جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 07-06-2015
• نشرت صحيفة الإندبندنت أون صانداي البريطانية موضوعا لباتريك كوبيرن تحت عنوان "بينما يتصاعد خطر الدولة الإسلامية يتزايد أيضا خداع الغرب لنفسه"، يمهد كوبيرن لفكرته بالمقارنة بين ما يقوم به الغرب اليوم وما فعله الأباطرة الصينيين في عصر انهيار دولتهم حيث كان كبار رجال الإمبراطورية يتلقون أخبار الهزائم العسكرية المتتالية لجيوش الإمبراطور لكنهم ببساطة يعلنون الانتصار على قوات العدو البربرية، ويعتبر كوبيرن أن خداع النفس الذي مارسه الصينيون في تلك الفترة هو نفس الأسلوب الذي يخدع به الغرب نفسه حاليا في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية، ويضيف أن الغرب والمتحالفين معه في الشرق الأوسط فشلوا حتى الأن في إيقاف زحف "الدولة الإسلامية" الذي يبدو غير قابل للهزيمة منذ برز على الساحتين العراقية والسورية العام الماضي، ويوضح كوبيرن أن التفاؤل المبالغ فيه لم يمنع سقوط الموصل ولم يلتفت أحد إلى حقيقة أن "الدولة الإسلامية" كان يسيطر لفترة على الفللوجة وكان يتحرك مقاتلوه بحرية تامة في الأراضي العراقية الواقعة بين الحدود الإيرانية وحلب، ويوضح كوبيرن 3 أسباب دفعته للتأكيد على أن "الدولة الإسلامية" يزيد قوة ويتطور بسرعه وهي أن التنظيم يقاتل على عدة جبهات متفرقة تفصل بينها ألاف الكيلومترات لكنه يظهر كفاءة كبيرة في القتال أكبر مما كان العام الماضي، ويضيف أن التنظيم لازال يتمدد ويسيطر على المزيد من المدن والأراضي رغم مرور أشهر من الغارات الجوية التى تقودها واشنطن ضده والتى اعتبر الغرب أنها كافية لإيقاف تمدد التنظيم قبل حصاره والإجهاز عليه لكنه لم يحدث، أما الأمر الثالث هو أن الانتصارات الأخيرة للتنظيم في الرمادي وتدمر وغيرها لم تكن مفاجئة كما كان الحال عندما سيطر على الموصل لكنها كانت معارك منتظرة ومتوقعة ورغم ذلك لم يتمكن أحد من التصدي لمقاتلي "الدولة الإسلامية" سواء في العراق أو سوريا، ويخلص كوبيرن إلى أن "الدولة الإسلامية" يمكن دحره لكن فقط عندما يتوقف المسؤولون الغربيون عن خداع أنفسهم.
• صحيفة العربي الجديد نشرت مقالا لميشيل كيلو بعنوان "حديث أملاه الغلو"، تطرق فيه إلى لقاءات أمير جبهة النصرة أبي محمد الجولاني مع قناة "الجزيرة"، وأشار إلى أن الأمير غادر في حديثيه مع "الجزيرة" موقفه من الغلو، ومن السلطة، والانتخابات، والآخر، وباغت مستمعيه بجبهة نصرة جديدة لا تقل غلواً عن القاعدة، سواء في مواقفها من الآخر والمختلف، أم من مستقبل سورية، حيث جعل الأمير إلزام بقية المسلمين، وغيرهم من مكونات الشعب السوري، بحكمه الشخصي وعداً غير سياسي، إلهيا ومقدساً، ليس بين قضاياه جميعها قضية واحدة مطروحة للنقاش، أو منفتحة على رأي آخر، ويتساءل كيلو: هل جنح الجولاني إلى الغلو، ليكبح اكتساح "داعش" الساحة الجهادية، على حساب القاعدة؟ أم فعل غلواً، كي يوقف مطالبة أطراف في الجبهة بفك علاقاتها مع القاعدة؟ أم أنه أراد مواجهة الاختراقات الداعشية لجبهته، ووقف تدفق مقاتليه على "داعش"، نعربا عن اعتقاده بأنه قد خسر عددا كبيرا من السوريين الذين طالما تعاطفوا معه، وأفهمهم اليوم أنهم كانوا مخطئين.
