جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 19-07-2015
• قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية إن حصول إيران على الأموال المجمدة بعد الاتفاق النووي سيجعل من مهمة طهران أكثر سهولة في دعم الإرهاب، وأضافت أن إيران وافقت على الصفقة في الأصل من أجل الحصول على ما يزيد على مئة من المليارات المحجوزة، ولفتت المجلة إلى أن إيران توظف وكلاءها لزعزعة الاستقرار في بعض أنحاء الشرق الأوسط، وأنها ستضخ الكثير من المال لدعم خزائن الإرهابيين، وأشارت إلى أن ما يزيد الطين بلة في اتفاق النووي، هو ما يتمثل في إمكانية الإفراج عن الأموال المجمدة، والتي ستوظفها إيران في دعم الجماعات الإرهابية، موضحة أن إيران ستضخ المليارات إلى نظام بشار الأسد، وإلى "حزب الله" في لبنان وإلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وجماعة الحوثي في اليمن.
• أشارت صحيفة ذي كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية إلى أن إيران بلا عقوبات يعني أنها ستضخ المليارات إلى وكلائها في الشرق الأوسط، وهم الذين يتسببون في زعزعة استقرار المنطقة كما في سوريا والعراق واليمن، وأوضحت أن السعودية ستتخذ إجراءاتها المحتملة قبل حصول إيران على ما يزيد على مئة مليار دولار، والتي يقضي الاتفاق بالإفراج عنها في وقت مبكر من العام القادم، وأشارت إلى أن طهران تدعم "النظام السوري" بالمليارات، وأضافت أن السعودية تعتزم اتخاذ إجراءات لمواجهة إيران في كل من اليمن وسوريا، وذلك قبل تعافي الاقتصاد الإيراني الذي سيبدأ عند حصول طهران على أموالها المجمدة، وأضافت أن هناك مؤشرات على عزم السعودية تعزيز علاقاتها مع كل من روسيا والصين.
• نطالع في صحيفة الشرق الأوسط مقالا لفايز سارة بعنوان "الحرب غير المسلحة على «داعش»"، الكاتب اعتبر أن سبب النتائج الكارثية للحرب على «داعش» لا تعود إلى العقلية، التي تجري الحرب في ظلالها، وهي التركيز على عمليات القصف، التي لا تخلو من جانب دعائي – استعراضي فقط، بل لأنها تأخذ طابعًا محدودًا، ولا تترافق بعمليات برية موازية، مبرزا أنه في حالات المعارك البرية، فإن الدعم الجوي محدود، والقوى المنخرطة في الحرب عليها التباسات سياسية طائفية وعرقية، تدلل عليها، أن الحرب عمادها تشكيلات شيعية وأخرى كردية في العراق وسوريا، ورأى الكاتب أن الأهم في أسباب النتائج الكارثية للحرب على «داعش»، أنها تكاد تكون مقتصرة على العمليات المسلحة الجوية والبرية بخصوصياتها المشار إليها، مما يعني إهمال أو عدم الاهتمام بالجوانب الأخرى من الحرب، التي ينبغي أن تكون شاملة ضد «داعش» خصوصًا وضد الإرهاب والتطرف الذي يمثل «داعش» قمة جبل الجليد فيه، وهي جوانب لها طابع الحرب السلمية البعيدة عن قعقعة السلاح، وشلالات الدم، لكنه الأقوى والأشد تأثيرًا والأفضل في نتائجها بالمعنى العميق، وأوضح أن الحرب على التطرف والإرهاب تحتاج إلى قوة، تمثل القوة العسكرية أحد تجسيداتها العملية، لكنها ينبغي أن تكون الفصل الأخير أو قريبًا من ذلك، وقبلها ينبغي أن توضع استراتيجية أو رؤية شاملة، تدعم الجوانب غير المسلحة في تلك الحرب، والتي تمثل نسفًا للأسس التي يقوم عليها التطرف والإرهاب، وتتولد من خلفياته جماعات مثل «داعش» و"حزب الله" اللبناني ونظام الأسد وغيرهم.
• صحيفة الحياة اللندنية نشرت مقالا لعمر قدور تحت عنوان "«شعوب سوريةٌ» قيد التكوين"، الكاتب أشار إلى أن غالبية النشطاء السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي استقبلوا خبر تشكيل جيش للعشائر قوامه 15 ألف مقاتل بالسخرية، وبين أن مبعث السخرية الأكثر مرارة قد يكون المقارنة بين مُثل المواطنة التي يؤمن بها هؤلاء والواقع الذي يسير في الاتجاه المعاكس، ومبعثها الآخر الاعتياد على رؤية سورية كدولة، أو على الأقل كمشروع دولة يمكن البناء عليه، مبرزا أن الوقائع أثبتت خطأ الثورة، وأظهرت أن المجاز المسمى سورية لم يعد قائماً في الواقع سوى على السلطة التي أتت على الضد منها، وأوضح الكاتب أن التمايز في معسكر النظام بدأ بحزب كردي تربطه صلات جيدة، به فقد أخذ يتسع بتنسيق الحزب نفسه مع قوات التحالف الدولي ضد «داعش»، وراحت بوادره تظهر جنوباً من خلال ظاهرة «شيوخ الكرامة» في محافظة السويداء، أما في في معسكر المعارضة رأى الكاتب أنه مع مرور الوقت يتبين أن الأيديولوجية الدينية «السنية» غير كافية وحدها للملمة شتات المختلفين، ففي حين يسيطر المتشددون شمالاً، لا يستطيع المعتدلون التقدم من جبهة الجنوب، فيما بينهما جزر محاصرة لمقاتلين محليين أو لأمراء حرب على شاكلة إمارة زهران علوش، معتبرا أنه لن يكون مستجداً يدعو للاستغراب تقدّمُ العشائر لتحتل موقعاً ضمن هذه اللوحة.
• تحت عنوان "دولة في الهاوية" كتب ميشيل كيلو مقاله في صحيفة العربي الجديد، أبرز فيه أن الثورة السورية التي نشبت من أجل تغيير نمط الدولة، قد قادتها الفئات التي تولّت أمورها، بتوجيه ودعم من قوى خارجية ترفض الثورة كمبدأ وكممارسة، إلى فوضى فاقمها عجز"قيادتها" عن فهم ما يجري واستباق مخاطره، مبينا أن انزياح الثورة عن أهدافها تعاضم بفعل دخول قوى معادية لها إلى ساحتها، بدعم عربي/ إقليمي/ دولي أغرقها في أوضاع أفقدت المنخرطين فيها السيطرة على مجرياتها، ووضعتهم في خدمة مصالح خارجية وشخصية، عوض أن يضعوا كل شيء في خدمتها، ولفت الكاتب إلى أنه بذلك، تحوّل النضال في سبيل نمط جديد من الدولة يلبي مطلب الحرية المجتمعي إلى فوضى ساعدت النظام في سعيه لإلغاء الدولة والشعب، وأحلّت محلهما "تكوينات عصاباتية" جسّدها عند قاع المجتمع أمراء حرب محليون، مقتتلون/ متناحرون، وشدد الكاتب على أنه عندما تبلغ الثورة مرحلة كهذه، يصير انتصارها مستبعداً أو مستحيلاً، مؤكدا أن الثورة لا تبلغ غاياتها إلا في إطار الدولة، ولا تحقق أهدافها خارجها، ولا تستحق أن تسمّى ثورة، إلا بقدر ما تنجح في توطيد نفسها بعد انتصارها على أسس تعبّر عن حاجة قوى المجتمع الجديدة إلى دولة.