جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 10-07-2015
• نطالع في صحيفة الغارديان البريطانية تقريرا أعده كريم شاهين بعنوان "يوميات قلب يتعلم أن يقسو: الحياة تحت حصار الأسد واحتلال تنظيم الدولة الإسلامية"، التقرير سلط الضوء على الشاب عبدالله الخطيب، في الخامسة والعشرين، من مخيم اليرموك، كان يدرس علم الاجتماع في جامعة دمشق، أما الآن فهو يحصي الذين ماتوا جوعا والذين سقطوا برصاص القناصة في مخيم اليرموك ويوثق ما يجري في المخيم، يروي عبدالله للصحيفة قصة المخيم الذي كان يقطنه مليون شخص بينهم 800 ألف سوري، والذي كان يوما يعج بالحياة، ويقول عبدالله إن النظام أراد زج المخيم بالصراع، فوزع الأسلحة بشكل عشوائي على فصائل فلسطينية وأوكل لها مهمة حمايته، فدخله تنظيم الدولة، وبحسب ما يروي عبد الله، فقد فر مسلحو الفصائل، وفرض جيش النظام حصارا على المخيم واستهدفه بغارات جوية، ويقول التقرير إن عبد الله وزملاؤه أحصوا من النشطاء 170 حالة وفاة جوعا، ونقل عن عبد الله القول بأن النظام استخدم كافة أسلحته، من القصف إلى الغارات الجوية إلى الأسلحة الكيماوية إلى التجويع والتعذيب، لكنه لم يستسلم، بل اختار أن يعمل على توثيق ما يجري، متحدثا عن المجاعة، وعن ليال مرت لم يكونوا يملكون فيها غير حساء "الماء بالبهارات"، مبرزا أن الحصول على كوب شاي كان حلما.
• ذكرت صحيفة أكشام التركية أن أنقرة وافقت على استخدام أمريكا لقاعدة إنجرليك الجوية لاستهداف تنظيم الدولة "داعش" ونظام الأسد، منها بالطائرات بدون طيار، وأوردت الصحيفة أنّه بعد اللقاءات التي استمرت لسنتين حول المسألة السورية، فإن تركيا وافقت على استخدام الولايات المتحدة لهذه الطائرات لضرب تنظيم الدولة ونظام الأسد، وذلك دعما لقوات المعارضة السورية التي جرى تدريبها في مدينة كر شهر التركية، والتي ستنزل على الأرض عمّا قريب، وبيّنت الصحيفة أن تركيا كانت ترغب بالمنطقة العازلة لتحمي حدودها من الإرهاب وتوقف تدفق اللاجئين السوريين، وأنّ هذا الاتفاق سيكون مقدمة للمنطقة الآمنة الكاملة، مبينة أن الفيتو الروسي الصيني سيتم تخطّيه من خلال المنطقة المؤمنة بالطائرات فقط.
• صحيفة الحياة اللندنية نشرت مقالا لحسين عبد العزيز تحت عنوان "حدود التدخل العسكري التركي في سورية"، الكاتب تطرق إلى الجدال الذي تشهده أنقرة في شأن العملية العسكرية التي تنوي الحكومة التركية تنفيذها في شمال سورية للحيلولة من دون تشكل كيان كردي مستقل وقوي على حدودها الجنوبية على غرار ما جرى في العراق مع إقليم كردستان، ولفت الكاتب إلى أن المخاوف القومية العليا لتركيا تكمن في أن مثل هذا الكيان إن استقر في شمال سورية قد يتحول إلى منطقة عمق استراتيجي للأكراد في جنوب تركيا تكون بمثابة الخزان البشري والإمداد العسكري لأي تحركات مستقبلية لأكراد تركيا، خصوصاً إذا وضعنا في الاعتبار أن المشروع الكردي في سورية يتم تحت إشراف «الاتحاد الديموقراطي»، وهو الفرع السوري لـ «حزب العمال الكردستاني»، ورأى الكاتب أن الأمور متجهة نحو تدخل عسكري محدود يحقق الأهداف المرجوة من دون الدخول في معارك واسعة في سورية، مبينا أن التدخل العسكري بعمق جغرافي محدود يسمح لتركيا بخلق كانتونات عسكرية تركية صغيرة تقطع أوصال الكيان الكردي القائم وتحول دون مواجهة مباشرة ومفتوحة معهم، ومدينة جرابلس ومنطقة عفرين أفضل موقعين لمثل هذه العملية، واعتبر أن نسبة نجاح مثل هذه العملية العسكرية المحدودة ستكون عالية، وبالتالي ستلقى دعماً من قبل الأتراك خارج المكون الكردي، بحيث يمكن استثمارها انتخابياً في حال قرر حزب «العدالة والتنمية» التوجه إلى انتخابات مبكرة.
