جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 09-03-2015
• قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن هناك سباقا في العراق وسوريا لتسجيل وحماية الفنون من السقوط فى يد "داعش"، وأوضحت أن السكان فى المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم في سوريا والعراق يسجلون على هواتفهم المحمولة الدمار الذي حدث للآثار على يد التنظيم، وتقول نيويورك تايمز إن هذا مجرد جزء صغير من الجهود المستمرة لحماية كنوز العراق وسوريا، البلدان الغنيان بآثار أقدم الحضارات في العالم، لكن لا يمكن فعل المزيد تحت النيران بينما ينفذ الوقت مع إسراع مسلحي "داعش" في نهبهم المنهجي للآثار وتدميرها، وتضيف الصحيفة أن مسلحو "داعش" يصفون الفنون القديمة بالوثنية التي يجب تدميرها، إلا أنهم نهبوا أيضا آثارا على نطاق واسع من أجل جمع الأموال، حسبما يقول المسؤولون والخبراء الذين يتتبعون السرقات من خلال مخبرين محليين وصور الأقمار الصناعية، ونسبت إلى عمر العزم، المسؤول السابق في الآثار بسوريا والذي يعمل الآن مع مشروع حماية تراث العراق وسوريا، قوله إن كل شىء يتم التعامل معه لقيته، فلو له قيمة دعائية، سيستغلونه للدعاية، ولو استطاعوا بيعه، سيفعلون ذلك.
• قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن تنظيم "داعش" قد بدأ يتهرأ من الداخل، حيث أثرّت الانشقاقات والمعارضة والانتكاسات في أرض المعركة على قوة التنظيم وأدت إلى تآكل هالة عدم القهر التي كانت تحيط به بين من يعيشون تحت حكمه الاستبدادي، وأضافت الصحيفة أن التقارير التي تتحدث عن ارتفاع التوترات بين المقاتلين المحليين والأجانب والمحاولة غير الناجحة بشكل متزايد لتجنيد السكان المحليين للخطوط الأمامية، وتزايد هجمات العصابات على أهداف "داعش" تشير إلى أن المسلحين يصارعون من أجل الحفاظ على صورتهم التي بنوها بعناية كقوة مقاتلة مخيفة تجذب المسلمين معا تحت مظلة دولة إسلامية أفلاطونية، ومضت قائلة إن التقارير المستمدة من النشطاء والسكان المقيمين في المناطق الخاضعة لسيطرة "داعش" لا تقدم أي مؤشر على أن التنظيم يواجه تحديا فوريا في معقله فى المحافظات السنية في شرق سوريا وغرب العراق، والتي تشكل العمود الفقري لدولة الخلافة المزعومة، وكانت الانتكاسات في ساحة المعركة أغلبها على هامش أراضي التنظيم، في حين تظل المعارضة المنظمة غير متاحة طالما أن البدائل القابلة للوجود غير موجودة وفي ظل استمرار الخوف من الانتقام، حسبما يقول المحللون السوريون والعراقيون، وأشارت الصحيفة إلى أن هناك مؤشرات أيضا على أن بعض المقاتلين الأجانب يزداد شعورهم بخيبة الأمل، ويتحدث النشطاء في محافظتي دير الزور والرقة السورية عن عدة حالات سعى فيها الأجانب بمساعدة المحليين للهرب عبر الحدود إلى تركيا، وعُثر الشهر الماضي على جثث ما بين 30 إلى 40 رجلا، آسيويين على الأرجح في الرقة، ويعتقد أن تلك الجثث لمقاتلين حاولوا الهرب لكن تم القبض عليهم، واعتبرت الصحيفة أن خسائر الأرض في شمال سوريا وأماكن أخرى بالعراق تساهم في الإحساس بأن الجماعة التي أذهلت العالم بانتصاراتها في البلدين الصيف الماضي، ليست في حالة دفاعية فقط الآن، وإنما تصارع من أجل إيجاد استراتيجية متماسكة لمواجهة قوى متعددة تحالفت ضدها.
