جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 12-08-2015
• أشارت صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية إلى أن خطة إدارة أوباما بالاتفاق مع تركيا لإقامة منطقة عازلة في شمالي سوريا تلقى انتقادات متزايدة لدى الأوساط المهتمة بالأمن القومي الأميركي، والذين يرون أنه لا توجد قوات معارضة سورية معتدلة كافية لتأمين المنطقة العازلة برغم الحماية الجوية الأميركية، وأضافت أن الخطة الأميركية التركية تعتمد بشكل كبير على قوات من المعارضة السورية المعتدلة سبق أن خضعت لموافقة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) وتدربت على أيدي قوات العمليات الخاصة الأميركية، وبحيث تقوم طائرات بدون طيار ومقاتلات أميركية أخرى بحمايتها، وأشارت إلى أن عدد مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة لا يصل إلى مئة برغم إنفاق أميركا الهائل على برنامج التجنيد، فالولايات المتحدة أنفقت ما يزيد على 250 مليون دولار خلال العام الماضي على برنامج تجنيد وتدريب مقاتلي المعارضة السورية في قواعد شبه سرية في الاردن والسعودية وقطر، وأضافت الصحيفة أنه ما لم يصار إلى إصلاح وتوسيع برنامج التجنيد والتدريب بالسرعة الممكنة وبشكل كبير، فإن فكرة إقامة منطقة عازلة في سوريا سرعان ما تبوء بالفشل، وذلك حسب ما يقوله محللون إقليميون، وبعضهم ممن يؤيد إستراتيجية أوباما الأوسع لمواجهة تنظيم الدولة.
• نشرت صحيفة الغارديان البريطانية في صفحة الرأي مقالا للكاتبة الصحفية نتالي نوغايريد تحت عنوان "لوكان لباراك أوباما استراتيجية في سوريا فقد انقلبت رأسا على عقب"، وتقول الصحيفة إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما مشغول بتفعيل سياساته الخارجية مع كل من إيران وكوبا بينما تبدو سياساته في سوريا فاشلة، وتضيف أن سوريا تسقط في الهاوية كأحد أكثر الملفات الخارجية لأوباما فشلا غير أن التعاون بين واشنطن وموسكو في مجلس الأمن الدولي بخصوص ملف الأسلحة الكيماوية لـ"النظام السوري" يعد نموذجا واحدا للنجاح في مسلسل من الاخفاقات الأمريكية، وتوضح الجريدة أن الحرب الأهلية في سوريا تدخل عامها الخامس مع ارتفاع عدد الضحايا لأكثر من ربع مليون قتيل وتزايد أعداد اللاجئين السوريين لأكثر من 10 ملايين لاجيء دون أن تتمكن الولايات المتحدة من إنهائها بما لها من تأثيرات سلبية على الأمن العالمي، وتضيف الجريدة تعليقا على إجابة أوباما على سؤال وجه له عام 2013 حول العنف في سوريا فكان رده عبارة عن سؤال فقال “كيف أزن عشرات الألاف من القتلى في سوريا مقارنة بعشرات الألاف من القتلى في الكونغو؟، وتوضح الجريدة أن إجابة أوباما تعد محاولة منه لتوضيح أن الولايات المتحدة ليس بإمكانها أن تتحمل أزمات العالم وحدها معتبرة أن هناك حدود لإمكانيات واشنطن في التدخل في الأزمات الخارجية، وتشير الجريدة إلى أن سياسة أوباما في تلك الفترة كانت تتمثل في الحرص على عدم التورط في أتون أخر في الشرق الأوسط ومحاولة احتواء الأزمة في سوريا أكثر من محاولة حلها، مبرزة أن واشنطن الأن يتم جرها إلى هذا الأتون السوري مرة أخرى بعدما فشلت سياسة الاحتواء تماما بعدما انتشر الصراع السوري وألقى ظلاله عبر منطقة الشرق الأوسط بأسرها، وتعتبر الجريدة أن الصراع في سوريا تحول لصراع سني شيعي في الشرق الأوسط بأسره وتعاظمت أخطار الإسلاميين لتصل إلى أماكن بعيدة حتى عن الشرق الأوسط.
