جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 17-04-2015
• ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن إحدى الجماعات الفلسطينية التي تقاتل لإسقاط بشار الأسد واجهت هذا الشهر خيارا صعبا بعد اقتحام مقاتلي تنظيم الدولة لحيهم في مخيم اليرموك بضواحي العاصمة السورية، إما أن يقاتلوا مع هؤلاء المتطرفين أو مع "النظام السوري"، وأشارت الصحيفة إلى أن الجماعة الملقبة بـ"أكناف بيت المقدس" اختارت ما اعتبرته أخف الضررين، فانضمت إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الموالية للأسد والفصائل الفلسطينية الأخرى الموالية للحكومة للمساعدة في طرد التنظيم من المخيم، كما صرح بذلك المتحدث باسم الجبهة الشعبية سعيد زياد، واعتبرت الصحيفة هذا التغير الكامل والمفاجئ من قبل بعض مقاتلي أكناف المقدس إنما يمثل نصرا رمزيا للأسد في الحرب المستمرة منذ أكثر من أربع سنوات التي راح ضحيتها نحو 220 ألف شخص وشردت أكثر من 11.5 مليونا آخرين.
• في صحيفة الحياة اللندنية نقرأ مقالا لماجد كيالي تحت عنوان "ثورة السوريين وأساطير الفلسطينيين"، أشار فيه إلى أن الفلسطينيين قد عانوا من "النظام السوري" كما عانى السوريون، طوال العقود الماضية، موضحا أنهم قد عانوا من بطشه بالبيئات الشعبية السورية، التي اعتبرها بمثابة بيئات حاضنة للثورة، معتبراً مخيمات الفلسطينيين جزءاً منها، ولفت كاتب المقال إلى أنه ومع اندلاع الثورة، صدرت تصريحات عدة من المسؤولين السوريين تلقي المسؤولية عما يجري على عاتق الفلسطينيين، في مخيمي اللاجئين في اللاذقية ودرعا، أي أنه من الأشهر الأولى لعام 2011، بدأ إقحام الفلسطينيين في الصراع السوري، حيث ساهمت الفصائل التابعة للنظام في ذلك بادعائها أن ما يجري مؤامرة على سورية، وعلى المقاومة، وأنها ستدافع عن النظام من منطلقات وطنية وقومية، وهو ما عبر عنه أحمد جبريل، الأمين العام للجبهة الشعبية - القيادة العامة، وأكد الكاتب في مقاله أن الحصار على مخيك اليرموك (أواخر 2012) تم من النظام بإرادة وتصميم مسبقين، قبل ظهور «جبهة النصرة» و «داعش»، وهو حصار مرّ عليه 25 شهراً، مبينا أن النظام كان يبرر حصاره المخيم وقطعه الماء والكهرباء والغذاء والدواء عنه، بحجة الجماعات الإرهابية التكفيرية، ويساعده في الترويج لذلك بعض الفصائل الفلسطينية، وحتى بعض المثقفين الفلسطينيين، في حين تبين بعد هجمة «داعش» و «النصرة» أن المخيم تحت حماية أبنائه، من الشبان الذين بقوا فيه، مع وجود حالة عسكرية تابعة لـ «حماس»، نشأت في ظل الحصار، وبسبب الحصار، وليس قبله.
• تحت عنوان "?بعد موسكو2… جنيف 3 أم عاصفة حزم لسوريا؟"، أشار بكر صدقي في صحيفة القدس العربي إلى أن منتدى موسكو 2 الذي انتهى قبل أيام، يبدو في ضوء تطورات المنطقة، كما لو كان خارج السياق العام، وأوضح أنه كان مجرد مناسبة جديدة لعرض بذاءات رئيس وفد النظام الكيماوي بشار الجعفري واستهانته بمحاوريه من "المعارضة المقبولة"، ولفت الكاتب إلى أنه في حين يترقب الجميع "عاصفة حزم" في سوريا، تزداد مؤشراته باطراد، قائمة على توافق حربي سعودي ـ تركي ـ قطري قد يحظى بتغطية سياسية أمريكية، وألمح إلى أن بعض السيناريوهات التي يتم تداولها تتحدث عن توغل بري تركي في الشمال مع تغطية جوية من الطيران السعودي، قد يمكن قراءة التطورات العسكرية في مدينة حلب ومحيطها القريب بوصفها مقدمة للسيناريو المذكور، منوها إلى أن تحرير القسم المتبقي تحت سيطرة النظام من المدينة من قبل الفصائل العسكرية الموجودة فيها، قد يشجع القيادة التركية على توغل بري لتثبيت الأمر الواقع الجديد الذي سيفرضه تحرير حلب على النظام وظهيره الإيراني، فإذا تمكن طيران التحالف العربي ـ الإقليمي بقيادة السعودية من ضرب الدفاعات الجوية للنظام، يفقد هذا الأخير نقطة تفوقه الأبرز على الثوار وهي السيطرة على الجو، ونوه الكاتب إلى أن إيران تستخدم التناقضات الاجتماعية – السياسية الموجودة داخل بعض بلدان المنطقة، وتدعم جهات محلية في نوع من حروب بالوكالة في صراعها على النفوذ الاقليمي، وبطريقة لا مفر منها تحول هذا المسار إلى صراع شيعي ـ سني اخترق عدداً من الدول، ورأى أنه يمكن توقع الرد الإيراني على توغل تركي محتمل في سوريا بالسعي إلى خلق اضطرابات داخلية في تركيا انطلاقاً من المكون الشيعي ـ العلوي التركي الذي يقدر بنحو 12 مليون نسمة ويشكو من مظلومية تاريخية ازدادت بروزاً بعد وصول حزب العدالة والتنمية الإسلامي إلى الحكم، وأنهى الكاتب مقاله قائلا إن المرجح، على أي حال، ليس اقتراباً من جنيف 3 باتت بعيدة جداً بعد حرب اليمن، بل عاصفة حزم لسوريا ليس واضحاً أي شكل قد تتخذ، وأية نتائج قد تفرز.
