جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 12-11-2014
• حذر رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض هادي البحرة -في مقابلة أجرتها معه صحيفة الغارديان البريطانية أمس- من أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة يغض الطرف عن قوات "النظام السوري" بينما يخفق في التواصل مع الجيش السوري الحر، وقال البحرة في المقابلة إن التحالف يقاتل عرض المشكلة المتمثل في تنظيم الدولة دون معالجة المشكلة الرئيسية ألا وهي النظام، ونبه إلى أن الهدنات الداخلية لن تفيد إلا النظام ما لم تكن جزءا من حل سياسي تفاوضي وشامل للصراع ، وأضاف البحرة قائلا إن الناس يشعرون أن هناك أجندة خفية وتعاونا بين التحالف وقوات الأسد الذي يفترض أنه مطلق الحرية، مضيفا أن الرأي العام السوري يمثل جبهة نحتاج إليها لنفوز.
• كتب غيديون راشمان -في مقاله بصحيفة الفايننشال تايمز البريطانية- أن عزم روسيا النووية على تحدي الولايات المتحدة يشكل مخاطر بدأت تتبلور صورتها الآن وهو ما يجعلها مشكلة للرئيس باراك أوباما أكبر من تنظيم الدولة، ويرى الكاتب أن أميركا تم جرها للحرب على الإرهاب وإلهاؤها بالصراعات في الشرق الأوسط بينما المخاطر في أوروبا تتزايد ومن ثم لم تعترف بعد بعظم التحدي الذي تشكله روسيا لأوروبا وبدايته التي ظهرت في ضمها شبه جزيرة القرم والتهديد بتفكيك المزيد من أوكرانيا، ويرى الكاتب أن الدول الفاشلة في الشرق الأوسط وخطر الإرهاب أصبح من الأخطار التي قد تبدو عادية، لكن وجود دولة نووية غاضبة عازمة على تحدي القوة الأميركية يشكل مخاطر لا يستهان بها وأن السلام في أوروبا قد يعتمد على قيام واشنطن بوضع التوازن الصحيح بين الردع والدبلوماسية.
• نطالع في صحيفة الفاينانشال تايمز البريطانية تحقيقا لإريكا سولومون بعنوان "المهربون يلقون طوق النجاة لأكراد كوباني"، وتقول سولومون، التي أعدت تحقيقها من بلدة زهران على الحدود بين تركيا وسوريا، إن المهربين يبدأون عملهم اليومي من هذه البلدة التي تفصل الأسلاك الشائكة على أسوارها واسطحها بين تركيا وسوريا، وأما البضاعة التي يحملونها اليوم فهي تبرعات الدم التي يحتاجها المصابون في بلدة عين العرب السورية الحدودية (المعروفة باللغة الكردية بكوباني)، وتضيف أنه كل يوم يجمع خالد وزملاءه من المهربين تبرعات الدم المحفوظة في أوعية مثلجة، ويحاولون الوصول إلى عين العرب متجاوزين حرس الحدود الأتراك والألغام الأرضية والجهاديين المسلحين لإيصال الدم إلى المستشفيات في البلدة السورية، وتقول الكاتبة إن عين العرب المحاصرة منذ 63 يوما من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية" تقع مباشرة على الجهة الأخرى من الحدود من زهران التي ينطلق منها المهربون، وتضيف أن أنقرة قلقة من احتمال أن تطالب اقليتها الكردية بالمزيد من الحقوق أو الحكم الذاتي بتحريض من القوات الكردية السورية عبر الحدود، ويقول الأطباء في عين العرب للصحيفة إن المهربين يمكنهم ايصال الإمدادات الطبية والمرضى بصورة أفضل، وقال طبيب وصل للتو مع مصاب من عين العرب إلى بلدة سوروك على الحدود التركية إننا في أحيان كثيرة نفضل الاستعانة بالمهربين الذين يساعدونا منذ أعوام قبل أن يلحظنا العالم، وأضاف الطبيب إن المقاتلين الأكراد البارزين يفضلون تجنب المستشفيات وسبل النقل العادية حين يصابون خشية أن تلقي السلطات التركية القبض عليهم.
