جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 21-10-2014
• أشارت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إلى أن الدانمارك تتبع "نهجا ناعما" في التعامل مع الجهاديين العائدين من القتال في العراق وسوريا، وأوضحت الصحيفة أن الدانمارك لم تسجن أي مقاتل من العائدين، وذلك لأنها تؤمن بأن سجنهم هو تمييز وعمل إجرامي، مثله مثل الالتحاق بتنظيم الدولة، وأضافت أن المسؤولين الدانماركيين يعملون على تقديم الاستشارات النفسية المجانية وتوفير فرص العمل وأماكن في المدارس والجامعات لمواطنيها العائدين من ميادين القتال في الشرق الأوسط، وذلك في محاولة لإعادة انخراط المقاتلين مع المجتمع وسط انتقادات لهذا النهج الناعم الذي تتبعه السلطات الدانماركية مع المجاهدين.
• نشرت صحيفة الديلي تلغراف البريطانية مقالا للكاتب شاشانك جوشي أشار فيه إلى أن استمرار تنظيم الدولة بالتقدم في كل من العراق وسوريا برغم الضربات الجوية على موقع انتشاره لا يعني أن الغرب يخسر في هذه الحرب، وأوضح الكاتب أن الهدف من وراء العملية هو إضعاف تنظيم الدولة، ومن ثم القضاء عليه عن طريق قوات برية، وليس بفعل الضربات الجوية وحدها، وأن الحديث عن خسارة الغرب في الحرب يعتبر سابقا لأوانه، وأضاف الكاتب أن المعضلة الآن تدور حول من هم هؤلاء الجنود الذين باستطاعتهم تدمير تنظيم الدولة برمته، وقال إن الولايات المتحدة أخطأت بتركيزها على مدينة عين العرب (كوباني) وذلك لأن تركيزها هذا وضع المبادرة بيد تنظيم الدولة وسمح له بتلقين أميركا درسا عن طريق اختياره الجبهة التي يجري القتال فيها.
• أشارت صحيفة الغارديان البريطانية إلى قيام تنظيم الدولة ببيع الأطفال والنساء بمبالغ مالية تبلغ تقريبا 12 دولارا أو أكثر قليلا، وأوردت الصحيفة بعض القصص لأناس نجوا من هذه الممارسات أو تتعلق ببعض الذين تعرضوا للإهانة والإذلال أو شاهدوا أقاربهم يتعرضون للقتل أمام أعينهم، وقالت إن تنظيم الدولة نشر مقالا على الإنترنت قال فيه إنه يعيد استخدام عادات قديمة تتمثل "باستعباد الأعداء" وإجبار النساء على أن يصبحوا زوجات للمقاتلين المنتصرين، وقالت إن الموصل في العراق والرقة في سوريا هما من ضمن أكثر المحافظات التي عانت أكثر ما يكون من "الاستعباد" على أيدي مسلحي تنظيم الدولة.
• نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية مقالا للكاتب روبرت فيسك قال فيه إن ارتفاع أسعار أسهم وأرباح مصانع الأسلحة والطائرات في أميركا بسبب الحرب على تنظيم الدولة هو أشبه بفيلم الهوليود، وأضاف أن الحرب على تنظيم الدولة تتسبب في إنتاج المزيد من المقاتلين وانضمامهم له، وأنه بمقتل جهادي واحد، فإن ثلاثة إلى أربعة مقاتلين جدد يلتحقون بدلا منه بتنظيم الدولة، كما دعا فيسك المدنيين إلى الاحتفاظ ببقايا القنابل التي قتلت إخوانهم وأقاربهم وأصدقاءهم على أمل أن يقاضوا من خلالها أصحاب مصانع السلاح يوما ما، تماما كما يفعل أهل غزة، وتساءل الكاتب عن السبب الذي يجعل تجار الموت من أصحاب شركات تصنيع السلاح يفلتون من العقاب.