• حملت صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية خبرا للمراسل السياسي للصحيفة كيران ستيسي حول تأجيل البرلمان البريطاني التصويت على قرار توجيه ضربات عسكرية إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" حتى نهاية العام، ويقول الكاتب إن الحكومة ستحتاج إلى تأييد حزب العمال المعارض في البرلمان، وكان وزير الدفاع البريطاني يعمل خلال الأشهر الماضية للقيام بضربات ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" في العراق وسوريا، إلا أن الحكومة تشعر بالقلق من احتمال عدم تأييد حزب العمال لها، خاصة بعد أن أعلن آندي برنام، وهو أحد المرشحين الأقوياء للفوز بقيادة حزب العمال، تشككه في جدوى ذلك، وتنقل الصحيفة عن أحد المسؤولين، دون أن تسميه، القول إنه يجب الانتظار حتى ينتهي حزب العمال من التصويت على زعامته الجديدة ثم منح الحزب بعض الوقت لتستقر أموره قبل طرح الموضوع للتصويت في المجلس، ونقلت الصحيفة عن مسؤول آخر، لم تسمه، القول إن الحكومة حريصة على أن يشارك مجلس العموم في ذلك القرار، وإنه من الحكمة الانتظار حتى يتسنى الحصول على هذه الموافقة، وذكرت الصحيفة أن بريطانيا كانت قد شاركت في التحالف الذي يوجه ضربات للتنظيم في العراق بعد طلب الحكومة العراقية، إلا أن الحكومة لم تطلب من البرلمان توسيع نطاق الضربات ليشمل سوريا بعد أن خسرت التصويت في البرلمان عام 2013 لتوجيه ضربات لسوريا بهدف التخلص من الأسد، وكان جيريمي كوربن، وهو أحد المنافسين بقوة على زعامة حزب العمال، قد أعلن عن رفضه لقصف سوريا.
• نشرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية تقريرا حول الوضع السوري، في ظل اقتراب المواجهات المسلحة من مناطق حيوية بالنسبة للنظام، وتداول أخبار حول وجود خلافات داخل الطائفة العلوية التي ينتمي إليها بشار الأسد، ما أدى لتكثيف التحركات الدولية في هذا الملف، وفتح الباب أمام التفكير في مرحلة ما بعد الأسد، وذكر التقرير، الذي أعدته الصحفية إيزابال لاسار، أن "النظام السوري" وصل لدرجة كبيرة من الإنهاك، باعتراف بشار الأسد نفسه في شهر تموز/ يوليو الماضي، حيث أقر أن "الجيش السوري" أصابه التعب، وأورد التقرير أن القوات النظامية أصبحت عاجزة على استرجاع المناطق الخارجة عن سيطرتها، ما دفعها إلى تركيز ثقلها في جهة الغرب، حيث تقع دمشق ومحافظة اللاذقية، معقل العلويين، المطلة على البحر الأبيض المتوسط، وأضاف التقرير أن روسيا دعت التحالف الإقليمي ضد تنظيم الدولة إلى الاجتماع في موسكو في هذا الشهر، بعد لقاء مسؤولين روس أواخر الشهر الماضي للجنرال الإيراني قاسم السليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وفي المقابل، ذكر التقرير نقلا عن دبلوماسي فرنسي أن باريس غير متفائلة بحدوث تغيير حقيقي، حيث إن موسكو تدعي منذ ثلاث سنوات أنها لا تدعم بشار الأسد، أما طهران فهي تحرك بيادقها في المنطقة بشكل براغماتي، وتسجّل نجاحات عسكرية ودبلوماسية على أرض الواقع، ما يجعلها غير مضطرة لمراجعة حساباتها، وأضاف المصدر ذاته أن الحلول الدبلوماسية تبدو مستبعدة في المرحلة الحالية، حيث سبق لجميع مبادرات السلام أن فشلت أمام اختفاء المعارضة السورية العلمانية من المشهد، وانقسام سوريا بين المعارضة الإسلامية وقوات تنظيم الدولة والقوات النظامية، وفي الختام، اعتبرت الصحيفة أن تدخل تركيا عسكريا في مواجهة تنظيم الدولة في شمال سوريا وحده القادر على قلب موازين القوى في المستقبل.