نطالع في صحيفة الشرق الأوسط مقالا لطارق الحميد بعنوان "بشار الأسد.. هي نفس اللعبة!"، تناول فيه مانقلته وكالة أنباء النظام الأسدي عن بشار الأسد قوله إن اقتراح وسيط السلام الدولي ستيفان دي ميستورا لتنفيذ اتفاقات محلية لوقف إطلاق النار تبدأ من مدينة حلب شمال سوريا، هي اقتراحات "جديرة بالدراسة، وبمحاولة العمل بها، ويشير الحميد إلى أن الحقائق تقول لنا إن الأسد، ومنذ بدء الثورة السورية، كان دائم التلاعب بكل مشروع يطرح، حيث كان يوافق على كل مبادرة أو مشروع يطرح لحل الأزمة، لكنه يباشر في تفريغ كل ما يطرح من محتواه تماما، ويضيع الوقت في التسويف والمماطلة، مؤكدا أن لعبة الأسد الشهيرة، ومنذ خلف والده، هي إغراق الخصوم بالتفاصيل، وبالتالي وأد كل مشروع، ودون أن يقول لا، وإنما كان يجيد عملية الهروب إلى الأمام، تارة بالتصعيد، وتارة أخرى بتعقيد الملف، ولفت الحميد إلى أنه طوال حكم الأسد، وطوال الأزمة السورية، وحتى في عملية التخلص من أسلحته الكيماوية، كان الأسد يتلاعب، ويماطل، ويضيع الوقت دون الالتزام بشيء، عدا قصة الأسلحة الكيماوية، مبينا أن السبب في التزامه بهذا الملف واضح جدا وهو الضغط الروسي، وليس الأميركي، من أجل أن يسلم الأسد مخزونه من الأسلحة، وليس بمقدور أحد التأكد أصلا من أن الأسد قد قام بتسليم كل ما لديه من المخزون الكيماوي، وخلص الحميد إلى أنه طالما أنه لايوجد جهد دولي حقيقي لإيقاف جرائم الأسد فإن كل هذه المقترحات التي نسمع عنها، وترحيب الأسد بها، ما هي إلا مضيعة للوقت، وإطالة لأمد الأزمة السورية.
• أفادت مصادر ديبلوماسية لصحيفة الحياة اللندنية أن اجتماع النواة الصلبة الذي ضم 11 من دول مجموعة أصدقاء سوريا في لندن اظهر شعوراً عميقاً بالقلق إزاء الوضع في حلب ومحاولات القوات النظامية تطويق المدينة، إضافة إلى القلق من اعتداء جبهة النصرة على الجماعات المعتدلة في ريف إدلب في شمال غربي البلاد، ولفتت المصادر إلى أن جدول أعمال الاجتماع تضمن زيادة جهودنا لدعم المعارضة المعتدلة في مقاومة النظام ووقف تقدم مقاتلي "داعش" في كافة أنحاء سوريا وتقوية الائتلاف السوري والحكومة المؤقتة والجماعات الموالية لهما للمساعدة في استقرار المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين السوريين، ودعم برنامج الولايات المتحدة لتدريب وتجهيز العناصر المعتدلة من المعارضة المسلحة وتعزيز الإجراءات المتخذة ضد النظام، وأشارت المعلومات المتوافرة للصحيفة إلى أن المجتمعين حاولوا ردم الفجوة القائمة في ما بينهم إزاء النقاط المطروحة خصوصاً اختلاف المقاربة إزاء التحالف الدولي العربي ضد "داعش"، ذلك أن الجانب التركي مدعوم فرنسياً يريد منطقة حظر طيران تتضمن مناطق آمنة ومحرمة على القوات النظامية السورية و "داعش" في الشريط المحاذي للحدود السورية التركية وبالتالي يريد معرفة الهدف النهائي لعمليات التحالف قبل الانخراط فيه.
• أعادت صحيفة اليوم السعودية إلى الأذهان، مطالبة خادم الحرمين الشريفين في الأيام الأولى لاندلاع الثورة السورية نظام الأسد، بأن يتدارك الأمر وأن يصغي إلى الحكمة ونداء الضمير الوطني العربي الحر، وأن يجد وسيلة للتواصل مع السوريين والتفاهم معهم وتلبية تطلعاتهم وآمالهم في قيام حقبة جديدة من الحكم الرشيد، وتابعت قائلة: لكن بشار الأسد، اختار الطريق الخطأ وأحجم عن سلوك الحكمة والصواب، فاختار التعليمات الإيرانية على نصيحة خادم الحرمين الشريفين، وكانت النتيجة المتوقعة كما هي اليوم، أن بشاراً غدا خادماً لجنرالات الحرس الثوري الإيراني وأسيراً للمستشارين الإيرانيين، وتحولت سوريا إلى محرقة كبرى مؤلمة وبلغت طوابير الموتى والمصابين والمشردين والمعتقلين مبلغاً يستعصي على الإحصاء، وانزلقت سوريا إلى هاوية سحيقة لأن الله قد أعمى بصيرة حاكمها عن رؤية الحق وسبيل الحكمة، ولفتت الصحيفة، إلى أن النار السورية تكاد تنال لبنان، بل ناله منها نصيب، وحاول "حزب الله" أن يجر كل لبنان لرميه في المحرقة السورية باختياره الانخراط في حرب مع نظام الأسد ضد السوريين، ولكن العقلاء من اللبنانيين استعصوا على خطط "حزب الله" ومؤامراته التي لا يزال يستمر في حبكها لتوريط لبنان كلياً في المستنقع السوري.
