جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 08-06-2015
• أشارت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية في تقرير لها إلى أن السوريين باتوا يمقتون الالتحاق بالتجنيد في سوريا، الأمر الذي أضعف كثيراً من قوة الجيش النظامي، ويعرض التقرير قصة مهندس كمبيوتر (25 عاماً) جاءت الشرطة العسكرية إلى منزله لإلحاقه بالتجنيد، ولكنه هرب من سوريا، بعد أن قدم رشوة لضابط الأمن ليزيل اسمه فترة قصيرة من على قائمة المطلوبين للخدمة العسكرية الإلزامية، ودفع لسائق تاكسي ألف دولار ليعبر الحدود إلى لبنان، وتعلق الصحيفة أن هذا الشاب مثل كثيرين في المناطق التي يسيطر عليها النظام، حيث يدفعون ألفي دولار أمريكي في السنة، آملين بألا يلتحقوا بالجيش الذي استنزف جنوده على مدار 4 سنوات بين الانشقاق أو الموت، ويقول المهندس للصحيفة : إن كل رجل في سوريا يحاول جهده أن لا يخدم في الجيش، ولا يمكنني تخيل نفسي جزءاً من حرب طويلة الأمد لا يبدو أنها مقبلة على أية نهاية، ومن جهة أخرى، نقلت الصحيفة عن علي حيدر وزير مصالحة الأسد قوله، إن الجيش لم يعد قادراً على الدفاع عن كل البلاد، كمدينة تدمر مثلاً، فالدفاع عن الصحراء يحتاج إلى قوات كبيرة، وأشار حيدر إلى أن التكتيك الجديد الذي يتبعه نظامه هو رسم خطوط دفاع رئيسية لتحقيق انتصارات أكثر أهمية من حماية مناطق نائية وخالية من السكان والحياة الاقتصادية.
• ذكرت صحيفة صنداي تايمز البريطانية أن نظام بشار الأسد يواجه خطر تقدم تنظيم الدولة الإسلامية وقوات المعارضة الأخرى، وأنه يستنجد بإيران لتفعيل الدفاع المشترك وإنقاذ ما تبقى من البلاد تحت سيطرته ومنع خسائر أخرى كبيرة، وأشارت إلى أن الأسد طالب إيران رسميا بتفعيل اتفاقية الدفاع المشترك بين البلدين، وهي التي سبق عقدها في 2005 في أعقاب التحالف الدولي الذي قادته الولايات المتحدة في 2003 لغزو العراق، وأوضحت أن الأسد يتوسل إلى طهران لتقديم المزيد من الدعم، وذلك لمنع استمرار خسائره أمام زحف تنظيم الدولة الذي بات يسيطر على نصف مساحة البلاد، ولمنع خسائر النظام أمام جيش الفتح وجبهة النصرة وبقية فصائل المعارضة الأخرى، وأشارت إلى أن الأسد يطلب المزيد من دعم طهران من أجل تعزيز قبضته على بقية المناطق والأراضي التي لا تزال تحت سيطرته في غربي البلاد وليس لاستعادة أي مناطق خرجت عن سيطرته، وأضافت أن طلب الأسد يؤشر على أن دمشق مُسلّمة لواقع التقسيم الفعلي لسوريا، ونسبت الصحيفة إلى أحد ضباط الأسد القول إنه من المهم الحفاظ على ما تبقى من الجيش السوري خشية أن يتكبد هزائم وخسائر كبيرة أخرى، وخاصة عندما يكون عدد المهاجمين من المتمردين يزيد على عدد المدافعين عن مدينة أو موقع، كما أشارت إلى أن مسؤولين إيرانيين ربما لعبوا دورا في إقناع الأسد بأنه من الأفضل له حماية المناطق التي لا تزال تحت سيطرته بدلا من السعي لاستعادة المناطق التي فقدها، وذلك للتخفيف عن الجيش السوري المنهك، ولفتت الصحيفة إلى الزيارة التي قام بها إلى دمشق منتصف الشهر الماضي رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي، وإلى تصريحات لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني قبل أيام، والمتمثلة في أنه سيفاجئ العالم بالتطورات في سوريا.