• في صحيفة النهار اللبنانية نقرأ مقالا لراجح الخوري تحت عنوان "موسكو تحضّر مكاناً للأسد"، الكاتب اعتبر أن الحمّى الديبلوماسية الروسية المتصاعدة منذ أشهر توحي أن موسكو تتولى البحث عن صيغة مقبولة للحل تستند الى عملية مبرمجة للانتقال السياسي تخرج الأسد من السلطة بعد تشكيل حكومة لفترة انتقالية تجري انتخابات تؤسس لقيام سلطة جديدة، ولفت الكاتب أن الحمى الديبلوماسية الروسية برزت في اللقاء الثلاثي الذي جمع سيرغي لافروف وجون كيري وعادل الجبير في الدوحة، وكذلك في المحادثات الثلاثية بين وليد المعلم وميخائيل بوغدانوف وحسين أمير عبد اللهيان التي جرت في طهران عقب محادثات الدوحة، وأيضاً في استدعاء فلاديمير بوتين وليد المعلم على عجل قبل أسابيع، للبحث في مواجهة تنظيم "داعش" وحل الأزمة السورية، وأشار الكاتب إلى أن كل هذا يؤكد أن الأميركيين الذين يعتمدون على الروس في إيجاد مخرج يمكن أن يحيي التسوية السياسية بالعودة إلى عقد مؤتمر "جنيف – 3"، باتوا يعرفون جيداً الآن أن لافروف ومعاونيه يعملون على صيغة تحيي "جنيف - 1" شرط وضع برنامج تطبيقي لعملية الانتقال السياسي التي تصر عليها المعارضات السورية سواء في الائتلاف او الذين اجتمعوا في القاهرة قبل أسابيع، ورأى الكاتب أنه عندما ينتقل بوغدانوف من طهرن إلى القاهرة للقاء أحمد الجربا، وعندما يقرر الائتلاف الوطني إرسال وفد برئاسة خالد خوجة إلى موسكو التي كان قد رفض دعوتها لحضور مؤتمر "موسكو - 1"، وكذلك عندما يصادف هناك وجود وفد من لجنة المتابعة للمعارضة السورية في اجتماع القاهرة، يصبح من الواضح تماماً أن هناك صيغة لترجمة عملية الانتقال السياسي، تحاول موسكو تسويقها، وهو ما يطرح السؤال: هل أن طهران بعيدة منها، وهل كان أوباما ليقول أن الريح ليست لمصلحة الأسد؟
• تقول صحيفة الشرق الأوسط، إن فرنسا احتلت المرتبة الأولى بين الدول الغربية "المصدرة" للمتطرفين إلى سوريا والعراق، وتنقل الصحيفة عن تقرير صادر عن المديرية العامة للأمن الخارجي (المخابرات الخارجية) الفرنسية، أن عدد الفرنسيين المواطنين أو المقيمين ممن التحقوا بالتنظيمات المتطرفة بلغ 1462 شخصا، ويقول التقرير إن نحو نصف هؤلاء موجودون حاليا في مناطق ما بين سوريا والعراق، وتضيف الصحيفة أنه إذا كانت الأمم المتحدة تقدر عدد الأجانب، أي غير السوريين والعراقيين، الذين يقاتلون تحت لواء التنظيمات الإرهابية بـ25 ألف شخص، فإن فرنسا تأتي في الصدارة، متقدمة بذلك على البلدان الأوروبية كافة، ليس في النسبة ولكن في العدد، واللافت في إحصائيات الداخلية الفرنسية، بحسب الصحيفة، أن 35 في المائة من هؤلاء من الفتيات أو النساء وربعهم من القاصرين وأن 40 في المائة منهم ممن تركوا ديانتهم الأصلية واعتنقوا الإسلام، ووفقا للصحيفة، فقد كانت المساجد والسجون في السابق الباب الرئيس للدخول في الفكر المتطرف، فيما تبين دراسة علمية أن 90 في المائة من الذين انجذبوا إلى الفكر المتطرف إنما تأثروا بالدرجة الأولى بشبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.
