جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 13-06-2015
• تناولت صحيفة التايمز البريطانية في تقرير لكاثرين فيليب بعنوان "الأسد تخلى عنا لنُذبح على أيدي تنظيم الدولة الاسلامية، فنحن كفار"، موضوع الدروز في سوريا، ووفق التقرير فإن الدروز في سوريا يخافون من أن ُيذبحوا أو يتم أسرهم بأيدي تنظيم "الدولة الاسلامية" بعدما تراجعت قوات الأسد وتركتهم ليواجهوا اعتداءات المتشددين، الذين يعتبرونهم (كفارا)، وأضافت أنه هناك 700 ألف درزي معرضون للقتل شأنهم كشأن الإيزديين في العراق، وطالب القادة الدروز في جنوب السويداء بتزويدهم بالسلاح والدعم لمساعدتهم في الدفاع عن أنفسهم ضد عناصر تنظيم "الدولة" الذين يتوجهون بدبابتهم نحو الغرب بعدما استولوا على مدينة تدمر، بحسب كاتبة التقرير، وأوضحت أن "جبهة النصرة قتلت 20 درزياً في إدلب، لأنها تعتبرهم كفاراً، وفي مقابلة أجرتها كاتبة المقال مع أحد الناشطين الدروز في شمال شرقي السويداء قال: إنهم تخلوا عنا، وسنذُبح مثلما ذُبح الإيزيديين، مضيفاً إننا نعتبر كفاراً بالنسبة لتنظيم "الدولة الإسلامية"، وسيقلتوننا، وأشارت كاتبة المقال إلى دعوة نائب درزي في إسرائيل و مجموعة من الناشطين الاسرائيليين إسرائيل للتدخل وإيقاف التهديد الذي يطال وجود الدروز في سوريا، وأكدت أنه يعيش نحو 130 ألف درزي في إسرائيل ويتمركزون في الجولان شمالي سوريا، مشيرة إلى أن 80 في المئة منهم يخدمون في الجيش الإسرائيلي، كما أن العديد منهم لديهم مراكز مرموقة في الجيش.
• نشرت صحيفة ليبراسيون الفرنسية تقريرا حول الاستراتيجية القتالية التي يعتمدها تنظيم الدولة، ودورها في نجاحه في تحقيق مكاسب ميدانية في العراق وسوريا، أمام عجز التحالف الدولي عن وضع حد لتقدمه، وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي أعده جان بيار باران، إن استراتيجية التنظيم تعتمد أساسا على الهجوم الخاطف والمفاجئ، لترهيب العدو وإيقاع الخسائر، عبر العربات المصفحة "هامفي" المحملة بالمتفجرات، مما يجعل من مراقبته مهمه صعبة، بسبب اعتماده على الأسلحة الخفيفة والحركة الدائمة، كما أشارت الصحيفة إلى عدم حاجة تنظيم الدولة لسلاح جوي؛ حيث يغنيه استغلاله لأنواع الشاحنات كافة عن ذلك، ويضمن له التحكم في أرض المعركة بكل من سوريا والعراق، فقد نجح التنظيم في نشر الرعب والخوف عبر تحميل شاحناته بكميات هائلة من المتفجرات، ووضع الانتحاريين وراء المقود، من منطلق الإيمان بأن ذلك جزء من المعركة الكبرى التي يؤمن مقاتلوه باندلاعها، تمهيدا ليوم القيامة، بمنطقة دابق من سوريا، وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى عجز القوات الجوية وحدها في التغلب على تنظيم الدولة، الذي يواصل حصد النجاحات والتقدم في سوريا والعراق، وهو ما يطرح إلزامية مراجعة الاستراتيجية المعتمدة في مواجهة هذا التنظيم.
