جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 19-05-2015
• قالت صحيفة ذي كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية في افتتاحيتها إن نهاية الحرب التي تعصف بسوريا منذ أكثر من أربع سنوات بدأت تلوح في الأفق، ودعت إلى ضرورة وضع الخطط اللازمة لمرحلة ما بعد الحرب، وأشارت الصحيفة إلى أنه بالرغم من أن الرئيس باراك أوباما تردد في نشر قوات أميركية داخل سوريا، فإنه أرسل قبل أيام قوات خاصة من جيشه في غارة على دير الزور شرقي سوريا، وقتلت هذه القوات أحد كبار قيادات تنظيم "الدولة الإسلامية" في المنطقة، ودعت الصحيفة أوباما إلى إعادة مراجعة تهديده الذي أعلنه في 2013 والمتعلق بتوجيه ضربة جوية لـ"النظام السوري"، وخاصة بعد أن اكتشف المفتشون الدوليون أن "النظام السوري" أخفى أسلحة كيميائية عقب إعلانه أنه تخلص منها بشكل كامل، وأضافت أن الرئيس أوباما يدعم تحالفا مكونا من كل من السعودية وتركيا وقطر، وأن هذا التحالف الجديد يقوم بإعداد قوات معارضة سورية باتت تعرف باسم "جيش الفتح"، وذلك من أجل شن هجوم كبير على قوات الأسد، كما أشارت إلى أن الولايات المتحدة طلبت الأسبوع الماضي مساعدة من روسيا لوضع حد للحرب في سوريا، وإلى أن الدعم الإيراني لنظام الأسد قد يضعف إذا سارت المفاوضات الأميركية الإيرانية على ما يرام، وأكدت الصحيفة ضرورة التخطيط لمرحلة ما بعد الحرب، وأوضحت أن معارضة الطاغية وتخليص سوريا من الإرهابيين ومن الأسلحة الكيميائية تعتبر أمورا معروفة، ولكن ما يوازي ذلك من حيث الأهمية هو ضرورة تحمل المسؤولية في إيجاد سلام عادل في تلك المرحلة، وأوضحت أن هناك الملايين من اللاجئين السوريين ممن يحتاجون إلى إعادة إسكان، وأنه يجب تشكيل حكومة جديدة تكون ديمقراطية، وأن سوريا تحتاج إلى مساعدات هائلة، واختتمت بالقول إنه يجب على الولايات المتحدة ألا تكرر في سوريا غلطتها التي اقترفتها في كل من العراق وأفغانستان.
أشارت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية إلى أن نوابا أميركيين أشادوا البارحة بالغارة الأميركية التي أسفرت عن مقتل قيادي في تنظيم الدولة، ولكنهم حذروا من أن الولايات المتحدة لا تزال تواجه اضطرابات مستمرة في الشرق الأوسط، وأوضحت أن عددا من النواب الأميركيين أعربوا عن ثنائهم على الغارة التي شنتها قوات خاصة أميركية قبل أيام على دير الزور شرقي سوريا، ولكنهم أشاروا في الوقت نفسه إلى أن القيادي "أبو سياف" الذي قتلته القوات الأميركية في سوريا ليس من ضمن العشرة الذين يشكلون القيادات الرفيعة في تنظيم الدولة، وأن مقتله لن يؤثر على مسار الأحداث في سوريا أو الشرق الأوسط.
