جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 19-02-2015
• قالت صحيفة واشنطن بوست إن أمريكا قررت تزويد بعض الثوار السوريين بمركبات مزودة برشاشات و أجهزة اتصال، قادرة على استدعاء الطيران الحربي الأمريكي، رغبة منها في تكرار تجربة القوات الكردية التي ساعدها الطيران الأمريكي على التفوق على تنظيم "داعش"، وأشارت الصحيفة إلى أن الخطة هذه تأتي في الوقت الذي تحضر فيه أمريكا لبدء تدريب الثوار المعتدلين، الذين يقاتلون على جبهتين، ضد النظام و المتطرفين، ونقلت عن مسؤولين في وزارة الدفاع قولهم إن المدربين العسكريين الأمريكان سيكونون في الأردن في الأول من الشهر القادم، فيما سيفتح مركز آخر قريباً في تركيا، وأوضحت أن أمريكا ستنظر بعد ذلك في الزج بما اسمته "القوة السورية الجديدة" في ميدان القتال بسوريا، وفق مسؤول أمريكي، وبينت الصحيفة أن كل مجموعة من الثوار مكونة من 4 إلى 6 عناصر ستعطى سيارة بيك اب "تويوتا هاي لوكس"، مزودة برشاش أوتوماتيكي، ونظام اتصال، ونظام تحديد مواقع عالمي، يمكنهم من الاتصال وطلب تنفيذ غارات جوية، كما سيتم منحهم قذائف مورتر، لافتة إلى أن الإدارة لم تقرر بعد إمكانية منحهم أسلحة متقدمة مضادة للمدرعات، وقالت الصحيفة إن الإدارة الأمريكية تتعامل مع المسائل القانونية للبرنامج، بما فيها السؤال المثير للجدل، وهو هل سيكون عليها مواجهة قوات بشار الأسد إن حاولت قتال الثوار المدربين أمريكياً، سيما إن أمريكا ليست في حالة حرب مع سوريا رسمياً، ويقول مسؤولون إن البيت الأبيض لم يمنح الضوء الأخضر لدعم الثوار، إن كانوا في معركة مع القوات النظامية، ما دفع مشرعين أمريكيين كجون ماكين و ليدنسي غراهام إلى انتقاد حملة أمريكا في سوريا، التي يرون إن فرص نجاحها ضعيفة، وتساءل غراهام: كيف يمكننا تدريب الجيش السوري الحر أو أي قوة أخرى في سوريا إن لم نتعامل مع خطر طيران الأسد.
• نشرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز مقالا للرئيس الأميركي باراك أوباما، قال فيه إن القوة العسكرية وحدها لن تكون هي الحل لمشكلة "التطرف الذي يستخدم العنف"، بل يجب أن يتوحد الناس على مستوى العالم وعلى مستوى أميركا لمواجهة من يقومون بالدعاية، والتجنيد والدعم، أي من لا ينخرطون مباشرة في تنفيذ الأعمال "الإرهابية"، لكنهم يحرضون الآخرين، مشيرا إلى مؤتمر القمة العالمي الذي ينظمه البيت الأبيض بمشاركة ممثلين من أكثر من ستين دولة بواشنطن هذا الأسبوع، وقال إن تركيزهم سينصب على تمكين المجتمعات المحلية، وجدد أوباما في مقاله ما ظل يقوله من قبل إن تنظيم الدولة يتبنى تفسيرا "معوجا" للإسلام يرفضه أغلب المسلمين، ودعا المجتمع الدولي إلى تعزيز صوت المسلمين الذين يتبنون الطبيعة "الحقيقية" السلمية للإسلام، وضرب أوباما أمثلة لسياسات عملية لمجابهة "التطرف" مثل نشر شهادات "المتطرفين" سابقا الذين تخلوا عن أفكارهم حول كيفية تزوير رسالة الإسلام الحقيقية، ومساعدة الشباب على تطوير أدوات التواصل الاجتماعي لمجابهة ما ينشره "المتطرفون"، ودعم أسر الفقراء وتعليمهم ودعم القادة المعتدلين، كما اعتبر أوباما في مقاله أن الجهود ضد التطرف لن تنجح إلا إذا استطاعت المجتمعات مخاطبة المظالم عبر العمليات الديمقراطية وتعزيز منظمات المجتمع المدني، لافتا إلى أن تنظيم الدولة والقاعدة لا يزالان يكذبان ويقولان إن الولايات المتحدة في حرب ضد الإسلام.
