جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 08-09-2015
• تناولت افتتاحية صحيفة التايمز البريطانية قضية المهاجرين السوريين، وقالت إن التوصل إلى حل طويل الأمد بالنسبة لأزمة المهاجرين السوريين في أوروبا، يتطلب تغييراً في السياسية الخارجية، وأضافت الصحيفة أن اللاجئين الذين يعانون من ويلات الحرب الأهلية، يحتاجون إلى مساعدة إنسانية عاجلة، وأوضحت الصحيفة أن التبعات الفظيعة للحرب الأهلية في سوريا، تجسدت الأسبوع الماضي بصورة الطفل آلان الكردي الذي وجدت جثته هامدة على أحد الشواطئ التركية خلال محاولة عائلته الوصول إلى اليونان، وأكدت الصحيفة أن هذه الصورة المرعبة للطفل آلان لم تحرك فقط مشاعر الرأي العام، بل دفعت ببعض السياسيين إلى إعادة النظر في هذه الكارثة الإنسانية، وشددت الصحيفة أن على السياسة والدبلوماسية معالجة هذه الكارثة، إلا أنه في الوقت نفسه، فإن العديد من الأشخاص الذين ليس بحوزتهم أي شيء عدا شنطة صغيرة يحملونها على كتفهم، بحاجة إلى المساعدة، هذا وأطلقت الصحيفة حملة لحث قرائها على التبرع لمساعدة اللاجئين السوريين.
• كتبت صحيفة الديلي تلغراف البريطانية في افتتاحيتها أن حل أزمة اللاجئين السوريين يكمن داخل سوريا والسلام والاستقرار هو الذي سيوقف هذا التدفق الهائل إلى أوروبا، وأيدت الصحيفة إصرار رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون على أن أفضل طريقة لمساعدة سكان سوريا هي مساعدتهم في إقرار الأمن في بلدهم وجعل مخيمات اللاجئين في المنطقة مريحة قدر الإمكان، وحذرت الصحيفة من أن إعلان بعض الدول -من جانب واحد- ترحيبها بأعداد كبيرة من طالبي اللجوء -كما فعلت ألمانيا- إنما يشجع الناس على خوض رحلات في غاية الخطورة، معتقدين أن هناك ملاذا آمنا ينتظرهم في الغرب، وختمت تلغراف بأنه لا يمكن لأوروبا أن تدفن رأسها في الرمال، وسواء كان ردها على هذه الأزمة عسكريا أم لا فإن قضية الهجرة لا يمكن تجاهلها ويجب على الغرب أن يتفق على خطوات عملية لا تتحكم فقط في تدفق الناس بل تساعد أيضا في بناء حياة في سوريا تستحق العودة إليها، وبعد كل هذا الانفعال العاطفي الأسبوع الماضي فإن الاعتراف المحزن بالألم يجب أن يثمر براغماتية وعزما على المساعدة.
• قال المحلل العسكري الإسرائيلي عاموس هرئيل في مقالته بصحيفة هآرتس، إن التدخل الروسي المتزايد في سوريا ودعمها نظام الأسد بالسلاح والطائرات ومضادات الطائرات سيغير قواعد اللعبة بالنسبة لإسرائيل، وأكد هرئيل أن هناك ما يشير إلى وصول تعزيزات كبيرة من المساعدات العسكرية التي تمنحها روسيا لنظام بشار الأسد في سوريا، لدرجة الاستخدام المحتمل للطواقم الجوية والطائرات القتالية الروسية في محاولتها للحفاظ على حكم الأسد، ونوه الكاتب إلى أنه بالرغم من الجهد الروسي الذي يحظى بانتقاد هزيل من جانب الولايات المتحدة، فإن هذا يبدو في هذه اللحظة مجرد ضريبة شفوية للموقف الأمريكي الأصلي الذي طالب برحيل الأسد من الحكم، فبعد أربع سنوات ونصف من الحرب الأهلية الوحشية ورغم الضربات الشديدة التي تلقاها، يخيل أن الأسد، غير القادر حاليا على استعادة السيطرة التي فقدها في أكثر من نصف الأراضي السورية، يمكنه أن يواصل الاحتفاظ بالحكم في هذه المرحلة، من خلال المساعدات الروسية والإيرانية وفي ضوء تركيز الغرب على مكافحة تنظيم الدولة، وأوضح هرئيل، أنه ومنذ سنوات عديدة وإسرائيل لا تؤيد حقا إسقاط نظام الأسد، بل معنية باستمرار الوضع القائم وببقاء نظام الأسد ضعيف يسيطر فقط في "سوريا الصغرى"، أقل من نصف المساحة الأصلية للدولة، واستدرك بالقول، إنه إذا كانت روسيا بالفعل تنشر طائرات قتالية وتقيم قاعدة جديدة في سوريا، فسيتعين على إسرائيل أن تواجه قيدا من نوع آخر جدا، ولا سيما إذا ما انضمت إلى الطائرات منظومات من الصواريخ الروسية المضادة للطائرات.