• نطالع في صحيفة الحياة اللندنية مقالا لطلال الميهني تحت عنوان "عن الكتلة المنسية في سورية..."، الكاتب أشار إلى أن النقاش في الوضع السوري يتركز على المشهد السياسي والعنفي السائد، وعلى القائمين عليه في النظام والمعارضة، وحملة السلاح والثوار والناشطين، فضلاً عن القوى الإقليمية والدولية، وأوضح أنه في زحمة هذا النقاش يغيب "السوريون العاديون"، الذين يشكلون "كتلةً منسيةً" ومهملةً على رغم استمرار التحدث باسمها، مبينا أن أكثر من 18 مليون سوري يقيمون داخل البلاد من دون أن يكون لهم حضورٌ يناسب كتلتهم العددية الكبيرة، وإن حضر ذكرهم فعلى سبيل الشفقة أو الندب أو التخوين، أو استغلال المعاناة والمزاودة السياسية، ورأى الكاتب أنه من الضروري إعادة الاعتبار لهذه "الكتلة المنسية" وفهم مواقفها وسلوكياتها وآمالها، لما لذلك من أهميةٍ في كشف جوانب من المشهد السوري المعقد، مبرزا أن نسبةٌ كبيرةٌ من أبناء "الكتلة المنسية" لا تحدد خياراتها من خلال قربها أو بعدها أو موالاتها أو معارضتها للنظام، كما أن الحرية أو دعوات التغيير السياسي لا تشكل هموماً مركزية لهذه الكتلة، بل تتمحور أولوياتها حول السلامة الشخصية، وتوفير الحاجات اليومية، والبقاء على قيد الحياة، والخلاص من التدهور الحاصل، وخلص الكاتب إلى أن قَدَر السوريين العيش جنباً إلى جنب على رغم الألم وعمق الجراح، ولن تستطيع أصوات المتطرفين مهما عَلَتْ أن تحوّل الغالب الأعم من السوريين إلى وحوش، أو أن تقتلع مكونات سكانية أصيلة من الأرض السورية، أما القتلة وأمراء الحرب وتجارها، فمهما اختلفت هوياتهم وأديانهم ومذاهبهم وأسماؤهم، فهم لا ينتمون سوى إلى عصابةٍ واحدة، هي عصابة الإجرام التي لا بد من نبذها وعرضها على عدالةٍ تقتصُّ منها، علَّ الحق يعود إلى أصحابه ولو بعد حين.
• نقلت صحيفة القبس الكويتية عن مصادر معارضة أن اتصالات أميركية – روسية جرت لإعادة إطلاق العملية السياسية لإيجاد حل للأزمة التي أرهقت العالم، وباتت تهدد الجميع بفعل تنامي دور الجماعات الإرهابية في ساحات الصراع السوري، وكشفت مصادر الصحيفة أيضاً عن توجه سيبدأ خلال الأيام المقبلة لتفعيل مبادرة غربية طرحت سابقاً، وتقضي بالتواصل مع الرئيس بوتين لإقناعه بتغيير موقفه والعمل معاً على ترتيب الأوضاع في سوريا من خلال تفعيل بيان جنيف- 1، والشروع في تأليف هيئة حكومية انتقالية تحظى بكامل الصلاحيات، وعن مدى إمكانية حدوث تغيير في الموقف الروسي، استبعدت المصادر حدوث هذا الأمر بشكل سريع ودراماتيكي، مؤكدة أن ما يتم ترويجه في بعض وسائل الإعلام مجرد إشاعات لا يمكن الاعتماد عليها، ودعت إلى الالتفات للتصريح الأخير للمتحدث الصحافي للرئيس الروسي دميتري بيسكوف الذي كشف فيه أن بوتين قال لأوباما: إن بشار الأسد رئيس منتخب بشكل قانوني ولا يحق لأحد أن يطلب منه الاستقالة، كما نقلت القبس عن عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري بدر الجاموس، قوله إن اللقاء الأخير الذي جمع المبعوث الخاص للرئيس الروسي ميخائيل بوغدانوف مع قادة الائتلاف في السفارة الروسية بأنقرة كان جيدا، حيث إن الموفد الروسي لأول مرة يذكر أنه يجب الإسراع في إيجاد حل وأن الإرهاب يزداد، وهناك خوف من انتقال الإرهاب إلى روسيا، وبالتالي فإنه يجب الدفع للبدء في مفاوضات حقيقية لحل سياسي في سوريا، وبحسب الجاموس، فقد قال الموفد الروسي لوفد المعارضة: "ربما أيضا، عليكم التفكير بمكان يلجأ إليه الأسد إذا قبل بالتخلي عن السلطة".