• قالت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية في افتتاحيتها إن أفضل الطرق لمواجهة تنظيم الدولة هو إضاءة الفراغ المظلم للمجموعات المتطرفة، وأشارت إلى أن أوباما ظل يتحدث عن تنظيم الدولة بما لا يتمتع به "ليس إسلاميا" أو ببساطة بما يفعله "أعمال العنف والقمع"، ويقول إن للتنظيم أيديولوجية، لكنها فاسدة أخلاقيا وبالتالي لا صلة لها بأي دين، وأضافت الصحيفة أن منتقدي أوباما يفضلون لو أنه ألقى اللوم على الإسلام نفسه، أو على الأقل تفسيرات الفقهاء التي عفا عليها الزمن حتى لو كانت مثيرة لغضب المسلمين السلميين، وقالت إن أوباما اختار منذ سنوات أن ينظر لـ"المجموعات المتطرفة" على أنها تقوم على أوهام تتطلب الهدم مثلما تتطلب مخابئها الضرب بالقوة العسكرية.
• نشرت صحيفة الغارديان البريطانية مقالا للصحفية السورية زينة ارحيم تتحدث فيه عن تعامل الغرب مع السوريين الذين ثاروا على نظام الأسد، وتقول كاتبة المقال إننا تعرضنا لاعتداء الدكتاتور ثم تنظيم "الدولة الإسلامية"، وينعتنا الغرب اليوم بأننا أخطر المتشددين الإسلاميين، وتروي الكاتبة قصة صيدلي يبلغ من العمر 30 عاما تعرض للاختطاف الأسبوع الماضي في حلب على يد تنظيم "الدولة الإسلامية"، لافتة إلى أن الصيدلي مسلم ملتزم ولكنه بالنسبة للتنظيم علماني لمجرد أن يعترض على أفعالهم، موضحة أن المفارقة أنه من جهة علماني خطير بالنسبة للتنظيم وفي الوقت ذاته إسلامي مشتدد وخطير في نظر الغرب، فالرجل، مثلما تؤكد الصحفية، تحمل المخاطر وبقي في حلب بعد سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" عليها، لمساعدة الأهالي، مثلما فعل العديد من الأطباء والعاملين في القطاع الصحي، ولكنهم اليوم ينعتون "بالإرهابيين" أينما حلوا، لمجرد أنهم كانوا في مناطق سيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية"، وقد منع هو وعدد من الأطباء من دخول تركيا الشهر الماضي، وقال لهم أحد حرس الحدود عودوا إلى "دولتكم الإسلامية".
• في صحيفة الشرق الأوسط نقرأ مقالا لصالح القلاب تحت عنوان "إيران تسعى لحدود مع الأردن وتستكمل هلالها الطائفي!!"، أشار فيه إلى أن بشار الأسد ومعه وزير خارجيته وليد المعلم قد بادرا فورا، بعد مباشرة الأردن بالغارات الجوية على تنظيم "داعش" ومواقعه في منطقة الرقة السورية ردا على الجريمة التي ارتكبها هذا التنظيم الإرهابي فعلا بحق الطيار الأردني معاذ الكساسبة، إلى اتهام المملكة الأردنية الهاشمية بمساندة الإرهاب، معتبرا أن يؤكد على أن هناك أرضية مشتركة بين "النظام السوري" وهذه الدولة الشيطانية التي هي صناعة إيرانية كانت بدأت مبكرا حتى قبل الغزو الأميركي للعراق في عام 2003، ورأى القلاب أن هذه الاتهامات جاءت مقدمة لاستيراد مزيد من التشكيلات المذهبية والطائفية، ومن بينها تشكيل جديد باسم "الفاطميون"، وتركيزها في الجنوب والجنوب الغربي من العاصمة دمشق ليس في اتجاه الاحتلال الإسرائيلي لهضبة الجولان السورية، وإنما في اتجاه الحدود الأردنية، وبعد أن أبرز بأن إيران قد أطلقت على أحد ألويتها الطائفية التي دفعت بها أخيرا نحو الحدود الأردنية - السورية اسم "الفاطميون"، نوه الكاتب إلى أن إيران تحاول استكمال ضم ما تبقى مما يسمى "العائلة الشيعية" إلى المذهب الجعفري الاثني عشري بوضع الطائفة الإسماعيلية، التي مركزها مدينة "السلمية" في سوريا، تحت جناحيها على غرار ما حدث مع العلويين والزيديين.
