جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 22-10-2015
• نشرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية مقالا عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وصفته بأنه يحلم بإعادة "أمجاد روسيا السوفياتية عندما كانت تخيف العالم"، وقالت الصحيفة في مقال كتبه ديفد إغناشيوس إن بوتين تأثر كثيرا برئيس الوزراء ورئيس المخابرات الروسية الأسبق الراحل يفغيني بريماكوف، ويتضح ذلك جليا بخطبته في تأبين بريماكوف قبل أربعة أشهر، وأضافت أن بريماكوف يرمز، لدى بوتين، لفكرة أن قوة روسيا لم تمت بنهاية الفترة السوفياتية كما يرمز لفكرة ألا تصبح موسكو الشريك الثانوي لواشنطن، بالإضافة إلى أنه كان يحلم بتعزيز نفوذ روسيا في الشرق الأوسط والعالم، وأن بوتين يقوم الآن بتنفيذ ذلك على الأرض، ووصف الكاتب ذلك بالتغيير الجذري المحفوف بالمخاطر لروسيا والولايات المتحدة كليهما، والذي من شأنه أن يغيّر ميزان القوى في المنطقة وما بعدها، وذكر إغناشيوس أن إرسال بوتين المقاتلات الروسية إلى سوريا يُعتبر واحدة من أجرأ التحركات الروسية منذ عام 1945، وقال أيضا إن تدخل روسيا في سوريا ظل يتحرك ببطء لأشهر، لكن المحللين الأميركيين لم ينتبهوا لبعده ونتائجه العسكرية، إذ رحب الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزير الخارجية جون كيري بالمزيد من التدخل الدبلوماسي الروسي بالمنطقة عقب الدور المساعد، بشكل عام، لموسكو في المحادثات النووية مع إيران، ولم يتوقعا أن تسعى روسيا لتعزيز دور الأسد في ميدان الحرب، وقال الكاتب إن بوتين كان واضحا بخطابه في الأمم المتحدة يوم 28 سبتمبر/أيلول الماضي عندما تحدث عن فوضى متوقعة بمنطقة الشرق الأوسط، إذا لم تتم مساندة سوريا وجيشها لمواجهة ما أسماه "الإرهاب"، ويرى كذلك أن مواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية" بالنسبة لواشنطن "خيار" أما بوتين فيرى أنها حرب وجود نظرا لوجود المسلمين في روسيا وتزايد تعدادهم السكاني.
• نشرت واشنطن بوست مقالا للكاتب آدم تايلور عن نهب الآثار في سوريا، يؤكد فيه أن جميع أطراف الحرب هناك -وليس تنظيم الدولة الإسلامية وحده- شاركت في نهب هذه الآثار، رغم تباين حجم نهب كل منها، وأوضح تايلور أنه رغم ثبوت أن نهب تنظيم الدولة للآثار السورية كان كبيرا واستخدم كثيرا من القوى البشرية والمعدات الثقيلة فيه، فإن نهب الآثار منتشر على نطاق واسع ويتجاوز المناطق التي يسيطر عليها التنظيم، وأكد الكاتب أن هذا النهب تمّ في المناطق التي يسيطر عليها النظام وكذلك المعارضة المسلحة ووحدات حماية الشعب الكردية، وقال إن نهب تنظيم الدولة للمواقع الأثرية السورية قد تم توثيقه بشكل جيد العام الماضي، وكان من الصعب تقييم حجم الأضرار نظرا للصراع والفوضى التي سادت سوريا خلال الأربع سنوات الماضية، لكن الأستاذ في علم الأنثروبولوجيا جيسي كاسانا في جامعة دارتماوث الأميركية قد نجح في حل مشكلة التقييم هذه، فقد استخدم كاسانا الأرشيف الذي وفرته صور الأقمار الصناعية للمواقع الأثرية السورية على مدى سنوات طويلة وقبل بدء الحرب، وكشف عن أن حوالي 21.4% من المواقع الأثرية في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة قد طالها النهب، مقابل 26.6% في مناطق المعارضة المسلحة و27.6% في مناطق سيطرة الوحدات الكردية، و16.5% في مناطق النظام، وأورد تقرير كاسانا أن النهب لحق بـ25% من ألف موقع قبل الحرب وخلال سنوات طويلة، أما خلال الحرب من عام 2012 وإلى 2015 فقد لحق النهب بحوالي 22% من المواقع التي بحثها، وأخيرا لاحظ الكاتب أن تنظيم الدولة يزعم أن دوافعه لتدميره الآثار دينية، وأن الخبراء يقولون إن الدوافع المالية ربما تكون هي الدافع الأكبر، لأنهم يقدرون ما جناه تنظيم الدولة من بيع الآثار السورية بعشرات ملايين الدولارات.
