جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 09-08-2015
• تساءلت مجلة فورين بوليسي الأميركية "ما الذي جنيناه بعد 12 شهرا من الضربات الجوية ضد تنظيم الدولة؟"، وقالت إن فريق العلاقات العامة في التحالف الدولي بدأ يصدر تصريحات في أبريل/نيسان الماضي تبشر بقرب انتصاره على تنظيم الدولة، وذلك بعد نحو ثمانية أشهر على بدء الحملة، وأوضحت أن هذه التصريحات جاءت على شكل اقتباسات منسوبة لكبار القادة، وذلك لطمأنة الرأي العام بالنصر المنتظر، وقالت إننا اعتدنا على أنه يمكن للولايات المتحدة وحلفائها الانتصار في الحروب "الساخنة" بسرعة، وقالت فورين بوليسي إن نجاحات الأكراد ضد تنظيم الدولة تسفر عن عواقب غير مقصودة، فبعد الانتصارات الكردية جاءت المواجهة بين الأكراد وتركيا، وإن هناك الكثير من العلامات التي تشير إلى أن جبهة النصرة تملأ الآن الفراغ الذي يتركه تنظيم الدولة في بعض المناطق بسوريا، وأضافت أن الحرب على تنظيم الدولة لن تنتهي في وقت قريب، فعندما سعى الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى نيل تفويض من الكونغرس لاستخدام القوة العسكرية ضده في وقت سابق من هذا العام طلب فترة ثلاث سنوات من أجل "إضعاف التنظيم وهزيمته"، ولفتت إلى أن تنظيم الدولة يبقى واحدا من الشرور التي تعصف بسوريا، فقد تسبب بمقتل نحو 945 مدنيا منذ يناير/كانون الثاني الماضي في البلاد، ولكن قوات نظام بشار الأسد قتلت نحو ستة آلاف وتسعمئة مدني في نفس الفترة عبر القصف العشوائي، واختتمت أنه بينما يتم إضعاف تنظيم الدولة فإن قوى ظلامية أخرى تحل مكانه، وإن أي انتصار يحققه التحالف قد يكون طعمه مرا.
• في صحيفة الشرق الأوسط نقرأ مقالا لفايز سارة بعنوان "مسارات العجز عن الحل في سوريا!"، الكاتب اعتبر أن فشل مسارات الحل المتعددة، والتطورات الميدانية في سوريا، التي كرست صعود التطرف والإرهاب وجماعاته، وتزايد حدود الكارثة الإنسانية، وتجاوزها الحدود السورية، كانت حاضرة في تكليف ستيفان دي مستورا مبعوثًا دوليًا للموضوع السوري في العام الماضي، ورأى الكاتب أن جهود دي مستورا وصلت إلى حدود الفشل المعلن مع تقديمه لتقريره مؤخرًا للأمم المتحدة، وبين أن السبب هو إصرار نظام الأسد وحلفائه على المضي في مسار العنف الذي تم اختياره من البداية، لافتا إلى أن دي مستورا قد وصل إلى ذات النتائج السابقة في مسارات حل القضية السورية، لكنه لم يغلق باب جهوده بالإعلان عن خطة، لن تجد فرصتها للنجاح في ظل المعطيات الراهنة، لكنها ستبقيه حاضرًا في الجهود الدولية حتى لا يترك الملف السوري خارج الرعاية الدولية ولو شكليًا، وأبرز الكاتب أن مسارات الحل السياسي في سوريا، والتي توالت على مدار السنوات الماضية فشلت في الوصول إلى نتيجة، تصنع حلاً، أو تضع القضية على سكة حل، منوها إلى أن مسار العنف والدم الذي تبناه النظام، هو الوحيد من المسارات الذي لم يتوقف، ومستمر في تصعيده لإعادة إحكام قبضة النظام على سوريا والسوريين، رغم كل ما أصابه من خسائر سياسية وبشرية.
• في صحيفة الحياة اللندنية اعتبر إلياس حرفوش أن قيام طهران بتسويق مبادرة سياسية للحل، واستعدادها لعرضها على مجلس الأمن، يعنيان أن هناك مقاربة أخرى للتعامل مع الأزمة، تتجاوز الدعم العسكري للنظام، وتأخذ في الاعتبار عدم شرعية ولاية الرئيس في نظر معارضيه، وبين أن المبادرة الإيرانية تدعو بين بنودها إلى إجراء انتخابات مبكرة بإشراف دولي، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وذلك يعني بنظر الكاتب أن طهران تعتبر بأن الخطوات التي قام بها النظام حتى الآن لتثبيت شرعيته، سواء من خلال الانتخابات النيابية التي جرت عام 2012 أو الرئاسية في العام الماضي، لا تحظى بأي تأييد، داخلياً وإقليمياً ودولياً، وأن طهران بالتالي مستعدة للمقايضة في هذا المجال، ولابد أن تشمل المقايضة موقع بشار الأسد على رأس النظام، ورأى الكاتب أن أبرز الإشارات إلى استعداد موسكو لتعديل موقفها هو تصويتها بالموافقة على قرار مجلس الأمن الذي حظي بالإجماع ويدعو إلى تحديد المسؤولين عن استخدام السلاح الكيماوي في سورية ومحاسبتهم، موضحا أن هذا التصويت يعتبر أول خطوة جدية من جانب موسكو لمحاسبة الأسد وأركان نظامه منذ بدء الأزمة السورية، بالمقارنة بسلسلة «الفيتوات» السابقة في مجلس الأمن.
