جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 1-1-2015
• علقت صحيفة الغارديان البريطانية في افتتاحيتها بأن العام الجديد سيكون مليئا بالمشاكل التي يصعب حلها والجراح المفتوحة والأزمات، وأن بعض هذه الأزمات مألوفة واستمرت لسنوات طويلة مثل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أو لغز إيران النووي أو الحرب الأهلية المدمرة في سوريا، وأضافت الصحيفة أن بعض الأزمات كانت ذات طبيعة أكثر مفاجأة، وكان من الصعب التنبؤ بها في بداية عام 2014 مثل ضم روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية، وتدني أسعار النفط العالمية بنسبة 40%، وهجوم كوريا الشمالية الإلكتروني على شركة سوني بيكتشرز في الولايات المتحدة.
• نشرت صحيفة الفايننشيال تايمز سلسلة توقعات لعام 2015، وقالت إن اسعار النفط قد تهبط لتصل لأقل من 50 يورو للبرميل وذلك بسبب ازدياد انتاج النفط، وزيادة الطلب عليه في النصف الثاني من عام 2014، ورأت الصحيفة ان روسيا لن تشن اي حرب على منطقة أخرى في أوكرانيا أو أوروبا بسبب أزمتها الاقتصادية والعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، أما عن احتمال ارسال الولايات المتحدة والدول الاوروبية الحليفة جنودها للقتال على ارض المعركة ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا، فقالت الصحيفة إنه لن يتم ارسال جنود أمريكيين أو أوروبيين، كما تنبأت الصحيفة بأن تنظيم الدولة الإسلامية سيبقى يشكل تهديداً اساسياً في عام 2015، لذا فيواظب البنتاغون على الاهتمام بشكل مركز على المنطقة، وخاصة العراق.
• اتهلت صحيفة تايمز البريطانية تعليقها بأن هناك سحابة سوداء كبيرة تخيم على عام 2015، وحذرت مما سمتها الأطماع التوسعية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي بدأها بزعزعة الاستقرار في أوكرانيا المجاورة وظهور العقيدة العسكرية الروسية الجديدة التي تعتبر حلف شمال الأطلسي (ناتو) العدو الرئيسي، وترى استخدام الأسلحة النووية ردا مشروعا على التهديدات الخارجية، وترى الصحيفة أن الوضع في سوريا والعراق سيزداد اشتعالا بسبب الضربات التي توجهها قوات التحالف لتنظيم "الدولة الإسلامية"، وتنبأت بأن هذا العام قد يشهد الإطاحة ببشار الأسد على يد أخيه ماهر الذي وصفته الصحيفة بأنه أشد قسوة.
• نطالع في صحيفة الشرق الأوسط مقالا لعبد الرحمن الراشد بعنوان "العام الإيراني .. سورياً !"، اعتبر فيه أننا بدخول العام الجديد تبقى القضية السورية هي قلب الأزمات التي تضخ الخطر إلى بقية المناطق، وأوضح أن السبب ليس في النزاع بين الطرفين السوريين، الحكومة والمعارضة، بل لأنه صراع بين دول الشرق الأوسط. فإن نجح الإيرانيون في الإبقاء على النظام برئيسه بشار الأسد، سيكونون قد حققوا عمليا الاستيلاء على العراق وسوريا ولبنان، مبينا أن سوريا هي مفتاح أمن العراق، وتبعا لذلك، تكون إيران قد نجحت في فرض وجودها على منطقة الخليج، ومن الطبيعي أن تعترف الولايات المتحدة بالواقع الإقليمي الجديد، الذي يكون قد غير ميزان القوى القديم، الذي دام لعقود في المنطقة، ورأى الكاتب أن الانجرار وراء مشروع المصالحة السورية المبني على إبقاء النظام دون تنازلات حقيقية، يبقى خطأ كبيرا، سيمكن الإيرانيين من العراق فورا، ومن الخليج لاحقا، مشيرا إلى أنه أمر ستقبل به الولايات المتحدة، لأنه يصب في مفهوم رؤيتها الجديدة، بالتعامل مع أي واقع جديد سيتشكل في منطقة الشرق الأوسط، والتحلل من التزاماتها الإقليمية السابقة، أما الروس، فيقول الكاتب إنهم يلعبون الدور المساند لإيران وسوريا، كما كانوا، وسيدعمون الفوضى في المنطقة، لأنها في معظمها منطقة مصالح لأوروبا الغربية والولايات المتحدة، وشدد على أن سوريا لن تستقر بحل سياسي لا يحسم عسكريا الوضع على الأرض، وسيطول نتيجة إصرار إيران على دعم الأسد، من جهة، ومن جهة أخرى بسبب دعم الأتراك جماعات مسلحة سيئة، مثل "جبهة النصرة"، خارج مشروع المعارضة المدني الذي يمثله الائتلاف، بطوائف وأعراق السوريين كلهم، مرجحا أن الأتراك سيغيرون موقفهم بعد أن يكون الوقت قد فات، وهم بدعمهم الجماعات المتطرفة يعززون وضع الأسد دوليا، ويلمعون صفحة النظام الإيراني.