• نقرأ في صحيفة الرأي الأردنية مقالا لصالح القلاب بعنوان "روسيا.. الخطوة اللاحقة!"، اعتبر فيه أنه يجب تقدير الموقف الذي اتخذته روسيا في مجلس الأمن بعدم استخدام حق الـ "فيتو" كالعادة والاكتفاء بالامتناع عن التصويت مما حقق لمشروع القرار الذي تقدمت به دول مجلس التعاون الخليجي بشأن الأوضاع في اليمن أكثرية 14 صوتاً من15 صوتاً، ورأى أنه إنجاز من المفترض استغلاله لإنهاء "الاستعصاء" المستمر بالنسبة للأزمة السورية منذ أربعة أعوام وأكثر، ويضيف الكاتب متسائلا: فهل يا ترى سينسحب هذا الموقف الروسي المتقدم جدّاً على الأزمة السورية التي غدت مستفحلة والتي إن بقيت روسيا تتسلح بحق النقض الـ "فيتو" في مجلس الأمن الدولي وتعطل أي محاولات جديدة للحل فإنَّ لا أحد يستطيع التكهن بما ستسببه هذه الأزمة في هذه المنطقة التي هي تقف الآن وبكل دولها على كفِّ عفريت كما يقال؟، مؤكدا أنه من الأفضل لروسيا ألَّا تبقى تراهن على ورقة خاسرة وألَّا تبقى تتمسك بنظام بات في حكم المنتهي عملياً، موضحا أن رهانها يجب أنْ يكون على المستقبل وعلى هذه المنطقة العربية كلها، والمستقبل هو بالتأكيد نظام غير هذا النظام والمستقبل بالنسبة للمصالح الحيوية الروسية هو الشرق الأوسط كله وهو العرب كلهم، وأشار الكاتب إلى أن موقف روسيا الأخير قد وفر أجواء إيجابية تجاه موسكو في الدول العربية كلها وهذا من المفترض أنْ يشجع الروس على إعادة النظر بموقفهم المتصلب المثير للتساؤلات بالنسبة للأزمة السورية، مشددا على أن مصلحة الروس ليست مع أطلال نظام بشار الأسد وإنما مع كل دول هذه المنطقة الإستراتيجية والهامة.
• صحيفة المستقبل اللبنانية نشرت مقالا للكاتب علي نون بعنوان "السؤال عن سوريا؟"، يتساءل فيه عن احتمال وصول "عاصفة الحزم" إلى سوريا، قائلا إن هذا السؤال هو الذي تنتظر غالبية العرب والمسلمين جواباً عنه منذ أربع سنوات، هي عمر هذه النكبة المستحيلة، وأشار الكاتب إلى أن هذا السؤال يُطرح استناداً إلى ما تواتر من أنباء متفرقة في الأيام الماضية عن تنسيق ما يجري بين جهات عربية وإقليمية من أجل القيام بشيء ميداني كبير يجبر بشار الأسد وبقايا سلطته على الإذعان، الذي يعني "تنظيم" خسارته، أي محاولة وضع سقف لتلك الخسارة بما يحفظ احتمالات تسوية تنتج نظاماً يليق بتضحيات السوريين، ولا يغبن جهة أو طرفاً أو مكوّناً من مكوناتهم الوطنية، ولفت إلى أن تلك الأنباء أخذت نَفَساً من السؤال «البريء» الذي طرحه الرئيس الأميركي باراك أوباما في مقابلته الأخيرة مع توماس فريدمان عن سبب «امتناع» العرب عن التحرك في سوريا! منوها إلى أن السؤال يُضمر جواباً في ذاته، أي كأن أوباما يقول إن التحرك لوقف النكبة السورية الذي لا يمكن أن يكون مثمراً من دون توجيه ضربة على نافوخ الأسد وبقايا سلطته، صار ممكناً الآن، والفرصة سانحة، وخلص الكاتب إلى أنه قد يكون مبكّراً توقّع أي تطور كبير قبل الانتهاء من المرحلة الاولى لـِ «عاصفة الحزم» في اليمن، لكن ليس مبكراً مقاربة الوضع السوري النكبوي بطريقة مختلفة عن المرحلة الماضية.. وبما يسمح بتقديم جواب واضح عن السؤال «البريء» الذي طرحه مستر أوباما.