• كشفت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية عن تفاصيل أكثر للعملية التي نفذتها قوات أمريكية في دير الزور شرق سوريا وانتهت باعتقال زوجة القيادي في تنظيم الدولة أبو سياف، بالإضافة إلى مقتل أبو سياف وعدد آخر من المسلحين، وقالت الصحيفة، إن القوة الأمريكية عثرت على العديد من الموجودات داخل منزل أبو سياف، منها أجهزة كمبيوتر محمول وهواتف خلوية وتحف أثرية ومقتنيات تاريخية من بينها الكتاب المقدس للأشوريين وقطع نقدية عتيقة، وتتابع الصحيفة، أن القوات الأمريكية التي نفذت العملية قامت بتحرير فتاة إيزيدية عراقية شابة كانت تعمل في منزل أبو سياف وزوجته، وهي على ما يبدو فتاة استعبدها التنظيم عقب سيطرته على مناطق الإيزيدية شمال العراق حيث تم بيع العشرات منهم كسبايا، وتؤكد الواشنطن بوست، أن القوة الأمريكية قامت بنقل الفتاة الإيزيدية مع زوجة أبو سياف إلى قاعدة في العراق، حيث تم تنفيذ العملية فجر السبت، مشيرة إلى أن الطائرة التي نقلت زوجة أبو سياف والفتاة الإيزيدية، وهي من نوع بلاك هوك.
• خصصت الغارديان البريطانية أحد مقاليها الافتتاحيين للأزمة السورية تحت عنوان "السلام على الأرض رهن صراعات لم تحسم في المنطقة"، واستهل المقال بالإشارة إلى تراجع الاهتمام الإعلامي بالمباحثات الجارية في جنيف بشأن الأزمة السورية، وترى الصحيفة أنها لا تعدو كونها محاولة دبلوماسية كلاسيكية للمحافظة على استمرار قنوات التواصل مفتوحة في ظل الواقع المرتبك، وذلك أملا في الاستفادة منها حال تغير الواقع وظهور أي فرص جديدة، وذكرت الغارديان أن الأزمة السورية لطالما كانت جزءا من صراع إقليمي أوسع بين إيران ودول سنية تقودها السعودية، وأضافت أن هذا الصراع تأثر كثيرا بشكل العلاقة بين الولايات المتحدة وإيران وظهور الجهاديين والمواجهة بين الغرب وروسيا، وتناول المقال تغيرات طرأت على العناصر المتحكمة في تطور الصراع السوري، مشيرا إلى أن مباحثات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في روسيا الأسبوع الماضي ألمحت إلى تراجع في الخلاف الأمريكي الروسي بشأن سوريا، وتساءل عما إذا كانت إيران ستكتفي بتسوية خلافاتها مع الغرب بشأن برنامجها النووي، وتنأى بنفسها عن سوريا، وتقنع بتنامي نفوذها في العراق، وأشارت الغارديان إلى أنه من السابق لأوانه الحكم على السياسة الخارجية السعودية التي تتدخل عسكريا في اليمن، ولا تزال تدعم حكم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
• رأت صحيفة ليبراسيون الفرنسية أن الولايات المتحدة قد اتخذت خطوة جديدة في حربها ضد تنظيم "داعش" بعد أن قامت في نهاية الأسبوع المنصرم بعملية إنزال لعشرات الجنود من القوات الخاصة الأمريكية على الأراضي السورية قادمين من العراق على متن طائرات الهليكوبتر، وقالت الصحيفة ان العملية تهدف أساساً إلى إلقاء القبض على المدعو أبو سياف، الذي تقول واشنطن إنه هو من يتولى الأمور المالية لتنظيم "داعش"، وبأنه المكلف بشكل خاص بالإشراف على تهريب النفط والغاز اللذان يعتبران من أهم مصادر الدخل للتنظيم، لكن أبو سياف قد قتل خلال العملية وقتل معه عشرات من مقاتلي التنظيم، وفي الجانب الآخر لم يصب جندي أو مدني أمريكي، وتشير الصحيفة نقلا عن صحيفة نيويورك تايمز إلى أن الولايات المتحدة تجاوزت تخلفها من الناحية الاستخباراتية، حيث أنها أصبحت تمتلك شبكة محدودة ولكنها في تزايد من المخبرين في سوريا، وتضيف الصحيفة الأمريكية بأن هذه الشبكة من المخبرين وضعت بمشقة من قبل وكالة المخابرات المركزية والبنتاغون.