• ذكرت صحيفة صنداي تلغراف البريطانية أن تنظيم الدولة يعرض مجلة دابق بنسختها الإلكترونية باللغة الإنجليزية على موقع أمازون المعروف عالميا، وأن مجلة دابق تساعد تنظيم الدولة في تجنيد مقاتلين أجانب من الدول الغربية، وأضافت الصحيفة أن أعداد مجلة دابق متوفرة للبيع باللغة الإنجليزية منذ 24 مايو/أيار الماضي، وذلك عن طريق "مركز الحياة للإعلام" الذي يعد الذراع الإعلامية لتنظيم الدولة، وأوضحت الصحيفة أن أسعار أعداد مجلة دابق تتراوح بين 8 و29 دولارا أميركيا للنسخة الواحدة، وأنه يمكن إيصالها إلى المشتري خلال يوم واحد، وقد تكون مغلفة على شكل هدية، وأشارت الصحيفة إلى أنها لم تشتر نسخة من مجلة دابق كي تقدم المزيد عن محتوياتها، لكنها أضافت أن المجلة دورية وتصدر كل ثلاثة أشهر وتركز على مواضيع إسلامية كالتوحيد ومنهج الإسلام وسنة الهجرة وفريضة الجهاد، ومواضيع أخرى تتعلق "بالدولة الإسلامية"، ونوهت إلى أن دابق تتناول أيضا قضايا أخرى معاصرة، وتنشر تقارير إخبارية ومقالات متنوعة، وأنها تستخدم تقنيات عالية كي تصدر بطباعة فاخرة وبصور ملونة، مبينة أن مجلة دابق اتخذت اسمها من بلدة في شمال سوريا قرب الحدود التركية، وأن أول عدد من المجلة صدر العام الماضي، وأن اسمها يحمل أهمية كبيرة لتنظيم الدولة، لكونه مستوحى من أحاديث نبوية إسلامية تتحدث عن آخر الزمان، وذلك عندما تحدث المواجهة الحاسمة بين المسلمين وأعدائهم، كما لفتت الصحيفة إلى تفاصيل بعض المواضيع التي تناولتها الأعداد السابقة من مجلة دابق، وإلى أن آلافا من البريطانيين غادروا المملكة المتحدة والتحقوا بتنظيم الدولة في المناطق التي أعلن فيها التنظيم "دولة الخلافة" والتي تتمدد بين العراق وسوريا.
• صحيفة الحياة اللندنية نشرت مقالا لغسان شربل تحت عنوان"«داعش» وشريكاه"، تطرق فيه إلى سياسة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الروسي فلادمير بوتن في المنطقة، معتبرا أن يديهما قد تلطخت بدم العراقيين والسوريين، وأوضح كاتب المقال أن إدارة أوباما قد افتقرت إلى استراتيجية واضحة ومتكاملة في منطقة دهمها زلزال "الربيع العربي" قبل أن تتعافى من زلزال غزو العراق، مبينا أن أوباما أطلقَ في الأزمة السورية مواقف أوقعت المعارضين في الحد الأقصى من الآمال أي إسقاط النظام، وتحدَّثَ عن الخط الأحمر ثم تناساه، وحين هدَّدَ باستخدام القوّة التقط هدية سيرغي لافروف وابتعد، محتفلا بمصادرة الترسانة الكيماوية السورية، وتجاهَلَ إنقاذ سورية بحل سياسي يحفظ وحدتها وحقوق مكوّناتها، ثم نسي سورية كي لا يعرقل الصفقة مع إيران، وبالنسبة لبوتن، فيشير الكاتب إلى أنه تعامَلَ مع المذبحة السوريّة بوصفها فرصة لإظهار محدودية القدرة الأميركية، وأضاف أنه شاهد أنهار الدَّمِ ولم يرفّ له جفن، وهو لم يوظّف ثقل بلاده في دمشق لإقناع النظام بالسير جدِّياً في حل سياسي، خصوصاً قبل استفحال الأزمة وسقوط مساحات واسعة من الأرض السورية في يد المتشدِّدين، كما أنه لم يوظِّف هذا الثقل أيضاً لإقناع طهران بعدم الإصرار على أن "تكون سورية كما كانت أو لن تكون لأحد"، كما أن روسيا لم تستطع المساهمة جدّياً في إنقاذ وحدة سورية، وبعد أن أكد أن الشرق الأوسط يغرق في جحيمه، شدد الكاتب على أن أوباما وبوتين قد شاركا مع البغدادي في توفير ظروف الانهيار الكبير، مبرزا أن تعطيل مجلس الأمن وتركه يتفرَّجُ عاجزاً على نهاية سورية، جريمة من قماشة جرائم "داعش".
