جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 07-09-2015
• نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تقريرا تناولت فيه ردود مفكرين وأكاديميين من دول الخليج العربي على الانتقادات التي وجهت لدولهم في الصحافة الغربية بشأن أزمة اللاجئين التي شغلت الرأي العام مؤخرا، وقالت الصحيفة إن هناك من يرد على بعض الانتقادات باتهام معاكس، ويتساءل عن سبب تقاعس الولايات المتحدة والغرب في إنهاء الأزمة السورية المستمرة منذ أربع سنين، وبقاء بشار الأسد على رأس السلطة رغم استخدامه الأسلحة الكيميائية وقصف المناطق المدنية، وهو ما أدى إلى هروب السوريين للنجاة بحياتهم، ونقلت الصحيفة عن خالد الدخيل أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك سعود بالعاصمة السعودية الرياض قوله: لماذا الأسئلة توجه فقط حول موقف دول الخليج، ولا أحد يسأل عن سبب الأزمة، من الذي خلقها؟، ورغم أن الدخيل أقر بأن هناك المزيد من الممكن عمله، فإنه أثار موقف روسيا وإيران من أزمة اللاجئين، وقال إن هاتين الدولتين دعمتا الأسد طوال السنين الماضية، ورغم أزمة اللاجئين التي تشغل الدنيا فإنهما لا يزالان يرفضان استقبال لاجئين سوريين، ومن الإمارات، نقلت الصحيفة عن أستاذ العلوم السياسية عبد الخالق عبد الله أن بلاده استقبلت في الثلاث سنوات الأخيرة 160 ألف سوري، وعلق على الانتقادات الغربية بالقول: إن اصبع الاتهام الذي يتهم الخليج بعدم فعل شيء هو أمر غير صحيح، لولا دول الخليج لكان الملايين من اللاجئين في حال أسوأ بكثير مما هم عليه اليوم، واستمرت الصحيفة في توضيح ردود أفعال من دول الخليج تتهم الغرب بالإهمال والتقصير في حل جذر المشكلة، واستشهدت بتغريدات لناصر الخليفة الدبلوماسي القطري السابق التي اتهم بلدانا غربية بذرف دموع التماسيح بينما هي تمنع عن المعارضة السورية أسلحة تدافع بها عن المدنيين السوريين الذين يتعرضون لقتل يومي من قوات وطائرات الأسد، واتهم الخليفة إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بعدم التدخل بجدية لإنهاء الأزمة السورية، لأنه كان يعطي الأولوية للاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، وختمت الصحيفة مقالها بتعليق من مايكل ستفينس رئيس معهد الخدمات الملكية المتحدة بقطر، قال فيه إن دول المنطقة تعودت على أن تتدخل الدول الكبرى في أوقات الأزمات، إلا أن ذلك لم يحدث هذه المرة مما ترك فراغا كبيرا.
• قال الكاتب مايكل إيغناتيف، في مقال له في صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، إن المناظر الصادمة التي نراها بشأن اللاجئين يجب أن تكون بمثابة جرس إنذار لنا بأن المشكلة ليست أوروبية حصرا، وتساءل الكاتب إن كانت الولايات المتحدة وحلفاؤها في حرب مع تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا، ألا يعني ذلك أن علينا مسؤولية تجاه اللاجئين الذين يفرون من مناطق القتال الذي تنخرط فيه الولايات المتحدة ودول أخرى غير أوروبية؟، وأضاف: إذا كنّا نسلح الثوار السوريين، أليس علينا كذلك مساعدة الناس الذين يحاولون إفراغ مناطق العمليات التي سينشط فيها أولئك المسلحون؟ وإذا كنا قد فشلنا في جلب السلام لسوريا، أليس علينا أن نساعد الناس الذين لم يعد بوسعهم انتظار السلام؟ ودعا الكاتب الدول الغربية الكبرى إلى الكف عن التذرع بذرائع واهية مثل عدم امتلاك اللاجئين للأوراق المطلوبة، وطالبها بأن تتغاضى عن كل القوانين التعجيزية وتسهل استقبال اللاجئين السوريين، وأهاب بالدول الكبرى لإرسال فرق لاستقبال طلبات اللاجئين إلى البلدان التي لا تريد أو لا تستطيع استضافة اللاجئين مثل المجر واليونان، ووصف الكاتب إعلان واشنطن الاستعداد لاستقبال خمسة إلى ثمانية آلاف لاجئ سوري العام المقبل بأنه غير كاف، واقترح أن يكون العدد ليس بأقل من 25 ألفا كبداية لكل من الولايات المتحدة وبلده كندا، وأعرب عن اعتقاده بأن مقارعة اللاجئين على سكك القطارات ومراكز تجمعهم ليس هو الحل الأمثل، وعلى الدول المعنية استحداث نظام حصص يمكن اللاجئين من الحفاظ على كرامتهم، وفي نفس الوقت يمكن الدول المعنية من الحفاظ على كيانها ونظامها.
• نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية مقالا للكاتبة جوان سميث أشارت فيه إلى أن بعض اللاجئين يواجهون معاناة قاسية حتى في مخيمات اللجوء لدى دول الجوار السوري، وأوضحت أن مخيمات اللجوء في لبنان والأردن تشهد ظروفا مروعة، وأوضحت الكاتبة أن العائلات في هذه المخيمات تعاني جراء حر الصيف وبرودة الشتاء، وأن بريطانيا لم تقبل سوى خمسة آلاف لاجئ منهم من بدء الحرب التي تعصف بسوريا منذ أكثر من أربع سنوات، واختتمت بأن موقف بريطانيا يعتبر مثيرا للشفقة بالمقارنة مع ألمانيا التي أعلنت عن استعدادها لاستقبال ثمانمئة ألف لاجئ.
• نطالع في صحيفة الصنداي تايمز البريطانية تقريراً خاصاً بعنوان "جثة الطفل على الشاطئ التركي، انعكست ايجابياً على اللاجئين"، وقالت الصحيفة إن الصورة المفجعة للطفل الغريق الذي كان يحاول مع أهله العبور إلى أوروبا أدت إلى تسهيل الإجراءات على الحدود في أوروبا، إلا أن الصحيفة تتساءل إلى متى يستمر هذا التعاطف؟، وأضافت الصحيفة أن ألان الكردي (3 سنوات) وغالب (5 سنوات) غرقا بعدما انقلب قارب الصيد الذي كانا على متنه مع والدتهما و8 آخرين فيما نجا والدهم عبد الله، وهم متجهين إلى جزيرة كوس اليونانية التي تبعد 6 كيلومترات عن الساحل التركي، وأوضحت الصحيفة أن عبد الله لم يكن يعلم أنه عند محاولته الثانية للذهاب إلى أوروبا والتي راحت ضحيتها عائلته بالكامل (زوجته وولديه) ستغير الجدل بشأن الهجرة إلى أوروبا، وتدفع برئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى مراجعة التفكير بسياسته ضد اللاجئين السوريين، وأكدت الصحيفة أنه خلال بضع ساعات من نشر صورة إيلان وأخيه وقد تقاذف البحر جثتهما على الشاطئ، تناقلت صورتهما وسائل التواصل الاجتماعية الأربعاء، مما أدى إلى موجة من الصدمة والأسف حول العالم، وختمت الصحيفة بالقول إن هناك آلاف من المهاجرين وصلوا إلى النمسا، إلا أن مأساة عائلة بأكملها أسرت اهتمام العالم بأكمله على هذه الأزمة الانسانية.
• قالت صحيفة الحياة اللندنية إن خبراء روس تسلموا مطار اللاذقية الساحلية غرب سورية وإن موسكو رفعت "مستوى ونوعية" الانخراط العسكري في سورية على أن يرتبط إرسال قوات روسية بتشكيل تحالف دولي ضد الإرهاب بقرار من مجلس الأمن، ونقلت الصحيفة عن مصدر قريب من موسكو أن الرئيس فلاديمير بوتين يريد الحفاظ على التوازن العسكري في سورية ومنع انهيار الجيش النظامي، لفرض تسوية سياسة وتشكيل هيئة حكم انتقالية على أساس بيان جنيف، وقال مصدر آخر، للصحيفة، إن الانخراط الروسي تضمن إرسال ضباط رفيعي المستوى، مشيرا إلى احتمال إرسال طيارين روس لشن غارات وتسليم مقاتلات "ميغ - 31" الاعتراضية وطائرات استطلاع، إضافة إلى ذخيرة وقوة تدميرية أكبر ووصول ناقلات جند ومشاركة روسية في بعض المعارك من بينها المواجهات مع مقاتلي المعارضة في ريف اللاذقية، وأكد المصدر تسلم خبراء روس مطار اللاذقية في شكل كامل وأن مزيداً منهم سيصلون قريباً، وأوضحت مصادر الصحيفة أن موسكو لم ترسل قوات برية، مشيرة إلى أن هذا القرار مرتبط بتشكيل "تحالف ضد الإرهاب" بقرار دولي، الأمر الذي سيكون أحد بنود المؤتمر الذي تعمل موسكو التي تترأس على عقده على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك نهاية الشهر الجاري بالتزامن مع دعوة الرئيس باراك أوباما إلى قمة للتحالف الدولي - العربي لمحاربة "داعش" في نيويورك في 27 الشهر الجاري، في وقت تتجه فرنسا وبريطانيا وهولندا والدنمارك وأستراليا للانضمام إلى شن غارات في سورية.
