جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 06-09-2015
• ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن مسؤولين من الإدارة الأميركية، أكدوا أن روسيا أرسلت فريقا عسكريا إلى سوريا وتتخذ خطوات أخرى تثير قلق الولايات المتحدة حيال خطط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتوسيع دعمه العسكري لنظيره السوري بشار الأسد، ولفتت الصحيفة إلى أن الخطوات الروسية تتضمن نقل وحدات سكنية جاهزة تساع المئات إلى مطار سوري، مؤخرا، وتسليم محطة مراقبة محمولة للحركة الجوية، مما يعد عامل تعقيد آخر لجهود وزير الخارجية الأميركي جون كيري للحصول على دعم بوتين لحل دبلوماسي للصراع الدموي في سوريا، مشيرةً إلى أن المسؤولين الأميركيين ليسوا متأكدين من النوايا الروسية، لكن البعض قال إن المساكن المؤقتة تشير إلى أن موسكو يمكنها نشر 1000 من المستشارين أو غيرهم من الأفراد العسكريين بالمطار القريب من موطن أجداد الأسد، وأفادت الصحيفة أن المسؤولين يؤكدون أنهم لا يرون أي مؤشر على أن روسيا تعتزم نشر أعداد كبيرة من القوات البرية، لكنهم يضيفون أن السكن سيمكن روسيا من استخدام المطار كمركز رئيسي لنقل مؤن عسكرية للحكومة السورية وربما كمنصة لإطلاق غارات جوية روسية لدعم قوات الأسد.
• كشفت صحيفة ليبيراسيون الفرنسية، أن حجم التبرعات المالية لصالح اللاجئين السوريين تضاعف 10 مرات على الأقل، وذلك بسبب صورة الطفل الغريق التي انتشرت على نطاق واسع، وقالت الصحيفة الفرنسية إنه في الوقت الذي تستمر فيه أزمة اللاجئين في إثارة اهتمام الرأي العالم الدولي، وفي تقسيم الطبقة السياسية في أوروبا بين مؤيد ومعارض لقبول أعداد متزايدة منهم، فإن صورة الطفل الغريق التي انتشرت بشكل كبير كانت وراء مضاعفة حجم التبرعات المالية لصالح اللاجئين 10 مرات على الأقل، وأضافت الصحيفة أن تأثير مشهد الطفل السوري الغريق، كان السبب الحاسم في ارتفاع عدد وحجم التبرعات سواء كانت نقدية أو عينية وذلك في كل الدول الأوروبية تقريبا، بما في ذلك الدول التي لا تعد من كبار المتبرعين تقليديا، مثل هولاندا، وأشار المصدر ذاته إلى أن صورة الطفل الغريق، أثارت موجة عالية من التعاطف، وكان لها مفعول السحر في زيادة حجم التبرعات المالية السريع، الذي شمل الأفراد والمؤسسات، مثل اللجنة الأولمبية الدولية، التي أقرت صندوقا خاصا للمساعدة على مجابهة احتياجات اللاجئين بمليوني يورو، في حين أعلن نادي بايرن ميونيخ الألماني تخصيص مليون يورو بدوره لمساعدة اللاجئين، الخميس، ليتبعه نادي ريال مدريد بمبلغ مماثل السبت.
• استهل مقال افتتاحي في صحيفة التايمز البريطانية بالتأكيد على أن اللاجئين السوريين يمثلون اختبارا مهما لقدرة الاتحاد الأوروبي على التحرك لمواجهة الأزمات، مطالبا بريطانيا بأن تنتهز الفرصة وتأخذ بزمام المبادرة، وقالت الصحيفة إنه خلال 48 ساعة تجلت أزمة هوية تهدد أسس الاتحاد الأوروبي على قضبان السكك الحديدية قرب العاصمة المجرية بودابست، ورأت الصحيفة أن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان مخطئ في اعتقاده بأنه إذا سُمح للجميع بالدخول، فإن أوروبا ستنتهي، وأكدت على أن هذه الأزمة ستنتهي عندما تتراجع وتيرة القتال في سوريا، وقالت التايمز إن أوروبا برهنت على عجزها عن مساعدات اللاجئين لأنه لا يوجد إجماع أوروبي بشأن تحديد الطرف المسؤول عن مأساتهم، ولا على كيفية التعامل مع هذه الأزمة، كما لا توجد قيادة أوروبية مستعدة لإيجاد حالة إجماع، ولا تتوافر آلية أوروبية لتطبيق السياسات، واختتمت الصحيفة بالتأكيد على أن الحرب السورية مشكلة أوروبية، وبريطانيا دولة أوروبية رائدة، وقد حان الوقت كي تتصرف بما يتفق مع ذلك.