• نشرت صحيفة الديلي تليغراف البريطانية موضوعا عن تطورات الأوضاع في سوريا لمراسلها في العاصمة الروسية موسكو بعنوان "أول الضحايا الروس يقتلون إلى جوار القوات الحكومية في سوريا"، يقول رولاند أوليفانت، مراسل الجريدة في موسكو، إن الجيش الروسي لم يعلق في الساعات الأخيرة من الثلاثاء على الاخبار التي أكدتها عدة مصادر حول مقتل 3 من الجنود الروس قرب مدينة اللاذقية في سوريا، ويوضح الصحفي أيضا أن رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، أكد أن الجنود الروس قتلوا في غارة استهدفت موقعهم قرب منطقة النبي يونس عندما كانوا بصحبة 20 من الجنود الروس الأخرين، وينقل الصحفي عن المرصد إشارة إلى أنه من المرجح أن القتلى الثلاثة كانوا متطوعين روس، في الغالب، لا جنود نظاميين، ويعود أوليفانت إلى الاقتباس عن رسلان ليفيف، الناشط والمدون الروسي الذي يتابع الأحداث الميدانية المرتبطة بالقوات الروسية في اوكرانيا وسوريا، الذي أشار بدوره إلى أنه فشل في الحصول على أي تأكيدات من روسيا بموت عدد من الجنود في سوريا، ويضيف اوليفانت أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استبعد علنا التزام بلاده بإرسال مقاتلين إلى سوريا كما أكدت الحكومة الروسية أنه لاتوجد أي خطوات تم اتخاذها لإرسال أي جنود أو حتى متطوعين روس إلى سوريا، ويوضح اوليفانت أن خبراء عدة أشاروا إلى أن روسيا قد تتجه لدعم جيش الأسد، الذي فقد قوتة البشرية بشكل كبير خلال الاعوام الاربعة الماضية من الحرب، عن طريق إمداده بقوات من المتطوعين الذي تستطيع موسكو التبرؤ منهم وإنكار علاقتها بهم على غرار ما تفعل في اوكرانيا، وتختم الجريدة بقولها إن القاعدة الجوية الروسية في اللاذقية قامت خلال الأيام العشرين الماضية بشن 750 غارة على مواقع مختلفة في سوريا بحسب تصريحات إيغور كوناشينكو المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية.
• علق سفير روسيا في المملكة المتحدة ألكسندر ياكوفينكو -في مقال له بصحيفة الإندبندنت البريطانية- على عمليات روسيا ضد من وصفهم بـ"الإرهابيين"، بأنها تحقق نتائج ملموسة على الأرض وأن الوقت لا يزال أمام بريطانيا لتأخذ نصيبها من كعكة القصف في سوريا، ويقول ياكوفينكو إن مكافحة الإرهاب الدولي كانت دائما واحدة من أولويات السياسة الخارجية لروسيا، وإن مكافحته يجب أن تتم على أساس قانوني عالمي بدءا من ميثاق الأمم المتحدة، ويضيف أنه لهذا السبب لم تتمكن روسيا من الانضمام إلى "التحالف العالمي" الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة، لأنه تأسس بطريقة تحايلية على مجلس الأمن الدولي، كما أن عملياته في سوريا تنتهك سيادة هذا البلد، وأشار ياكوفينكو إلى أن مكافحة التنظيم لا يمكن أن تكتسب الشرعية إلا من خلال تفويض مجلس الأمن الذي لم يقرّ حتى الآن المحاولات التي تقوم بها مجموعة من الدول لفرض النهج الأيديولوجي لهذا التهديد المشترك المباشر، وقال إن روسيا تدعو لإنشاء جبهة واسعة لمكافحة الإرهاب، وإن التصدي بقوة لتهديد التنظيم والجماعات الإرهابية الأخرى في المنطقة يتطلب تحركا مشتركا ومنسقا من قبل جميع الذين يقاتلون التنظيم بالفعل على الأرض، مثل الجيشين السوري والعراقي والمليشيات الكردية والشيعية وجماعات المعارضة الوطنية في سوريا، واعتبر ياكوفينكو روسيا اللاعب الدولي الوحيد التي ترتكز عملياتها العسكرية في سوريا على أساس قانوني، لأنها جاءت بناء على طلب من الحكومة في دمشق، في حين أن الجهود الدبلوماسية لا تزال تكتسب زخما.
• نشرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية تقريرا حول سيطرة الأكراد على مناطق عديدة في سوريا، على الحدود العراقية والتركية، وأشارت إلى أن الأكراد الذين يمثلون الحليف الإستراتيجي لأمريكا في حربها ضد تنظيم الدولة؛ قد بدأوا بالتقرب من موسكو في نطاق التعاون المشترك ضد تنظيم الدولة، وذكرت الصحيفة، أن أكراد سوريا، الذين يعدون الحليف الأول للولايات المتحدة في حربها ضد تنظيم الدولة، قد دخلوا في مرحلة من التقارب مع روسيا منذ أن أطلقت حملتها العسكرية في سوريا، حيث انعقد الأربعاء بموسكو مؤتمر طغى عليه الحضور الكردي، لدراسة سبل التعاون مع روسيا في حربها على التنظيم، وأشارت الصحيفة إلى أن أكراد سوريا يقتربون من هدفهم في الحصول على حكم ذاتي في المنطقة الشمالية المتاخمة لتركيا، وأنهم في خضم الصراع الدائر يلعبون على عدة أوتار؛ حيث يستغل الأكراد الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي لمحاربة تنظيم الدولة، وأضافت أن الأكراد يسعون بجد في تطبيق أهدافهم، ولذلك فهم يحتاجون روسيا لدعمهم لبناء إقليم كردي ممتد جغرافيا، يمكنهم أن يعلنوا فيه حكمهم الذاتي، بينما تعارض تركيا وأمريكا هذا المشروع، وفي الختام، قالت الصحيفة إن قادة الأكراد مستعدون للدخول في أي تحالف ضد تنظيم الدولة، كما ستكون كلمتهم مسموعة في معركة حلب بالشمال، وذلك في إطار توحيد أقاليم الشمال، بقصد ضم حي الشيخ مقصود الذي تقطنه غالبية كردية في مدينة حلب؛ لإقليم الشمال الكردي.
• في مقاله بصحيفة الشرق الأوسط الذي جاء تحت عنوان "روسيا الاتحادية وتدخلها في سوريا"، رأى صالح القلاب أن سياسة إعطاء الفرص المتلاحقة لن تجدي مع روسيا، فقد ثبت وبات واضًحا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ذاهب في ما أقدم عليه حتى تحقيق ما يريده، وشدد الكاتب على أن سياسة "الدبلوماسية الناعمة" التي تتبعها الولايات المتحدة ودول الغرب الأوروبي٬ وأيًضا بعض الدول العربية٬ لا يمكن أْن تثني بوتين عّما هو مصمم عليه٬ مبرزا أن بوتين قد تيّقن من أنَّ الأمريكيين في عهد الديمقراطيين والرئيس باراك أوباما لا يمكن أن يفعلوا أكثر من التلويح بقبضاتهم عن بعد٬ ولا يمكن أْن يتجاوزوا مجرد الإرغاء والإزباد٬ ولهذا فإن الرئيس الروسي٬ لا يخشى مناورات الأطلسي الاستعراضية الهائلة في البحر الأبيض المتوسط ولا التهديد بإلحاق بعض دول أوروبا الشرقية بهذا الحلف الذي يبدو أنه أصبح نمًرا من ورق٬ ودعا الكاتب الداعمين حقًا للشعب السوري وللمعارضة السورية (المعتدلة) أن يكفّوا عن محاولات إقناع بوتين بترك سوريا وشؤونها وشجونها وسحب القوات الروسية من هذه الدولة العربية٬ وأن يتعاملوا مع هذا المأزق التاريخي بالمزيد من الجدية، موضحا أن هناك عدة طرق للتعامل مع هذا الأمر، ومنها ضرورة إقامة المناطق الآمنة للمهجرين السوريين٬ إن في المناطق الحدودية التركية – السورية٬ وإن في مناطق حدود الأردن الشمالية مع الشقيقة المجاورة٬ ودعم المعارضة المعتدلة.