• تحت عنوان "روسيا أفشلت " جنيف 1 " و تسعى لتمزيق المعارضة السورية" كتب صالح القلاب مقاله في صحيفة الشرق الأوسط، أكد فيه أن لا أحد يستطيع التأكيد على أن هناك مبادرة جدية وفعلية لإيجاد الحل المطلوب، الفعلي والمعقول، للأزمة السورية التي غدت بعد 4 سنوات، بسبب دموية نظام بشار الأسد وبسبب التدخل الروسي والإيراني السافر، أكثر تعقيدا من ذنب الضب، موضحا أن المعارضة "المعتدلة" التي لها الحق في التحدث باسم الشعب السوري تنفي وهي صادقة أن يكون قد وصلها أي شيء مكتوب من هذا القبيل لا من موسكو ولا من الأمم المتحدة ولا مبعوثها الإيطالي دي ميستورا، وذلك في حين أن الروس يثيرون زوبعة حول هذه المسألة لكنها تبدو حتى الآن مجرد زوبعة في فنجان ومجرد كلام في كلام غير مقروء ولا مفهوم، وأعرب القلاب عن اعتقاده بعدم وجود أي مبادرة جدية وفعلية لا من قبل الروس ولا من قبل الأمم المتحدة حتى الآن، مبررا ذلك بما نفاه الناطق باسم الخارجية المصرية، بعد لقاء جمع وزير الخارجية المصري برئيس الائتلاف الوطني السوري هادي البحرة وعدد من أعضاء هذا الائتلاف، أن تكون بلاده قد تقدمت بأي مبادرة في هذا المجال أو أن لها أي علاقة بما يسمى المبادرة الروسية التي لا تزال وهمية ومجرد كلام في كلام وأن كل ما تقوم به مصر هو ترتيب حوار بين أطراف هذه المعارضة ليكون لها موقف واحد وموحد تجاه أي مستجدات حقيقية بالنسبة لحل هذه القضية بالوسائل السياسية السلمية، وتطرق القلاب إلى موقف الإخوان المسلمين (السوريين)، والذين قال إنهم لجأوا في الأيام الأخيرة إلى التشكيك بالمواقف المصرية تجاه المأزق السوري والقول من قبيل التجني وخدمة للمخططات "الإخوانية" أنها باتت أقرب إلى بشار الأسد وأكثر ميلاً لمساندته ومساندة "المبادرة" الروسية التي لا هدف لها إلا إنقاذ نظام دمشق وتعويمه من جديد مرة أخرى على غرار ما جرى في "جنيف 2"، معتبرا أن هذا غير وارد على الإطلاق وليس له أي أساس من الصحة.
