جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 19-10-2014
• نشرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية مقالا للكاتبة جنيفر روبين انتقدت فيه سياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما في ما يتعلق بإستراتيجيته للتحالف الدولي التي تمثلت حتى الآن بشن حملات جوية على مواقع لتنظيم الدولة في كل من سوريا والعرا، وقالت الكاتبة إن إصرار البيت الأبيض على أن الحملة الجوية ضد تنظيم الدولة تحرز نجاحا يدل على أن الرئيس أوباما لا يعلم ما الذي يفعله، فقادة أوباما العسكريون ووسائل الإعلام الغربي يدركون أن الحملة الجوية لوحدها لا تكفي للقضاء على تنظيم الدولة، وأشارت الكاتبة إلى أن خبراء إستراتيجيين يرون أن العدد الضئيل من الضربات الجوية على تنظيم الدولة يظهر أن هناك عجزا معلوماتيا لدى قوات التحالف الدولي، وأضافت أن الأميركيين يعلمون أن الولايات المتحدة لا تحرز تقدما أو انتصارات في القتال ضد تنظيم الدولة، ونتيجة لذلك فهم يتوقعون إرسال قوات أميركية برية للقتال هناك.
• نشرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية مقالا للكاتب فريد زكريا قال فيه إن سياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما في سوريا فشلت، وذلك بسبب الفجوة بين الكلام والفعل، وإن أوباما يعيد الكرة نفسها مع تنظيم الدولة بشكل عام حينما يعلن عن نيته "إضعاف ومن ثم القضاء على تنظيم الدولة"، وأضاف الكاتب أن على إدارة أوباما الكف عن الخطابات والبدء بالعمل بإستراتيجية مركزة من أجل احتواء تنظيم الدولة، واعتبر أن التصعيد في سوريا لا يمكنه أن يلبي أهداف أميركا، بل ومن المرجح أن يعود بفوضى وعواقب غير مقصودة، وذلك في ظل عدم الانتظام في صفوف المقاتلين بالجيش السوري الحر، وأشار زكريا إلى أن نجاح أي إستراتيجية في سوريا يعتمد على وجود عوامل عسكرية وسياسية، ولكن العامل العسكري في الوقت الراهن ضعيف وأما السياسي فلا وجود له، وأن الطريق الوحيد للقضاء على تنظيم الدولة تتمثل في احتوائه وبمساندة الدول المجاورة التي تكون على استعداد لأن تقاتله عسكريا وسياسيا.
• نشرت صحيفة تايمز الأميركية مقالا للكاتب بروس فين أشار فيه إلى أن تدريب خمسة آلاف مقاتل من قوات المعارضة السورية المعتدلة كل عام لمواجهة مقاتلي تنظيم الدولة ليس بالخيار الصائب، وذلك لأنهم جميعهم من السنة ولديهم عدو مشترك ممثل بالشيعة، وأضاف أن قضاء مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة على تنظيم الدولة سيعمل على تقوية الجبهة الشيعية ممثلة ببشار الأسد و"حزب الله" وإيران، وأن مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة على يقين من أنهم سيغيرون وجهتهم في القتال، وأنهم سيعملون على إنهاء "النظام السوري" بدلا من مقاتلة تنظيم "الدولة الإسلامي"، وقال الكاتب إن مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة منقسمون إلى أكثر من عشر مجموعات، وإنه سيكون من الصعب توحيدهم تحت قيادة واحدة، وأضاف أن ظلم واضطهاد نظام بشار الأسد، وليس تنظيم الدولة، هو السبب الذي جعل الثوار السنة السوريين يحملون السلاح، ولذلك فهم لن يفوتوا الفرصة على أنفسهم، وهي المتمثلة في قضائهم على "النظام السوري".
