جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 20-08-2015
• قال تقرير لمجلة فورين بوليسي الأمريكية، إن رئيس مكتب الأمن الوطني التابع لبشار الأسد، علي مملوك، زار العاصمة العمانية مسقط نهاية تموز الماضي، وذلك نقلا عن مصادر سعودية وأخرى مقربة من رئيس النظام، وجاء في التقرير أنها المرة الأولى التي تدعو فيها كلّ من السعودية وعمان مسؤولا سوريا رفيعا لمناقشة حلّ سياسي للأزمة السورية، مشيرة إلى أن زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم لمسقط بداية شهر آب الحالي جاءت بعد زيارة مملوك، ويتابع التقرير أن مملوك زار مسقط وجدّة لاستكمال مناقشة طروحاته السياسية من أجل إنهاء الصراع في سوريا، وإنه رغم الضغوط الروسية، لم تقبل الرياض ولا طهران حتى الآن بتلك الطروحات بشكل كامل، بل تعوّلان على مجريات المعارك على الأرض آملتين في أن تخوّلهما التوصل إلى اتفاق أفضل، وقالت المجلة إن مملوك التقى خلال زيارته لمسقط مسؤولين أمنيين من مجلس التعاون الخليجي، بحث معهم التدخل السعودي الإماراتي في سوريا، في مفاوضات شارك فيها ممثلون عن العشائر السنية في سوريا والإمارات، وأضافت أن مملوك طرح في اجتماعاته حلولا سياسية لحل الأزمة في سوريا، ما يدل على أن الأسد يسعى لاتفاق سياسي، وعن زيارة مملوك للسعودية، قالت فورين بوليسي إن مملوك وبعض ضباط الجيش والاستخبارات السوريين باتوا قلقين من هيمنة إيران على قرارت الدولة، وإن الاعتماد على الإيرانيين أضعف القيادة السورية.
• صحيفة الفانيننشال تايمز البريطانية أوردت موضوعا حول تعرض شمال سوريا لمزيد من التقسيم الذي يأتي هذه المرة من جهة أخرى غير جبهات القتال، وتقول كاتبة المقال ايريكا سولومن، من بيروت، إن الجدل يتزايد بين سكان مدينة حلب حول استخدام الليرة السورية، الآخذة في التراجع في قيمتها، أمام الليرة التركية، وتنقل الكاتبة عن أحد النشطاء القول إن الراغبين في استخدام الليرة التركية يتهمون الآخرين بالخيانة، ويقول النشطاء إن استخدام الليرة التركية هو الأمر الواقعي حيث أصبحت تركيا هي الشريك التجاري الأساسي لشمال سوريا، كما أن ذلك سيوجه ضربة موجعة للنظام السوري الذي يعاني من مشكلات اقتصادية، إلا أن من شأن ذلك أن يضر بشكل بالغ بالموظفين الذين لا يزالون يتقاضون رواتبهم بالليرة السورية، والذين يقولون إن التمسك بالليرة السورية دليل على الوطنية وليس دليلا على تأييد النظام، وتقول الكاتبة إن كثيرا من معارضي استخدام الليرة التركية يقولون إن التجار الذين يتعاملون مع تركيا هم الذين يروجون - بالتعاون مع الحزب الحاكم في تركيا – لاستخدام الليرة التركية، على الرغم من أنه لا دليل على ذلك، وإنهم يسمون ذلك الاحتلال العثماني لشمال سوريا.
