جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 15-02-2015
• نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية مقالا للكاتب نيكولاس كريستوف حول الجهود لتقديم المعونات الإنسانية للسوريين، يبرز فيه دور مجموعة تطلق على نفسها "الخوذات البيضاء" أو "الدفاع المدني السوري"، والتي تقوم بإنقاذ المصابين في التفجيرات والعمليات العسكرية من قبل طرفي الحرب هناك، وقال كريستوف إن عدد أعضاء هذه المجموعة، التي نشأت عام 2013، يبلغ الآن أكثر من 2200 متطوع، أغلبهم رجال مع قليل من النساء، يؤدون عملا رائعا في ظروف غاية في الصعوبة، إذ إنهم لا يتقاضون مرتبات من أي جهة، كما أنهم غير مسلحين، وقد لقي أكثر من ثمانين منهم مصرعهم أثناء تأديتهم عملهم الإنساني، لأن طائرات جيش النظام تعود للقصف مجددا بعد القصف الأول وترمي العاملين في الإنقاذ بالقنابل، وأضاف أن "مجموعة الخوذات البيضاء" لا تميز بين الضحايا إن كانوا موالين للنظام أو المعارضة، الأمر الذي سهّل لهم التحرك خلف خطوط الجميع بما فيهم تنظيم "الدولة الإسلامية"، وأنهم يذكروننا -في ظروف سوريا التي لا تعرف غير القسوة والمعاناة- بقدرة الناس على إظهار الشجاعة والقوة ونكران الذات، واختتم الكاتب مقاله بدعوته المجتمع الدولي لدعم هذه المجموعة، قائلا إنه يبدو أن أقصى ما يمكن تقديمه للسوريين هو التخفيف من معاناتهم الإنسانية في ظل انسداد كل فرص التوصل لحل أزمة البلاد.
• تحت عنوان "تفويض أوباما.. تساؤلات حائرة؟" تطرق إميل أمين في صحيفة الشرق الأوسط إلى طلب الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى الكونغرس بمنحه تفويضا للقضاء على "داعش"، متسائلا هل جاء هذا الطلب ليعكس بالفعل رغبة أميركية حقيقية في إنهاء هذه المأساة أم أن خلف الأكمة ما وراءها، وبخاصة في ضوء الغموض وعدم الوضوح الذي يلف الطلب، ولفت الكاتب إلى أن بيان التفويض يتضمن فكرة مواجهة "داعش" والجماعات المؤيدة له والمساندة والداعمة في أي مكان حول الأرض عربيا أو أجنبيا، إذ لا يحدد التفويض نطاقًا جغرافيًا معينًا، ورأى أن الإشكالية الكبرى في حال حصول أوباما على هذا التفويض ستتجلى في سوريا، متسائلا: فهل سنرى القوات الأميركية البرية على الأرض في سوريا؟ وما مدى قبول الروس والإيرانيين والسوريين أنفسهم لمثل هذا "الغزو البري"، واعتبر الكاتب أن توقيت طلب التفويض يستدعي علامة شك، إذ يجيء قبل نحو أسبوع من قمة الأمن العالمي التي ستشهدها واشنطن في 18 فبراير (شباط) الجاري، والتي تقول التسريبات القادمة من واشنطن إن هدفها الرئيسي هو تجنب المأزق الذي واجهه بوش في غزو العراق، عندما ذهب دون قرار من الأمم المتحدة، أما الآن وبحجة "داعش"، و"القاعدة"، وكافة التيارات الراديكالية، التي يتم التلاعب بها، فإن أحدًا لن يمانع في مجلس الأمن من استصدار قرارات أممية تيسر مهمة القوات الأميركية، مشددا على أن أوباما لا يدرك أن هناك حتمية تاريخية لتخليق مركب ثلاثي المفعول حال أراد القضاء على "داعش" وأمثاله، يبدأ بحلول سياسية لمظلومات إنسانية عربية وشرق أوسطية كثيرة، تمضي في سياق رؤى وتنظيرات آيديولوجية عقلانية مستنيرة، وأخيرا يأتي الحديث عن البعد العسكري، وأنهى الكاتب مقاله قائلا: إن تفويض أوباما ربما يصدق عليه تعبير وينستون تشرشل: "أمر بمثابة لغز ملفوف في سر غامض بداخل أحجية".
• إلياس حرفوش في صحيفة الحياة اللندنية يطرح تساؤلا في عنوان مقاله "كيف تحوّل الأسد من مشكلة إلى ... حل!"، ورأى أنه ليس قليلاً أن يتحدث المبعوث الدولي إلى سورية عن بشار الأسد فيقول إنه "يجب أن يكون جزءاً من الحل لتخفيف العنف في سورية"، واعتبر الكاتب أن دي ميستورا بصفته ممثل الأمم المتحدة (أي المجتمع الدولي) لحل النزاع السوري، فإن لكلامه مدلولاً كبيراً مهما حاول تفسيره أو التخفيف من وقعه على معارضي الأسد، يعني أن الأسد لم يعد عقبة في الأزمة السورية، ولم يعد رأسه (بالمعنى السياسي) هو المطلوب، كما كان تصوّر كوفي أنان والأخضر الابراهيمي عندما كان الحديث عن هيئة حكم انتقالية بصلاحيات كاملة، موضحا أننا أمام مرحلة وتصوّر جديدين، فالرجل الذي اطلق سلاح العنف في سورية بجدارة وشراسة، ليحمي بقاءه في الحكم، هو الرجل الذي تتم دعوته اليوم من قبل أرفع هيئة دولية للمشاركة في وضع حد لهذا العنف!، وبد أن لفت إلى أنه لا يمكن أن يوصف ما يحصل في مواقف الدول الغربية حيال نظام الأسد بأقل من انقلاب، أكد الكاتب أن الأميركيين هم الذين يباركون الآن الدور الروسي في حل الأزمة السورية، من خلال تأييدهم للقاءات الاخيرة التي جرت في موسكو بين بشار الجعفري و"المعارضين" الذين عيّنهم النظام في هذه المناصب، منوها إلى أن سيرغي لافروف لم يكذب هذه المرة عندما قال ان هناك قناعة كاملة في الغرب أن لا بديل في سورية عن الحل السياسي، والحل السياسي هنا لا يعني سوى حلّ بشروط بشار الأسد، الذي تمكن من الانتصار على شعبه بفضل السلاح الإيراني والفيتوات الروسية والتخاذل والدجل الأميركيين.
