جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 14-08-2015
• نشرت صحيفة هافنغتون بوست الفرنسية، تقريرا بمناسبة مرور عام على إطلاق الولايات المتحدة عملية "العزيمة الصلبة"، ضد تنظيم الدولة في سوريا والعراق، ورأت أن الحملة فشلت في تحقيق أهدافها، بسبب مجموعة من الأخطاء التي شابت طريقة التخطيط لهذه الحملة وكيفية تنفيذها، وقالت الصحيفة، في تقريرها إن عملية العزيمة الصلبة ضد تنظيم الدولة، التي تشارك فيها 21 دولة بقيادة الولايات المتحدة، تسير على محورين، فهي تتضمن جانبا جويا يتمثل في توجيه ضربات جوية ضد مقاتلي ومراكز تنظيم الدولة في سوريا والعراق، وجانبا بريا يتمثل في تدريب الجيش العراقي وبعض الفصائل السورية لمواجهة هذا التنظيم، واعتبرت الصحيفة أن هذا الأسلوب ينطوي على نقائص عديدة؛ أهمها عدم القدرة على السيطرة على الأوضاع الميدانية التي تبقى مرتبطة بالوقائع وبالأهداف والقدرات الذاتية للأطراف المتنازعة على الأرض، وأشارت الصحيفة إلى خلل آخر في الاستراتيجية الأمريكية يتمثل في التحرك على أساس أن خصوم تنظيم الدولة لا ينقصهم شيء غير التدريب العسكري، وأنه بمجرد أن يتم سد هذه الثغرة، وإسنادهم بدعم جوي، فسيكون النصر حليفهم، وأشارت الصحيفة إلى خلل آخر في الاستراتيجية الأمريكية، يتمثل في أن الاعتماد الكلي على العمليات الجوية مكلف جدا من الناحية المادية ولا يعوض الوجود البري، وشككت في فاعلية هذه العمليات الجوية، وفي الأرقام التي تقدمها الإدارة الأمريكية حول عدد الطلعات الجوية، وما خلفته من خسائر في صفوف تنظيم الدولة، وخلصت الصحيفة إلى أن عملية "العزيمة الصلبة" لا تزال بعيدة عن تسجيل أي نجاحات حقيقية، بما أن المناطق المصيرية والحساسة لبقاء تنظيم الدولة لا تزال بمنأى عن الضربات؛ كما أن التنظيم حقق نجاحات هامة في تدمر والرمادي، أحرجت المسؤولين الأمريكان والعراقيين، رغم تفاؤل بعض المراقبين بأن الدخول التركي القوي في الحرب ضد تنظيم الدولة، ربما يقلب المعادلة في الفترة القادمة.
• نطالع في صحيفة الحياة اللندنية مقالا لراغدة درغام بعنوان "قراءة في الحراك الديبلوماسي الجديد"، الكاتب أشارت إلى أن الاختلاف مستمر بين واشنطن وموسكو حول كيفية القفز على "عقدة الأسد"، ولفتت إلى أن القاسم المشترك بين المبادرة الروسية والمبادرة الإيرانية ومبادرة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، هو القفز على العملية السياسية المتفق عليها دولياً، والمتمثلة بإنشاء هيئة حكم انتقالية ذات صلاحيات واسعة، موضحة أن الأطراف الثلاثة (موسكو وطهران ودي ميستورا) تريد من الدول الخليجية المعارضة للتمسك بالأسد أن تقوم بالانقلاب على مواقفها والموافقة على دور مركزي لإيران في الحل بسورية وعلى أساس مرجعية بديلة لمرجعية جنيف تتفق عليها عملياً الأطراف الثلاثة، ونوهت الكاتبة إلى أن طهران تتحدث عن الحل السياسي لكنها عملياً في خندق واحد مع دمشق في الإصرار على الحل العسكري، وهي ماضية فيه عبر "الحرس الثوري" وعبر "حزب الله"، مبرزة أن النظام في دمشق يريد جر إيران إليه أكثر، لتعاونه ميدانياً وتوسّع مشاركة "حزب الله" في القتال، وخلصت الكاتبة إلى أن المهم ليس فقط ما تريده موسكو وطهران في سورية ومن الدول الخليجية، والمهم لا يتوقف عند ما تريده واشنطن، وهي تنفتح على طهران وتوكل إلى موسكو إدارة الحلول الإقليمية، مشددة على أن المهم هو أن حلحلة ما في حراك ديبلوماسي بدأت وهي في حاجة إلى قراءة معمقة بين السطور لأن اللغة الروسية– الفارسية– الأميركية الجديدة محنّكة، ولأن المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا زاد الغموض بإضافة التنميق الإيطالي على الحنكة الإنكليزية– الفارسية– الروسية المبطنة.