• قالت صحيفة الحياة اللندنية في افتتاحيتها إن المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا يتوجه إلى واشنطن للحصول على دعمها لخطته "تجميد" القتال في حلب في وقت طالب الائتلاف الوطني السوري المعارض بقرار دولي مُلزم لفرض الحل السياسي بعد إعلان دي ميستورا أن النظام وافق على وقف قصف حلب لمدة ستة أسابيع، ونقلت الصحيفة عن مصادر أن المبعوث الدولي سيتوجه من نيويورك إلى واشنطن للقاء مسؤولين أميركيين بعد محادثاته في الأمم المتحدة وإعلانه مساء أول من أمس موافقة حكومة الاسد لوقف كل عمليات القصف الجوي والمدفعي لمدة ستة أسابيع في كل أنحاء مدينة حلب، وأشارت الحياة إلى أن زيارة دي ميستورا تتزامن مع إعلان الإدارة الأميركية عن بدء تدريب قوة جديدة في سورية مطلع الشهر المقبل بالاتفاق مع شركاء إقليميين أبرزهم تركيا، موضحة أن الدفعة الأولى تشمل ثلاثة آلاف مقاتل سينتهي تجهيزهم وتدريبهم خلال ثماني أسابيع من أول آذار (مارس) كحد أقصى وإرسالهم الى سورية بعدها في مهمة تنحصر بمحاربة تنظيم "داعش" بغطاء جوي من التحالف، كما نقلت الصحيفة عن الناطق باسم الائتلاف سالم مسلط مطالبته مجلس الأمن بإصدار قرار تحت الفصل السابع يشكل إلزاماً حقيقياً للنظام ويفرض حلاً عادلاً يشمل خطوات فورية تضمن حماية المدنيين في سورية، وأشار مسلط إلى أنه تزامناً مع إعلان دي ميستورا شنت قوات النظام مدعومة بالحرس الثوري الإيراني وعناصر "حزب الله" حملة شرسة على مناطق في ريف مدينة حلب الشمالي بالتوازي مع شن "حزب الله" مدعومة بالحرس الثوري حملة عسكرية على محافظة درعا، معتبرا أن ذلك يقدم المعنى الحقيقي لموافقة النظام على وقف القصف وتظهر بشكل لا لبس فيه أن نظام الأسد لا يمكن أن يُقدم كشريك في أي حل سياسي.
• تحت عنوان "?التخبط في الوحل السوري" اعتبر فداء عيتاني في صحيفة القدس العربي أن التخبط الإيراني في الوحل السوري في موسم الشتاء هذا قد بدأ، موضحا أن الأمور لم تعد مجرد نزهة، وقد تجاوزت طموحات إيران كما يبدو قدراتها وقدرات حلفائها، ورأى الكاتب أن الحرب المتسرعة التي تشن الآن جاءت لاستغلال عدد من العوامل قد لا تجد انتصاراتها الباهرة كما يحصل في اليمن، مبينا أن العامل الأول المغري على الحرب العاجلة في سوريا كان انخفاض اسعار النفط عالميا وتضرر إيران من ذلك، ومحاولتها تغيير المعادلة قبل أن تصل الأضرار المالية إلى الجانب العسكري التابع للحرس الثوري، مع ما يعانيه الحرس الثوري من انتقادات داخلية، أما العامل الثاني المغري فهو كما يقول الكاتب انتقال السلطة في المملكة العربية السعودية ودخول القيادة السعودية في عملية التسلم والتسليم المليئة بالحذر وبالريبة في القصور والمقرات الملكية، والتي عادة ما تجري ببطء شديد، منوها إلى العامل الثالث وهو بداية حل الخلافات القطرية السعودية، والتركية الأمريكية، ومحاولة ترميم صف مجموعة قوى لا تتفق مصالحها على الكثير في الأراضي السورية، والتي لطالما كانت عامل تشتيت للقوى الثائرة في الداخل السوري وبين صفوف المعارضة الخارجية، وبالنسبة للعامل الرابع فهو بحسب الكاتب، حالة الضعف التي تنتاب الفصائل المقاتلة في سوريا، وتمدد القوى الإسلامية الجهادية على حساب القوى الثائرة والمنتفضة، ومحاولة الجبهة الجنوبية في الجيش الحر توحيد قواها، منوها إلى أنها مبادرة بحال نجاحها ستشكل نموذجا تحتذيه باقي المناطق مما سيرفع من قدرة المجموعات على القتال في مناطق لا تزال تعتبرها إيران حاجة لاستراتيجيتها كالجنوب السوري، ويعتبرها النظام ضرورة لاستمراره كمدينة حلب والحدود مع تركيا.