• نشر الكاتب البريطاني روبرت فيسك مقالا شن فيه انتقادات واسعة لتعامل القادة الأوروبيون والدول الخليجية الغنية مع المحنة، وسأل فيسك في عنوان مقاله الذي نشرته صحيفة الإندبندنت ما إذا كان رئيس الوزراء البريطاني دافيد كاميرون مستعد لنكس الأعلام تكريما للطفل "آلان"، ورغم نقده اللاذع في مقاله لقرار حكومة بلاده بعدم استضافة المزيد من السوريين، إلا أنه يدعو إلى مشاهدة الصورة الأكبر، حيث قال إنه فيما يستقر ملايين اللاجئين في مخيمات تشهد أوضاعاً بائسة في الدول المجاورة لسوريا، إلا أن مئات الآلاف منهم يبحرون في قوارب هشة وبائسة إلى دول القارة الأوروبية -رغم صورتها السيئة في أذهان العرب- وليس إلى دول المنطقة الغنية بالمال والنفط أو دولة الخلافة التي أعلنها تنظيم "داعش"، وتساءل لماذا لا يتوجه هؤلاء اللاجئون إلى السعودية ولا يقتحمون شواطئ البحر الأحمر في مدينة جدة ولا يتوسلون إلى حرس الحدود للسماح لهم بأخذ القطار من الظهران إلى الرياض للبحث عن سلامة أسرهم، وقال إن مئات الآلاف فروا من أوروبا إلى الشرق الأوسط منذ 70 عاماً، واليوم يفر مئات الآلاف من المسلمين إلى أوروبا، وهو ما اعتبره مفارقة سيتأملها المؤرخون يوماً ما، وأضاف أنه لا يعتقد بأن الدافع وراء ذلك هو أن المهاجرين لديهم معرفة كافية بأوروبا وتاريخها، إنما لأنهم يعرفون أنه على الرغم من مادية الغرب وضعف تدينه، لا تزال فكرة الإنسانية حية في أوروبا.
• أفادت صحيفة يني شفق التركية، بأن حزب العمال الكردستاني يقوم باستغلال أوضاع اللاجئين وتهريبهم كما حدث مع الطفل إيلان الكردي الذي كان من كوباني، وبحسب ما بينت الصحيفة، فإن التنظيم الإرهابي يقوم بتهريب اللاجئين إلى أوروبا بالزوارق والطرق غير الشرعية، حيث إنه يقوم بالاستفادة من حاجة اللاجئين إلى السفر، ويعمل على تزيين الهجرة إلى أوروبا على أنها جنة سيمكنهم القيام بأي شيء فيها، ويتقاضى بين 3 و6 آلاف دولار عن كل شخص يقوم بتهريبه، وأضافت الصحيفة أن التنظيم الذي يتمركز على الحدود مع سوريا يقوم بإقناع الأشخاص بالهجرة إلى أوروبا، ويقوم بنقلهم إلى سواحل بحر إيجة قبل أن يقوم بنقلهم بالزوارق إلى أوروبا، وتوفر عمليات التهريب للتنظيم حوالي 300 مليون دولار سنويا، وبينت الصحيفة أن الدول الأوروبية ترحب بالمهندسين والأطباء وأصحاب الشهادات، بينما ترفض الآخرين، وأضافت أن الكثير من اللاجئين يفقدون حياتهم قبل الوصول إلى الجزر اليونانية، وقد مات في السنة الماضية في البحر الأبيض 250 لاجئا أثناء محاولة عبورهم إلى اليونان.