• في صحيفة الدستور الأردنية تطرق ماهر أبو طير إلى حادثة مقتل عسكري رفيع المستور على يد نجل ابن عم بشار الأسد، المدعو سليمان هلال الأسد، مبرزا أن أهالي القتيل يطالبون بمحاكمة الفاعل واعدامه، ويخرج بعضهم في مظاهرات في أهم معاقل "النظام السوري"، ورأى الكاتب في مقاله الذي جاء تحت عنوان "سلالة الاسد !" أن جريمة سليمان هلال الأسد، ليست جريمة فردية، حتى نستغرق بالمطالبة بمحاكمته أو اعدامه، مشددا على أنها جريمة السلالة الحاكمة، جريمة الذهنية التي تظن أن البلد ملك لعشيرة أو عائلة أو سلالة أو طائفة، جريمة الظن أن أقارب الحاكم، يحق لهم الدوس على البشر، باعتبارهم يدافعون عن النظام في محنته، ولفت الكاتب إلى أن بشار الأسد لو كان يريد التطهر من أفك القربى، لفعل ذلك في بدايات حكمه، أما الآن فهو أضعف من ذلك، وبحاجة إلى كل فرد في آل الأسد، لأن المعركة باتت بين شعب بأكمله وسلالة تظن أنها تنتمي إلى "دم الأسد" حقا، فيصير أي شيء آخر مجرد ضحية في غابتنا القومية الممتدة من اليمين إلى اليسار.
• في صحيفة البيان الإماراتية أشار ميشيل كيلو إلى أن الدبلوماسية الروسية تغطي على موقفها المؤيد للقتل ببلورة مجموعة ترهات قدمتها بوصفها موقفا محايدا ونزيها، لا ينحاز إلى احد في الصراع السوري، أولها: إن روسيا ليست مهتمة ببشار الاسد ولا تتمسك به، وثانيها: إن الحل لا بد أن يكون سورياً / سورياً، بمعنى أنه لا يجوز للخارج التدخل فيه، وثالثها: أن روسيا لا تساند أحدا في سوريا غير الشعب، ولفت الكاتب إلى أن هذه المفردات المخادعة لم تخدع السوريين لسبب بسيط هو أن السلاح كان يتدفق طيلة سنوات الصراع على طرف واحد هو بشار الأسد، وأن تدفقه كان يزداد بقدر ما يحتاج موقفه العسكري والسياسي إلى دعم، وتساءل الكاتب قائلا: ماذا يعني مقترح بوتين غير طي صفحة الإجرام الأسدي وقبول الأسد ونظامه في الحلف الجديد، وبالتالي إنقاذه من مصيره المحتوم أمام محكمة الجنايات الدولية أو إحدى المحاكم السورية؟، وأوضح الكاتب أن لافروف يسوق مشروعا يعلم أن الشعب السوري، الذي يدعي دعمه، لن يقبل به تحت أي ظرف، لأنه مشروع أسدي بامتياز، ولعب دورا مهما في إفشال الوصول إلى حل يوقف القتل أبان مفاوضات جنيف ٢، متسائلا: هل توهم لافروف ان بعض السوريين الذين ذهبوا للحوار في موسكو يستطيعون تغيير مواقف الشعب السوري من الأسد، وتبرئته من جرائمه، وإقناعه بأن النظام يقاتل الارهاب ويدافع عنه؟.
• قالت صحيفة الراية القطرية في افتتاحياتها إنه في الوقت الذي يروج "النظام السوري" الإجرامي وميليشيات "حزب الله" الطائفية لسريان هدنة مع الثوار في الزبداني بريف دمشق وقريتي الفوعة وكفريا في ريف إدلب لمدة 48 ساعة ها هو يرتكب مجازر يندى لها الجبين في كل من ريفي دمشق وحماة مستخدما كل الأسلحة المحرمة دوليا والتي راح ضحيتها العشرات بين قتيل وجريح فيما سويت البيوت وأحياء بأكملها بالأرض دون تحرك جدي وفعلي من العالم أو حتى مجرد إدانة لهذه المجازر الوحشية بحق الشعب الأعزل، وأضافت الصحيفة أن الشعب السوري المظلوم أصبح مجرد أرقام لدى الأمم المتحدة تظهر حجم الخسائر البشرية في الصراع وكذلك أعداد النازحين في دول الجوار أو حتى أعداد من قضوا غرقا وهم يركبون البحر بحثا عن أرض آمنة تحفظ لهم بقية من كرامة العيش، مشددة على أن كل من يدعم الأسد في إجرامه هو شريك في سفك دم الشعب السوري سواء من الدول أو الميليشيات الطائفية البغيضة، فالشعب السوري لن ينسى كل من خانه وشارك في قتله وتشريده، واعتبرت الصحيفة أنه وبعد كل هذه التضحيات التي قدمها الشعب السوري فإن الأسد ليس له مستقبل في سوريا ولن يكون في يوم من الأيام جزءاً من الحل لأنه أساس المشكلة، فمع سقوط أول قتيل في الثورة فقد الأسد شرعيته ولن يرضى الشعب السوري الحر أن يبقى الأسد ليحكم سوريا أو حتى يعطيه خروجاً آمنا، مؤكدة أن الأسد سيواجه العدالة على كل ما اقترفه من جرائم بحق شعبه.