• تصدرت دمشق وكييف وطرابلس لائحة المدن العشر الأسوأ في جميع أنحاء العالم من حيث العيش فيها، وفقا لترتيب الأحوال المعيشية العالمي لوحدة المعلومات الاستخبارية لمجلة إيكونومست البريطانية، وجاءت العاصمة السورية دمشق أسوأ مدينة للعيش فيها حاليا، حيث جاءت في آخر الترتيب العام لـ140 مدينة. وانخفض تصنيفها بمقدار 27 نقطة على مدى السنوات الخمس الماضية، ويقيم الترتيب المذكور الأماكن التي توفر أفضل أو أسوأ ظروف معيشية بحسب الصراعات والضعف الاقتصادي كعوامل مساهمة للمدن التي شهدت أكبر انخفاض في درجات الأحوال المعيشية على مدى السنوات الخمس الماضية، وقد شهدت العاصمة الأوكرانية كييف أكبر انخفاض في الأحوال المعيشية على مدى الأشهر الاثني عشر الماضية بسبب النزاع المستمر، وهو ما يجعلها ثاني أكبر المدن انخفاضا في الحياة المعيشية، رغم ترتيبها العام عند 132، ويشكل تورط روسيا في الصراع الأوكراني والعقوبات المفروضة عليها من قبل المجتمع الدولي تأثيرا سلبيا على الحياة المعيشية في موسكو وسانت بيتسبرغ، مما يضعهما في الترتيب السابع والعاشر على التوالي على قائمة المدن التي تمر بأكبر انخفاض في الحياة المعيشية، أما العاصمة اليونانية أثينا، التي تحتل الرقم 72 في الترتيب العام، فقد أصبحت المدينة الوحيدة في أوروبا الغربية التي تقع خارج الترتيب لصلاحية العيش، حيث إن تأثير التقشف والضعف الاقتصادي جعلها خامس أكبر المدن انخفاضا على المؤشر المذكور على مدى السنوات الخمس الماضية، في حين احتفظت مدينة ملبورن الأسترالية بمركز الصدارة بوصفها أكثر المدن ملاءمة للعيش في العالم للسنة الخامسة على التوالي، وتلتها العاصمة النمساوية فيينا ومدينة فانكوفر
• نشرت صحيفة لوموند الفرنسية تقريرا تعرضت فيه إلى العوامل الميدانية والأسباب التي دفعت نظام الأسد للإقدام على مجزرة دوما بريف دمشق، كما أشارت إلى ردود فعل المعارضين السوريين الذين استهجنوا الصمت الدولي والردود المتواضعة، مقارنة بحجم الكارثة الإنسانية التي تشهدها سوريا، ولاحظت الصحيفة أن هذا الاعتداء على مدينة دوما، الذي وقع الأحد الماضي، يأتي بعد نحو سنتين من تاريخ الاعتداء على المنطقة ذاتها بالأسلحة الكيميائية في الواحد والعشرين من آب/ أغسطس من سنة 2013، الأمر الذي أثار موجة من الاحتقان والتنديد في صفوف المعارضين لبشار الأسد، في ظل مواقف دولية تراوحت بين الصمت أو الاكتفاء بالشجب والتنديد، وأكدت الصحيفة أن اختيار الهدف لم يكن عشوائيا، حيث إن دوما من أهم المناطق على الشريط الزراعي الذي يحيط بدمشق من الشرق والجنوب، وهي من أول المدن التي طردت قوات النظام من أراضيها في 2012، وذلك نتيجة لترسخ الفكر الثوري المناوئ للنظام البعثي، باعتبار أنها تضم تيارين سياسيين بارزين هما الإسلام السياسي والتيار الناصري، وذكرت أن التخمينات حول سبب قيام النظام بمثل هذا الهجوم البربري قد تعددت، بين معتقد بكونه رسالة موجهة للحلفاء الروس الذين عبروا عن الاستعداد لتغيير موقفهم، وبين من يرى أن هذه الضربة استهدفت زهران علوش بهدف تأليب الناس ضده من خلال زيادة الضغط عليهم، حيث إن النظام لاحظ المظاهرات الأخيرة المعادية لزهران، وهو الآن يهدف إلى تأجيج مشاعر الغضب بين أهالي دوما، وفي الختام، قالت الصحيفة إن كلا من الولايات المتحدة والسعودية كثفتا من المشاورات مع روسيا، التي تعدّ أحد أهم حلفاء نظام بشار الأسد، من أجل التوصل إلى قرار بالإجماع حول الوضع في سوريا دون اللجوء إلى الفرضية العسكرية. وأفادت أن المستقبل لا يزال غير واضح، خاصة فيما يخص مصير الأسد وكيفية وضع القرار حيز التنفيذ.