• في صحيفة الحياة اللندنية نقرأ مقالا لإلياس حرفوش بعنوان "قاتل آلان قتل حمزة أيضاً"، الكاتب سلط الضوء على صورة جثة الطفل السوري ألان التي كانت ملقاة على أحد الشواطئ التركية، وشدد الكاتب على أن ألان ليس أول طفل سوري يذهب ضحية الكارثة التي حلّت ببلده، وإذا كانت صورة هذا الطفل على الشاطئ التركي قد هزّت العالم واحتلّت صدر الصفحات الأولى من الصحف، فإن أطفالاً كثراً في سورية ماتوا ويموتون كل يوم، ولا يثير موتهم قلق العالم ولا يحرّك ضميره، وولفت الكاتب إلى أن جثة الطفل آلان الممددة على الشاطئ ليست سوى واحدة من نتائج المأساة السورية، مبرزا أنه مثل آلان ابن كوباني، مات الطفل حمزة الخطيب ابن بلدة الجيزة في محافظة درعا، الذي لم يذهب ضحية أمواج البحر التي قذفت جثّته إلى الشاطئ، بل مات تحت تأثير التعذيب الذي ارتكبته عناصر أمنية مجرمة بأوامر من نظام بشار الأسد، وختم الكاتب مقاله بالإشارة إلى كلام ابراهيم، والد آلان، الذي تمنى أن تكون صورة جثة ابنه كافية لوقف مأساة بلده، قبل أن تقضي على أطفال سورية الباقين.
• تحت عنوان "الروس وسوريا.. كيف نفهم موسكو؟" كتب طارق الحميد مقاله في صحيفة الشرق الأوسط، الكاتب رأى أن الروس يرون فرصة تاريخية لملء الفراغ الأميركي بالمنطقة، وأن الرئيس الروسي يرى أن بلاده هي الوريث الشرعي للأميركيين، مبينا أن بوتين يتأهب لاستثمار ما خلفه الرئيس أوباما من سياساته بالمنطقة التي تقدم الآن على طبق من ذهب للروس، خصوًصا بعد الاتفاق الإيراني النووي، ولفت الكاتب إلى أن الروس يتحركون لدخول المنطقة من تحت مظلة مكافحة الإرهاب، كما فعل الأميركيون بعد أحداث 11 سبتمبر (أيلول)، إلا أن الفرق هنا هو أن الرئيس الروسي يصور بلاده كقوة أكثر معرفة بالمنطقة من الأميركيين، مبرزا أن الرئيس الروسي يريد اليوم استلام المنطقة من الأميركي المنسحب مسوًقا نفسه كصديق للإيرانيين، ومدافًعا عن الأسد، وأكثر تفهًما للمصريين، وقائلاً للخليجيين والمعتدلين العرب إنكم لم تحققوا الهدف المنشود بسوريا، وبمقدوري مساعدتكم هناك، وأوضح الكاتب أن الرئيس الروسي يسوق بلاده اليوم كدولة تمتلك كثيًرا من المفاتيح بالمنطقة، وعينه على العقود المالية الإيرانية، والانفتاح الخليجي، ودعم مصر عسكرًيا، والتلويح بمقدرته على دحر "داعش" بالعراق وسوريا.
• كتبت صحيفة الأهرام المصرية في افتتاحية بعنوان "وصمة عار"، أنه منذ 5 سنوات والأزمة السورية مشتعلة وتزداد ضراوة، ويدفع ثمنها الشعب السوري وحده، بعد أن وصل عدد اللاجئين السوريين خارج بلدهم إلى نحو 4 ملايين لاجئ في دول الجوار، بخلاف أضعاف ذلك من النازحين داخل سورية، دون وجود أي بارقة أمل في إنهاء الأزمة خلال وقت قريب وعودة هؤلاء إلى منازلهم، لتستمر أكبر مأساة إنسانية في التاريخ الحديث، واعتبرت الصحيفة أن المجتمع الدولي لم يفشل فقط في إنهاء الأزمة ولكن ترك أيضا بعض القوى الإقليمية والدولية تزيدها اشتعالا بتقديم السلاح والدعم لمختلف الأطراف، وكانت النتيجة انتهاز الجماعات التكفيرية والإرهابية الفرصة للاستيلاء على الأرض السورية واستخدامها منطلقا لعملياتها الإرهابية في المنطقة، مؤكدة على ضرورة تحرك فاعل للدول والمنظمات العربية والإقليمية والدولية وتعاون جاد بهدف تسريع الوصول إلى حل سياسي للأزمة.