• تحدثت صحيفة عكاظ السعودية في الملف السوري، مبرزة أنه مضى على الأزمة السورية التي تقاذفتها أمواج المصالح الإقليمية والدولية عدة سنوات، عانى خلالها الشعب السوري أصناف القتل والتدمير والتشريد من قبل النظام الأسدي الذي أهلك الحرث والنسل، وتابعت قائلة: إن المجتمع العربي أصبح اليوم أكثر قناعة بأنه لا مكان لبشار الأسد البربري في مستقبل سوريا إلا أن المجتمع الدولي الذي ظل صامتا لم يتحرك بشكل عملي لإنقاذ الشعب السوري الذي يناضل من أجل حريته وكرامته ويواجه آلة الأسد العسكرية الهمجية المدعومة من الباسيج الإيراني ومليشيات "حزب الله" والمالكي، وتساءلت: هل سيحتاج العالم ليدرك أن بشار الذي فقد شرعيته هو صلب المشكلة في سورية؟ كم مليون نازح جديد يحتاج العالم ليقول لبشار ارحل؟.
• رأت صحيفة اليوم السعودية، أن المشاورات بين الدول بشأن الحلول في سوريا، كان يمكن أن تثمر عن بشرى للسوريين بقرب خلاصهم من كابوس نظام بشار الأسد وقوات الاحتلال الإيراني التي تدير شؤون التدمير في سوريا، وأسفت على أن تخضع حياة الناس للمصالح وللتكتيكات السياسية، ولهذه الأسباب قدم الشعب السوري مئات الآلاف من الضحايا ومدناً مهدمة وعانى من ابتزاز دولي واسع النطاق يراهن السوريون إما على بقاء نظام الأسد القاتل أو حياتهم، ولفتت إلى أن بقاء الأسد ليس مشروعاً وطنياً سوريا، فالنظام، ومنذ خمسة أعوام، مفروض على سوريا ومواطنيها بسطوة قوات الاحتلال الإيراني وليس بإرادة النظام ولا بقوته الذاتية، لأن النظام قد مني بهزائم متلاحقة في سوريا إلى أن أسرعت إيران بقواتها وميليشياتها العابرة للحدود لدعم النظام وتمكينه من الصمود في أقل من ثلث سوريا.
• في صحيفة الأهرام المصرية كتبت مكرم محمد أحمد في عموده اليومي عن ما أسماه "منعطف جديد للأزمة السورية"، وقال إن المجتمع الدولي يزداد اقتناعا بأنه ما من حل عسكري يصلح لتسوية الأزمة السورية، بسبب عدد من الحقائق الجديدة بات من الصعب تجاهلها، لإنهاء الأزمة، وبعد أن أشارت إلى الاتصالات السعودية السورية الأخيرة التي جرت بعيدا عن الأضواء، قالت الصحيفة إنه من بين هذه الحقائق اعتراف المجتمع الدولي بما في ذلك الرياض بخطورة الأوضاع التي يمكن أن يؤول إليها مصير الشرق الأوسط إذا سقطت الدولة السورية وانهارت مؤسساتها، وحدث لسوريا ما حدث للعراق بعد الغزو الأمريكي، وثانيهما قلق الجميع من أن يترتب على سقوط حكم بشار الأسد سيطرة الجماعات المتطرفة على الأوضاع، وأكدت الصحيفة أن هناك مئات من التفاصيل وعشرات المشاكل تحت هذه العناوين والحقائق التي يتوافق عليها المجتمع الدولي، يمكن أن تعرقل جهود التفاوض التي بدأت على استحياء، وتجري في كواليس عدد من العواصم العالمية والعربية تضم موسكو وواشنطن ومسقط والرياض والقاهرة، التي كانت أول من نبه إلى مخاطر انهيار الدولة السورية.