• يتساءل مشاري الذايدي في صحيفة الشرق الأوسط "هل اقترب شيء سوري؟"، وشير الكاتب إلى أنه مع الانتصارات السريعة لقوات المعارضة السورية، المتكونة في غالبها من فصائل إسلامية، على الجبهة الغربية الشمالية، تكون الأمور قد وصلت إلى مرحلة جديدة وخطيرة، مبرزا أن المدد الإيراني الصريح والعاجل لنظام بشار يأتي بعد فقدان النظام للمبادرة وخسارته لمواقع حساسة باتجاه الساحل السوري، وفي إدلب وحماه خاصة، ويرى الكاتب في مقاله أن أميركا أوباما كانت هي المعطلة للحل في سوريا، وليس إيران أو روسيا، موضحا أن هذه القوى تعلن صراحة دعمها لنظام الأسد، بينما كانت الرؤية الأوبامية تجاه الحل السوري عنصر إعاقة في سوريا، وهذا ما كبل الجهد العربي بقيادة السعودية والجهد التركي، مع خلافات في الرؤية بين العرب وتركيا، عدا قطر، ويلفت الكاتب إلى أنه بعد تمدد "داعش" بسوريا، وتحولها لخطر يهدد الأمن العالمي كله، تحرك القرار الأميركي، قليلا، منوها إلى أن خلاصة الرؤية السعودية ومن معها من العرب هي أن بقاء الأسد هو بحد ذاته محفز لـ«داعش» وتمددها، وكل القوى المتطرفة الأخرى.
• نطالع في صحيفة العرب القطرية مقالا لأحمد زيدان تحت عنوان "إيران واللعب على المكشوف.. فاتكم القطار"، رأى فيه أن اللعب على المكشوف هو العنوان العريض لما يجري في الشام اليوم، مبرزا أن التقدم الهائل والسريع الذي يحرزه جيش الفتح في إدلب والاقتراب من الساحل؛ حيث معاقل النظام دفع صحفاً غربية إلى الحديث عن اقتراب نهاية نظام الأسد، وأشار الكاتب إلى أن الواقع على الأرض الآن أبلغ من يتحدث عن نفسه والاقتراب من معركة الساحل سيفتح صفحة جديدة ومهمة في معركة الشام، منوها إلى أن مرحلة ما بعد الانتخابات التركية قد تكون حاسمة بشأن الحدث الشامي على أساس أن كل التقديرات والتقييمات تشير إلى أن المنطقة العازلة والآمنة والحظر الجوي سيتم فرضه من قبل دول في الشمال السوري، وهو ما قد يمنح دفعة معنوية قوية للمقاتلين في معركتهم بالساحل إن تم إطلاقها بالفعل، واعتبر الكاتب أن المفاجآت التي أعلن عنها قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني من معاقل النظام أخيراً كرد على نجاحات جيش الفتح في إدلب محاولة لرفع معنويات العصابة الطائفية لاسيَّما بعد أن أثخن جيش الفتح فيها قتلاً وأسراً، لافتا إلى أن "النظام السوري" الذي كان يملك أكثر من 800 ألف مسلح بين جيش وشبيحة ومخابرات وداخلية عجز عن وقف الثورة فهل تستطيع إيران بعشرين ألفا أو أكثر أن توقف هذا المد الشامي الذي بلغ الآن عدد مقاتليه أكثر من 350 ألف مسلح بينهم أكثر من 200 ألف جهادي، وخلص الكاتب إلى أن القطار قد فات طهران والعصابة الأسدية، وربما أكثر ما يطمحون إليه الآن جيب علوي ليكون بمثابة إسرائيل ثانية في خاصرة العالم العربي، لمواصلة عبثها بالأمن القومي العربي.
• انتقدت صحيفة الشرق السعودية موافقة رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، على حملة أطلقها رجال دين متطرفون بهدف جمع عشرة ملايين دولار لدعم الميليشيات الطائفية التي تقاتل إلى جانب نظام الأسد في سوريا، وأشارت إلى أن السياسة التي اتبعها العبادي في إدارة البلاد يبدو أنها لم تختلف عن سياسة سلفه نوري المالكي في جعل العراق تابعاً لإيران، فها هو يسمح لقادة طهران بالتدخل سياسياً وعسكرياً في العراق دون أن يبدي اعتراضات ذات معنى على جملة من التصريحات الإيرانية التي تمس السيادة العراقية، كما لم يحرك ساكناً تجاه تدخل قوات ما يسمى بالحرس الثوري الإيراني في العراق، أو عبورها إلى سوريا، ونوهت الصحيفة إلى أنه وعوضاً عن تركيز العبادي على جهود إعادة الاعتبار لسيادة الدولة وبناء الجيش العراقي وهزيمة "داعش"، يقدم كل أنواع الدعم للميليشيات الطائفية التي يهدد وجودها وحدة العراق وسيادته، وبنفس الطريقة يتحرك ليصدّر الميليشيات إلى سوريا لتقتل السوريين على أسس طائفية منخرطاً بشكل كامل في حرب إقليمية تقودها طهران لتحقيق مشروعها الفارسي.