• نقلت صحيفة العربي الجديد عن مصدر مطلع في دمشق كان قد حضر بعض كواليس الزيارة الأخيرة للمبعوث الأممي، ستيفان دي ميستورا إلى دمشق قبل أيام، أن الزيارة كانت سلبية، موضحاً أن دي ميستورا التقى نائب وزير خارجية الأسد، فيصل المقداد، فقط، رغم أنه طلب لقاء بشار الأسد، ووزير خارجيته، وليد المعلم، لذلك أقام المبعوث الدولي في دمشق يومي الاثنين والثلاثاء وهو ينتظر أن يُحدَّدَ له موعد، وهو ما لم يحصل، ويكشف مصدر الصحيفة أن لقاء دي ميستورا بالمقداد لم يكن ودياً، وحصلت خلاله مشادة كلامية بينهما، إثر انتقاد المقداد المبعوث الأممي واتهامه بعدم الحيادية، بسبب عدم إدانته قصف دمشق بالصواريخ، وحديث الأخير عن مجازر قوات النظام المتواصلة في مدينة دوما، ويضيف المصدر أن المبعوث الأممي عرض خطته وآليات عمل اللجان الأربع، المزمع تشكيلها، على المقداد، لكن الأخير أبلغه بأن لديه الكثير من المآخذ على خطته، أما في ما يخص تشكيل اللجان، فيؤكد المصدر أن المقداد استمهل دي ميستورا حتى تتم دراستها، ورفض أن تعمل اللجان بشكل متواز، معرباً عن إصراره على أن يبدأ العمل في لجنة مكافحة الإرهاب، وعقب إنهاء أعمالها يتم الانتقال إلى اللجنة التي تليها، كما طالب بقائمة الأسماء الخاصة بالمعارضة المقترح مشاركتها في اللجان المشتركة، بحسب خطة دي ميستورا، مبينا أنه يرفض المشاركة بأية لجنة يشارك بها الائتلاف الوطني المعارِض، إضافة إلى رفضه مشاركة مجموعة من الشخصيات والكيانات المعارضة الأخرى في الداخل والخارج، لم يحددها المصدر، ويلفت المصدر إلى أن المبعوث الدولي غادر دمشق بانتظار إرسال قائمة ممثلي النظام في اللجان، من دون أن يحدد الأخير لدي ميستورا فترة زمنية لذلك، ويرى مصدر الصحيفة أن اللافت في زيارة دي ميستورا هو أنه استهلها بزيارة السفارة الإيرانية في دمشق حتى قبل لقائه بالمسؤولين السوريين، منوهاً إلى أنه قام بهذه الزيارة بهدف محاولة الضغط على النظام من بوابة أنه يحظى بدعم طهران.
• قالت صحيفة الديار اللبنانية المقربة من "حزب الله" الإرهابي، إنه خلال أيام أو أسبوع سيطل بشار الأسد إعلامياً ويلقي خطاباً تاريخياً للشعب السوري، وأكدت الصحيفة أن بشار سيعلن قبوله بمبادرة دي ميستورا على أساس المشاركة مع "معارضة ذات قيمة"، حسب تعبيرها، وأضافت الصحيفة أنه لم يتم تحديد هوية المعارضة، لكن الأسد سيعلن قبوله بالحل وإجراء انتخابات برلمانية مسبقة ينتج عنها حكومة وحدة وطنية جديدة، ولفتت إلى أن الخطاب سيكون من أهم الخطابات المصيرية التي ألقاها بشار الأسد منذ عام 2000 يوم تسلم الحكم، على حد وصفها.