• شككت صحيفة الراية القطرية، في افتتاحيتها، في نوايا نظام الأسد بخصوص قبول ما عرضه الموفد الدولي، ستافان دي ميستورا، بشأن تجميد القتال في مناطق للسماح بنقل المساعدات الغذائية والتمهيد للمفاوضات، وقالت الصحيفة إن إعلان النظام اعتبار خطة المبعوث الدولي جديرة بالدراسة يجب ألا ينطلي على المجتمع الدولي، خاصة أنه استغل التراخي الدولي وتنصل من جميع تعهداته والتزاماته تجاه إيصال الإغاثة للمحاصرين والنازحين والمشردين بالداخل ما ساعد في تفاقم الأوضاع الإنسانية بجميع أنحاء سورية، وشددت الصحيفة على أهمية أن يدرك المبعوث الدولي أن نجاح خطة التحرك المطروحة بشأن سورية مرهون بوجود شريك جاد وملتزم بالمقررات الدولية، مشيرة إلى أن على المجتمع الدولي أن يدرك أن نظام بشار الأسد يستخدم حصار المدن كوسيلة عقاب جماعي ضد شعبه وأنه لم يلتزم بالقرار الدولي السابق بخصوص تسهيل الإغاثة.
• كتبت صحيفة الشرق القطرية أن المشهد السوري يتعقد يوما بعد آخر والقتل لا يزال مستمرا، مشيرة إلى أن اجتماع أصدقاء سورية في لندن بمشاركة 11 دولة من بينها قطر، يمثل خطوة إلى الأمام لمواجهة الوضع المأزوم في سورية وانسداد أفق الحل، واعتبرت الصحيفة أن المبادرة التي أطلقها دي ميتسورا لوقف القتال في حلب، تشكل بارقة أمل لوقف الحرب، مؤكدة أن "الهدنة الإنسانية" تستوجب بالضرورة التزام "النظام السوري" بوقف القتال، وعلى أصدقاء سورية اتخاذ كل التدابير لضمان نجاح المبادرة وقطع الطريق أمام أي محاولة من النظام للاستفادة من الهدنة أو الحرب التي يشنها التحالف الدولي ضد "داعش" بتحقيق مكاسب على الأرض.
• ذكرت صحيفة النهار اللبنانية أن المسؤولين السوريين رفضوا الاستجابة لمطلب خاطفي العسكريين اللبنانيين بالإفراج عن سجناء لدى "النظام السوري" في إطار صفقة تبادل الأسرى التي طرحها الخاطفون، وقالت النهار إن لديها معلومات أن ملف العسكريين يراوح مكانه بعدما رفض المسؤولون السوريون الاستجابة لمطلب الخاطفين بالإفراج عن سجناء في سوريا، كما رفض الخاطفون الاقتراح اللبناني الإفراج عن اثنين أو ثلاثة مختطفين عسكريين كمبادرة حسن نية في عملية التفاوض، وعلمت الصحيفة أن الوسيط القطري في المفاوضات مع مسلحي جبهة النصرة و"داعش" كان حتى، الأحد، في جرود بلدة عرسال اللبنانية، ولم يعد إلى بيروت، ونقل زوار رئيس الحكومة اللبنانية، تمام سلام، عنه قوله: إن هناك معطيات جديدة في ملف العسكريين المختطفين لدى جبهة النصرة و"داعش" تتيح العمل على أساسها، لكنه امتنع عن الخوض في التفاصيل منتقدا سعي البعض إلى إخراج بعض المعلومات إلى العلن لأن هذا ما يضر بسير عملية المفاوضات.