• في صحيفة السياسة الكويتية نقرأ مقالا لداوود البصري تحت عنوان "سقوط دمشق … ورعب حلفاء النظام السوري"، أشار فيه إلى أن المجازر الدموية البشعة التي يمارسها النظام الإرهابي السوري في ريف دمشق وخصوصا في مدينة دوما التي تتعرض لحرب إبادة حقيقية همجية لم تحدث في تاريخ العالم المعاصر, ولم يسجل ما يشابهها في ممارسات أعتى أنظمة القمع التي عرفها العالم شيوعية كانت أم فاشية, لافتا إلى أن النظام يبدع في قتل الشعب في ظل صمت إقليمي ودولي مريب ومتناقض تماما مع الشرعية الدولية وشرعة حقوق الإنسان, ورأى كاتب المقال أن مجازر دوما الإجرامية والتنكيل بريف دمشق واستعمال مختلف الأسلحة القذرة بشكل غير مسبوق ينبئ بشكل واضح عن عقدة الخوف والرعب التي تنتاب النظام وهو يتلقى رشقات صاروخية مباشرة على مراكزه الأمنية والسيادية وبما سيحوله لحالة مهترئة ويزرع الرعب في صفوف عناصره, موضحا أن المعركة التي يخوضها أحرار الشعب السوري اليوم ليست ضد النظام المجرم الارهابي فقط, بل إنها معركة مفتوحة وشرسة ضد حلف عدواني ثلاثي شرير يهدف لإجهاض الثورة السورية والدوس على تضحيات مئات الآلاف من الشهداء والمضحين, ومهما بلغ عنف وحجم التدخل الخارجي المساند للنظام فإنه في نهاية المطاف لن يتمكن من كسر إرادة الثوار الأحرار الذين تنكر لهم العالم وصمت صمتا معيبا ومخجلا أمام الجرائم المروعة التي يقترفها يوميا وعلى مدار أربعة أعوام هي عمر الثورة الشعبية، وخلص الكاتب إلى أن خيار إسقاط "النظام السوري" هو الثابت وهو الذي سيتحقق في نهاية المطاف, فلا صوت يعلو على صوت الإرادة الشعبية المعمدة بدماء الشهداء.
• أشارت صحيفة عكاظ السعودية إلى أن مواجهة تمدد تنظيم "داعش" الإرهابي أصبحت مطلبا استراتيجيا ليس فقط خليجيا وعربيا بل عالميا، خاصة أن التنظيم الإرهابي تمادى في إرهابه وقتله وسفكه لدماء الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ وعاث في الأرض الفساد وأهلك الحرث والنسل وأساء لصورة الإسلام، والدين الإسلامي منه براء، ورأت أنه لا بديل عن استراتيجية طويلة المدى لتجفيف مصادر الدعم المالي الذي يتحصل عليه التنظيم وتكثيف المواجهة العسكرية ضده والسعي لبلورة عمليات برية عاجلة وموجعة مدعومة بغطاء جوي لحسم هذه المعركة وكسر عظم التنظيم الإرهابي، الذي بات يتمدد بشكل يؤشر إلى أن الضربات الجوية رغم كثافتها إلا أنها لم تحقق النتائج المرجوة حتى الآن، وشددت الصحيفة على أن المطلوب من التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب سرعة بلورة هذه الاستراتيجيات العسكرية لكي يتحطم «داعش» وكل التنظيمات والأنظمة الإرهابية التي تدعمها وعلى رأسها نظام الأسد الهمجي الذي أطعم وسقى هذا التنظيم الإرهابي.
• كتبت صحيفة الراية القطرية في افتتاحيتها بعنوان "الأسد ليس شريكا في الحل" أن مطالبة مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا بأن يكون بشار الأسد جزءا من الحل، غير مقبولة لا عربيا ولا سوريا ولا حتى دوليا باعتبار أن الأسد هو أساس الأزمة السورية، وقالت الصحيفة إن المطلوب من دي ميستورا أن يدرك أن الأسد لن يكون في يوم من الأيام شريكا في حل أزمة صنعها هو وأجبر من خلالها شعبه على التشرد والنزوح واللجوء، مؤكدة أن المبعوث الدولي قد عجز عن إيجاد حل لمأساة الشعب السوري ، وأن تصريحه حول إيجاد دور للأسد في الحل يكرس بشكل واضح لهذا العجز وأن الشعب السوري كان ينتظر من دي ميستورا موقفا صارما في مواجهة النظام لا إيجاد مبرر له لارتكاب المزيد من جرائم الإبادة.