• تحت عنوان "الخليج ولاجئو سوريا" كتب عبد الرحمن الراشد مقاله في صحيفة الشرق الأوسط، الكاتب اعتبر أن أزمة اللاجئين، من سوريين وعراقيين ويمنيين وغيرهم هي مسؤولية الجميع، في ظل تخاذل المجتمع الدولي حيال نصرتهم وفرضهم على حكوماتهم التي تسببت في تهجيرهم، وأكد على أنه لا يوجد عذر لأحد بعدم مد يد العون بما في ذلك الدول الخليجية، مبرزا أن على الدول الخليجية أن تستوعب عددا أكبر، وتمنح رعاية أكثر للعرب الفارين من الحروب، وغيرهم من أفريقيا أيضا، ولفت الكاتب إلى أن الضجة التي نسمع بها حول عدد اللاجئين الذين قبلت بهم أوروبا ربع مليون شخص، وأشار إلى أن هذا الرقم متواضع مقارنة بعدد الذين زحفوا على الأردن ولبنان وتركيا، وأقل عددا من الذين دخلوا دول الخليج دون ضجيج، وبعد أن دعا دول الخليج إلى فسح مكان أكبر للاجئين من خلال نظام لم الشمل مع عائلات السوريين التي في البلاد، ومنح اليمنيين عددا أكبر إضافة إلى المليون ونصف المليون يمني على أراضيها، شدد الكاتب على أن محاولة رمي التهم على بعضنا البعض أو استغلال البعض قضية إنسانية لأغراض شخصية أو سياسية لن تفيد في التعامل معها، بل تشغل الجميع بالخلافات، بدلا من إيواء وإطعام هؤلاء التعساء المساكين.
• تقول صحيفة النهار اللبنانية، إن التعب الذي أصاب الجيش النظامي وإطلاق حملة التجنيد الإلزامي في تلك المنطقة من جهة، وتمدّد التيّارات المتطرّفة في الجسم السوري المعارض (أو على هامشه) من جهة أخرى، تقاطعان متناقضان لم يكن لهما إلّا أن يولّدا ظاهرة داخل الطائفة: ظاهرة الشيخ وحيد البلعوس الذي اغتيل بالأمس، وتوضح الصحيفة أن الشيخ الخمسيني ذا الشارب الكثّ والطويل، لم يكن من الساعين إلى الدخول في العالم السياسي من بابه العريض، بدليل أنّ حراكه حديث نسبيّا ولا يتخطّى عمره السنتين كحدّ أقصى، وكان دائما يسعى إلى وحدة الصف الدرزي في السويداء حتى ولو على حساب رؤيته وأفكاره وتحرّكاته، واشتهر باختيار موزون لعباراته يجسّد التوازن المطلوب انتهاجه من الموحّدين للحفاظ على دورهم في هذه البقعة الصعبة من سوريا، وتشير الصحيفة إلى اعتراض بلعوس مع أفراد من مجموعته رتلا عسكريّا لقوّات الأسد مؤلّفا من أربع دبّابات وعدد من الآليّات كان يهمّ بالخروج من المدينة ليتوجّه إلى العاصمة دمشق، وتمّت حينها إعادة الرتل إلى المدينة واعتبر الشيخ بلعوس أنّ السلاح لأهالي جبل العرب ويستخدم للدفاع عن السويداء وسكّانها، وتقول الصحيفة، إن هذه الحادثة ساهمت مؤخّرا وبشكل فعّال في منع الشباب الموحّدين من الاستجابة لدعوات القيادة السوريّة والالتحاق بالجيش.
• قالت صحيفة الشرق السعودية إنها ليست المرة الأولى التي يظهر فيها جنود ومقاتلون روس إلى جانب قوات الأسد وهي تقاتل ضد قوات المعارضة السورية، فوجود العنصر العسكري الروسي كان منذ بداية الثورة السورية، وشارت إلى أن الجديد في التقارير الإخبارية هو وجود العناصر الروسية مع معدات هي الأحدث من نوعها ودخلت إلى القوات الروسية قبل عام فقط، فيما كانت موسكو تدَّعي دائما أنها تسلِّح النظام بناء على عقود سابقة، واعتبرت الصحيفة أن هذا الانخراط الروسي في الصراع السوري، لا يشكل فقط تدخلا سافرا في الصراع إلى جانب النظام الذي أوغل في الإجرام بحق السوريين بل إن هذا يجعل من حكام موسكو مسؤولين بشكل مباشر عن الجرائم التي ترتكب في سوريا، وعلى مجلس الأمن تحمل مسؤولياته تجاه تورط أحد أعضائه الدائمين في هذا الصراع.
• في مقال بعنوان "تركيا وطوفان اللجوء السوري إلى أوروبا"، كتبت صحيفة الدستور الأردنية أن قوارب الموت نحو تركيا لا تنطلق من طرطوس واللاذقية، بل من الموانئ التركية، يمتطيها لاجئون سوريون في تركيا أساسا، من أجل الوصول إلى الضفاف الشمالية للمتوسط، معتبرة أنه لو أن تركيا قررت وضع حد لهذه المأساة، لكانت منعت مافيات (الرقيق الأبيض) من الاتجار بدماء السوريين وحيواتهم، وأعرب كاتب المقال عن الأسف لكون العالم يقف اليوم صامتا أمام الدور التركي في خلق وتضخيم تجربة قوارب الموت وطوفان اللاجئين، تحت وطأة (أطلسية تركيا) من جهة، وحاجة الولايات المتحدة المتزايدة لدور تركي إقليمي في عديد من أزمات المنطقة وملفاتها المشتعلة من جهة ثانية.