• أكد المحلل الإسرائيلي يعقوب عميدرور في مقال له بصحيفة "إسرائيل اليوم" أن إيران مستعدة للتضحية بحزب الله ومقاتليه لضمان بقاء الأسد في سوريا، لأن إيران تنظر لدعم النظام السوري كجزء من الجهد الواسع لبناء "القوس الشيعي" الذي يمتد من طهران مرورا ببغداد ووصولا إلى دمشق ولبنان، وقال عميدرور إن نجاحات المعارضة السورية دفعت "حزب الله" لزيادة عدد مقاتليه في سوريا؛ لأنّها جبهة مهمة جدا للحزب كجبهة داخلية لوجستية وكمنطقة للعلاقة الفيزيائية مع إيران، وأشار إلى أن حزب الله خسر أكثر من 500 من مقاتليه وما زال الآلاف منهم يتكبدون أعباء الحرب الصعبة في سوريا، وأصبح مصير نظام الأسد معلقا بـ"حزب الله" أكثر من اعتماده على أي مساعدة أخرى بما في ذلك إيران وروسيا، رغم أهمية هؤلاء للأسد، على حد قول عميدرور، كما ناقش الكاتب مستقبل سوريا بعد التقدم الملحوظ الذي حققته فصائل المعارضة السورية على عدة جبهات، بعد أن نجحت أمريكا والسعودية، والأردن والخليج، وبالتنسيق مع تركيا، بتوحيد المعارضة، وبنى عميدرور مناقشته على سؤال محوري ماذا ستكون النهاية في سوريا؟ مؤكدا أنه لا يوجد حتى اللحظة جواب قاطع وواضح، ولكن قراءة المشهد بواقعية توحي بأنّ النهاية لن تكون سعيدة وسيتخللها إراقة حمامات من الدماء، وختم بالقول إنه وعلى المدى البعيد إذا توقفت إيران عن التدخل الحقيقي، فإن المعارضة ستنتصر، وسبب ذلك هو الديمغرافيا، وتابع أنه يوجد للعلويين وحلفائهم في سوريا مصادر قوة إنسانية أقل بكثير من السنة، ومقابل كل واحد مؤيد للنظام، يوجد ثلاثة مستعدون لتدميره بوحشية، مشددا على أن "الكرسي السني أكثر عمقا"، وفي الحروب الطويلة هذا عنصر حاسم، على حد تعبيره.
• أكدت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية, أن قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني, الرجل القوي في إيران, يستعد لتنفيذ التزام الرئيس الإيراني حسن روحاني بدعم بشار الأسد حتى النهاية، وذكرت الصحيفة أن تقارير تصل من الديبلوماسيين الغربيين في سورية, تفيد بأن الجنرال الإيراني يتنقل بين المدن الكبيرة في سورية, الخاضعة لسيطرة الأسد والجيش السوري, بهدف إنشاء دولة العلويين "سورية الصغرى" في إشارة إلى تصريحات سليماني الأخيرة بأن "العالم سيفاجئ بما نعده للأيام القريبة"، وأشارت الصحيفة إلى أن تصريحات سليماني بشأن المفاجأة التي يعدها للعالم جاءت خلال لقاء مغلق مع قائد الجيش السوري وأدى تسريبها في وسائل الإعلام الغربية إلى غضب سليماني، وأضافت إن الهدف من مخطط سليماني هو الحفاظ على التواصل الإقليمي بين إيران وسورية على الحدود اللبنانية ومنح السيطرة للأسد في مدن دمشق والحمة واللاذقية وطرطوس وحمص وصولا إلى الحدود اللبنانية.
• صحيفة الحياة اللندنية نشرت مقالا لخالد الهباس بعنوان "روسيا وتطورات الأزمة السورية"، أعرب فيه عن استغرابه من الإصرار الروسي على التمسك بالرئيس السوري وأركان نظامه، رغم ما ارتكبه بحق شعبه من مجازر، ورغم الدمار الذي لحق بسورية كدولة وكمجتمع نتيجة إصراره على التمسك بالسلطة، مع علم موسكو أن ما لحق بسورية من دمار واقتتال داخلي ستبقى آثاره جاثمة على صدور السوريين لعقود مقبلة، واعتبر الكاتب أن تشبث موسكو بالرئيس السوري لم يعد مجدياً وغير مجز، وكان بإمكان موسكو الوصول إلى حلول وسط للحفاظ على مؤسسات الدولة والنظام من دون التمسك برموزه الرئيسية التي من شبه المستحيل بقاؤها في الحكم في سورية المستقبل بعد كل المجازر التي اقترفوها بحق الشعب السوري، ورأى أنه كان بإمكانها روسيا أن تجني الكثير من المكاسب لو حكّمت العقل والمنطق في تعاملها مع الأزمة السورية، وتخلت عن رموز النظام السوري الذين أجرموا بحق شعبهم واحتفظت بدلاً منهم بالدولة السورية سليمة متماسكة، موضحا أنه لو تم ذلك لاستطاعت موسكو الحفاظ على صداقتها مع الشعب السوري، والإبقاء على حلفها مع سورية الدولة، إضافة إلى تعزيز علاقاتها مع الدول العربية المناهضة لعنف النظام السوري والداعمة لتطلعات الشعب السوري المشروعة للحرية والديموقراطية، وأشار الكاتب إلى أن موسكو لم تصبح أكثر قوة على المسرح الدولي وفي توازن القوة العالمية جراء موقفها من الأزمة السورية، بل على العكس من ذلك هي خسرت سورية كقوة إقليمية وخسرت صداقتها مع الشعب السوري، وتضررت علاقاتها مع دول عربية فاعلة على الساحة الإقليمية والدولية كانت موسكو بحاجة فاعلة للتنسيق معها في كثير من القضايا الاقتصادية والسياسية.