• تحت عنوان "الأسد في موسكو.. واحتمالات تقدّم الحل السياسي" كتبت ربى كبارة مقالها في صحيفة المستقبل اللبنانية، الكاتبة تطرقت إلى زيارة بشّار الأسد لموسكو التي فاجأت المتابعين، مبرزة أن هذه الزيارة هي الأولى منذ اندلاع الثورة على نظامه قبل نحو أربع سنوات ونصف السنة، وتأتي عقب ثلاثة أسابيع على الغارات الروسية المكثفة كغطاء جوي لهجوم بري واسع لم يحقق حتى الآن خرقا له معنى في موازين القوى، واعتبرت الكاتبة أن خلفية تصريحات فلاديمير بوتين والأسد تعني توافقهما على الهدف، ليس العمل العسكري بل العمل السياسي الذي يجب أن يتبعه، منوهة إلى أن هذه الزيارة ستوفر لبوتين امكانية تقديم أجوبة واضحة عن مآل انخراطه العسكري لكل من له علاقة بالأزمة السورية، وأشارت الكاتبة إلى أن هذه الزيارة أتت إثر تغيير واضح في المواقف الأوروبية والعربية وحتى التركية، التي درجت على التشدد في ضرورة تنحي الأسد عن أي حل سياسي، وباتت توافق، أقله، على مشاركته في مفاوضات الحل السياسي، وأوضحت أن مشاركة الأسد في هذه المفاوضات لا تعني اطلاقا بقاءه رئيسا لسوريا التي عرفناها منذ استقلالها وحتى اندلاع الثورة في آذار 2011.
• لاحظت صحيفة الشرق القطرية في افتتاحية بعنوان "الحقوق المشروعة للشعب السوري" أن الأزمة السورية بدأت تأخذ منعطفات ومنحنيات جديدة، أبرز ملامحها العمل على إيجاد حل سياسي ينهي بطش "النظام السوري" بهذا الشعب، الذي لن يسمح أو يقبل بحل يكون على حساب ما قدمه من تضحيات، وأضافت الصحيفة أن التطورات المتلاحقة، وفي مقدمتها التدخل الروسي الخطير، كلها تزيد من مأساة ومعاناة الشعب السوري، مؤكدة أن كل هذه المؤشرات تؤكد على حقيقة واحدة وهي مسؤولية المجتمع الدولي عن إيجاد حل سياسي عادل وعاجل يضمن الحقوق المشروعة للشعب السوري.
• قالت صحيفة الوطن البحرينية إن روسيا شنت عملياتها العسكرية في سورية، وواقع حالها يؤكد أنها لا تستطيع المطاولة فيها، فتكاليف هذه العمليات باهظة جدا، مع ما يمكن أن تجره هذه العلميات عليها إن استمرت، حيث ستجعلها في مستنقع أسوأ من مستنقع أفغانستان، وتساءلت الصحيفة كيف لروسيا أن توقف هذه العمليات وبأي شيء ستبرر ذلك، خصوصا وأنها أطلقت حملتها للحفاظ على نفوذها ومصالحها بالحفاظ على بشار الأسد رئيسا لسورية، وأعلنت أن هدفها ضرب تنظيم "داعش" والحفاظ على الأسد من السقوط؟، مشيرة إلى أنه من هنا على روسيا أن تبدأ بإعطاء مقدمات تعطي الانطباع بأن الحملة العسكرية حققت أهدافها، وهو ما نفذته بالفعل في الأيام القليلة الماضية.
• أشارت صحيفة عكاظ السعودية إلى أن إيران لم تكن حريصة على حل الأزمة السورية بل أسهمت في تأجيجها حتى أصبحت دولة محتلة للأرض السورية وجزء رئيسيا في المشكلة وليست على الإطلاق جزءا من الحل، وقالت الصحيفة إن الداء ما كان يوما دواء وما كان الشفاء في تاريخه يخرج من العلة، هكذا هي إيران وقضايا المنطقة، ففي كل أزمة لها إصبع وفي كل مأساة تترك بصمة فالحلول لا يمكن أن تمر من طهران ولا طهران قادرة أن تكون جزءا من الحل، موضحة أننا نجد إيران في العراق ضالعة في إدخاله في أتون الحرب الأهلية والطائفية وفي لبنان اختطف ملالي قم هذا البلد العربي وفي اليمن دعم النظام الإيراني مليشيات الحوثي وصالح لتنفيذ الأجندة الإيرانية الطائفية، ورأت الصحيفة أن الجيرة لا تبنى بتهريب السلاح والتهديد والتدخلات السافرة، والعلاقات الدولية لا تصاغ بالمكائد والإرهاب، ونظام الملالي لم يجد يوما سوى الإرهاب والغدر وضرب الاستقرار العربي.