• تناولت صحيفة الحياة اللندنية الأخبار حول اعتماد لجنة سورية تمثل فصائل مسلحة معارضة اعتماد العملة التركية بدلا من الليرة السورية في التداول في المناطق الخاضعة لها في حلب، وقالت الصحيفة إن الفصائل بررت ذلك بهدف "الضغط على النظام إلى حين سقوطه، وأوضحت الصحيفة أن اللجنة السورية لاستبدال عملة التداول في المناطق المحررة"، أعلنت ذلك في مؤتمر صحافي في حلب، وتشير الصحيفة إلى ما أعلنته المحكمة الشرعية والمجالس المحلية في حلب سابقا في هذا الشأن، وتنقل عن خبراء أن أحد أسباب ثبات سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي هو السوق السوداء في مناطق المعارضة التي يحول فيها المواطنون قطعهم الأجنبية إلى ليرة سورية
• تقول صحيفة السفير اللبنانية، إن الإخوان المسلمين في سوريا يعززون حضورهم على أكثر من جبهة سورية، مقابل انكفاء محدود لبعض الفصائل ذات التوجه السلفي، وتشير الصحيفة إلى أن انكفاء جبهة النصرة عن مناطق ذات أهمية استراتيجية، ولا سيما تلك التي في مدينة إعزاز الحدودية، استفاد منه أحد أبرز التشكيلات الإخوانية في المنطقة، هو "الجبهة الشامية" وتضيف الصحيفة أن هذا التقدم الإخواني في شمال حلب، يشير من دون شك إلى أن الإخوان، رغم عدم بروز دورهم عسكريا في كثير من محطات الأزمة السورية، فإنهم يبقون الخيار المفضل لدى سلطات أنقرة للاعتماد عليه في بعض المهمات الحساسة، من قبيل إقامة منطقة عازلة في شمال حلب، وبحسب الصحيفة، فإنه يبدو أن هذا الانتعاش الإخواني لا يقتصر على جبهة ريف حلب الشمالي، بل إن نسائمه وصلت إلى ربوع الغوطة الشرقية في محيط دمشق، وتتساءل الصحيفة: ما هو المدى الذي يمكن أن يصل إليه "الانتعاش الإخواني"؟ وهل ثمة جبهات أخرى مرشحة لاستقباله؟ وهل هذا الانتعاش يعكس توافقا إقليميا على تبنّي الإخوان كأداة تناسب ظروف المرحلة ومتطلباتها، أم إنه على العكس من ذلك تكمن وراءه تجاذبات إقليمية بين أكثر من دولة أو محور؟
• قالت صحيفة العربي الجديد إن روسيا تتجه إلى طرح اسم نائب الرئيس السوري، فاروق الشرع، أو عدداً من الأسماء الأخرى، لتولي المرحلة الانتقالية في سورية، بدلاً عن بشار الأسد، وأشارت الصحيفة نقلاً عن مصادر بالائتلاف السوري المعارض أن روسيا أخبرت أميركا وتركيا وقطر والمملكة العربية السعودية، بأنها غير متمسكة بالأسد، وإنما تبحث عن بديل يحفظ لها مصالحها، خاصة قواعدها العسكرية في الساحل السوري، معتبراً أن روسيا باتت تدرك ضرورة إيجاد البديل للأسد، قبل انهيار النظام بشكل مفاجئ، وبحسب المصدر، سبق أن جرى خلال اجتماع الدوحة التفاهم على العديد من الملفات، وسيكون لها انعكاساتها في الأيام القليلة المقبلة، خاصة فيما يخص المنطقة الآمنة من تنظيم "داعش" و"النصرة" في شمال سورية.