• نطالع في صحيفة العرب اللندنية مقالا لباسل العودات بعنوان "سوريا: بدء انهيار ومكابرة"، أبرز فيه أن الواقع الميداني، والمعلومات التي يتناقلها دبلوماسيون غربيون، وكذلك الأنباء التي تُسربها دوائر قريبة من النظام السوري وغير راضية عن نهجه، تشير إلى أن النظام السوري بدأ مرحلة الانهيار، وأن الأسد ورجاله دخلوا مرحلة الاحتضار، وأن الدائرة الصغرى والكبرى المحيطة به تُكابر، تخسر وترى نهايتها بعينها وتُكابر، ورأى الكاتب أن ذلك لا يعني انتهاء الأزمة التي يعيشها السوريون، موضحا أن هناك أربع قضايا تُشوّش المشهد الذي ترسمه هذه الصورة، وتُعقّد الأمور كثيرا: فالقضية الأولى هي دمشق، فالنظام بتفرعاته مازال يعتبرها حصنه الذي يجب ألا يتخلى عنه، وإيران تضع فيها الآلاف من مقاتلي الحرس الثوري الذين أرسلتهم عبر ثلاث سنوات، معتبرا أن الشام تبقى عقدة غير مُطمئنة تُشوّش الصورة، والقضية الثانية، كما يرى الكاتب، تتعلق بمجاميع الميليشيات التي عادت إلى حصونها التقليدية، ورفضها القتال مع النظام في مناطق سوريا المختلفة وهو لا يعني أنها لن تُقاتل حتى الموت في تلك الحصون، حيث سيكون الأمر موت أم حياة، مبينا أن هذه المجاميع الشرسة ستكون قضية تشوّش الصورة، وبالنسبة للقضية الثالثة، فيقول الكاتب إنها تتعلق بإيران، التي تدير سيمفونية النظام، فهي لن تسمح للنظام بالسقوط الآن قبل أن تحقق ما أرادت منه، وقبل أن تستنزفه إلى آخر قطرة، فهي لا يعنيها دمار سوريا بقدر ما يعنيها ما ستجني منها، ويسرّها دخولها مرحلة الفوضى والصوملة، أما القضية الرابعة، فهي بحسب الكاتب، تنظيم الدولة الإسلامية، الذي تتقاطع مصالحه مع مصالح النظام، منوها إلى أن هذا التنظيم الذي يسعى للقضاء على قوى المعارضة المسلحة التي يرى فيها شريكا مستقبليا غير مرغوب فيه، وهذا ربما سبب تقاطع مصالحها مع مصالح النظام، فهي غير عابئة بالقضاء على النظام الآن.
• في صحيفة المستقبل اللبنانية نقرأ مقالا لأسعد حيدر تحت عنوان "أي سوريا بعد الأسد؟"، أشار فيه إلى أن سقوط الأسد سيغيّر الكثير من المعادلات، ومن مصلحة الولايات المتحدة الأميركية قبل غيرها الانخراط في ترتيب "البيت السوري"، سواء مباشرة أو بالوكالة، وبين الكاتب أن ما يعني المنطقة هو ارتدادات سقوط الأسد على العراق وعلى الموقف الإيراني ومشروع طهران في إقامة "الهلال الشيعي"، وأبرز أن إيران التي اعتمدت استراتيجية استثمار "الفوضى الخلاقة" في المنطقة، فإذا بها منخرطة في مواجهات على طول "الهلال الشيعي" الذي أرادت أن تقيمه ولو على بحر من الدماء في المنطقة لتصبح القوة الإقليمية الأقوى، مؤكدا أنها ستخسر الكثير مع سقوط الأسد حتى ولو حافظت على بعض مصالحها، ذلك أن سوريا القادمة سواء كانت دولة مركزية أو فيدرالية لن تكون معها كما كانت سوريا الأسد.
• في مقال بعنوان "الأردن يفضل النظام البرلماني في سوريا"، كتبت صحيفة الغد الأردنية أن من أهم ما خلص إليه مؤتمر (القاهرة 2) للمعارضة السورية فكرة السعي إلى "نظام سياسي برلماني منتخب يخرج سوريا من مأساتها الحالية"، مشيرة إلى أن مثل هذا الطرح يلقى استحسانا أردنيا، إذ يرى معروف البخيت، رئيس الوزراء الأسبق، أن الأردن مقتنع بأن الحل السياسي (في سوريا) قد يبدأ بوجود بشار ولكنه لن ينتهي بوجود بشار، لأن الأفكار الأردنية تحبذ تحويل النظام من رئاسي إلى برلماني ليصبح (منصب) رئيس الدولة غير جاذب لبشار، واعتبرت الصحيفة أن الحل البرلماني مفتاح مهم، قد يوفر مخرجا ناضجا للتوافق على صيغة سياسية مبنية على (جنيف 1)، وبحيث يتم إجراء انتخابات يشكل الفائز فيها الحكومة، وقالت إنه في ظل الواقع الحالي، فإن هذه الصيغة تحتاج جهدا سوريا وإقليميا ودوليا جبارا، لتسويقها والاجتماع حولها.