• نطالع في صحيفة الشرق الأوسط مقالا لفايز سارة تحت عنوان "هجرة السوريين ثمرة إجرام النظام والتطرف"، الكاتب أشار إلى أن الأحاديث والتحليلات والأخبار تدور في موضوع موجة الهجرة السورية على حوافها بدل أن تدور حول سياقها الطبيعي، مبرزا أنه وسط هذه الأخبار والتحليلات، يضيع الأساس الذي قامت عليه موجة الهجرة، التي لا يمكن أن نراها خارج ما جرى ويجري في سوريا منذ أكثر من أربع سنوات ونصف، بدأها نظام الأسد بإطلاق النار على المتظاهرين واعتقالهم، ثم دفع سياسته للهجوم على الحواضن الاجتماعية للمتظاهرين والمحتجين، قبل أن يلجأ إلى اجتياحها وتدميرها، وتهجير من تبقى حًيا من أهلها، ولفت الكاتب إلى أن كل ذلك جرى تحت سمع وبصر العالم كله، دون أن يحرك ساكًنا، مما شجع نظام الأسد على الاستمرار في سياسة تطفيش السوريين وإخراجهم من بلدهم، فأمعن في تلك السياسة وشددها عبر خلق مزيد من صعوبات الحياة والبقاء سواء في المناطق التي يسيطر عليها أو التي خارج سيطرته، وبين الكاتب أن تطورات سوريا الكارثية قوبلت بكثير من الصمت وعدم المبالاة من المجتمع الدولي بالتزامن مع تدخلات إقليمية ودولية، عززت الصراع المسلح في سوريا، وعجزت عن إيجاد حل سياسي لقضية ممتدة منذ أكثر من أربعة أعوام ونصف، دون أن يتبين لها نهاية، مؤكدا أن كل هذه العوامل أدت إلى انفجار موجة الهجرة الراهنة، وكل ما يقال بعده مجرد كلام على الهامش.
• تحت عنوان "الدب الروسي هل ينزلق إلى «المغطس» السوري؟" يتساءل أسعد حيدر في صحيفة المستقبل اللبنانية: هل نزل روس "القيصر" بوتين في سوريا؟ ولماذا؟ وإذا لم ينزلوا فلماذا التهويل بهم؟ ولماذا ربط هذا التحوُّل بالبحث عن حل سياسي؟ وما هو موقف واشنطن الحقيقي من هذا الحدث الانقلابي استراتيجياً؟، ورأى كاتب المقال أنه من المهم أولاّ الربط بين هذا التصعيد الروسي وانعقاد القمّة الأميركية السعودية، مبرزا أنّ موسكو استشعرت أنّ القمّة طرحت ملف سوريا من زاوية جديدة تزرع الحل، ولم يعد ممكناً للرئيس باراك أوباما الجلوس في مقعده في البيت الأبيض ومتابعة الاقتتال الدموي، وأوضح الكاتب أن "القيصر" ضخَّم من نزوله العسكري في سوريا ليكون حاضراً في البحث عن الحل السياسي، مبينا أن ما يهمّ "القيصر" الجيش السوري، فبقاء هذه المؤسّسة يُبقيه، وأشار إلى أن تدفّق السوريين الهاربين من الجحيمين الأسدي و"الداعشي" على أوروبا، أيقظ حكوماتها وشعوبها من لا مبالاتهم ممّا يجري وسيجري، ومن تحوُّل هذين الخطرَين إلى خطر يصيب الأمن القومي لكل دولة أوروبية في عمقها وقلبها.
• قالت صحيفة الدستور الأردنية، في مقال لها، إن أعداد اللاجئين السوريين التي وصلت أوروبا، الشاسعة المساحات والغنية بالإمكانات والموارد، لم تصل حتى اللحظة إلى ثلث الأعداد التي استقبلها الأردن، الصغير الحجم والشحيح الموارد والضعيف الإمكانات، وأضافت الصحيفة إلى أن أوروبا، التي تصرخ اليوم لترتيب استقبال عشرات آلاف اللاجئين فوق أراضيها وتوزيعهم على أقطارها الكثيرة، تجد صدى صرختها في كل أصقاع الأرض ويصبح اللاجئون الذين عبروا البحار نحوها شغل العالم الشاغل، فيما كان صوت الأردن قد بح وهو ينادي المجتمع الدولي للتصدي إلى واجباته الإنسانية تجاه مئات آلاف اللاجئين الذي عبروا إليه دون أن يجد من يستجيب له إلا بالنذر اليسير من المساعدة.
• طالعتنا صحيفة الشرق السعودية بقولها إن المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان ديمستورا لا يبحث عن حل سياسي، بل يريد إرضاء حلفاء النظام في طهران وموسكو وتنفيذ ما تراه واشنطن التي ترفض شكلياً استمرار الأسد لكنها تعيق أي حل يؤدي إلى الإطاحة بنظامه، وأشارت الصحيفة إلى أن التحول في الموقف الفرنسي حول التدخل لمحاربة تنظيم "داعش" في سوريا يشير بما لا يدع مجالا للشك أن باريس قررت التغاضي عن طلب إبعاد الأسد عن السلطة وأنها لا تتحفظ على خطة ديمستورا وستركز جهودها فقط على محاربة التنظيم المتطرف، وبينت أن موقف المملكة العربية السعودية الذي لا يزال ثابتاً برفض بقاء الأسد أو حتى مشاركته في أي حل سياسي سيعني بالضرورة رفض مقترحات ديمستورا التي تعيد إنتاج النظام وتبقي الأسد على رأس بلاد دمرها.