• في صحيفة الشرق الأوسط نقرأ مقالا لطارق الحميد تحت عنوان "الأسد هو المشكلة وليس الحل"، تطرق فيه إلى ما قاله مندوب الأسد في نيويورك بشار الجعفري بأن الوقت قد حان كي تقبل أميركا والقوى الغربية الأخرى بأن بشار الأسد باق في السلطة، وأن تتخلى عما وصفها بأنها استراتيجية فاشلة تقوم على محاولة تقسيم منطقة الشرق الأوسط إلى جيوب طائفية، كما أضاف الجعفري أن الأسد مستعد للعمل مع الولايات المتحدة وغيرها لمكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أنه يمكن للأسد أن يحقق الأهداف، لأنه قوي يحكم مؤسسة قوية هي الجيش، ويقاوم الضغوط منذ أربع سنوات، ورأى الحميد أن هذه محاولة دعائية أسدية مفضوحة، والهدف منها هو القول إن الأسد أفضل من "داعش"، ولا بد من التعاون معه ضد الإرهاب، منوها إلى ما كشف مؤخرا عن مراكز تدريب إيرانية في سوريا لتدريب ميليشيات الحوثيين، وبإشراف إيراني تام، وليس لنظام الأسد أي سيطرة على ذلك،
وأكد الحميد أن أن الأسد هو أساس المشكلة، وهو من حوّل سوريا إلى بؤرة تدريب، وتهريب، للإرهاب الإيراني، وغيره، فكيف يقال بعد كل ذلك إن الأسد هو الحل؟، مشددا على أن الأسد هو المشكلة، وهو الأزمة بحد ذاتها، وخطر الأسد لا يقل عن خطر "داعش"، و"القاعدة"، و"حزب الله" وإيران، وبعد أن لفت إلى أن الحقيقة التي سيدركها الجميع هي أن سقوط الأسد هو الحل، آجلا أو عاجلا، أوضح الحميد أن واشنطن وضعت ملف الأسد قيد الانتظار حتى الوصول إلى نقطة حسم بالتفاوض مع إيران، معتبرا أن هذا يعد عامل هروب للأمام، وهو يعني أن الكارثة ستكون أكبر على سوريا، والمنطقة، والمجتمع الدولي، لأن الأسد هو المشكلة، ولا يمكن أن يكون الحل.
• "هل علينا التصالح مع الأسد؟" بهذا السؤال عنون عبد الرحمن الراشد مقاله في صحيفة الشرق الأوسط، اعتبر فيه أن إعادة النظر في السياسة الحالية، والقبول بالتصالح مع نظام بشار الأسد، هو اليوم أسوأ قرار يمكن لأي حكومة عربية، خاصة خليجية أن تفكر فيه، ولفت الكاتب إلى أنه لا يمكن النظر إلى الحرب في سوريا على أنها مشكلة سورية داخلية، ودون فهم المعادلة الإقليمية، وتحديدا الصراع مع إيران، مؤكدا أن دعم المعارضة السورية المعتدلة سياسيا وعسكريا ضرورة قصوى لعرب الخليج، لحرمان الإيرانيين من سوريا، ناهيك عن كونها قضية إنسانية هي الأدمى في تاريخ المنطقة، وأشار الكاتب إلى أنه لا يمكن للسعودية أن تتخلى عن عشرين مليون سوري مهما كانت الأسباب، ولا يمكن لها أن تغض النظر عن خطر التوسع الإيراني في بلاد الرافدين، ولا يفترض أن نقبل بنظرية مصالحة الأسد حيث لا مكان لها في حسابات الخليج العليا، وخلص إلى أنه عندما تأتي الساعة التي تصبح فيها القضية محل النقاش هي مصير الأسد في أي حرب أو حل سلمي مستقبلي، فإنه لا أحد سيهتم بمسألة الانتقام، منوها إلى أن التركيز اليوم هو على حلين متوازيين: دعم المعارضة المسلحة المعتدلة، والثاني دعم أي حل سلمي يقوم على مصالحة كل السوريين، والمحافظة على "النظام السوري" دون قياداته العليا، ومن دون دعم الجيش الحر، فإن الحل السياسي لا يمكن فرضه بشكل عادل.