• في صحيفة الشرق الأوسط نقرأ مقالا لعبد الرحمن الراشد تحت عنوان "صعود وصعود «داعش»!"، تطرق فيه إلى سقوط الرمادي، عاصمة محافظة الأنبار العراقية بيد تنظيم "داعش"، بعد نحو عام فقط من سقوط الموصل، عاصمة محافظة نينوى، موضحا أننا أمام دولة سرطانية تكبر حجما وخطرا في كل من العراق وسوريا، وتهدد الجوار الأردني والسعودي، أيضًا، ورأى الكاتب أن إيران هي أحد الكاسبين من تمدد "داعش"؛ فقد أصبح العراق دولة فاشلة يحتاج إلى دعم الإيرانيين، منوها إلى أن حكومة طهران عرضت استعدادها لإرسال المزيد من الدعم العسكري، لتعيد التجربة السورية، حتى أصبح النظام السياسي يعتمد بشكل أساسي على القوة الإيرانية، في حماية نظام الأسد، ولفت الكاتب إلى أنه وبسبب انتصارات "داعش" يتحول العراق، الغني والاستراتيجي، مع الوقت إلى محافظة إيرانية، وبعد أن أشار إلى عدم غرابة استمرار الهزائم، أكد الكاتب أن القوى العراقية الشيعية المتطرفة، بما فيها قيادة "الحشد الشعبي"، وهي ميليشيات طائفية، ترفض مبدأ تسليح عشائر الأنبار من أجل الدفاع عن مناطقها وأهاليها ضد هجمات "داعش"، وخلص الكاتب إلى أن سقوط عاصمة الأنبار، وتمدد التنظيم الإرهابي يعطي الإيرانيين مسوغات شبيهة بما فعلوه في سوريا.
• نطالع في صحيفة المستقبل اللبنانية مقالا لأسعد حيدر بعنوان "إيران تريد الأنبار المفتوح جغرافياً على سوريا والأردن والسعودية"، رأى فيه أن إيران تريد مدّ نفوذها بأي طريقة وأي ثمن على الأنبار، عبر المشاركة مباشرة وأيضاً عبر قوات "الحشد" لتحرير الرمادي من "داعش"، وأوضح أن الأنبار هو "قلعة" السُنَّة العراقيين الذي أتعب الأميركيين، وللأنبار حدود مشتركة مفتوحة على كل من: سوريا والاردن والسعودية، مبينا أن إمساك إيران بالأنبار يعني أنّها فتحت مسرباً للنظام الأسدي، وباباً للضغط على الأردن، وفتحت جبهة واسعة ضدّ السعودية، وأخيراً قدّمت مثالاً ميدانياً للعراقيين بأنّ عليهم عدم الاعتماد على الأميركيين لأنّ فشلهم بارز وواضح، وفي الوقت نفسه تقدّم للأميركيين سبباً إضافياً للاعتماد عليها في الحرب ضدّ "داعش"، مع ما يعني كل ذلك من مقايضات في ملفات وساحات أخرى، ولفت الكاتب إلى أن الولي الفقيه وكل النظام الإيراني يعرفون أنّ سوريا انتهت، لكن طبعاً لن يستسلموا، منوها إلى أن المفاوضات تشكّل باباً للحل السياسي الذي يحفظ لهم بعض ما يريدونه، وخلص كاتب المقال إلى أن "إيران الخامنئية" تقاتل بقوّة لتكسب مواقع جديدة وتضمن عدم خسارتها بعض مكاسبها، في وقت يبدو فيه جلياً بعد قمّة كامب دايفيد أنّ الرئيس باراك أوباما ترك لأهل المنطقة خصوصاً العرب منهم "أن يقلعوا شوكهم بأيديهم"، ما يبشّر بصيف خانق من الصدامات الواسعة واستمرار الفراغ الرئاسي في لبنان مفتوحاً على الخريف وربما ما بعده.