• قالت صحيفة لوس أنجلوس في افتتاحيتها إن العلاقات الأميركية التركية وصلت إلى الحضيض الأسبوع الماضي، وذلك بسبب موقف أنقرة المتمثل في عدم اتخاذها أي إجراء لردع تنظيم الدولة عن مدينة عين العرب (كوباني)، وأضافت الصحيفة أن هذا الموقف أثبت عدم قدرة أميركا على العمل بشكل حاسم في الشرق الأوسط، وأن القضاء على تنظيم الدولة -فيما لو نجح- فإنه سيعمل على معالجة شبكة الصراع في المنطقة ولكنه سيؤدي حتما إلى فراغ في السلطة، وسيترك مستقبل العراق وسوريا معلقا في الأفق، وأضافت بالقول إنه لا يمكن تجاهل مسألة "النظام السوري" أو المطالب الكردية في ظل المعركة ضد متشددي تنظيم الدولة، وإن على واشنطن الكف عن لعبة اللوم وضرورة استخدام نفوذها الحالي في أنقرة للمساعدة في تغيير مسار المعطيات على الأرض، وأوضحت أنه ينبغي للولايات المتحدة الاعتراف بأن المشاكل الداخلية في تركيا وموقفها السلبي تجاه تنظيم الدولة الإسلامية هما من أعراض التحديات الإقليمية العظمى الناجمة عن انهيار العراق وسوريا وليسا من الأسباب، وأشارت إلى أنه يجب على واشنطن التوصل إلى تسوية مع أنقرة بحيث تشمل وضع نهاية لمسألة سوريا وتتضمن طريقة لإلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة الإسلامية ودعم معارضة سورية معتدلة يمكنها الاستمرار في الصراع الطويل الأمد ضد الأسد، كما أضافت أنه يجب على الولايات المتحدة البدء بهذه العملية من خلال إعادة عقد مؤتمر "أصدقاء سوريا" وأن يكون الجيش السوري الحر والعناصر الكردية التي تدافع عن عين العرب على طاولة الحوار.
• نشرت صحفية الديلي تلغراف البريطانية مقالا للكاتب ديفد بلير قال فيه إنه إن صحت التقارير القائلة بأن تنظيم الدولة يتراجع عن مدينة عين العرب (كوباني)، فإن تركيا لا تستحق أي تقدير على ذلك، وأضاف أن أنقرة لديها ثلاثة أعداء وهم تنظيم الدولة والأكراد في تركيا ونظام بشار الأسد، ولكن المقاتلين الأكراد والأسد هما في الوقت الراهن أولويات أردوغان وليس تنظيم الدولة، ولكن في الوقت نفسه، فإن لدى تركيا وتنظيم الدولة عدو مشترك، وأشار الكاتب إلى أنه بالتالي، فمن المنطقي بالنسبة لتركيا البقاء بعيدا عن الحملة الدولية لردع تنظيم الدولة والاكتفاء بمشاهدة متطرفي تنظيم الدولة يقضون على الأكراد ولربما على نظام الأسد أيضا.
• نشرت صحيفة الصاندي تايمز مقالا لمساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق، جيمس روبن، يقول فيه إن الحرب الجوية التي تقودها الولايات المتحدة وحلفاؤها على تنظيم "الدولة الإسلامية" لا تكفي وحدها للقضاء على التنظيم، فإذا كانت أوقفت زحف التنظيم للسيطرة على مدينة كوباني الكردية، فإنها لم تحقق إنجازا ذا بال في العراق، حيث يتقدم الإسلاميون المتشددون في المحافظات السنية، خاصة الأنبار، وأصبحوا يسيطرون على بلدان استراتيجية منها القريبة من مطار العاصمة بغداد، ويضيف روبن أنه على واشنطن أن تتحرك لحسم هذه الحرب، بدل انتظار المسلحين المعتدلين في سوريا والجيش العراقي لمواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية"، ويرى الكاتب أن بزوع نجم تنظيم "الدولة الإسلامية" له علاقة بقرارين أمريكيين هما عدم تسليح المعارضة السورية المعتدلة، وخروج القوات الأمريكية من العراق مبكرا.