• نطالع في صحيفة الإندبندنت البريطانية تقريراً حصرياً لمراسلها كيم سنغوبتا بعنوان "الطائرات البريطانية من دون طيار جاهزة لضرب تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والعراق"، وقالت الصحيفة إن الطائرات البريطانية تستعد لتنفيذ طلعات جوية فوق سوريا في إطار الحرب ضد "تنظيم الدولة الاسلامية"، مضيفة أن الطائرات من دون طيار التي نقلت من أفغانستان ستستخدم في مهام لضرب التنظيم في معقل التنظيم وذلك بحسب مصادر للصحيفة، وتعتقد الصحيفة ان هذه الطائرات سيكون مركزها الكويت بعدما كانت متمركزة مسبقاً في قندهار، وأوضحت أنه لم يصدر سوى انتقاد واحد من حكومة الأسد حول الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة، إلا أن قواتها لم تحاول اعتراض إي طائرة امريكية أو أي من طائرات التحالف التابعة للدول الحليفة العربية التي خرقت أجواءها، وأكد مصدر رسمي حكومي أن الطائرات البريطانية من دون طيار ستكون مفيدة من الناحية الاستخباراتية في الحرب التي يشنها الائتلاف الدولي ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" في سوريا، مضيفاً أن هذا الأمر سيكون السبب الاساسي لاستخدامها، وسيحتاج استخدام هذه الطائرات الى تصويت برلماني، إلا أذا كان هناك حاجة ماسة لاستخدامها لإنقاذ بريطانيين أو منع أزمة إنسانية.
• نقرأ في صحيفة الغارديان مقال رأي لوزير الدولة التركي للشؤون الخارجية مولود جاوش أوغلو بعنوان "من سيساعد تركيا عندما تهب لمساعدة كوباني؟"، وقال كاتب المقال إن مدينة عين العرب (كوباني) أضحت محط أنظار العالم رغم الدمار والبؤس في سوريا، مضيفاً أنه من الجدير بنا أن نتذكر أن كوباني لم تكن الهدف الأول لتنظيم "الدولة الاسلامية"، فقد تجاوز المتطرفون تضاريس واسعة من أعزاز في سوريا الى كركوك في العراق، وأضاف أنهم قد طردوا الأكراد من كوباني وقتلوا وأرعبوا سكانها من التركمان على الحدود التركية، إضافة الى ترهيبهم العرب في الرقة وفي دير الزور والموصل، والأيزيديين والمسيحيين في حلب، موضحاً أن حكايات الرعب التي سمعت من هناك تعد فظيعة، وأوضح كاتب المقال أن تركيا فتحت حدودها واحتضنت كل من رغب في اللجوء اليها من كوباني، كما أن بلاده قدمت للمدينة جميع المساعدات الإنسانية الممكنة، فضلاً عن تعاونهم مع التحالف الدولي وتسهيل مرور قوات البيشمركة الكردية إلى كوباني، وتعهد الوزير التركي في مقاله بحرص تركيا على مواصلة مساهمتها في إنقاذ المدينة حتى يتمكن سكانها من العودة الى ديارهم، وطالب الوزير التركي بالعمل على إقامة منطقة حظر للطيران مع مناطق آمنة في سوريا لحماية مواطنيها، وأشار الوزير إلى أن التحذيرات التركية بشأن الأحداث في العراق وسوريا لاقت آذاناً صماء، ففي سوريا، يجب أن يفهم "النظام السوري" أن الحل العسكري لن يقدم أي حلول للصراع الدائر هناك وأن على النظام الدخول في مفاوضات جادة لتحقيق انتقال سياسي حقيقي وشامل على ضوء ما أقره مؤتمر جنيف عام 2012، وأوضح كاتب المقال أن تكلفة استقبال تركيا لحوالي 2 مليون لاجئ سوري بلغت 4 مليارات دولار امريكي، كما أنها استقبلت خلال الازمة التي ضربت عين العرب (كوباني) مؤخراً 200 الف لاجئ، وأضاف أنه يجب إنهاء حالة اللا مبالاة القاسية والتعامل وجها لوجه مع تهديدات السلم والأمن الدوليين الذي تمثله سوريا والعراق، كما يجب على العالم عدم السماح لـ"النظام السوري" من أن يسخر من القانون والنظام الدوليين.