• صحيفة العربي الجديد نشرت مقالا لبرهان غليون بعنوان "عقدة الأسد في تسويات الأزمة السورية"، الكاتب أعرب في مقاله عن استغرابه من قبول العالم أن يعلق مصير شعب من 23 مليون نسمة بمصير شخص يعترف الجميع، بما فيه أنصاره، أنه ارتكب من الأخطاء القاتلة والانتهاكات الخطيرة والجرائم اللاإنسانية ما لا يمكن إحصاؤها، بحق طائفته وشعبه والشعوب العربية المجاورة، متسائلا: كيف ترك هذا العالم طاغيةً دموياً مغرقاً في النرجسية والانفصال عن الواقع، يستمر في تدمير بلد كبير ونشر الموت والخراب في مجتمع آمن، وخلق أكبر كارثة إنسانية في القرن، وتهديد الأمن والسلام العالميين، من دون أن يحرك ساكناً، أو يقوم بأي رد فعل جدي؟ ، وأشار الكاتب إلى أن ما يفسر بقاء الأسد، حتى الآن، هو غياب مصالح مشتركة لدى الأطراف الدولية، للانخراط جدياً في العمل على وقف الحرب، ووضع حد لتطبيق برنامج القتل اليومي والتطهير العرقي، ومواجهة الأطراف التي تجد، في الحفاظ على نظام الإقصاء واحتكار السلطة والانفراد بالقرار، مصلحة استراتيجية ترفض النقاش فيها، مبرزا أنه بوجود مثل هذا النظام وحده تستطيع طهران أن تؤمّن لنفسها الغطاء الشرعي والقانوني، لتمرير مشروعها الطائفي الاستراتيجي، القائم على العمل على تغيير البنية السكانية والمذهبية لبعض المناطق السورية في إطار تغيير التوازنات السياسية الداخلية، والجيوسياسية الإقليمية، وتشكيل الهلال الشيعي، الممتد من قم إلى بيروت، وتعزيز وضع حزب الله، الذي يمثل القاعدة العسكرية والسياسية والأيديولوجية الرئيسية لطهران في المشرق، بأحزاب "إلهية" جديدة، وخلص الكاتب إلى أن عقدة الأسد، ليست إلا تغول طهران وتمردها على الشرعية الدولية، من دون أن تجد رادعاً لها، مؤكدا أن طهران هي المشكلة، وهي العقدة الحقيقية.
• في صحيفة النهار اللبنانية يتساءل راجح الخوري: "لماذا لا يريد أوباما هزيمة داعش؟"، ويتابع الكاتب التساؤل: هل تريد الإدارة الأميركية فعلاً الحاق الهزيمة سريعاً بـ"داعش" أم انها ستمضي في استثماره سياسياً عبر ايجاد المزيد من الفوضى والعنف في المنطقة، ومالياً بعدما تبيّن ان شركات السلاح الأميركية هي المستفيد الأكبر منه؟، واعتبر الكاتب أن الرؤية الأميركية في سوريا تبدو متناقضة تماماً، وأشار إلى أن واشنطن لا ترغب في سقوط سريع لنظام الأسد كي لا يملأ "داعش" الفراغ، لكنها لا تريد هزيمة سريعة لـ"داعش" كي لا يتغوّل النظام أكثر ضد المعارضة وتستفيد روسيا وايران، مبرزا أن هناك شركات أميركية تحقق أرباحاً هائلة من وراء هذه الحرب كما يؤكّد موقع "دايلي بيست"!
• في صحيفة الرأي الأردنية اعتبر صالح القلاب أن أخطر ما يمكن استشفافه من خطة مجموعات العمل الأربعة التي اقترحها دي ميستورا والتي أقرها مجلس الأمن هو أنها قد أدخلت إيران عنوة في "لعبة" الأزمة السورية، وهو أنها أبقت على بشار الأسد ولم تشرْ لا إليه ولا إلى مصيره في الفترة الانتقالية التي أشارت إليها خطة (جنيف1)، منوها إلى أنه إذا بقيت الأمور تسير في هذا الاتجاه, قد "تشطب" المعارضة والاستعاضة عنها بمجموعات العمل هذه الآنفة الذكر، ورأى القلاب في مقاله الذي جاء بعنوان "دي ميستورا.. لا شيء !" أن دي ميستورا من خلال هذه الخطة الضبابية التي أقرها مجلس الأمن والتي من المفترض أنْ تضاف إليها بعض الإيضاحات منذ الآن وحتى نهاية الشهر المقبل قد حكم على نفسه بمصير كمصير من سبقه، مشددا على أن الأهم من مجلس الأمن ومن الدول التي بادرت إلى الترحيب بهذا المبعوث الدولي وبخطته هو هؤلاء الذين يحملون السلاح والذين يقاتلون على الأرض وهو الشعب السوري الذي قدم كل هذه التضحيات من أجل أن تتخلص سوريا من هذا النظام الاستبدادي ومن أجل أن يقرر شعبها مصيره بنفسه ويبني التجربة الديموقراطية التي بقي يسعى إليها منذ سنوات طويلة.