأسد.
• نقرأ من صحيفة الفاينانشال تايمز البريطانية تقريرا بشأن معايير وضعتها دول في شرق أوروبا لقبول طلبات اللجوء السورية التي ركزت على أن تكون الطلبات المقبولة هي تلك المقدمة من السوريين المسيحيين فقط، وروت الصحيفة قصة عدنان سعد الذي ترك منزله في دمشق مع زوجته وطفله الرضيع كآلاف غيرهم فروا من ويلات الحرب لكن سعد لم يضطر مثلهم إلى خوض ويلات السفر عبر البر والبحر للوصول إلى بر الأمان في أوروبا حيث أنه منح هو وأسرته تذاكر طيران إلى وارسو اضافة إلى المنزل والرعاية الطبية ودروس لتعلم اللغة، وقالت الصحيفة إن الحظ الجيد ليس هو السبب الوحيد وراء اختلاف ظروف أسرة سعد عن آلاف الأسر الأخرى لكنه كونها مسيحية، وأشارت الصحيفة إلى أن بولندا وسلوفاكيا أعلنتا الاستجابة لدعوة ألمانيا في استيعاب جزء من أزمة تدفق اللاجئين إلى أوروبا لكنهما حددتا أنهما ستستقبلان طلبات الأسر المسيحية فقط، وأضافت أن الاختيار يعتمد على معايير تضعها الكنائس التي تتولى اختيار الأسر التي ستمنح حق اللجوء ويشترط أن تقدم الأسرة شهادات التعميد وخطاب توصية من كاهن الكنيسة اضافة إلى شهادة صحية، وتقول الصحيفة إنه في الوقت الذي انتقد رئيس المفوضية الأوروبية بشكل مبطن اعتماد دول لهذا المعيار للاختيار، دافع مسؤولون بتلك الدول عن ذلك المعيار بأن المأساة قاسية لكنها أشد وطأة على الأقليات.
• في صحيفة الشرق الأوسط رأى راجح الخوري أن المحادثات بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف أعادت عقارب الساعة السورية الدموية إلى الوراء، تحديدًا إلى 30 يونيو (حزيران) من عام 2012، وهو تاريخ الفشل الذي مُني به مؤتمر "جنيف – 1" بسبب الإصرار الروسي على إجهاض محتوى عملية الانتقال السياسي، عبر التمسك ببقاء بشار الأسد في رئاسة الجمهورية، وبين الكاتب أن لافروف وظريف أكدا تمسكهما بالنظرية التعجيزية المخادعة والخالية من أي معنى بعد خمسة أعوام من المذابح وأكثر من مائتين وخمسين ألف قتيل و12 مليون مهجّر، عندما كررا القول: إن على السوريين أن يقرروا هم مصيرهم ومصير الأسد بأنفسهم، أما الدول الأجنبية فيجب أن يقتصر دورها على تسهيل تحقيق هذه المهمة، واعتبر الكاتب أن إعلانات لافروف وظريف تبدو من الماضي الدموي السحيق، أولاً لأن الشعب السوري الذي حاول أن يطالب ببعض من الإصلاحات السياسية قبل خمسة أعوام ذبح بالحديد والنار وبمشاركة سياسية وعسكرية من روسيا وإيران، اللتين تدعمان النظام وتتمسكان بالأسد ثم لا تترددان في الحديث عن ضرورة عدم التدخل الخارجي في الشؤون السورية، وثانيًا لأنهما يطالبان بما لم يعد في حساب الأسد الذي بدا في خطابه الأخير كمن يمهّد لقيام دولة العلويين التي سيطلق عليها اسم "دولة الساحل"، وخلص الكاتب في نهاية مقاله إلى أن روسيا وإيران تراهنان على أنه سيكون في وسع الأسد أن يحتفظ شكلاً بالشرعية السورية بعد انتقاله إلى دولة العلويين التي يمكن أن تشكل جائزة ترضية لموسكو وطهران، اللتين خسرتا كل سوريا وهما ترفعان لواء الأسد وتحرصان على ربح دولة الساحل تحت لواء الأسد.
• صحيفة المستقبل اللبنانية نشرت مقالا لعلي نون تحت عنوان "الغوطة.. «داعش» وأميركا"، الكاتب أشار إلى أن الذكرى الثانية لمجزرة الكيماوي الأسدي في الغوطة الدمشقية ترافقت مع خبرين اثنين من مصدرين متنافرين لكنهما يتقاطعان بغرابة عند هذه الذكرى المشؤومة، علّهما يطمسان صيتها وصيت ضحاياها، وأوضح الكاتب أن الخبر الأول يفيد بأن "داعش" دمّر دير مار اليان التاريخي في مدينة القريتين في ريف حمص، وحرص على عادته المألوفة، على تصوير وتعميم جريمته الى أقصى حد ممكن، وتابع أن الخبر الثاني يفيد بأن الجيش الأميركي أعلن أنه اكتشف (فجأة!) آثاراً لغاز الخردل في شظايا قذائف استخدمها "داعش" ضد القوات الكردية في مدينة مخمور في شمال وسط العراق، قبل فترة وجيزة، وبين الكاتب أن الغريب في هذين الخبرين أن الإعلان الأميركي يحكي عن "داعش" ويتناسى ذكرى المجزرة الكيماوية الأسدية، وأضاف أن الغريب الموازي أن الإعلان "الداعشي" عن التدمير الهمجي للدير الذي بني قبل 500 عام يأتي من خارج السياق، أي أنه يعيد لفت الانتباه إلى حقيقة أن هذا التنظيم لم يتعرض للمكوّن المسيحي بالطريقة التي تعرض ويتعرض بها لسائر مكونات المجتمعين العراقي والسوري، مبرزا أن معظم جرائم هذا التنظيم في سوريا طاولت المكوّن السني الأكثري أساساً وتحديداً، والمعارضة المسلحة أكثر بما لا يقاس من هدفه المفترض، أي السلطة الأسدية.
• تطرقت صحيفة البيان الإماراتية، في افتتاحيتها، إلى الغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مرتفعات الجولان السورية، موضحة أنها تنطوي على مؤشر خطير، يشي بتوجه لو تمادت فيه إسرائيل فقد يؤدي الى فرض واقع جيو سياسي نوعي وجديد، يتمثل في ضم المزيد من الأراضي العربية السورية إلى حالة الاحتلال، استغلالا للأوضاع المضطربة التي شغلت الأمة عن عدوها الأساس، وأكدت الصحيفة أنه مهما تعللت حكومة نتنياهو بأن القصف إنما هو رد فعل على قصف سبقه من طرف خلية تابعة لمنظمة الجهاد الإسلامي ويقودها متطرف إيراني، فإن الفبركة واضحة، والنتيجة واحدة حال التمادي في الرد، حيث يتخذ القصف العشوائي غير الفعال، حجة وذريعة لشن هجوم واسع يفضي إلى التوغل داخل الأراضي السورية والتوسع في الاحتلال بدعوى تأمين المناطق الحدودية، وأبرزت البيان، أنه إذا صح الزعم الإسرائيلي بأن خلية ايرانية هي التي استدرجت الجيش الإسرائيلي لشن الهجوم فهذا سيدل على وجود مسعى لتعزيز موقف نظام الأسد ومحاولة للتغطية على فظاعاته، واستدرار للتعاطف معه بينما هو يضحي بشعبه وأراضيه، ولكن هيهات.