• نشرت صحيفة الحياة اللندنية مقالا لأكرم البني بعنوان "معركة عين العرب كما يراها السوريون"، رأى فيه أن الاهتمام السياسي والإعلامي بمعركة عين العرب (كوباني) لا يختلف عن ما حظيت به معارك القصير أو القلمون مثلاً، لكن الفارق أن مواقف السوريين، عرباً وأكراداً، من هذه المعركة تحفل بتناقضات عجيبة وبمفارقات مذهلة، ربما بسبب خصوصية مكوناتها وربما لأنها الأولى التي تجرى بعد دخول قوات التحالف الدولي على خط الصراع السوري، وأوضح البني أن الموقف المعلن للسلطة السورية يبدو منسجماً، فوراء الاشادة بصمود مقاتلي كوباني ثمة رهان على انتصار حليفها الكردي، ولو انتصاراً باهتاً، لضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، أولها، تحسين صورتها وشحن الروح المعنوية لأنصارها، ثانيها، تسعير العمليات العسكرية للنيل من المعارضة المسلحة بوسائل أشد فتكاً وتدميراً في ظل انشغال العالم بما يجرى في كوباني، ثالثها، محاصرة مطامع السياسة التركية وفتح نافذة للتواصل مع خطة التحالف الدولي المناهضة لـ "داعش"، ما يضع على المحك صحة التسريبات المريبة عن وجود تنسيق أمني من تحت الطاولة بين قوات التحالف الدولي و"النظام السوري"، وفي المقابل، يشير البني إلى أن المعارضة السورية تبدو بمواقفها المشتتة والمرتبكة في وضع لا تحسد عليه، مبينا أن من كان منها يطالب بتدخل أممي في الصراع السوري، لا يتجرأ اليوم على رفض دور التحالف الدولي لأنه يساند أحد حلفاء النظام، ونوه البني إلى أن مخرج هؤلاء لتخفيف حرجهم هو تكرار الاستقواء بالوعود الغربية عن تمكين المعارضة المعتدلة من ملء الفراغ الناجم عن تراجع "داعش"، ما يفسر مسارعة مجموعات من الجيش الحر إلى المشاركة في المعركة إلى جانب مقاتلي كوباني، أما من يُحسبون على الإسلام السياسي فيقول البني إنهم يحذون حذو، الحكومة التركية، في ربط المشاركة بإنقاذ كوباني بمنطقة عازلة وبردعٍ موازٍ لـ"النظام السوري" الذي فتك بشعبه أكثر مما يفعله "داعش"، بل ويضمرون رغبة بألا يُهزم "داعش" قبل نجاحهم في تسويق أنفسهم كطرف إسلامي معتدل يمثل مصالح الأكثرية السنّية وحقوقها، وقبل أن يلقن الاكراد درساً بليغاً يضع حداً لأوهامهم عن الاستقلال القومي، كما يضيف البني أن هناك مجموعات ليبرالية تنظر إلى ما يجرى كمذبحة رابحة بين متشددين دينيين وقوميين، ويتمنى هؤلاء في سريرتهم، بحسب البني، استمرار المعركة كي تستنزف هذه الجماعات المتطرفة قواها إلى الحد الأقصى.، وخلص البني في مقاله إلى أن أخبار معركة كوباني وغيرها من المعارك باتت تمر مرور الكرام في الشارع السوري الذي لم تعد تهمه مجريات الصراع الدموي الدائر أمام تعاظم معاناته المباشرة المتعلقة بالأمن والسكن وتحصيل لقمة العيش.
• خصصت صحيفة الراية القطرية افتتاحيتها بعنوان "جيش المعارضة هو الحل" للأزمة السورية وقالت إن فكرة تكوين المعارضة لجيش وطني سوري يستطيع أن يقف ندا في وجه قوات بشار الأسد، يجعل من الفكرة التي ولدت من رحم الأزمة هي المشروع الثوري الحقيقي الذي يحتاج لدعم عربي ودولي كبيرين من خلال المساهمات المادية والعسكرية، واعتبرت الراية أن فكرة تكوين جيش وطني ينضوي تحت لواء المعارضة يتطلب الكثير من الوقت والجهد والتدريبات العسكرية الصعبة وتمويل الدول الصديقة المؤيدة لحل الأزمة السورية طالما أن التسويات السياسية باءت بالفشل في ظل تعنت نظام الأسد، وعدم رغبته في الرحيل وترك السلطة.
• كتبت صحيفة "الوطن" القطرية في افتتاحيتها بعنوان "التدخل العربي الحكيم" أن زيارة الوفد العربي لبغداد هي خطوة في الاتجاه الصحيح غير أنها رأت أن الزيارة جاءت متأخرة وتذكرنا بحال جامعة الدول العربية، التي لم يعد يخفى عجزها التام عن التعامل مع بؤر التوتر العربية- وما أكثرها- بالجدية والتفاعل والحكمة المناسبة، وأعطت الصحيفة كمثال على تأخر الجامعة العربة في التدخل موضوع سوريا وقالت بالخصوص إنه كان يمكن للثورة السورية أن تتلمس طريقها نحو الخلاص من الديكتاتورية والاستبداد لو أن موقفا عربيا موحدا وحازما تم اتخاذه مبكرا، وقبل أن يضطر الثوار الى حمل السلاح للدفاع عن أنفسهم وأعراضهم، وأضافت الصحيفة أن الأمر نفسه ينطبق على ليبيا وكذا اليمن قبل أن تخلص إلى القول بأن الأمانة تقتضي الاعتراف بأن عجز الجامعة العربية عن التدخل، وعدم قيامها بالدور المنوط بها في بؤر الصراع والتوتر العربي، ليس نابعا من كيانها، وإنما هو انعكاس لحالة العجز والتشرذم العربي.