• صحيفة العرب القطرية نشرت مقالا لياسر الزعاترة تحت عنوان "اعترافات طهران وموسكو والخطة (ب) في سوريا"، رأى فيه أن أن الهزائم الأخيرة التي مني بها النظام قد تركت أثرها على نمط التفكير في طهران وموسكو، بل وفي أروقة "النظام السوري"، موضحا ان الحديث هنا يدور حول نقاش يدور في أوساط البنية الصلبة للنظام؛ العلوية منها على وجه التحديد، من تلك التي تعتقد أن سقوط النظام سيعني الكثير بالنسبة إليها، وهي ستفضل بكل تأكيد فكرة الدويلة العلوية التي تحميها إيران من الخاصرة اللبنانية، حتى لو لم تتمكن من الحصول على منافذ آمنة في الاتجاهات الأخرى، بوجود منفذ بحري، ولفت الكاتب إلى أن ذلك لا يعني أن مشروع الدويلة العلوية قد بدأ عمليا، وأشار إلى أن إيران التي تدعم النظام ما زالت ترى أن بوسعها إطالة المعركة وصولا إلى توفير حل إقليمي برعاية دولية يناسبها في ظل استثمارها في قصة التخويف من التكفيريين، لاسيَّما أنها تدرك أن مشروع الدويلة العلوية إذا ما تأسس على رؤية هزيمة لن يكون برسم الصمود، ويمكن للثوار أن يواصلوا مطاردته وصولا إلى إنهائه أيضا، لاسيَّما إذا كانت إيران نفسها في حالة ضعف بسبب اتساع نطاق النزيف في العراق، وبشكل أكبر في اليمن، وخلص الكاتب إلى أن على إيران أن تحسبها جيدا، مبرزا أن تجرع كأس السم في وقت مبكر، والمجيء إلى صفقة إقليمية تسوي كل عناصر الصراع في المنطقة خير من المكابرة الطويلة التي تكرر تجربة أميركا في فيتنام، والأهم تجربة الاتحاد السوفيتي في أفغانستان.
• لفتت صحيفة عكاظ السعودية، انتباه القراء، إلى ما أجمع عليه الخبراء العسكريين على أن نظام بشار سقط من حيث الموقف الاستراتيجي نتيجة للأحداث والمتغيرات المتوالية ، وأن إيران تخوض معركتها الأخيرة في سوريا مع أذرعها الطائفية من "حزب الله" والمليشيا الحزبية العراقية، وأوضحت أن هذه الرؤية، تعتمد على مجموعة من الحقائق التي أصبحت مدركة من الجميع، ومنها: أن جيش النظام يتفكك ويفقد السيطرة وتتراجع معنويات ضباطه وجنوده ، ولهذا تعرضوا للهزائم المتوالية، وبدأت المساحات المتاحة لهذا الجيش تضيق ، والمعارضة تتقدم في منطقة الساحل التي تعتبر المعقل الأخير للنظام، وشددت الصحيفة، على أن المعارضة الآن في حاجة إلى وقفة أصدقائها والداعمين لإنهاء هذا النظام الذي يهدد وحدة سوريا واستقرار المنطقة، فهل تتفاعل الدول الكبرى والإقليمية مع هذا الواقع، فتقدم للمعارضة المساعدات التي تمكنها من إنجاز المهمة؟.
• أعادت صحيفة الرياض السعودية إلى الأذهان، إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما، في سبتمبر 2010 ، أن مهمة القوات الأمريكية في العراق انتهت، وظهوره في أغسطس 2014 ليخبر الشعب الأمريكي أنه قرر بدء ضربات جوية على تنظيم "داعش" في العراق، ليبدأ الحديث بعدها في واشنطن حول فاعلية استراتيجية البيت الأبيض في هذه العمليات العسكرية، وأوضحت أن جدل استراتيجية الحرب على "داعش"، عاد إلى طاولة اجتماع باريس الأخير، والذي حاول رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خلاله إلقاء اللوم في محاربة "التنظيم" على التحالف الدولي، معتبراً أن تقدم "داعش" على الأرض فشل للعالم، ورأت الصحيفة أن محاربة التنظيم تستلزم القضاء على أسباب وجوده التي يتمثل أحدها في استمرار نظام الأسد الذي يرى في تواجد "داعش" سبيلاً لاستمراريته باعتباره الضامن الرئيسي لمنع انهيار المؤسسات الحكومية السورية ووقوع دمشق في قبضة التنظيمات المتحاربة على مشارف العاصمة، وكذلك إصلاح النظام الأمني- السياسي العراقي والعسكري الذي يبدو في حالة غير واضحة باعتماده على قوات "الحشد" ذات الطابع المليشياوي.
• توقعت صحيفة الغد الأردنية في مقال لها، أن يكون الحضور الإيراني الطائفي والدموي، في سوريا كما العراق واليمن بعد لبنان، سببا في مزيد من تأجيج المنطقة ككل طائفيا، ومنح مزيد من الدعم والزخم للتنظيمات والحركات المتطرفة والمتشددة السنية، على الطرف المقابل، في سوريا والعراق أساسا، لكن كل ذلك - تقول الصحيفة - لا يبدو جديدا، فكما أن الاحتلالات الإسرائيلية، باتفاق الجميع، كانت المسؤولة عن نشوء وتقوية الحركات المتطرفة شديدة العلمانية في مرحلة سابقة، فإن الاحتلالات الإيرانية لا بد وأن تولد حركات متطرفة مماثلة تماما، مع اختلاف مرجعيتها لتكون دينية.