• نطالع في صحيفة النهار اللبنانية مقالا لسميح صعب كتبه تحت عنوان "تركيا عكس إيران وروسيا"، الكاتب رأى أن سوريا تبدو الآن في خضم مسارين: الأول ديبلوماسي تقوده روسيا وإيران والثاني عسكري تخوضه تركيا رجب طيب أردوغان، مبرزا أن الخريطة العسكرية والسياسية لسوريا ستكون رهن أي تطور للأحداث في اتجاه من هذين الاتجاهين، وأشار الكاتب إلى أنه ليس من العبث أن يبحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن صيغة تعيد رسم خريطة الصراع في سوريا بحيث يتشكل محور معادٍ لـ"داعش" يضم دمشق وأنقرة والرياض، ولفت إلى أن الجواب التركي عن المسعى الروسي دخل أيضاً دائرة الابتزاز عندما لمح أردوغان قبل أيام إلى أنه لمس لدى بوتين مؤشرات تخلّ روسيّ عن الأسد، موضحا أن المضمون الفعلي لكلام الرئيس التركي هو أن القبول التركي بمحور مناهض للجهاديين يضم دمشق مرهون بتخلي موسكو عن الأسد، تماما كما كان شرط أردوغان للسماح للولايات المتحدة باستخدام قاعدة أنجرليك، أن تطلق واشنطن يد تركيا في مقاتلة الأكراد، وأكد الكاتب في نهاية مقاله أنه إلى أن يحسم السباق بين الديبلوماسية الروسية - الإيرانية والخيار العسكري لأردوغان، تبقى سوريا مسرحاً لتصعيد في مسرح العمليات العسكرية شمالاً وجنوباً ووسطاً، معتبرا أن الكارثة الكبرى ستكون في حال انتصار الخيار الأردوغاني ليس على سوريا فحسب وإنما على المنطقة كلها.
راجح الخوري في صحيفة النهار اللبنانية اعتبر أن الإعلان عن موافقة روسيا على خريطة دولية تتضمن مصير الأسد، يشكل مؤشراً لنجاح السعوديين في اقناع الروس بأن المدخل الوحيد للحل في سوريا هو استجابة "جنيف -١"، وفرض عملية انتقال سياسية كاملة تنصف الشعب السوري الذي يذبح من نحو خمسة أعوام على أيدي النظام والإرهابيين، ورأى الكاتب أن كل ما نشر في بيروت ولندن عن زيارة علي المملوك للسعودية هو محاولة لقلب الحقائق وتحريف الوقائع، وأوضح الكاتب أن بوغدانوف هو من تولى ترتيب زيارة علي المملوك لجدة والتي حاول الأسد وحلفاؤه الإيرانيون تصويرها وكأنها تشكل تراجعاً او انقلاباً في إستراتيجية المملكة حيال الأزمة السورية، مبرزا أنها شكّلت خطوة ذكية نحو بداية انقلاب في الموقف الروسي، وهو ما يثير الآن القلق في طهران والذعر في دمشق، وسلط الكاتب الضوء على المبادرة السعودية التي تقول: تعالوا نبدأ بتحييد سوريا، نحن نوقف دعمنا للمعارضة وانتم تخرجون ايران و"حزب الله" والميليشيات الشيعية من سوريا، وعليه يصبح الأمر كما تردد موسكو دائماً أي ان يقرر السوريون مصيرهم تسويةً أو صراعاً، وعبر الكاتب في نهاية مقاله عن استهزائه بمحاولة تصوير السعوديين وكأنهم يقبلون فعلاً بشراء بضاعة الأسد التي تجاوزت صلاحيتها منذ زمن.
• نقلت صحيفة الشرق الأوسط عن مصادر تركية رسمية توقعها اقتراب اكتمال صورة الواقع الميداني في شمال سوريا مع تزايد الضغط العسكري التركي – الأميركي على التنظيمات المتطرفة في المنطقة، مؤكدة أن تركيا تسعى لإنشاء منطقة من دون مخاطر لا منطقة آمنة بالتوصيف المتعارف عليه، وقال المصدر للصحيفة إن المناطق التي تخلو من المخاطر سوف تصبح آمنة تلقائيا في وقت لاحق، وكشف أن تركيا اتخذت قرارا استراتيجيا بدعم مؤسسات المعارضة السورية المعترف بها تركيا – ودوليا على أنها ممثلة للشعب السوري، وتمكين هذه المؤسسات من إدارة المناطق بعد تشكلها، ووفقا للصحيفة، أكد المصدر أن تعميما صدر من رئاسة مجلس الوزراء ومن ثم وزارة الخارجية التركية يقضي بحصر التعاون مع مؤسسات الحكومة السورية المؤقتة فيما يتعلق بالنشاط الإغاثي وغيره، موضحا أن تركيا تتعهد بتأمين كل الظروف المناسبة لهذه المؤسسات لإدارة المناطق السورية الخارجة عن سيطرة النظام، وجعلها نواة للحكم المحلي الرشيد، مشيرا إلى أن قدرات الحكومة التركية سوف توضع بتصرف الحكومة السورية المؤقتة عند انتقالها إلى الداخل السوري لتمكينها من النجاح، كما أكد المصدر للشرق الأوسط أيضا أن عدم تعيين وال تركي جديد للتنسيق مع المعارضة السورية، بعد انتهاء مهام الوالي فيصل يلماز، وتعيين خلف له بالوكالة اضطر بدوره للمغادرة بعد فوزه في الانتخابات التشريعية الأخيرة على لوائح حزب العدالة والتنمية، ليس أمرا سلبيا، مشيرا إلى أن الحكومة التركية تنظر في دعوات لإلغاء هذا المنصب، وهي ستعمد إلى ذلك في حال توفرت سبل التنسيق المباشر بين إدارات الحكومة السورية المؤقتة والإدارات الرسمية التركية.