• أكدت صحيفة الوطن السعودية تحت عنوان "التوغل الإيراني داخل الأراضي السورية"، أن شرعية نظام الأسد قد سقطت لأنه خالف سنن الكون في تطور المجتمعات والأنظمة، وقد شاء القدر أن يثور الشعب ضد النظام في 2011، لأنه لم يحقق شيئا من أدبيات وشعارات البعث والممانعة والمقاومة والكرامة والحرية التي قام عليها، موضحة أن تلك الشعارات الزائفة تبخرت وأضحت سورية بلدا محتلا، بسبب سياسات النظام، وغدت ساحة للصراع بين الأطراف الدولية التي تتنافس لملء الفراغات السياسية في أهم الأقاليم الاستراتيجية في العالم، ومرتعا لأشكال مختلفة من إرهاب التنظيمات والدول، ولفتت الصحيفة إلى أن الإيرانيين تمكنوا من احتلال سورية بعد الثورة الشعبية، وبعد أن سهل لهم نظام بشار الولوج إلى كل مفاصل الدولة السورية، بجيشها ومطاراتها وموانئها، فأصبح الوطن السوري ـ كهوية جامعة لكل السوريين ـ في خطر حقيقي، وأشارت إلى أن الإيرانيين قد اعترفوا ـ وعلى لسان نائب قائد الحرس الثوري الإيراني ـ بوجود جيوش شعبية مرتبطة ببلاده في سورية واليمن والعراق، وأن عددها يفوق عدد عناصر "حزب الله" اللبناني، وهناك معلومات تتحدث عن إنشاء طهران لـ"حزب الله السوري" على غرار "حزب الله" اللبناني، بقيادة مباشرة من الحرس الثوري، وبمشاركة قيادات من لبنان، تضم هذه الميليشيا التابعة لإيران عناصر من دول عدة، بينها العراق ولبنان وأفغانستان وسورية واليمن، ونوهت الصحيفة إلى أن الإيرانيين قد استطاعوا تهجير الشعب السوري بالوقوف مع نظام الأسد ومساعدته عسكريا، وقاموا بشراء عقارات وأطيان سجلت باسم بعض رجال الأعمال الإيرانيين، واستولوا على مفاصل الجيش والدولة، ومن هنا يمكننا الجزم بأن الاحتلال الإيراني قد تجذر في الوطن السوري، وأصبح واقعا على الأرض، وأن سورية الآن أضحت الملف الأعقد والأصعب عند أي مفاوضة أو مساومة مع إيران.
• طالعتنا صحيفة الشرق السعودية في رأيها لهذا اليوم تحت عنوان "قضايا عادلة.. وجماعات إرهابية تحت الطلب!"، وقالت إن ما جرى في سوريا والعراق في تحويل قضيتين عادلتين إلى قضايا إرهاب يسلط الضوء على الجماعات المتطرفة، فلمصلحة مَن تعمل؟ ومن يمولها ويغذيها بالسلاح والرجال؟ ولمصلحة من تصب في نهاية المطاف؟ توقيت تحركها وبالتالي أهدافها من هذه التحركات؟ من كان خلف تأسيس هذه الجماعات في الشرق الأوسط؟، وأشارت الصحيفة إلى أن الثورة السورية طواها وجود التنظيمات الإرهابية، في حين استطاع رئيس وزراء العراق السابق إلصاق تهمة الإرهاب بالمعتصمين السلميين ضد حكمه، وأطلق القتلة من السجون ليأتوا على ما بدأه ضد المعتصمين، وبرز "داعش" كوحش يهدد المنطقة، ولفتت إلى أنه في مصر مع نهاية حكم الإخوان وقبله، انطلق الإرهاب في سيناء بشكل خاص انتقل بعدها إلى مدن ومحافظات أخرى حتى العاصمة لم تسلم منه؛ إذ إن الجماعات الإرهابية ـ الناشطة حالياً ـ لم يكن لها وزن يذكر، جماعات إرهابية على حدود إسرائيل لكن لا تتعرض لأمن إسرائيل بل لأمن مصر والمصريين، وفي العراق رغم أن "داعش" يدعي أنه ضد السلطة الحاكمة في بغداد وإيران لكن لم يوجه حرابه إلى هاتين السلطتين وإنما يعتدي على الأبرياء، كما أنه في سوريا يقاتل الثوار ويعتدي على السوريين ويخطف الآمنين.