• تحت عنوان "مفارقات الحل السياسي والحسم العسكري" أشار محمد أبو الفضل في صحيفة العرب الصادرة من لندن إلى أن المتابع للطريقة التي يتعامل بها كل من المجتمع الإقليمي والدولي مع الأزمة السورية والأزمة الليبية، يجد أن الدول التي تفضل الحسم العسكري مع سوريا تميل ناحية الحل السياسي في ليبيا، والدول التي تدعم الحسم العسكري في الثانية تجدها تستميت في الدفاع عن الحل السياسي في الأولى، والأمر لا يخلو من مؤيدين للحسم العسكري، أو الحل السياسي هنا وهناك، ولفت الكاتب إلى أنه قد جاء وقت كان الحسم العسكري محل إجماع كبير في سوريا، وعندما تغيرت المعادلة على الأرض تحول وأصبح محل رفض مكشوف للعيان، حيث رجحت كفة الحل السياسي الذي وضع له البعض شروطا جعلته يعجز عن الحركة، وأدى تثبيت العصي في دواليبه إلى تعقيدات جعلت الحسم العسكري لم يفارق حسابات كثيرين، وأضحى التعامل مع الأزمة السورية يسير في خطين متوازيين، لا أحد يعرف لمن سوف تكون الغلبة، ورأى الكاتب أن الحالة التي تعيشها المنطقة العربية، والأزمات التي تشتعل في بعض أركانها، والحصيلة التي وصلت إليها التجارب المتعددة، والغموض الذي يكتنف مصير الأدوات المستخدمة لإطفاء الحرائق الراهنة، يمكن أن تنتج عنه مراوحة بين طريقين، الأول: حدوث المزيد من التقسيمات الطائفية والمذهبية، وانتشار الاقتتال العابر للحدود على نطاق أوسع، والذي تغذيه قوى إقليمية وتعمل على استمراره قوى دولية، والثاني: الوصول إلى تفاهمات تسمح بفك الشفرات المستعصية لبعض الأزمات الحالية، والاتفاق على آلية واضحة ومحددة توقف النزيف الذي أصبح من الصعوبة السيطرة عليه بالوسائل التقليدية، واعتبر أنه إذا كان أفق الطريق الثاني مسدودا بحكم تباعد المسافات وتناقض المصالح، سيظل الطريق الأول القاتم الأكثر واقعية، لأن المفاضلة بين الحسم العسكري والحل السياسي لا تزال خاضعة لرؤى متعارضة، يصعب أن تلتقي عند نقطة وسط.
• تحت عنوان "من أفشل مهمات المندوبين الدوليين؟!"، أشارت صحيفة الرياض السعودية أنه قبل سنوات قريبة خاض الأخضر الإبراهيمي تجربة فاشلة في سورية دون أن يحقق أي نتائج، وانسحب منها لأنه اصطدم بالمستحيل، وقبله بعقود طويلة جاء "جونار يارنج" مبعوثاً للشرق الأوسط عام 1967م وأيضاً كان عمله مزيجاً من الفشل والنجاح، ولفتت الصحيفة إلى أنه حالياً يدور في المنطقة مبعوث لسورية، وآخر لليمن، وثالث لليبيا، والجميع سينتهي مصيرهم وفقاً لتجارب ما قبلهم، منوهة إلى أن هذا الرصيد من الفشل لا يعزى لعدم قدرة المندوبين، وإنما لمن يتخذ القرار الذي حول نفسه، زعيماً مدنياً أو عسكرياً أن يكون الناطق والمقرر باسم الشعب، وهو الذي لم يفوضه أو يحظى بقبول سلطته، وقالت الصحيفة إن الدور العربي في حل الأزمات ظل إما موضع شك، أو استهتاراً بدوره، موضحة أن اللجوء لمجلس الجامعة كان نوعاً من التخلص من الواجب أو مجاملات بعض الدول لأخرى، وقد تعذرت المحاولات الهادفة لتحقيق المصالحات، لأن أجواء الدول العربية مهيأة للخلافات كقانون، واعتبرت الصحيفة أنه إذا كان المندوبون الدوليون أدركوا استحالة الوصول إلى وفاق للخصومات العربية، فمن باب أولى عجز أيّ دولة مركزية، أو متوسطة وصغيرة، أن يكون تأثيرها مهماً، ولعل ما قيل عن ثقل الدولة الفلانية، أو انتقال القوة لأخرى، لا يقاس بالحجم أو التأثير، وإنما بالقبول من الفرقاء، وهذا ما لا وفرته الأجواء العربية القديمة والحديثة.