• تحت عنوان "صعود العسكرة في سوريا" كتب فايز سارة مقاله في صحيفة الشرق الأوسط، سرد فيه 3 محاور أساسية تشير إلى تبلور العسكرة في اللوحة السورية؛ ورأى أن أولها: محور نظام الأسد الذي يضم بصورة أساسية قوات الجيش إلى جانب أجهزة الأمن بأجنحتها الـ4 (الأمن العسكري، والأمن الجوي، وأمن الدولة، والأمن السياسي)، وإلى جانبها قوات الشرطة التابعة لوزارة الداخلية، مبينا أن ثمة تشكيلان آخران يرتبطان بهذا المحور؛ أولهما: قوات الدفاع الوطني، التي جرى تشكيلها في العام 2013 من متطوعين مناصرين للنظام، وثانيهما: اللجان الشعبية، وهي تسمية لميليشيات محلية، جرى إطلاقها في العام 2012، لتضم مؤيدي نظام الأسد، وافت سارة إلى أن التطور الجديد باتجاه العسكرة في محور النظام، يمثله استدعاء قوات الاحتياط، وتشديد إجراءات السوق إلى الخدمة الإلزامية بالنسبة للشباب، أما المحور الثاني في اتجاهات العسكرة في سوريا، فيرى سارة أنها تمثله عمليات التجنيد الإجباري، التي تقوم بها جماعات التطرف، والإشارة في هذا السياق تنطبق على جماعات التطرف الديني وأبرزها تنظيم "داعش" الذي يلزم السوريين وخاصة الشباب والأطفال في المناطق المسيطر عليها من جانبه على الانضمام إلى صفوفه للقتال سواء ضد الميليشيات الكردية أو ضد قوات الجيش الحر الموجودة في تلك المناطق، كما تتوالى العسكرة من جانب حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي يمثل تطرفا قوميا، وأما المحور الثالث في العسكرة، يقول سارة إنه يتصل بالقوى المعتدلة والمصنفة تحت اسم "الجيش الحر" أو القريبة منه، كما هو حال "جبهة ثوار سوريا"، التي اتخذ فيها مسار العسكرة مسارا نوعيا أكثر مما هو مسار كمي بخلاف ما هو عليه الحال في المحورين الأولين، مضيفا أنه في هذا المجال، صارت العسكرة في مضمونها الأساسي، حفاظا على الذات واستمرار وجود تلك التشكيلات بأي طريقة كانت، بما فيها سياسات وممارسات خارج هموم الثورة واهتماماتها، واعتبر أنه في هذا الإطار يمكن تصنيف ظاهرة أمراء الحرب، التي تشكل ظاهرة خارج إطار الثورة.
• "من يربح سوريا يربح العالم" هذا كان عنوان مقال نشرته صحيفة النهار اللبنانية للكاتب سميح صعب، رأى فيه أن الصراع على سوريا لايزال هو الذي يتحكم بمسار العلاقات الإقليمية والدولية وما تؤول إليه سواء من نزاعات أو توافقات، ومعتبرا أن الأزمة السورية لاتزال عصية على الحل نظرا إلى ارتقائها إلى مستوى الصراع الوجودي بالنسبة إلى البعض، وبسبب مردودها الجيوسياسي بالنسبة إلى البعض الآخر، حتى صارت حدة الصراع واتساعه وتشعبه تقود إلى الاستنتاج أن من يربح سوريا يمكن ان يربح العالم، ويقول الكاتب إن كل الأزمات في المنطقة يمكن ان تجد توافقات إقليمية أو دولية عليها إلا النزاع السوري، موضحا أنه بعد اكثر من ثلاث سنوات ونصف سنة على اندلاع الصراع لا تجد واشنطن وموسكو لغة مشتركة عن سوريا باستثناء الاتفاق الكيميائي الذي بقي محصورا في النطاق التقني من غير أن يتعداه الى السياسة، كما نوه الكاتب إلى أن دول الخليج العربية وتركيا من جهة وإيران من جهة أخرى، استعصى عليها حتى الآن إيجاد ما تتقاطع عليه بالنسبة إلى الأزمة السورية، مؤكدا أنه إذا كان الصراع المذهبي في المنطقة يستعر وتتسع رقعته من اليمن إلى لبنان مرورا بالعراق، فإن إطالة أمد الحرب السورية كانت سببا مباشرا لتأجيج المذهبية، وأتاحت للجهاديين فرصة إعلان "الخلافة" على أجزاء من سوريا والعراق، وهو ما استتبع ردا أميركيا بإعلان ائتلاف دولي – عربي لمقاتلة الجهاديين، واعتبر الكاتب أن واقع الصراع الإقليمي ينسحب على أميركا وأوروبا من جهة وعلى روسيا من جهة أخرى، موضحا ان واشنطن وعواصم أوروبية لا ترى من السهل عليها جعل موسكو تكسب معركة سوريا، لأن ذلك يعني تسليما من الغرب بانهيار النظام العالمي الذي نشأ بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وسقوط جدار برلين، وإذا ما كسبت روسيا سوريا فإن هذا يعني من وجهة النظر الغربية أن جدرانا جديدة سترتفع في العالم.