• أبرزت صحيفة الأهرام المصرية في مقال بعنوان "الأمن والحرية والتنمية.. المخرج للأزمات العربية" أن عام 2014 يطوي صفحاته اليوم على مشهد عربي مثقل بالأزمات والجراح في العديد من جنباته، لا تبدو في الأفق أي بوادر في إمكان حلها وتسويتها سلميا، ووقف دوامة العنف والقتل والتدمير المستعرة منذ سنوات في العديد من الدول العربية، خاصة سوريا والعراق واليمن وليبيا، وقالت إن الصراع في العراق يرتكز في جزء كبير منه على الصراع الطائفي بين الشيعة والسنة، وبين الإرهاب الذي تمثله التنظيمات الدينية المتطرفة وبين الدولة المركزية، وفى اليمن يرتكز الصراع في جزء كبير منه على الصراع الشيعي السني، وعلى الصراع بين التنظيمات الدينية والدولة اليمنية، وفى سوريا نفس الثنائية بين النظام والمعارضة التي تلعب التنظيمات الدينية دورا كبيرا فيها، وكذلك الحال في ليبيا، واعتبرت الصحيفة أن ثورات الربيع العربي أثارت إشكالية مدى إمكان التعايش بين الإسلام السياسي، والتيارات المدنية ومفهوم الدولة الديمقراطية، مشيرة إلى أن الاختلاف الفكري والإيديولوجي لكل طرف ونظرته إلى مفهوم الديمقراطية أدى لتحول الصدام السياسي إلى الصدام العسكري وفقا لمنطق المباراة الصفرية، وترى الصحيفة أن الأزمات في العراق وسوريا واليمن وليبيا لن تحل دون التوافق والتفاهم بين كل أبناء هذه الدول، على كل اختلافاتهم السياسية والطائفية، على المستقبل والمصير المشترك، والحفاظ على وحدة الدولة وحماية مؤسساتها العسكرية والاقتصادية والانحياز لمطالب الشعوب، وتكريس الديمقراطية الحقيقية التي تستوعب الجميع في بوتقة الوطن، وأن تتحول بنية الصراع من التقاتل على السلطة ونفى الآخر، إلى التنافس على التنمية والتقدم إلى الأمام، وتكريس القناعة أن الكل في مركب واحد إما أن يغرق أو ينجو بهم جميعا.
• أشارت صحيفة النهار اللبنانية إلى أنه إذا كان العام 2014 حقاً هو عام تنظيم "الدولة الاسلامية"، فمن الممكِن المراهنة بسهولة على أن هذا التنظيم المتشدّد الذي وصفه الرئيس الأميركي باراك أوباما يوماً بأنه "فريق هواة" لن ينكفئ بسهولة، وسيواصل صناعة الحدث في العام 2015 في غياب استراتيجيات فاعلة لمواجهته، لافتة إلى أنه في نهاية 2013 كان "داعش" مجرد وحش من وحوش كثيرة استباحت سوريا وخطفت ما بقي من آمال سورية في التغيير، ففي تلك السنة التي سقطت كل الخطوط الحمر في النزاع السوري، كان التنظيم يتمدد تدريجا على حساب المجموعات المعارضة متجنّباً مواجهة النظام وقوّاته، ورأت الصحيفة أن التنظيم كان يخطّط ويرسم ويستعدّ للساعة الصفر في العراق بحملة مدروسة جيداً، ومن ضمنها هجمات منظمة على السجون عرفت باسم "هدم الجدران"، موضحة أن تلك الهجمات المتفرقة لتحرير سجناء انتهت بهجوم ناجح على سجني أبو غريب والتاجي في صيف 2013 خرج خلاله 500 سجين على الأقل، غالبيتهم مقاتلون مدرَّبون.