• قالت صحيفة القدس العربي إن قوّة أمريكية خاصة فشلت في الوصول إلى هدفها في اعتقال أحد قيادات تنظيم "الدولة الإسلامية"، فيما قتلت عدداً من المقاتلين، من بينهم "أبو سياف" وهو مسؤول عادي في حقل العمر النفطي، كما يصفهُ مصدر خاص في تنظيم "الدولة الإسلامية" للصحيفة خلافاً للرواية الأمريكية التي قالت إنّه المسؤول عن عمليات إدارة النفط والغاز في تنظيم "الدولة الإسلامية"، بحسب الناطقة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي برناديت ميهان، وقال مصدر خاص في تنظيم الدولة لـ"القدس العربي" هو أحد المسؤولين الفنيين في محطة كهرباء حقل العمر النفطي، ورفض الكشف عن اسمه بدعوى، أنّه ليس مخولاً بالحديث إلى وسائل الإعلام، إنّ أربع طائراتٍ مروحية، تساندها طائرتا أباتشي، نفذّت إنزالاً على مبان سكنية تابعة لحقل العمر النفطي فجر أمس الأول السبت، حيث سمعتُ أصواتَ تبادل إطلاق نار كثيف لأكثر من نصف ساعة، إضافةً إلى أصواتِ انفجاراتٍ ناجمة عن استخدام المهاجمين لقنابلَ يدوية، وربّما خسرت القوة المهاجمة بعضاً من جنودها، وحول خسائر التنظيم قال المصدر الخاص للصحيفة: إن القوّة المهاجمة تمكنت من قتلِ أربعةَ مقاتلين، من بينهم أبو مريم الشامي سوري الجنسية، وأبو تميم الجزراوي سعودي الجنسية، إضافةً إلى أبي سياف الذي أعلنت السلطات الأمريكية أنّه قيادي في تنظيم الدولة، وهي معلومة تفتقر إلى الدقّةِ، حيث أنّه يشغل منصب مسؤول العلاقات مع العشائر والتجار في الحقل النفطي فقط، وليس على مستوى كل دير الزور، وهو يتنقل عادةً دون مرافقة أو حماية، كأي مقاتلٍ عادي، ولم يستطع المصدر الخاص نفي أو تأكيد نبأ اعتقال زوجة أبي سياف، بسبب فرض التنظيم حظراً للتجوال في المجمّع السكني الذي جرت فيه الاشتباكات، وأضاف المصدر للصحيفة أن أهمية الهدف الذي حققته عملية الانزال التي سبقتها ساعات من الطيران في سماء المنطقة، لا تستحق عملية خاصة بموافقة الرئيس باراك أوباما، وحتى الهدف المعلن "أبو سياف" فهو ليس من قيادات الصف الأول، أو الثاني، في التنظيم، وأن جميع من قُتلوا هم من الإداريين والعاملين في الحقل النفطي وليسوا قياديين في التنظيم.
• كتبت صحيفة العرب اليوم الأردنية، في مقال بعنوان "تجدد الأوهام حول سوريا"، أن صحفا ومواقع وفضائيات معروفة بمناهضتها لـ"النظام السوري" عموما ولبشار الأسد خصوصا، بدأت تتحدث، عند اندلاع الأزمة السورية قبل أربعة أعوام، عن الأيام المعدودة للأسد ورحيله الوشيك وتخلي إيران وروسيا عنه، مضيفة أن هذه الحملة زادت بعد سيطرة المعارضة على مدينة حمص وفرار بعض العسكريين والدبلوماسيين وتشكيلهم ما عرف بالجيش الحر، وبعد أن لاحظ كاتب المقال، بالخصوص، أن دعم إيران وروسيا لسوريا لا يتعلق بالتزامات خاصة، بل بالأمن القومي لهما وبمصالحهما العليا، قال ها هي الأزمة على مشارف العام الخامس، ومرت الأعوام والأعياد عيدا بعد عيد، والأسد يربض على الهضبة المطلة على العاصمة دمشق، ليخلص إلى أن رجال السياسة الحصفاء والأذكياء لا يرسمون ويبنون مواقفهم على "شبر مي" أو احتقانات أو توترات أو إيقاعات لتحسين ميزان القوى على أبواب مؤتمر أو اجتماع أو صفقة، بل بعقل بارد وبمقاربات استراتيجية ترى رقعة الشطرنج بكاملها.